رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
لا شك أن إنتشار التكنولوجيا الحديثة بين الناس – صغارهم قبل كبارهم – قد غيرت الكثير من المفاهيم والرؤى وأصبحت وسائل تواصل رفيع المستوى بين البشر .. وخاصة إذا وضعنا فى إعتبارنا أن معظمهم ممن لا يعرفون بعضهم البعض .. وهذا معناه أنها أصبحت لغة عالمية جديدة تمكنت من مد الجسور بين الناس على كافة المستويات الفكرية والثقافية والإنسانية والإبداعية بحيث قدمت لكل إنسان شاشة منفردة ومنطلقا إلى آفاق عوالم غير محدودة يستطيع كل فرد أن ينطلق منها إلى الآفاق الفسيحة .. ولن نكون مبالغين لو قلنا أن العالم قد تحول إلى قرية صغيرة تسكنها جميع الأجناس واللغات بمختلف ألوان البشرة الإنسانية .. وأصبحت فى السنوات الأخيرة أحد أهم وأوسع أبواب المعرفة والحوار بين البشر .. إن لم يكن أهمها وأوسعها على الإطلاق .. فقد أصبحنا نجد فيها الصحيفة والكتاب والصديق والمعلم الموسوعى .. فضلا عن الحبيب والرفيق وأيضا الفن الجميل والإبداع الراقى .
ولكن هذه الصورة ليست وردية على إطلاقها لأن هناك دائما سلبيات تنتقص من جمال أى صورة وتقلل من إكتمالها .. وسأكتب عن إحداها فى مقالنا هذا آملين أن نستطيع إفادة أكبر عدد من الناس من خلال معرفتهم ببعض الحقائق العلمية خاصة إذا كان الأمر يتعلق بالأطفال الذين لاحظ الأهل – وكذا أطباء الأطفال – زيادة أوزان الأطفال عن الحد المتعارف عليه بين الناس .
وأتذكر الآن أننى فى إحدى زياراتى لأحد أطباء الأطفال برفقة حفيدتى منذ سنوات أسعدنى أن أتقابل مع أحد طلابى السابقين الذى جاء مع زوجته لمراجعة الطبيب بخصوص نجلهما الذى لا يتناول وجباته بشهية مفتوحة مثل سائر الأطفال فى مثل عمره حسب ما قالته لى زوجته بعد أن قام بمهمة التعريف بيننا .. وكانت هذه السيدة الصغيرة – شأن كل الأمهات – تخشى أن يكون نجلها أقل وزنا مما ينبغى .. وأن هذه النحافة قد تؤثر سلبيا على صحته العامة من حيث النمو وبالتالى الفهم والإدراك .. ومرت الشهور والسنوات وجاءنى صوته فى الهاتف كعادته يسأل عن صحتى وأحوالى .. وكان من الطبيعى أن أسأله عن أحوال أسرته وخاصة إبنه الجميل الشكل والذى كنت لا أزال أتذكر إسمه فإذا به يعرب عن بالغ قلقه بشأن هذا الإبن لشراهته فى الأكل مما أدى إلى زيادة ملحوظة فى وزنه الأمر الذى دفع به إلى زيارة الطبيب الذى أوصى بنظام غذائى لتقليل الوزن " ريجيم " .. مع التوصية المعتادة فى مثل هذه الحالات بضرورة ممارسة الرياضة اليومية أو على الأقل رياضة المشى .
وفى الحقيقة فإن هناك أطفال كثيرون يمضون جل وقتهم فى مشاهدة التليفزيون والإستمتاع بألعاب الفيديو" video games "فضلا عن إستخدام أجهزة الهواتف الذكية " " smart phones وأجهزة الكمبيوتر بطبيعة الحال والتى إنتشرت كما النار فى الهشيم فى جميع أنحاء العالم .. ويكون ذلك للدراسة فى بعض الأحيان وللترفيه فى معظم الأوقات .
ومن البديهى أن التكنولوجيا الحديثة تقدم لنا المعلومة على طبق من فضة فضلا عن الترفيه من خلال البرامج العديدة والألعاب التى يذخر بها أى جهاز كمبيوتر أو هاتف ذكى .. ولكن من البديهى كذلك أن هاتيك الأجهزة أو تلك الهواتف على تنوعها لا يمكن أن تحل محل الرياضة البدنية والحركة .. وقد دفعنى هذا إلى بحث الأمر وخرجت بنتائج تنذر بالخطر وتتلخص فى النقاط التالية :
- 40% من الأطفال تحت سن خمس سنوات فى جميع أنحاء العالم يعانون من السمنة المفرطة .
- 30 % من الشباب والمراهقين تحت عمر 19 سنة من الجنسين يمكن تصنيفهم بأنهم بدناء جدا .
- من المتوقع أن تتصاعد هذه النسب إلى خمسة أمثالها بحلول عام 2020 بسبب ضعف التوعية الصحية لتناول الغذاء السليم المناسب وعدم ممارسة الرياضة .
ومن هنا ينبغى أن ندق جرس الإنذار أمام الجميع بأن وسائل التكنولوجيا الحديثة تقلل من فرص ممارسة الرياضة البدنية والحركة بشكل عام مما يؤدى إلى زيادة الوزن وما يتبعه من مشكلات صحية يعلمها الجميع .. ولابد من تكاتف الأسرة والمدرسة والمجتمع للقضاء على هذه الظاهرة التى باتت تهدد الأوطان فى أعز ما تملك وهم الشباب والأجيال الجديدة .
وإلى لقاء قادم وموضوع جديد فى مقال قادم .
(تكلمنا فألجمناهم) هذا أقل ما يمكن أن توصف به كلمة سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني... اقرأ المزيد
192
| 28 سبتمبر 2025
خطاب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، من على منبر الأمم المتحدة، ليس... اقرأ المزيد
168
| 28 سبتمبر 2025
في 23 سبتمبر 2025، ألقى صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، كلمة قوية... اقرأ المزيد
177
| 28 سبتمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
يطلّ عليك فجأة، لا يستأذن ولا يعلن عن نفسه بوضوح. تمرّ في زقاق العمر فتجده واقفًا، يحمل على كتفه صندوقًا ثقيلًا ويعرض بضاعة لا تشبه أي سوق عرفته من قبل. لا يصرخ مثل الباعة العاديين ولا يمد يده نحوك، لكنه يعرف أنك لن تستطيع مقاومته. في طفولتك كان يأتيك خفيفًا، كأنه يوزّع الهدايا مجانًا. يمد يده فتتساقط منها ضحكات بريئة وخطوات صغيرة ودهشة أول مرة ترى المطر. لم تكن تسأله عن السعر، لأنك لم تكن تفهم معنى الثمن. وحين كبُرت، صار أكثر استعجالًا. يقف للحظة عابرة ويفتح صندوقه فتلمع أمامك بضاعة براقة: أحلام متوهجة وصداقات جديدة وطرق كثيرة لا تنتهي. يغمرك بالخيارات حتى تنشغل بجمعها، ولا تنتبه أنه اختفى قبل أن تسأله: كم ستدوم؟ بعد ذلك، يعود إليك بهدوء، كأنه شيخ حكيم يعرف سرّك. يعرض ما لم يخطر لك أن يُباع: خسارات ودروس وحنين. يضع أمامك مرآة صغيرة، تكتشف فيها وجهًا أنهكته الأيام. عندها تدرك أن كل ما أخذته منه في السابق لم يكن بلا مقابل، وأنك دفعت ثمنه من روحك دون أن تدري. والأدهى من ذلك، أنه لا يقبل الاسترجاع. لا تستطيع أن تعيد له طفولتك ولا أن تسترد شغفك الأول. كل ما تملكه منه يصبح ملكك إلى الأبد، حتى الندم. الغريب أنه لا يظلم أحدًا. يقف عند أبواب الجميع ويعرض بضاعته نفسها على كل العابرين. لكننا نحن من نتفاوت: واحد يشتري بتهور وآخر يضيّع اللحظة في التفكير وثالث يتجاهله فيفاجأ أن السوق قد انفض. وفي النهاية، يطوي بضاعته ويمضي كما جاء، بلا وداع وبلا عودة. يتركك تتفقد ما اشتريته منه طوال الطريق، ضحكة عبرت سريعًا وحبًا ترك ندبة وحنينًا يثقل صدرك وحكاية لم تكتمل. تمشي في أثره، تفتش بين الزوايا عن أثر قدميه، لكنك لا تجد سوى تقاويم تتساقط كالأوراق اليابسة، وساعات صامتة تذكرك بأن البائع الذي غادرك لا يعود أبدًا، تمسح العرق عن جبينك وتدرك متأخرًا أنك لم تكن تتعامل مع بائع عادي، بل مع الزمن نفسه وهو يتجول في حياتك ويبيعك أيامك قطعةً قطعة حتى لا يتبقى في صندوقه سوى النهاية.
3117
| 26 سبتمبر 2025
في قاعة الأمم المتحدة كان خطاب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله مشهدا سياسيا قلب المعادلات، الكلمة التي ألقاها سموه لم تكن خطابًا بروتوكوليًا يضاف إلى أرشيف الأمم المتحدة المكدّس، بل كانت كمن يفتح نافذة في قاعة خانقة. قطر لم تطرح نفسها كقوة تبحث عن مكان على الخريطة؛ بل كصوت يذكّر العالم أن الصِغَر في المساحة لا يعني الصِغَر في التأثير. في لحظة، تحوّل المنبر الأممي من مجرد منصة للوعود المكررة والخطابات المعلبة إلى ساحة مواجهة ناعمة: كلمات صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وضعتهم في قفص الاتهام دون أن تمنحهم شرف ذكر أسمائهم. يزورون بلادنا ويخططون لقصفها، يفاوضون وفودًا ويخططون لاغتيال أعضائها.. اللغة العربية تعرف قوة الضمير، خصوصًا الضمير المستتر الذي لا يُذكر لفظًا لكنه يُفهم معنى. في خطاب الأمير الضمير هنا مستتر كالذي يختبئ خلف الأحداث، يحرّكها في الخفاء، لكنه لا يجرؤ على الظهور علنًا. استخدام هذا الأسلوب لم يكن محض صدفة لغوية، بل ذكاء سياسي وبلاغي رفيع ؛ إذ جعل كل مستمع يربط الجملة مباشرة بالفاعل الحقيقي في ذهنه من دون أن يحتاج إلى تسميته. ذكاء سياسي ولغوي في آن واحد».... هذا الاستخدام ليس صدفة لغوية، بل استراتيجية بلاغية. في الخطاب السياسي، التسمية المباشرة قد تفتح باب الردّ والجدل، بينما ضمير الغائب يُربك الخصم أكثر لأنه يجعله يتساءل: هل يقصدني وحدي؟ أم يقصد غيري معي؟ إنّه كالسهم الذي ينطلق في القاعة فيصيب أكثر من صدر. محكمة علنية بلا أسماء: لقد حول الأمير خطابًا قصيرًا إلى محكمة علنية بلا أسماء، لكنها محكمة يعرف الجميع من هم المتهمون فيها. وهنا تتجلى العبارة الأبلغ، أن الضمير المستتر في النص كان أبلغ حضورًا من أي تصريح مباشر. العالم في مرآة قطر: في النهاية، لم يكن ضمير المستتر في خطاب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني – حفظه الله - مجرد أداة لغوية؛ بل كان سلاحًا سياسيًا صامتًا، أشد وقعًا من الضجيج. لقد أجبر العالم على أن يرى نفسه في مرآة قطر. وما بين الغياب والحضور، تجلت الحقيقة أن القيمة تُقاس بجرأة الموقف لا باتساع الأرض، وأن الكلمة حين تُصاغ بذكاء قادرة على أن تهز أركان السياسات الدولية كما تعجز عنها جيوش كاملة. فالمخاطَب يكتشف أن المرآة وُضعت أمامه من دون أن يُذكر اسمه. تلك هي براعة السياسة: أن تُدين خصمك من دون أن تمنحه شرف الذكر.
2733
| 25 سبتمبر 2025
في عالم اليوم المتسارع، أصبحت المعرفة المالية ليست مجرد مهارة إضافية، بل ضرورة تمس حياة كل فرد وإذا كان العالم بأسره يتجه نحو تنويع اقتصادي يخفف من الاعتماد على مصدر واحد للدخل، فإن قطر – بما تمتلكه من رؤية استراتيجية – تدرك أن الاستدامة الاقتصادية تبدأ من المدارس القطرية ومن وعي الطلاب القطريين. هنا، يتحول التعليم من أداة محلية إلى بوابة عالمية، ويصبح الوعي المالي وسيلة لإلغاء الحدود الفكرية وبناء أجيال قادرة على محاكاة العالم لا الاكتفاء بالمحلية. التعليم المالي كاستثمار في الاستدامة الاقتصادية القطرية: عندما يتعلم الطالب القطري إدارة أمواله، فهو لا يضمن استقراره الشخصي فقط، بل يساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني. فالوعي المالي يساهم في تقليل الديون وزيادة الادخار والاستثمار. لذا فإن إدماج هذا التعليم يجعل من الطالب القطري مواطنا عالمي التفكير، مشاركا في الاقتصاد العالمي وقادرا على دعم قطر لتنويع الاقتصاد. كيف يمكن دمج الثقافة المالية في المناهج القطرية؟ لكي لا يبقى الوعي المالي مجرد شعار، يجب أن يكون إدماجه في التعليم واقعًا ملموسًا ومحاكيًا للعالمية ومن المقترحات: للمدارس القطرية: • حصص مبسطة تدرّب الطلاب على إدارة المصروف الشخصي والميزانية الصغيرة. • محاكاة «المتجر الافتراضي القطري» أو «المحفظة الاستثمارية المدرسية». للجامعات القطرية: • مقررات إلزامية في «الإدارة المالية الشخصية» و»مبادئ الاستثمار». • منصات محاكاة للتداول بالأسهم والعملات الافتراضية، تجعل الطالب يعيش تجربة عالمية من داخل قاعة قطرية. • مسابقات ريادة الأعمال التي تدمج بين الفكر الاقتصادي والابتكار، وتبني «وعيًا قطريًا عالميًا» في آن واحد. من التجارب الدولية الملهمة: - تجربة الولايات المتحدة الأمريكية: تطبيق إلزامي للتعليم المالي في بعض الولايات أدى إلى انخفاض الديون الطلابية بنسبة 15%. تجربة سنغافورة: دمجت الوعي المالي منذ الابتدائية عبر مناهج عملية تحاكي الأسواق المصغرة - تجربة المملكة المتحدة: إدراج التربية المالية إلزاميًا في الثانوية منذ 2014، ورفع مستوى إدارة الميزانيات الشخصية للطلاب بنسبة 60%. تجربة استراليا من خلال مبادرة (MONEY SMART) حسنت وعي الطلاب المالي بنسبة 35%. هذه النماذج تبيّن أن قطر قادرة على أن تكون رائدة عربيًا إذا نقلت التجارب العالمية إلى المدارس القطرية وصياغتها بما يناسب الوعي القطري المرتبط بهوية عالمية. ختاما.. المعرفة المالية في المناهج القطرية ليست مجرد خطوة تعليمية، بل خيار استراتيجي يفتح أبواب الاستدامة الاقتصادية ويصنع وعيًا مجتمعيًا يتجاوز حدود الجغرافيا، قطر اليوم تملك فرصة لتقود المنطقة في هذا المجال عبر تعليم مالي حديث، يحاكي التجارب العالمية، ويجعل من الطالب القطري أنموذجًا لمواطن عالمي التفكير، محلي الجذور، عالمي الأفق فالعالمية تبدأ من إلغاء الحدود الفكرية، ومن إدراك أن التعليم ليس فقط للحاضر، بل لصناعة مستقبل اقتصادي مستدام.
2385
| 22 سبتمبر 2025