رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عبد اللطيف آل محمود

عبد اللطيف آل محمود

مساحة إعلانية

مقالات

2306

عبد اللطيف آل محمود

مجرم وقاتل قطري

13 مارس 2012 , 12:00ص

تتابع الأوساط القطرية بقلق شديد تزايد حالات القتل والاعتداءات التي تمارس ضد المواطنين والمقيمين بطريقة منهجية لأكبر الحوادث الإجرامية التي تشهدها الدولة في عصرها الحديث. حيث بلغ مجموع من قتلهم هذا المجرم 8 أشخاص خلال الشهر الماضي فقط. وعلى الرغم من تكتم السلطات القطرية وعدم نشر الكثير من تلك الحوادث مخافة حدوث هلع بين المواطنين، فان الأوساط الطبية والمستشفيات سربت لـ"الشرق" معلومات عن وصول جثث وإصابات لمواطنين ومقيمين تكاد تكون شبه يومية.

ويذكر احد الأطباء أن آخر الضحايا كانت عائلة مكونة من أم وابنتيها، أجهز عليهن القاتل بدم بارد فيما يشبه مجزرة جماعية وتركهن جثثا على قارعة احد الطرق الخارجية في الدولة، ويقول الطبيب أن الطب الشرعي استنتج من معاينة الجثث والإصابات إن القاتل يتسم بالشراسة والوحشية، ويسترسل الطبيب بقوله ان السلطات الأمنية بعد معاينتها للحادث تأكدت إن القاتل هو ذاته الذي قتل شابا عمره 19 سنة خلال الأسبوع الماضي.

وتشير متابعات "الشرق" إلى انه على الرغم من الكثير من الأدلة التي يتركها القاتل في موقع الجريمة فان السلطات الأمنية عجزت حتى ألان عن وضع حد لجرائمه المتكررة، فهو يضرب ضربته في ساعات متفرقة من الليل والنهار، في الأحياء والأسواق وكثيرا على الطرق الخارجية حين يستفرد بضحاياه، وهو غالبا ما يتمكن من قتل ضحيته في لحظات وأحيانا يسبب إصابات بليغة من كسور وجروح تترك أثرا بليغاً وعاهات دائمة أو عجزا دائما.

وقد قامت السلطات الأمنية بوزارة الداخلية مؤخراً بتكثيف إجراءاتها الأمنية وتشكيل فرق مكونة من الأجهزة الحكومية وكذلك الاستعانة بالأهالي لتقديم أي مساعدة في إيجاد حل يمكنها من القبض على المجرم أو الحد من الجرائم التي باتت تشكل ارقأ مزمناً للدولة وأجهزتها، وقد لجأت مؤخراً لطلب العون من اختصاصيي سلوكيات الجرائم المتكررة في الدول المتقدمة وفي مجال التحقيقات الجنائية أملا في وضع حد لهذا القاتل.

وحسب إفادة مصدر امني بوزارة الداخلية فإن الصعوبة التي تواجه الأجهزة المعنية بالوزارة هي اللامبالاة التي تستشعرها الوزارة من بعض المواطنين واستهتارهم بخطورة الوضع الأمني وعدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية أنفسهم وأبنائهم من براثن هذا القاتل الأثيم، وقد بلغ الاستهتار بأحد الآباء أن أرسل ابنه الوحيد في ساعة متأخرة من الليل لمنطقة نائية سبق أن نفذ فيها القاتل اعتي جرائمه، وقد وجد فيه المجرم ضحية مناسبة لينفذ فيه إحدى جرائمه.

ويضيف المصدر أيضا أن السلطات الأمنية قد شكلت لجنة وطنية تجمع الأجهزة الأمنية والخدمية الحكومية بالتعاون مع المنظمات الدولية لوضع خطة وطنية شاملة للقضاء على المجرم وإعادة استتباب الأمن في ربوع الدولة.

وتفيد متابعات "الشرق" مع احد أعضاء اللجنة الوطنية إلى انه بالرغم من حصول الدوحة على المرتبة الأولى وفوزها بجائزة المدينة العربية الأكثر أمنا والأقل عنفا لعام 2011، فان حوادث القتل المستمرة ستضيع اللقب على الدوحة العام الحالي ما لم تجد الوزارة طريقة لإنهاء مسلسل العنف والقتل بوضع يدها على المجرم وتطهير البلد منه ومن أمثاله.

وفي استطلاع للآراء من قبل المتابعين لهذا الشأن، ابدي احد المواطنين امتعاضه من ارتفاع معدل الجريمة في الدولة والقي باللائمة على رجال الأمن وأجهزة وزارة الداخلية في عدم تشديد الأمن كما هو متبع في الدول المتقدمة، حيث لم تقم (باستثناء أسبوع واحد في السنة) بأي جهد يذكر لتعريف المواطنين بالمخاطر التي يشكلها هذا القاتل على حياتهم وحياة أسرهم وعلى المجتمع بشكل عام.

ما ذكرت أعلاه ليس إلا صياغة بطريقة روائية لوضع سيئ ومخيف لما نشاهده ونتعايش معه بشكل يومي من جراء الحوادث المرورية (القاتل الأول) التي تستنزف من أبنائنا حياتهم ودماءهم. ونأمل أن يتمكن المسؤولون من النهوض بمكونات هذا الوطن للقيام بحملة وطنية تضع الحلول المناسبة للحد من الحوادث المرورية التي ثبت أنها السبب الأول في استنزاف أهم ثروة لهذه الأرض الغالية وهو الإنسان القطري.

وختاما ندعو الله العلي القدير أن يحفظنا ويحفظكم من كل شر وسوء.

مساحة إعلانية