رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
يزداد تقدير العالم للموروث المحلي ويتعاظم اعترافه بأهميته في تعزيز الاستدامة البيئية - وهي الحقيقة التي أبرزتها نتائج أحدث الدراسات التي أُجريت في غابات الأمازون، التي أكدت أن الغابات الطبيعية التي تنتفع بها المجتمعات المحلية تتمتع بمستويات حماية أعلى من نظيراتها من الغابات الأخرى. وعزت الدراسة ذلك إلى نمط الحياة التقليدي لأبناء هذه المجتمعات الذين يعتمدون على ما تجود به الغابات من خيرات كمصدر للعيش، ومن ثم يزداد عنايتهم بها، هذا إلى جانب اكتسابهم خبرات هائلة في التعامل مع التنوع الحيوي والنظم البيئية.
لقد استطاعت المجتمعات الإنسانية على مر التاريخ أن تتكيّف مع بيئاتها وأن تكتسب معارف وتبتكر تقنيات وممارسات تعينها على إدارة النظم البيئية؛ لكن هذا لا يعني أن الإنسان تدفعه فطرته بالضرورة لحماية البيئة، بل العكس هو الصحيح. فلو تأملنا التوسّع العالمي للحضارة الإنسانية الحديثة على مدار 50 ألف عام خلت، سنكتشف أن هذا التوسع يرتبط ارتباطًا وثيقًا باختفاء كثير من الثدييات الضخمة في جميع القارات، منها أمريكا الجنوبية التي انقرضت فيها العديد من الكائنات الحية، كالدببة كبيرة الحجم والقطط ذات الأسنان السيفية والكسلان الأرضي والحيوانات المدرعة. لقد انقرضت جميع هذه الحيوانات بسبب اتصالها مع الإنسان بعد هجرته إلى القارة.
ولم يتوقف تأثير المجتمعات الإنسانية عند هذا الحد، بل تسبّب أيضًا في تغيير ملامح الطبيعة على نطاق واسع، ومنها الغابات في نصف الكرة الشمالي التي جُرّفت تمهيدًا لزراعتها، وهو ما أدى في بادئ الأمر إلى توسّع اقتصادي سريع وأفضى في النهاية إلى دخول عصر الصناعة. لحسن الحظ أن المجتمعات الحديثة بدأت تعكس مسارها وتمضي نحو الحفاظ على الطبيعة بعد أن تمكنت من تحقيق الوفرة اللازمة، فازداد تقديرها للنظم البيئية والغابات وضرورة حمايتها. لكن هذا لا ينفى أن غريزة الإنسان، التي تدفعه لاستنزاف الطبيعة وتغيير ملامحها - حتى وإن كان تغييرًا مدمرًا – تتغلب على دوافعه التي تحركه لحماية البيئة.
وهنا يحقُّ لنا أن نتساءل: أي دور يمكن أن يضطلع به الموروث المحلي في تعزيز الاستدامة البيئية؟ الحقيقة هي أن ثمة مجالات يمكن للمعارف والخبرات المحلية أن تسهم فيها بشدة، بشرط أن تُفهم في سياقها الصحيح. فإذا أخذنا، على سبيل المثال، مجال إدارة المياه، سنجد العديد من الشواهد لتقنيات قديمة صممها أسلافنا للحفاظ على المياه وجمعها وتوصيلها للمزارعين – وهي تقنيات لا تزال مستخدمة في عصرنا الحالي. واحدة من أبرز هذه التقنيات هي نظام الأفلاج، المستخدم في الريّ بسلطنة عمان، وهو نظام يعود تاريخه إلى أكثر من ألفي عام، ويرتكز على توزيع المياه بين المستخدمين عبر شبكة معقدة من القنوات يشترك الجميع في الحفاظ عليها. وينظر الكثير إلى هذا النظام باعتباره نظامًا رشيدًا وفعالًا ومنصفًا. وقد أدرجت منظمة اليونسكو في عام 2006 العديد من أنظمة الأفلاج ضمن قائمة التراث العالمي.
ويبرز دور الموروث المحلي أيضًا في مجال الحفاظ على التنوع الجيني بين «الأقارب البرية للمحاصيل». فقد حافظت المجتمعات المحلية على التنوع الحيوي الزراعي لقرون عديدة، بل وأصبحت تقوم على رعاية نباتات ثبُت أهميتها البالغة في الحفاظ على الأمن الغذائي حول العالم. فعلى سبيل المثال، حافظت مجتمعات الأنديز الأصلية في بيرو على 4 آلاف نوع مختلف من البطاطس دأبوا على زراعتها على مدار آلاف السنين. هذا التنوع الجيني يمكنه أن يساعد في زيادة مرونة نبات البطاطس وتكيّفه مع تغير الأراضي الزراعية الناجم عن التغيّر المناخيّ.
كما يرتبط الموروث المحلي بالتراث الثقافي الذي يتجلى في أشكال عدة، منها الهندسة المعمارية والطعام والموسيقى وغيرها من مظاهر الحضارة التي تربط الإنسان بأسلافه وتعزز روابط الانتماء، ليسهم بذلك إسهامًا كبيرًا في معرفة الإنسان بذاته، ومن ثم يصبح عنصرًا من عناصر الاستدامة نظرًا لمساعدته في فهم الموروث المحلي في سياقه الصحيح. وعلى ضوء هذه الأمثلة وغيرها، يجدُر بنا أن نغيّر النظرة السطحية للسكان الأصليين وموروثاتهم، وأن نتعامل معهم باعتبارهم مصدرًا للمعرفة والإلهام، وأنه يمكن استثمار تجاربهم والاستفادة منها في حل مشاكلنا الراهنة.
شكاوى مطروحة لوزارة التربية والتعليم
ماذا يعني أن يُفاجأ أولياء أمور بقرار مدارس أجنبية رائدة في الدوحة بزيادة تتراوح بين 30% و75% أُعلن... اقرأ المزيد
4809
| 11 نوفمبر 2025
الاعتراف بفلسطين في موازين السياسة الدولية
عندما أعلن كير ستارمر، رئيس الوزراء البريطاني الجديد، عن نيّة بلاده الاعتراف بدولة فلسطين، بدت الخطوة للبعض بمثابة... اقرأ المزيد
138
| 11 نوفمبر 2025
بين الأفول والإشراق تطيب الحياة
ليست الحياة الطيّبة تلك التي تُساق للمرء فيها الأقدار كما يشتهي، وليس معنى جودة حياته أن يتحقق له... اقرأ المزيد
222
| 11 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
ماذا يعني أن يُفاجأ أولياء أمور بقرار مدارس أجنبية رائدة في الدوحة بزيادة تتراوح بين 30% و75% أُعلن عنها في تاريخ 20 أكتوبر الماضي ويجب تطبيقها في الفصل الدراسي الثاني على وجه السرعة؟! ماذا يعني أن يجد هؤلاء الآباء أنفسهم أمام قرار لا يساعدهم على نقل أبنائهم لمدارس أجنبية أخرى في الفصل الدراسي الثاني ومن المفترض أن يدفعوا مبلغ 17 ألف ريال قطري عوضا عن سبعة آلاف ريال كانت تدفع بجانب الكوبون التعليمي لكل طالب قطري الذي يُقدّر بـ 28 ألف ريال وباتت زيادة العشرة آلاف ريال تمثل عبئا على رب الأسرة فجأة بعد أن أصبحت 17 ألف ريال ودون إشعار مسبق؟! ولم هذا القرار والطلاب على وشك إنهاء الفصل الأول وإدارات هذه المدارس تعلم بأن الآباء سوف يمتثلون في النهاية لهذا القرار غير المبرر له لصعوبة إلحاق أبنائهم إلى مدارس أجنبية أخرى أقل في التكاليف التي زادت فجأة ودون إنذار مسبق لطلب الزيادة في مخالفة واضحة للتعميم رقم (21/2023) وكأنها تلزم الآباء إما أن تدفعوا أو اتركوا أبناءكم في البيوت في هذا الوقت الحرج مع بداية الفصل الثاني رغم أن هذه المدرسة قامت بمخالفة تنظيمية كونها لم تنشر جدول الرسوم المعتمدة للسنة الدراسية كاملة مخالفة لتعميم رقم (11/2025) وفرضت رسوما إضافية غير معتمدة عند تقديم التسجيل أو الاختبارات أو التسجيل والموارد كما فرضت رسوما غير قانونية على اختبارات قبول مرحلتي الروضة والتمهيدي مخالفة لتعميم عام 2022؟!. كل ما قيل أعلاه هي مجموعة شكاوى كثيرة وعاجلة من أولياء الأمور تقدموا بها لوزارة التربية والتعليم بعد أن قامت مدارس عالمية أجنبية في قطر بفرض هذه الزيادة في الرسوم بواقع 17 ألفا يجب أن يدفعها كل ولي أمر من حر ماله بجانب ما يُصرف للطالب من كوبون تعليمي بقيمة 28 ألف ريال بعد أن كان يدفع سبعة آلاف ريال فقط بجانب الكوبون كل عام فهل هذا معقول؟! وبات السؤال الأكبر الذي يعلق عليه أولياء الأمور هل بات التعليم مجانيا فعلا لأبنائنا في ظل هذه التجاوزات التي تمارسها إدارات المدارس الأجنبية التي تحظى بعدد كبير من الطلبة القطريين ولم اختارت أن تكون هذه الزيادة في منتصف السنة الدراسية رغم علمها بأن هذا الأمر يربك الآباء ويضعهم في دائرة سوء التخطيط من حيث إيجاد مدارس بديلة في هذا الوقت الحرج من العام الدراسي ناهيكم عن إرباكهم بدفع 17 ألف ريال لكل طالب بعد أن كانت سبعة آلاف ريال فقط بينما كان مبلغ الكوبون التعليمي من الدولة يسد بباقي الرسوم المطلوبة؟! أنا شخصيا أجد الأمر مربكا للغاية وإصرار هيئات هذه الإدارات على أنها حصلت على موافقة الوزارة على هذه الزيادات في الرسوم يزيد الحيرة لدينا أكثر خصوصا وأنه لم يخرج مصدر رسمي من الوزارة ليرد على هذه الشكاوى التي وصلت لإدارات هذه المدارس بجانب ما يتم نشره على وسائل التواصل الاجتماعي من أسئلة تنتظر إجابات من المعنيين في الوزارة وعلى رأسها سعادة السيدة لولوة الخاطر التي تلقى احتراما وتقديرا لها ولجهودها التي بذلتها منذ استلامها هذا المنصب القدير بشخصية مثلها. ولذا فإننا نأمل من سعادتها أن تجد حلا سريعا وناجعا لفحوى هذه المشكلة التي تؤرق بيوت كثير من المواطنين القطريين الذين يلتحق أبناؤهم بهذه المدارس التي تقع تحت مظلة الوزارة من قريب ومن بعيد وهي ليست بالمشكلة التي يجب أن تنتظر لأن مستقبل الأبناء يقف على قرار يطيح بقرارات الزيادة غير المسبوقة والتي لم يتم إخطار الآباء بها قبل بدء العام الدراسي لترتيب أوراق أبنائهم قبل التحاقهم بهذه المدارس الماضية في قراراتها الفجائية وغير مبالية بكم الاعتراض الذي تواجهه بصورة يومية من الآباء وعليه فإننا على ثقة بأن وزارة التربية والتعليم سوف تعطي زخما إيجابيا للشكاوى كما نأمل بإذن الله.
4803
| 11 نوفمبر 2025
حينَ شقَّ الاستعمار جسدَ الأمة بخطوطٍ من حديد وحدودٍ من نار، انقطعت شرايين الأخوة التي كانت تسقي القلوب قبل أن تربط الأوطان. تمزّقت الخريطة، وتبعثرت القلوب، حتى غدا المسلم يسأل ببرودٍ مريب: ما شأني بفلسطين؟! أو بالسودان ؟! أو بالصين ؟! ونَسِيَ أنَّ تعاطُفَه عبادةٌ لا عادة، وإيمانٌ لا انفعال، وأنّ مَن لم يهتمّ بأمر المسلمين فليس منهم. لقد رسم الاستعمار حدودهُ لا على الورق فحسب، بل في العقول والضمائر، فزرعَ بين الإخوة أسوارا من وهم، وأوقد في الصدورِ نارَ الأحقادِ والأطماع. قسّم الأرضَ فأضعفَ الروح، وأحيا العصبيةَ فقتلَ الإنسانية. باتَ المسلمُ غريبًا في أرضه، باردًا أمام جراح أمّته، يشاهدُ المجازرَ في الفاشر وغزّة وفي الإيغور وكأنها لقطات من كوكب زحل. ألا يعلم أنَّ فقدَ الأرضِ يسهلُ تعويضُه، أمّا فقد الأخِ فهلاكٌ للأمّة؟! لقد أصبح الدينُ عند كثيرين بطاقة تعريفٍ ثانوية بعدَ المذهبِ والقبيلةِ والوطن، إنّ العلاجَ يبدأُ من إعادةِ بناءِ الوعي، من تعليمِ الجيلِ أنّ الإسلام لا يعرف حدودًا ولا يسكنُ خرائطَ صمّاء، وأنّ نُصرةَ المظلومِ واجبٌ شرعيٌّ، لا خِيارٌا مزاجيّا. قال النبي صلى الله عليه وسلم (مثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمِهم «وتعاطُفِهم» كمثلِ الجسدِ الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائرُ الجسدِ بالسهرِ والحمّى). التعاطف عبادة، التعاطف مطلب، التعاطف غاية، التعاطف هدف، التعاطف إنسانية وفطرة طبيعية، لذلك فلننهضْ بإعلامٍ صادقٍ يذكّرُ الأمةَ أنّها جسدٌ واحدٌ لا أطرافا متناحرة، وبعمل جماعي يترجمُ الأخوّةَ إلى عطاءٍ، والتكافلَ إلى فعلٍ لا شعار. حين يعودُ قلبُ المسلم يخفقُ في المغربِ فيسقي عروقَه في المشرق، وتنبضُ روحهُ في الشمالِ فتلهم الجنوبَ، حينئذٍ تُهدَمُ حدودُ الوهم، وتُبعثُ روحُ الأمةِ من رمادِ الغفلة، وتستعيدُ مجدَها الذي هو خير لها وللناس جميعاً قال تعالى (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ). عندها لن تبقى للأمّة خرائط تُفرّقها،. وتغدو حدود وخطوط أعدائنا التي علينا سرابًا تذروه الرياح، وتتقطع خيوطُ العنكبوتِ التي سحروا أعيننا بوهم قيودها التي لا تنفك. فإذا استيقظَ الوجدان تعانقَ المشرقُ والمغربُ في جسدٍ واحد يهتفُ بصوتٍ واحد فداك أخي.
4050
| 04 نوفمبر 2025
تستضيف ملاعب أكاديمية أسباير بطولة كأس العالم تحت 17 سنة، في حدث كروي عالمي يجذب أنظار المتابعين والخبراء من مختلف القارات. هذه البطولة ليست مجرد منافسة على لقب عالمي، بل هي مسرحٌ لصناعة نجوم الغد، ومنصة لاكتشاف المواهب التي ستتألّق في كؤوس العالم المقبلة. تُعد هذه الفئة العمرية الأهم في مسيرة أي لاعب كرة قدم، إذ يقف اللاعب في مرحلة الانتقال من الهواية إلى الاحتراف. وهنا يأتي دور البطولات العالمية التي تمنحهم الاحتكاك بالتجارب المختلفة والمدارس الكروية المتنوعة. ومن هذا المنطلق، تشكّل البطولة المقامة على ملاعب أسباير بيئة مثالية، بفضل التجهيزات الحديثة، والمرافق المتكاملة، والتنظيم الاحترافي الذي يليق بمستقبل اللعبة. ولا تقل أهمية البطولة عن أهمية الحضور الكثيف لكشّافة الأندية العالمية. فكل مباراة تمثل فرصة ثمينة لاكتشاف موهبة جديدة، أو لاعب يملك ملامح نجم قادم. الكشّافون هنا لا يراقبون فقط الأداء الفني، بل يدرسون الشخصية، والالتزام، والقدرة على التكيف تحت الضغط. وهي العناصر التي تصنع الفارق في عالم الاحتراف. لقد أثبتت البطولات السابقة أن كثيراً من أساطير الكرة بدأوا رحلتهم من مثل هذه المسابقات. واليوم، يترقب الجميع من سيكون "الوجه الجديد" الذي سيكتب اسمه في ذاكرة اللعبة، وربما يبدأ من هنا، من ملاعب أسباير، أولى خطواته نحو العالمية. كلمة أخيرة: أكدت اللجنة المنظمة لكأس العالم تحت 17 سنة أن التميّز نهجٌ قطريٌّ أصيل، حيث امتزج الإبداع بروح الانتماء، فصنع شباب الوطن لوحة فخرٍ تُجسّد عظمة قطر ومكانتها بين الأمم.
2322
| 11 نوفمبر 2025