رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

فالح حسين الهاجري

فالح حسين الهاجري

مساحة إعلانية

مقالات

1330

فالح حسين الهاجري

ترشيح الوكلاء من خارج الوزارات!

13 أبريل 2014 , 01:50ص

• هل خلت الوزارات من كفاءات داخلية حتى تتم الترشيحات من خارجها؟

• أقترح إنشاء لجنة خاصة تتبع رئيس مجلس الوزراء تهتم بمتابعة أسماء المرشحين ومدى ملاءمتها

• يحق للجنة ترشيح أسماء لشغل أي منصب قيادي من الجهة نفسها أو من لديه مؤهلات لشغل المنصب من جهات أخرى

في مقالة كتبتها يوم الأحد الموافق 30 من الشهر الماضي تحت عنوان "غرق نفق سلوى!"، تحدثت فيه عن أهمية إصدار معالي الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء بتشكيل لجنة برئاسة الشيخ عبدالرحمن بن خليفة آل ثاني وزير البلدية والتخطيط العمراني وأعضاء من المهندسين والمختصين من أصحاب الخبرة، للتحقيق في غرق نفق سلوى، وذلك لتحديد الأسباب الهندسية ومحاسبة من ثبت تقصيره، ومن هذا المنطلق كان هذا المقال الذي لا يقل أهمية عن أي موضوع آخر، فمن خلاله ستكون ملامح العمل في أي قطاع حكومي بحسب الأسماء والشخصيات التي ستتولى زمام المسؤولية، والمقصود به هو الخبر الذي جاء عن ترشيح اسمين من خارج كل وزارة لتعيينهم وكلاء في وزارات الدولة المختلفة، والأكثر أهمية أيضا اختيار الوكلاء المساعدين ومديري الإدارات من أصحاب الكفاءات والخبرات التي تناسب المناصب التي سيتولاها أي مواطن أو مواطنة وهو جدير بالمكان المرشح له.

فخبر الإعلان عن الهياكل التنظيمية للوزارات خطوة نحو طريق العمل الجاد، ومنع الازدواجية ودمج ما يلزم من الإدارات وفصل ما يستوجب فصله، وتم إنشاء هيئات المشرفون عليها وزراء، كل ذلك جميل جدا وأدخل البهجة والسرور إلى نفوسنا؛ إلا أن خبر ترشيح وكلاء الوزارات من خارج الوزارة هو ما جعلنا في حيرة من أمرنا! وصبغنا بصبغة عدم التقاؤل بما هو قادم، وعكس الأمر بعد فرحنا بالإعلان عن الهياكل التنظيمية.

هذا ملخص ما لمسته من شريحة كبيرة تعمل في القطاعات الحكومية المختلفة، ومع أخذ رأيهم ووجهة نظرهم في الحسبان دعونا ندرس هذا الأمر من جانبين:

أولا: تعيين وكلاء وزراء من خارج الوزارة يجب أن يُنظر له من زاوية مهمة وأن يحاسب الوزير في هذا الأمر، في حال ترشيحه لأي كفاءة قطرية في أي منصب يتولاه أو تتولاه إحدى كفاءات بنات الوطن، نعم يجب أن يُحاسب على ترشيحه من خارج الوزارة، ومع ذلك هل قام بترشيح أي كفاءة لاستحقاقها أم تم اختياره لدوافع أخرى كعلاقة قد تكون تجمعه بالمرشح للمنصب.

ففي كل محفل أو افتتاح يشيد الوزراء والمسؤولون بالكوادر الوطنية في وزارته، ويقول إن الوزارة بها كفاءات مشرفة تعمل ليل نهار، ويُمثّلون قطر في الخارج من خلال مشاركات الوزارة والاجتماعات خير تمثيل، ويعملون في الداخل على مدار اليوم بكل جد واجتهاد! أين هم من ترشيحاتكم إذا! ألا يستحقون الترشيح! ألا يوجد في الوزارة من هم كفء لتحمل المسؤولية والعمل على تطوير عمل الوزارة، خاصة أنهم ممن عملوا ويعرفون طبيعة العمل وما ينقصه وما تحتاجه كل إدارة وقسم، كما أنه من المفترض أن يعرف الوزير جميع الزملاء في جميع الإدارات والأقسام المختلفة في وزارته، ويستطيع الحكم عليهم دون أن يؤثِّر عليه أحد ممن يمكن أن يُداهنوا أو يُحبّوا أو يكرهوا من نظرة منفعة خاصة! لماذا لم يقولوا لكل وزير قام بترشيح الوكلاء من خارج وزارته، وقد أمضى سنة أو ما يقاربها حتى الآن أو عدة سنوات من العمل كوزير في الوزارة: كيف كنت تعمل طوال هذا الفترة السابقة إن لم يكن لديك من تثق بعمله وخبرته!؟ أم أنه بعد أن اتضحت الرؤية له وجاء وقت الترشيح أراد أن يأتي بمن هو في صفّه بعد أن قامت الكفاءات بتجهيز كل ما يلزم للمرحلة القادمة، فيأتي بمن يسمع كلمته وهو مطمئن بأنه لو خالف أمره أو أمر من معه فسيُعرِّض نفسه للمساءلة، مع التأكيد أن بعض المرشحين يجهل الكثير من أمور العمل في الوزارة الجديدة التي سيعمل بها وباختصاصاتها، وهذا أمر طبيعي لأي مستجد في أي قطاع لم يعمل به أو لا يملك خبرة في نفس المجال.

ثانيا: ما الحرج في أن يكون المرشح من خارج الوزارة، ألم يكن معظم المسؤولين يعملون في تخصصات قد تكون بعيدة بعض الشيء عن عمل وزاراتهم! وقد نجحوا نوعا ما في تحقيق نجاحات تُحسب لهم، كما أنه سيكون مطالبا أمام مجلس الوزراء بأن يعتمد على أبناء الوزارة والكفاءات ليكونوا خير سند له في عمله، أم أن التخوف من أن يأتي الذي تم ترشيحه بعناصر تعمل معه ويعتمد عليها في عمل الوزارة من خارج الوزارة أيضا!

الكثير من التساؤلات التي تُرهق تفكير الكثيرين، وعلى هذا الأساس أتمنى أن تكون هناك لجنة خاصة تتبع رئيس مجلس الوزراء يكون صلب عملها متابعة الترشيحات وعمل المقارنات فيما بينهم والخبرات التي يملكونها، وهل هم حقا يستحقون الترشيح لشغل هذا المنصب أو ذاك، كما أنه يحق للجنة استبعاد اسم أي مرشح لا ترى فيه أهلا لما هو مُرشح له، مع كامل الاحترام والتقدير لشخصه الكريم، وتكون اللجنة مساءلة أمام معالي رئيس مجلس الوزراء الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني، ويتابع معها كل ما يهم مسيرة العمل ومسيرة كل مرشح لتولي أي منصب، وبذلك تكون الدولة ممثلة في قيادتها قد عملت على أن يتولى شرف المسؤولية الوطنية في أي قطاع حكومي من هو أهل لذلك، وينطبق عمل اللجنة على كل مرشح لمنصب وكيل أو وكيل مساعد أو مدير إدارة أو منصب قيادي، لأن العمل في الأخير هو عمل تكاملي وليس عملا انفراديا، فلن يتحقق النجاح بوجود كفاءات قيادية دون مساعدة من هم في المستوى المطلوب من الخبرة والكفاءة في العمل، كما أنني أرى أنه من حق هذه اللجنة أن تضع لائحة بأسماء لترشيحها في أي قطاع في حال رأت أن هناك أسماء قد تكون أقوى من التي تم ترشيحها من نفس الجهات الحكومية أو من جهات أخرى مقاربة للعمل نفسه.

وأعتقد جازما أن هناك شريحة كبيرة تتمنى هذه الصيغة في العمل، فنحن نتحدث عن منصب وكيل وما دون، فالوزير هو منصب سياسي في الأخير، وله مواصفات خاصة يجب أن تنطبق على شخص المرشح لمنصب الوزير، أما فيما يتعلّق بالوكيل، خاصة بعد الإعلان عن الهياكل التنظيمية الأخيرة، فهي تعادل منصب الرئيس التنفيذي الذي يدير العمل في أي قطاع بكل خبرة واقتدار نحو الأمام، فمنصب الوكيل هو منصب تخصصي بحت، يجب على من يشغله أن يكون ملما بكل ما يتعلّق بعمل الوزارة وإداراتها المختلفة، وطبيعة عمل كل قسم في كل إدارة، فهناك بعض المسؤولين عندما تسأله عن قسم معين في القطاع الذي يعمل فيه، يجاوبك بغربة تستشعر منها أنه ولأول مرة يسمع بهذا القسم!؟

تساؤلات كثيرة إلا أنني لمست عدم ارتياح من قبل شريحة كبيرة في عملية ترشيح وكلاء من خارج الوزارة، خاصة مع بعض التجارب التي خاضوها من قبل، وبالرغم من ذلك فإننا متفائلون بما هو قادم، فالدولة بقيادة أمير البلاد المفدى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله ورعاه تدعو للتفاؤل بما هو قادم لما فيه مصلحة الوطن والمواطن، وبمتابعة معالي الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية لما فيه الصالح العام.

وأخيرا وليس آخرا قد تكون هذه الترشيحات من قِبل الوزراء لمقارنتها مع أسماء لدى المجلس الموقّر، فنحن ولله الحمد نعيش في وطن يعرف كل من فيه الآخر، وكل من يعمل محل التقدير والإعجاب حتى لدى من لا يعرفه، فنسأل الله أن يوفّق قادتنا إلى خير العمل وخير الاختيار لما فيه صالح الوطن والمواطن.

اقرأ المزيد

alsharq لا نريدها هدنة مؤقتة

أثناء تصفحي لمواقع التواصل الاجتماعي استوقفني أحدهم ممن يصفونهم بالمنجمين والذين يدّعون العلم بالمستقبل ولا يعلم بالغيب سوى... اقرأ المزيد

141

| 05 أكتوبر 2025

alsharq يوم المعلم.. مهنة لن تختفي

يقول الاسكندر الأكبر: أنا مدين لمعلمي لأنه قدم لي حياة جديدة. يحتفل العالم أجمع بيوم المعلم الذي ينظم... اقرأ المزيد

135

| 05 أكتوبر 2025

alsharq المبادرة.. وتداعيات حرب الإبادة

ضغوط عالمية وداخلية شعبية لوقف الحرب وانهاء الابادة، تسارع مكوكي لا يوصف في مفاوضات الصلح بين حماس واسرائيل... اقرأ المزيد

90

| 05 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية