رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

نعيمة عبدالوهاب المطاوعة

مساحة إعلانية

مقالات

312

نعيمة عبدالوهاب المطاوعة

نعمة لا يجب إهدارها

13 أبريل 2025 , 02:00ص

نحمد الله عز وجل كل يوم على النعم التي أنعمها علينا في هذا البلد الغالي الذي لم تألُ قيادته الحكيمة منذ نشأته على أن توفر للشعب كل وسائل الأمن والأمان والراحة، ومن هذه النعم الكهرباء والصحة العامة التي أولتهما الدولة كل الاهتمام ووفرتها لهم بالمجان وذلك ليس مِنَّة ولكن كحق لهم تكفله الدولة.

وما زلنا نتذكر تلك الأيام الخوالي التي كنا نجهز المصابيح التي تسمى (الفنر) كل يوم خوفا من أن تنقطع الكهرباء علينا في الليل، ولكن نحن نعيش في أمن من ذلك لتوفر الكهرباء والماء وهما خدمتان قد لا تتوفران لغيرنا.

وهذه النعمة حق احتاج إلى الحفظ حتى تستمر فالدولة تكفل الملايين بل المليارات من أجل إنتاج الكهرباء وتنقية الماء بجانب تكاليف العمل للإنتاج والصيانة، وكثيرا ما تدعو المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء للترشيد والاقتصاد في هاتين الخدمتين من قبل الناس، ولكن للأسف البعض قد يهدر الكثير من هذه الطاقة من خلال إنارة البيت وخاصة من الخارج بالأضواء فلا يخلو حائط ولا سقف بل حتى ساحات المنزل الخارجية من الأضواء وقد يصل عدد هذه الأضواء إلى العشرات ناهيك عن ترك جميع الإنارة داخل المنزل طوال النهار وترك أجهزة التكييف تعمل طوال اليوم حتى لو خلا البيت من سكانه ليوم أو يومين.

وأن المرء ليتألم على مثل هذا الهدر للكهرباء التي قد تترك حتى النهار، فالبعض يسافر ويترك إضاءة البيت مفتوحة ليلا ونهارا بحجة أن يشعر الغير أن البيت عامر بأهله!

ولو نظر أحدنا إلى فاتورة الكهرباء والماء التي أرسلتها المؤسسة بهدف الترشيد وننظر للمبالغ وكمية الهدر بالنسبة للماء والكهرباء لأصابنا الخجل مما نفعل، ولكن لا أحد يلتفت لذلك.

وإذا ما جئنا إلى الإسراف والهدر في المياه فتكون هناك الكارثة حيث ترى العامل يغسل السيارات أمام البيت مستخدما الخرطوم ويتركه والماء ينتشر منه، ناهيك عن الهدر لهذه المياه داخل المنزل في المطابخ والحمامات والتنظيف حيث لا مراعاة لكمية المياه التي تستخدم ولا التكلفة التي تكون على تنقية الماء ليصل إلينا نقيا منعشا عذبا، فهناك في دول أخرى يشترى هذا الماء ويباع، بل هناك من الشعوب التي لا تجد ولو قطرة من هذا الماء بل تضطر إلى استخدام مياه الآبار التي تحصل عليها بالجهد والتعب ومياه الترع والبحيرات التي غالبا ما تكون ملوثة. لا ندري متى يشعر المواطن بالذات والمقيم الذي تتحمل الدولة نفقات الماء والكهرباء عنه بأهمية هذه النعم ومحاولة الترشيد والاقتصاد في الاستخدام بالحدود المقبولة والممكنة والمطلوبة.

فلا يجب أن ننتظر حملات الترشيد في الكهرباء والماء، بل نبادر نحن كمسؤولية منا في خدمة وطننا أن نقلل من الهدر اليومي للمياه والكهرباء ونكتفي بما نحتاجه دون إسراف ولا تبذير لأن الله لا يحب المبذرين.

ويمكن أن نأتي على نعمة أخرى ألا وهي نعمة الرعاية الصحية التي توفرها الدولة بالمجان، فالبعض قد لا يعجبه العلاج الذي وصفه الطبيب له، وبمجرد أن يحرك من الصيدلية، يلقي بالأدوية في سلة القمامة، والدولة قد كلفت الكثير من أجل توفير هذه الرعاية، بل البعض قد يصر على العلاج في الخارج رغم أن ما يعاني منه يمكن معالجته في البلاد بدون أي تكلفة ولكن لا فائدة، فالبعض لا يثق بما في بلاده ويتطلع للخارج.

إذا هذه وغيرها مما توفره لنا الدولة في حاجة للمحافظة عليها وعدم إهدارها والترشيد فيها من أجل مستقبل الأجيال الجديدة التي تحتاج إليها بيسر وسهولة فلنترك لهم القدوة في ذلك ونحمد الله على ما أنعم علينا منها.

مساحة إعلانية