رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أ.د. عبد الله خليفة الشايجي

 تويتر @docshayji

‏@docshyji

مساحة إعلانية

مقالات

342

أ.د. عبد الله خليفة الشايجي

ازدواجية المعايير من مجازر البوسنة.. إلى مجازر غزة..

13 يوليو 2025 , 05:04ص

في الذكرى الثلاثين لمجزرة قتل وإبادة الصرب المتطرفين 8000 شاب وفتى مسلم في سربرنتشا في الحرب الأهلية في البوسنة والهرسك بدم بارد في أبشع مجزرة دينية في أوروبا انتفض العالم بأسره ورفض تلك المجزرة المروعة وتعهد بعدم تكرارها وساقوا المجرمين المسؤولين عن تلك المجزرة البشعة وعلى رأسهم ميلوسوفيتش وكراديتش إلى المحاكمة!! 

لكن الواضح بعد أكثر من ثلاثة عقود ومع استمرار المجازر اليومية في كل مدينة وشارع وحي في غزة النازفة والمحاصرة والمجوعة أن النظام العالمي وما يُعرف بالمجتمع الدولي المتحضر لم ولن يتعلموا تلك الدروس بل يمارسون نفاقهم لكون الضحايا من مجزرة سريبرينيتسا إلى مجازر غزة ليسوا من دينهم ومذهبهم وعرقهم!! وإلا لتوقفت مآسي حمامات الدم النازف للشهر الحادي والعشرين في أول مجزرة تنقل على الهواء مباشرة وأمام عيون العالم بأسره. 

ما يفضح التناقض الصارخ بين مبادئ القانون الدولي ومنظمات حقوق الإنسان التي يتشدق بها العالم المتحضر ويطالب باحترامها بينما يشيح بأنظاره عن مجازر يومية راح ضحيتها حسب دراسة 10 % من سكان غزة المحاصرة والمدمرة ما يعادل 200 ألف بين شهيد ومصاب ومقعد ومفقود تحت ركام مباني غزة المدمرة. في سقوط أخلاقي يفتقد لأدنى مستوى من الإنسانية. لكون الجاني محصنا ومحميا من النظام نفسه الذي يمده بالسلاح والعتاد والدعم والاسناد والغطاء السياسي.

وإلا كيف نفسر أن نتنياهو المسؤول الأجنبي الوحيد الذي زار البيت الأبيض ثلاث مرات منذ شهر فبراير 2025-والتقي في زيارته الأخيرة الرئيس ترامب ثلاث مرات. وبرغم تأكيد ترامب قبل لقائه مع نتنياهو بأننا سنعلن عن التوصل لهدنة أثناء الزيارة التي امتدت لأيام. لكن نتنياهو حضر والتقى ترامب وقادة الحزبين في الكونغرس ووزير الخارجية والمبعوث ويتكوف ولم يُعقد مؤتمر صحفي ولم يعلن عن وقف إطلاق نار. بل أرسل وفدا إلى المفاوضات لا يملك صلاحيات مفتوحة-وقدموا خرائط تقضم 40% مناطق عازلة وبقاءهم في المحاور الرئيسية موراغ فيلادلفيا! وعرض مقترح حشر الفلسطينيين تسمى زورا «مدينة إنسانية» على انقاض مدينة رفح ينقلون مليوني فلسطيني ويحشرونهم في عملية تطهير عرقي تذكر بمراكز التطهير العرقي النازية في الحرب العالمية الثانية!! وتشجيع كما يطالب عتاة اليمين المتطرف بن غفير وسموترتش «الهجرة الطوعية» من غزة بدعم نتنياهو وصمت حلفائه؟!! وهكذا عدنا إلى المربع الأول بعد 21 شهرا من حرب الإبادة الدامية.

والواقع أن تلك المواقف المتطرفة تصطدم كليا مع الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع حركة حماس والاتفاق الذي تم التوصل إليه في يناير وخرقه نتنياهو واستأنف الحرب في مارس الماضي.. وقد وافقت حماس على مقترح هدنة 60 يوما في المرحلة الأولى من الصفقة. وطالبت بضمانات واضحة بوقف الحرب بشكل كامل وعدم العودة لاستئناف الحرب، وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة بالكامل، ورفض اشتراط أن تكون المرحلة الثانية رهينة تفاوض جديد بعد الهدنة.

والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم: لماذا لم يعلن عن هدنة وقف إطلاق النار كما كان متوقعا أثناء زيارة نتنياهو ولقاءاته مع الرئيس ترامب في البيت الأبيض كما كان متوقعا؟ 

السبب عدم ممارسة ترامب الضغوط المتوقعة منه على نتنياهو الذي يبقى رهينة لليمين المتطرف في ائتلافه الذي يعارض بشدة أي صفقة تنهي الحرب والانسحاب من غزة وإطلاق سراح الأسرى دون تدمير قدرات حماس وطرد قياداتها وحتى إعادة الاستيطان في غزة. وبرغم موافقة المؤسسة العسكرية والاستخبارات الإسرائيلية على الخطة والخرائط التي قدمها الوسيطان القطري والأمريكي، لكن نتنياهو يتمنع ويرفض المصادقة والإعلان عن الهدنة في شراء للوقت حتى يخرج الكنيست في عطلته الصيفية ولا يتم حل الكنيست وإجراء انتخابات مبكرة!! وهذا يتناقض مع مطالب حركة حماس ومقترح الوسطاء بالانسحاب الكلي وإدخال مساعدات إنسانية عاجلة لشعب وتتفشى فيه المجاعة والأمراض.

وكشفت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين ووثائق، في تحليل كيف يطيل نتنياهو حرب غزة ليبقى في السلطة!!وأشارت غلبت على قرارات نتنياهو في حرب غـزة اعتبارات سياسية وشخصية. وتعمد ابطاء المفاوضات تحت ضغط اليمين ائتلافه، وواصل الحرب رغم تحذيرات الجنرالات. كما انتهك نتنياهو الهدنة في مارس الماضي خارقا اتفاق الهدنة بعد تنفيذ المرحلة الأولى من ثلاث مراحل تم الاتفاق عليها بوساطة أمريكية-قطرية-مصرية، وذلك للحفاظ على ائتلافه بعد اتفاق وقف إطــلاق النار في يناير 2025 قبل بدء رئاسة ترامب.

واضح لم تحقق زيارة نتنياهو ولقاءاته مع الرئيس ترامب النتائج المطلوبة حول هدنة الستين يوما. لإصرار نتنياهو الذي خرب الاتفاقات السابقة لإصراره غير الواقعي على نزع سلاح حماس وتدمير قدراتها وإطلاق سراح جميع الأسرى وهو غير ممكن تحقيقه وخاصة بعد نفاد جميع بنك الأهداف ضد حماس وتحول الحرب منذ أشهر لحرب استنزاف وقتل الأبرياء واصطياد الجوعى في مراكز توزيع المساعدات حيث استشهد حوالي 800 من المدنيين الجوعى الأبرياء ونجاح المقاومة بتكبيد العدو خسائر كبيرة بتفخيخ المباني المدمرة واستهداف دباباتهم وعربات نقل الجنود بقذائف تحرق الجنود داخلها وتدمر المباني على رؤوس جيش الاحتلال!!.

وكان لافتا ظهور انشقاقات أمريكية وأوروبية ضاقوا ذرعا بجرائم الاحتلال وخرق الاتفاقيات. وخاصة داخل تحالف الرئيس ترامب لاستمرار الدعم اللامحدود لحرب غزة!! علقت النائبة الجمهورية حليفة ترامب وعضو حركة ميغا مارجوري غرين «غير منطقي تمويلنا إسرائيل التي تملك واحدة من أقوى الترسانات العسكرية في الشرق الأوسط، بما في ذلك أسلحة نووية غير خاضعة للتفتيش الدولي. علينا قطع 500 مليون دولار إضافية من المساعدات الأمريكية لإسرائيل».

 لذلك تستمر المآسي ويبقى العجز عن لجم نتنياهو ومتطرفي حكومته سيد الموقف!!

اقرأ المزيد

alsharq القيادة الإدارية في ضوء السيرة النبوية

تعددت نماذج القيادة عبر الأزمان ولكن لسنا بحاجة للرجوع إلى النماذج الغربية للقيادة، فلدينا أعظم مرجع للقيادة يحتذى... اقرأ المزيد

174

| 03 أكتوبر 2025

alsharq استشهدوا وما زالت والدتهم تنتظر قدومهم

ليس واحدا أو اثنين أو ثلاثة، بل أربعة دفعة واحدة استشهدوا مع أبناء عمومتهم والجيران، قُصف المنزل على... اقرأ المزيد

120

| 03 أكتوبر 2025

alsharq الثراء اللغوي.. عودة تحمل الإبداع والتميز

في مشهد تربوي يؤكد حضور اللغة العربية كهوية وانتماء، دشّنت مدرسة الوكرة الإعدادية للبنات يوم الخميس 25 سبتمبر... اقرأ المزيد

198

| 03 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية