رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. أحمد عبدالملك

د. أحمد عبدالملك

مساحة إعلانية

مقالات

852

د. أحمد عبدالملك

شجون الإبداع في كتارا (1)

13 يناير 2014 , 01:54ص

التأمَ في المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) يوم الأحد الماضي، الملتقى الأول للأدباء والكتّاب في قطر، في محاولة لدعم الهوية الثقافية القطرية من خلال فتح الباب أمام الكتاب والمبدعين القطريين من ناحية، والأدباء العرب الذين يعيشون على أرض قطر وخارجها، من ناحية أخرى، وذلك للتواصل وتبادل الخبرات.

ورغم محدودية عدد الحضور – الذي لم يتعد عدد أصابع اليدين من أصل 226 كاتباً قطرياً مُسجلين في دليل المؤلفين القطريين – إلا أن المحاور التي وضعها المنظمون كانت غاية في الأهمية من أجل الارتقاء بمضامين الإبداع الأدبي، وبحث المعوقات والتحديات التي تواجه المبدع القطري.

ولعل أزمة الهوية والإبداع من المحاور المهمة التي تحتاج إلى بحث مستفيض وتلّمُسِ آثار عملية "التغريب" في مسيرة المجتمع التنموية في المجال الأدبي، ذلك أن "اجترار" نفس النماذج السابقة والركون إلى اتخاذ النص "طوطماً" لا يمكن أن يقرّب المُنتج الأدبي من روح الإبداع. وهنا يكمن خطأ اعتقاد البعض بأن كتابة قصة أو رواية – دون حضور محددات وأساسيات الإبداع – يعتبر نصراً أدبياً، وهذا ما قللَ من الاتجاهات الجديدة في الأدب القطري، حيث ظلت "هواجس" القصة القصيرة هي نفسها خلال أربعين عاماً، وظلت الصورة الاجتماعية "الفوتوغرافية" هي الغالبة على هذا الأدب، إلا فيما ندر!.

وأزمة الهوية في الأدب تشترك فيها الصحافة والإعلام على السواء!، فالهوية إن لم تتجسد في الممارسة الحياتية اليومية تتعرض للتشوه والضمور، لأن الأدب تعبير صادق عن الهوية ومحدداتها ومعانيها!، وهذا ما لاحظناه في بعض نماذج الحياة المتعلقة بالبر والبحر لأهل قطر، أو الممارسات الإدارية وعلاقة أفراد المجتمع – بكافة طبقاتهم الغنية والفقيرة – مع بعضهم البعض، وعلاقتهم مع (الآخر)، ولقد دخل (الآخر) في الإبداع القطري مؤخراً وعلى استحياء في صورة (سلبية) واضحة، فكان دور الخادمة أو السائق أو الموظف أو عامل الاستقبال أو صبي الشاي، من النماذج السلبية في القصة والرواية، ونعتقد بأهمية توضيح صورة (الآخر) في الأدب القطري، ذلك أن بعض الإخوة العرب لمسوا هذا الموضوع – خلال المتلقي – بصورة غير مكتملة وغير واضحة.

وبرأينا أن تعقد ندوة لبحث هذا الأمر وتوضيحه من خلال النماذج التي وردت في الأعمال الأدبية القطرية، ودون اجتراء على الحقيقة أو الواقع.

الموضوع الثاني المهم في الملتقى كان "التحديات والتوجهات في الأدب القطري"، ورغم أن ما كُتب في هذا المحور - في السابق - كان محدوداً، إلا أن واقع هذه التوجهات برأينا يدور في:

- الصورة النمطية الفوتوغرافية المنقولة من أرض الواقع!، وهذا ما وسَمَ التوجهات الأدبية في بداية السبعينيات بالاتجاه التقليدي، بل إن بعض النقاد رأى – كما يقول الأستاذ الدكتور محمد عبدالرحيم كافود – أن هذا الاتجاه جاوره الوعظ والتوجيه المباشر، وكانت هذه النماذج أقرب إلى الخاطرة منها لفن القصة، كما حفلت تلك التوجهات بالمفارقات الاجتماعية وخلل العلاقات الأسرية والتمايز الطبقي من خلال التعامل مع الآخر، كما دانت تلك التوجهات حياة الدعة وأثر الوفر المادي في تفكيك الأسرة – في بعض الحالات – والتوجه نحو الحياة الاستهلاكية التي تقلل من مساحة النزعة الإنسانية، كما لجأ بعض الكتاب إلى التراث أو الأسطورة كمحاولة لإسقاط عامليّ (الخير والشر) على المنتج الأدبي.. كما برز أيضاً الاتجاه الرومانسي في هذا الأدب مع انفراج الرقابة والتحول المجتمعي وغياب التابوهات الفردية التي يضعها الكاتب أو الكاتبة حولهما. كما برز في التوجهات الحكاية الذاتية والموقف الشخصي بكل ما فيه من (ضجر، غضب، حسد، ويأس، وغيرة، وشعور بالغبن) في مقابل المبادئ الأصيلة التي ضمرت في واقع المجتمع المادي الذي عادة ما تفتر فيه قيم (الحق والخير والجمال)، نظراً لسرعة إيقاع الحياة وشيوع نظرية التكالب من أجل مستقبل أكثر رخاء وأمناً، وظهرت بعض أعمال (الغربة) لدى الطالب الذي يدرس في الخارج، ونغمة الحنين والشوق للعودة إلى الوطن في نسق رومانسي سهل يقترب أحياناً من النثر الفني، ومن ضمن التوجهات أيضاً الشعور بالإحباط واليأس من التعامل مع معطيات العصر الاستهلاكي.

أما التحديات فهي عديدة، لكننا نود – إضافة لما تفضل به بعض المنتدين – أن نضيف الآتي:

- من هو المبدع؟! وهل كل من وردت أسماؤهم في دليل المؤلفين القطريين هم من المبدعين- وبعضهم طبع رسالة الماجستير أو الدكتوراة فقط ولم ينتج أي عمل إبداعي آخر ولم يشارك في أي من المحافل الأدبية، بل إن بعضهم لم يكتب قط في الصحافة القطرية أو خارجها – فهل يمكن اعتبار هؤلاء من المبدعين!؟

السؤال الثاني: هل كل من أخرج كتاباً يمكن اعتباره مبدعاً!. من هنا نرى أهمية تحديد وضبط مصطلح (المبدع) كي يمكن التعامل مع المنتج الأدبي الإبداعي من هذا المنطلق!. والإبداع لغة هو: "الاختراع الجديد، وأبدعت الشيء أي اخترعته على غير مثال سبق، والمبدع هو المُنشئ أو المُحدث الذي لم يسبقه أحد.. أما في الاصطلاح فهو إنتاج جديد ومفيد وأصيل ومقبول اجتماعياً، ويحل مشكلة ما (منطقياً أو بما قبل الشعور)".. وعلى ذلك يمكن تصنيف أو قياس الأعمال الأدبية التي نحن بصددها.

- سرعة تعجّل بعض الكتاب المبتدئين في نشر أعمالهم غير الناضجة دون أن يعرضوها على من سبقوهم والاستفادة من خبراتهم، لدرجة أن " خواطر" ليلية يمكن اعتبارها رواية، وهي لا تقترب من فن الرواية!؟

اقرأ المزيد

alsharq هل نحن مستعدون للتقدّم في العمر؟

مع أننا نتقدّم في العمر كل يوم قليلاً، إلا أن أحداً منا لا يرغب في الشيخوخة. فالإنسان بطبيعته... اقرأ المزيد

222

| 13 أكتوبر 2025

alsharq مـــن يتحمــــــل مثــــل أهــــل غـــــزة؟

عامان من الفقد والدمار عامان من الإنهاك والبكاء عامان من القهر والكمد عامان من الحرمان والوجع عامان من... اقرأ المزيد

162

| 13 أكتوبر 2025

alsharq تفاصيل صغيرة

ما أجمل الحياة حين ننظر إليها من زوايا واسعة، فنكتشف ما يُسعدنا فيها، حتى لو كان بسيطًا وصغيرًا.... اقرأ المزيد

117

| 13 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية