رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تسعى المصارف المركزية لتحقيق الاستقرار المالي والنقدي في النظام المصرفي من خلال لعب دور مهم في تمثيل الدول وسيادتها على أنشطة الحياة المالية والاقتصادية، وذلك من خلال التحكم باتجاهات التعامل النقدي في السوق وضبط السياسة النقدية وتوجيه الموارد ومجالات الإنتاج نحو الاستخدام الأمثل وإصدار الأوراق النقدية والمحافظة على مستويات الدخول والأسعار ومراقبة أسعار الصرف واتخاذ التدابير اللازمة لاستقرار الحياة الاقتصادية.. أضف لذلك الوظائف الكثيرة في تنظيم عمل المصارف والإشراف عليها والتأكد من سلامة أوضاعها المالية والتزامها بتطبيق معايير وإجراءات عمل تتفق والمعايير العالمية للهيئات والمؤسسات الدولية من ناحية، والمعايير المحددة بل الجهات التنظيمية والرقابية متمثلة في المصارف المركزية، وحيث إن المؤسسات المالية الإسلامية خصوصا المصرفية جزء من النظام المصرفي في الدول التي تعمل فيها فأصبحت اليوم ﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﻟﻴﺱ ﻓﻲ ﺤﻴﺎﺓ ﺍﻷﻤﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﺤﺴﺏ ﻭﻟﻜﻥ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺩﻭل ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ، ﺇﺫ ﺘﻤﻜﻨﺕ ﻫﺫﻩ المصارف من بناء مؤسساتها وتثبيت دعائمها والتفاعل مع بيئاتها المختلفة؛ بسبب انتشارها الواسع في كثير من بلدان العالم وزيادة حجم رؤوس الأموال الموظفة فيها وباتت تحظى باهتمام الجهات المصرفية الفاعلة على المستويين (المحلي- الدولي) وخطت هذه المؤسسات خطوات متسارعة في شغل حيز مهم وباتت تأخذ دوراً فاعلاً في أماكن تواجدها في دعم الاقتصادات المتواجدة فيها فإن الأمر يتطلب إخضاع هذه المصارف لأنظمة رقابية وإشرافية تتناسب مع طبيعتها واحتياجاتها وبما يضمن لها العمل في ظروف متساوية من غيرها من المصارف التجارية للقيام بالدور المطلوب منها وفق القواعد والأسس التي تضمن سلامة مراكزها المالية وضمان حقوق المتعاملين معها على وجه من التعاون والتنسيق البناء بين المصارف المركزية والمؤسسات المالية الإسلامية التي تعمل وفق مبادئ الشريعة وبما يساهم في تعزيز الدور الرقابي والإشرافي للجهات التنظيمية وهو ما تناقشه محاور التقرير:
أولا: أهداف الرقابة المركزية على القطاع المالي
تتصدر الرقابة على المؤسسات المالية والمصرفية مقدمة وظائف المصارف المركزية أو السلطة النقدية ليكشف ذلك عن مدى ارتباط نشأتها إلى حد كبير بفكرة مراقبة النقد والائتمان وهما جوهر عمليات الرقابة على المؤسسات المالية والمصرفية التي تعني مفهوم (الرقابة المركزية تشمل الأنشطة التي ترتبط بوضع المعايير الرقابية ويهتم بقياس الأداء وتتابع تنفيذ الخطط والأعمال باستمرار بهدف التأكد من سير الأنشطة طبقا لما هو مخطط لها ومحاولة التعرف على الانحرافات واتخاذ الإجراءات التصحيحية في الوقت المناسب وبالتكلفة المناسبة، وهكذا تتضح مدى صعوبة المهمة المنوطة بإدارة مراقبة البنوك في أي مصرف مركزي فهي مهمة تقتضي في جميع الأحوال إجراء توازن دقيق بين هذه المصالح المتعارضة أحيانا وبقدر ما ينجح هذا التوازن يتحقق الاستقرار في الاقتصاد ومن أهدافها:
التأكد من سلامة الجهاز المصرفي وتجاوبه مع متطلبات النمو الاقتصادي.
التأكد من سلامة المركز المالي لكل مصرف أو مؤسسة مالية ذات أنشطة متنوعة.
مراقبة وتوجيه الائتمان المصرفي كماً ونوعاً.
المحافظة على حماية ودائع المتعاملين في البنوك المرخصة وحماية حقوق المساهمين فيه.
ثانيا: مفهوم الوديعة النظامية
الوديعة النظامية تمثل نسبة من النقود السائلة التي يجب على المؤسسات المالية والمصرفية الاحتفاظ بها لدى المصرف المركزي وهذه النسبة تحددها المصارف المركزية وتحتفظ بها بحسب نسب الودائع، ولا يمكن للمصرف أن يتصرف بها أو يقرضها للغير والنسبة القانونية للاحتياطي النقدي تمثل الحد الأدنى لما يجب أن تحتفظ به المؤسسات التجارية من أرصدة نقدية مقابل ودائعها.
ثالثا: التحديات التي تواجه المؤسسات المالية الإسلامية لنظام الوديعة النظامية
تعترض طريق عمل المؤسسات المالية الإسلامية العديد من التحديات التي تعيق عملها منها ما هو داخل المؤسسة المالية ومنها ما يتعلق بجهات خارجية، ومن هذه التحديات على مستوى التشغيل في البنوك الإسلامية من خلال إلزامها بالاحتفاظ بنسبة من ودائعها لدى البنوك المركزية وكثير منها يخضع لنظام الفائدة (غير المسموح به)، بالإضافة إلى أن البنوك المركزية تقوم بوظيفة المقرض للبنوك التجارية ولا تستطيع البنوك الإسلامية أن تستفيد من هذه التسهيلات في سد حاجتها الماسة للسيولة لأنها لا تتعامل بالفائدة مع المتعاملين.
رابعا: أهداف تطبيقات الوديعة النظامية
تنقسم أهمية تنظيم الصناعة المالية والمصرفية عامة والإشراف عليها إلى مجموعة من الأهداف منها زيادة المعلومات المتوفرة للمجتمع ويقصد به (الشفافية والإفصاح) وضمان سلامة نظم التمويل والائتمان وتحسين سياسة الرقابة النقدية ويضاف إليها الهدف الخاص بالمؤسسات المالية الإسلامية بالإشراف الشرعي لكل الأنشطة والمعاملات وذلك وفقا للأدوات والوسائل التي يتخذها المصرف المركزي وتطبيقا لآليات منها:
هذا الإيداع من وسائل تحكم المصرف المركزي في حجم الائتمان وحجم القروض المقدمة من المصارف التجارية للأفراد والمؤسسات، فكلما ارتفعت هذه النسبة قلت المقدرة القصوى للبنك التجاري على الإقراض والتمويل وخلق الائتمان وكلما قلت نسبة للاحتياطي ارتفعت المقدرة على الائتمان.
المساهمة في الحفاظ على حقوق المودعين لدى المؤسسات المالية (أفراد- شركات)
كسب ثقة المعاملين بمقدرتها للوفاء بودائعهم عند الطلب في حال أصيب المركز المالي بأي مشكلات مالية فالاحتياطي مبني أساسا على توفير الأمن والضمان لتأكيد الثقة العامة في النظام المالي.
يستخدم جزء من الاحتياطي لمساعدة المصرف المركزي على القيام بدور المسعف وتختلف هذه النسبة من الأصول السائلة بين الدول بحسب النظم المتبعة لكل منها كنسبة من نسبة الودائع تحت الطلب وحسب تغيير الظروف الاقتصادية.
تنظيم وحماية المؤسسات المالية من الوقوع في المشكلات والوقوع في مخاطر الائتمان.
حماية المجتمع من التضخم النقدي للاحتياط لتخطيط المستقبل ومواجهة الحالات الطارئة.
خامسا: القواعد الشرعية للوديعة النظامية في المؤسسات المالية الإسلامية
يمكن النظر إلى نظام الوديعة النظامية وإلحاقها ضمن المصالح المرسلة فهي تقع في رتبة الحاجات من المصالح فتلك محتاج إليها في اقتناء المصالح خيفة الفوات واستغناء المنافع المنتظرة من المال والاقتصاد وقد اختلفت الآراء الشرعية والفقهية الاقتصادية لتطبيقات الوديعة النظامية المحتجزة في صيغ وعقود يمكن توضيحها وأوجه الاعتراض على شروط كل عقد والرأي الأوفر ترجيحا ومنها:
(إنها تمثل عقد رهن)، بالنظر إلى كون الوديعة النظامية يحتفظ بها البنك المركزي كتأمين ضد التجاوز المتوقع في الظروف العادية فيؤخذ من الوديعة مقابل القرض من البنك المركزي لذلك يمكن تكيفها بأنها رهن ويتم الاعتراض على ذلك بأن الودائع التي تقتطع منها البنوك المركزية جزءا يسمى الوديعة النظامية وتعتبر هذه الودائع ديونا في ذمة المصرف لأصحابها ولا يجوز رهن الديون فضلا عن أن الرهن لا يكون مقدما على الدين فليس هناك حق معلوم للبنك المركزي على المصرف التجاري قبل أخذ نسبة الاحتياطي الإلزامي والاعتراض الأخير أن الرهن لا يكون إلا في مقابلة الدين والوديعة النظامية لا تكون في مقابلة دين على المصرف التجاري.
(إنها تمثل عقد قرض)، بالنظر لكون المال يؤخذ للانتفاع به من قبل المصرف المركزي ورد بدله ويتم الاعتراض على هذا الرأي بأن القرض يرد بدله، أما الوديعة النظامية فلا يمكن استردادها من قبل المصرف المركزي وأن عقد القرض عقد إرفاق وإحسان يدفع إلى المقترض طواعية واختيار المقرض، أما الوديعة النظامية فليس للمقرض اختيار فيها بل تؤخذ حسب النظام المتبع من المصارف وتدفع للمؤسسة الإشراف والرقابة المركزية للنقد أضف إلى ذلك القرض لا يتأجل بل يكون حالا والوديعة النظامية لا ترد بل مؤجلة.
(إنها عقد وديعة وتوكيل لحفظ المال)، وذلك لأن الوديعة النظامية يودعها المصرف لدى البنك المركزي ليحفظها لديه ويتم الاعتراض على ذلك الرأي بأن الوديعة النظامية لدى المصرف المركزي يستفيد منها وهو يتناقض مع وسيلة الاحتفاظ والرد بعينها كما أنها تكون باختيار المودع وليس بقوة الجهات الرقابية كما في حالة الوديعة النظامية ودون الاختيار أو المشورة.
وفي وسط الآراء الفقهية المتنوعة في الاعتراض، فإن التكييف الفقهي لاحتياطي الوديعة النظامية نجد أن أقرب العقود إليها هو الرهن، وذلك لأن الوديعة النظامية التي يحجزها المصرف المركزي من المصارف العاملة بالدولة بصفة إلزامية، وأنه في حالة انكشاف حساب المصرف التجاري ووقوع الدين على المصرف وحاجته إلى اقتراض فإن المصرف المركزي يسدد هذا الدين من الوديعة النظامية حسب الحاجة.
شكاوى مطروحة لوزارة التربية والتعليم
ماذا يعني أن يُفاجأ أولياء أمور بقرار مدارس أجنبية رائدة في الدوحة بزيادة تتراوح بين 30% و75% أُعلن... اقرأ المزيد
5778
| 11 نوفمبر 2025
الاعتراف بفلسطين في موازين السياسة الدولية
عندما أعلن كير ستارمر، رئيس الوزراء البريطاني الجديد، عن نيّة بلاده الاعتراف بدولة فلسطين، بدت الخطوة للبعض بمثابة... اقرأ المزيد
171
| 11 نوفمبر 2025
بين الأفول والإشراق تطيب الحياة
ليست الحياة الطيّبة تلك التي تُساق للمرء فيها الأقدار كما يشتهي، وليس معنى جودة حياته أن يتحقق له... اقرأ المزيد
237
| 11 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
ماذا يعني أن يُفاجأ أولياء أمور بقرار مدارس أجنبية رائدة في الدوحة بزيادة تتراوح بين 30% و75% أُعلن عنها في تاريخ 20 أكتوبر الماضي ويجب تطبيقها في الفصل الدراسي الثاني على وجه السرعة؟! ماذا يعني أن يجد هؤلاء الآباء أنفسهم أمام قرار لا يساعدهم على نقل أبنائهم لمدارس أجنبية أخرى في الفصل الدراسي الثاني ومن المفترض أن يدفعوا مبلغ 17 ألف ريال قطري عوضا عن سبعة آلاف ريال كانت تدفع بجانب الكوبون التعليمي لكل طالب قطري الذي يُقدّر بـ 28 ألف ريال وباتت زيادة العشرة آلاف ريال تمثل عبئا على رب الأسرة فجأة بعد أن أصبحت 17 ألف ريال ودون إشعار مسبق؟! ولم هذا القرار والطلاب على وشك إنهاء الفصل الأول وإدارات هذه المدارس تعلم بأن الآباء سوف يمتثلون في النهاية لهذا القرار غير المبرر له لصعوبة إلحاق أبنائهم إلى مدارس أجنبية أخرى أقل في التكاليف التي زادت فجأة ودون إنذار مسبق لطلب الزيادة في مخالفة واضحة للتعميم رقم (21/2023) وكأنها تلزم الآباء إما أن تدفعوا أو اتركوا أبناءكم في البيوت في هذا الوقت الحرج مع بداية الفصل الثاني رغم أن هذه المدرسة قامت بمخالفة تنظيمية كونها لم تنشر جدول الرسوم المعتمدة للسنة الدراسية كاملة مخالفة لتعميم رقم (11/2025) وفرضت رسوما إضافية غير معتمدة عند تقديم التسجيل أو الاختبارات أو التسجيل والموارد كما فرضت رسوما غير قانونية على اختبارات قبول مرحلتي الروضة والتمهيدي مخالفة لتعميم عام 2022؟!. كل ما قيل أعلاه هي مجموعة شكاوى كثيرة وعاجلة من أولياء الأمور تقدموا بها لوزارة التربية والتعليم بعد أن قامت مدارس عالمية أجنبية في قطر بفرض هذه الزيادة في الرسوم بواقع 17 ألفا يجب أن يدفعها كل ولي أمر من حر ماله بجانب ما يُصرف للطالب من كوبون تعليمي بقيمة 28 ألف ريال بعد أن كان يدفع سبعة آلاف ريال فقط بجانب الكوبون كل عام فهل هذا معقول؟! وبات السؤال الأكبر الذي يعلق عليه أولياء الأمور هل بات التعليم مجانيا فعلا لأبنائنا في ظل هذه التجاوزات التي تمارسها إدارات المدارس الأجنبية التي تحظى بعدد كبير من الطلبة القطريين ولم اختارت أن تكون هذه الزيادة في منتصف السنة الدراسية رغم علمها بأن هذا الأمر يربك الآباء ويضعهم في دائرة سوء التخطيط من حيث إيجاد مدارس بديلة في هذا الوقت الحرج من العام الدراسي ناهيكم عن إرباكهم بدفع 17 ألف ريال لكل طالب بعد أن كانت سبعة آلاف ريال فقط بينما كان مبلغ الكوبون التعليمي من الدولة يسد بباقي الرسوم المطلوبة؟! أنا شخصيا أجد الأمر مربكا للغاية وإصرار هيئات هذه الإدارات على أنها حصلت على موافقة الوزارة على هذه الزيادات في الرسوم يزيد الحيرة لدينا أكثر خصوصا وأنه لم يخرج مصدر رسمي من الوزارة ليرد على هذه الشكاوى التي وصلت لإدارات هذه المدارس بجانب ما يتم نشره على وسائل التواصل الاجتماعي من أسئلة تنتظر إجابات من المعنيين في الوزارة وعلى رأسها سعادة السيدة لولوة الخاطر التي تلقى احتراما وتقديرا لها ولجهودها التي بذلتها منذ استلامها هذا المنصب القدير بشخصية مثلها. ولذا فإننا نأمل من سعادتها أن تجد حلا سريعا وناجعا لفحوى هذه المشكلة التي تؤرق بيوت كثير من المواطنين القطريين الذين يلتحق أبناؤهم بهذه المدارس التي تقع تحت مظلة الوزارة من قريب ومن بعيد وهي ليست بالمشكلة التي يجب أن تنتظر لأن مستقبل الأبناء يقف على قرار يطيح بقرارات الزيادة غير المسبوقة والتي لم يتم إخطار الآباء بها قبل بدء العام الدراسي لترتيب أوراق أبنائهم قبل التحاقهم بهذه المدارس الماضية في قراراتها الفجائية وغير مبالية بكم الاعتراض الذي تواجهه بصورة يومية من الآباء وعليه فإننا على ثقة بأن وزارة التربية والتعليم سوف تعطي زخما إيجابيا للشكاوى كما نأمل بإذن الله.
5724
| 11 نوفمبر 2025
حينَ شقَّ الاستعمار جسدَ الأمة بخطوطٍ من حديد وحدودٍ من نار، انقطعت شرايين الأخوة التي كانت تسقي القلوب قبل أن تربط الأوطان. تمزّقت الخريطة، وتبعثرت القلوب، حتى غدا المسلم يسأل ببرودٍ مريب: ما شأني بفلسطين؟! أو بالسودان ؟! أو بالصين ؟! ونَسِيَ أنَّ تعاطُفَه عبادةٌ لا عادة، وإيمانٌ لا انفعال، وأنّ مَن لم يهتمّ بأمر المسلمين فليس منهم. لقد رسم الاستعمار حدودهُ لا على الورق فحسب، بل في العقول والضمائر، فزرعَ بين الإخوة أسوارا من وهم، وأوقد في الصدورِ نارَ الأحقادِ والأطماع. قسّم الأرضَ فأضعفَ الروح، وأحيا العصبيةَ فقتلَ الإنسانية. باتَ المسلمُ غريبًا في أرضه، باردًا أمام جراح أمّته، يشاهدُ المجازرَ في الفاشر وغزّة وفي الإيغور وكأنها لقطات من كوكب زحل. ألا يعلم أنَّ فقدَ الأرضِ يسهلُ تعويضُه، أمّا فقد الأخِ فهلاكٌ للأمّة؟! لقد أصبح الدينُ عند كثيرين بطاقة تعريفٍ ثانوية بعدَ المذهبِ والقبيلةِ والوطن، إنّ العلاجَ يبدأُ من إعادةِ بناءِ الوعي، من تعليمِ الجيلِ أنّ الإسلام لا يعرف حدودًا ولا يسكنُ خرائطَ صمّاء، وأنّ نُصرةَ المظلومِ واجبٌ شرعيٌّ، لا خِيارٌا مزاجيّا. قال النبي صلى الله عليه وسلم (مثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمِهم «وتعاطُفِهم» كمثلِ الجسدِ الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائرُ الجسدِ بالسهرِ والحمّى). التعاطف عبادة، التعاطف مطلب، التعاطف غاية، التعاطف هدف، التعاطف إنسانية وفطرة طبيعية، لذلك فلننهضْ بإعلامٍ صادقٍ يذكّرُ الأمةَ أنّها جسدٌ واحدٌ لا أطرافا متناحرة، وبعمل جماعي يترجمُ الأخوّةَ إلى عطاءٍ، والتكافلَ إلى فعلٍ لا شعار. حين يعودُ قلبُ المسلم يخفقُ في المغربِ فيسقي عروقَه في المشرق، وتنبضُ روحهُ في الشمالِ فتلهم الجنوبَ، حينئذٍ تُهدَمُ حدودُ الوهم، وتُبعثُ روحُ الأمةِ من رمادِ الغفلة، وتستعيدُ مجدَها الذي هو خير لها وللناس جميعاً قال تعالى (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ). عندها لن تبقى للأمّة خرائط تُفرّقها،. وتغدو حدود وخطوط أعدائنا التي علينا سرابًا تذروه الرياح، وتتقطع خيوطُ العنكبوتِ التي سحروا أعيننا بوهم قيودها التي لا تنفك. فإذا استيقظَ الوجدان تعانقَ المشرقُ والمغربُ في جسدٍ واحد يهتفُ بصوتٍ واحد فداك أخي.
4062
| 04 نوفمبر 2025
ليش ما يمديك؟! بينما ممداني زهران، الشاب ذو الأصول الأوغندية، صار اليوم عمدة نيويورك. لم يولد هناك، بل جاءها مهاجرًا يحمل حلمه في حقيبة سفر، بلا جنسية ولا انتماء رسمي. حصل على الجنسية الأمريكية عام 2018، وبعد سبع سنوات فقط أصبح نائبًا في برلمان ولاية نيويورك وأحد أبرز الأصوات الشابة في المشهد السياسي الأمريكي. عمره اليوم 34 سنة فقط، لكنه أصبح نموذجًا يُثبت أن الإرادة حين تتجذر في النفس وتُروّى بالجد والاجتهاد، تصنع المعجزات.ولا حاجة لأن احكي عن معاناة شابٍ مهاجرٍ في مدينةٍ كـنيويورك، بكل ما تحمله من صعوباتٍ وتحدياتٍ اجتماعية واقتصادية. والآن ماذا عنك أنت؟ ما الذي ينقصك؟ هل تفتقد التعليم؟ قطر وفّرت لك واحدًا من أفضل أنظمة التعليم في الشرق الأوسط والعالم، وجلبت إليك أرقى الجامعات العالمية تخدمك من امام عتبة بيتك، بينما آلاف الشباب في نيويورك يدفعون مبالغ طائلة فقط ليحصلوا على مقعد جامعي… وربما لا يجدونه. هل تفتقد الأمان؟ قطر تُعد من أكثر دول العالم أمانًا وفقًا لمؤشرات الأمن الدولية لعام 2025، بينما تسجّل نيويورك معدلات جريمة مرتفعة تجعل من الحياة اليومية تحديًا حقيقيًا. هل تفتقد جودة الحياة؟ قطر من أنظف وأجمل دول العالم، ببنية تحتية حديثة، وطرق ذكية، ومترو متطور يربط المدن بدقة ونظام. أما نيويورك، فتعاني من ازدحامٍ وضوضاءٍ وتراجعٍ في الخدمات العامة، والفرق يُرى بالعين المجردة. هل تفتقد الدعم والرعاية؟ قطر من أعلى دول العالم في متوسط دخل الفرد، بينما في شوارع نيويورك ترى المشردين والمدمنين ينامون على الأرصفة. أما في قطر، فالدعم لا يقتصر على الجانب المادي فقط، بل يمتد إلى الرعاية الصحية المتقدمة التي أصبحت من الأفضل عالميًا. فالنظام الصحي القطري يُعد من الأكثر تطورًا في المنطقة، بمستشفياتٍ حديثةٍ ومعايير طبيةٍ عالمية، ورقمنةٍ شاملةٍ للخدمات الصحية تسهّل وصول كل مواطنٍ ومقيمٍ إلى العلاج بأعلى جودة وفي أسرع وقت. وتُعد مؤسسة حمد الطبية ومستشفى سدرة للطب ومراكز الأبحاث والمراكز الصحية المنتشرة في كل مدينة نموذجًا لاهتمام الدولة بصحة الإنسان باعتبارها أولوية وطنية. إنها دولة تجعل من كرامة الإنسان وصحته وتعليمه أساسًا للتنمية، لا ترفًا أما الفرص، فحدّث ولا حرج. بلدك تستثمر في شبابها بلا حدود وتفتح لهم كل الأبواب داخلياً وخارجياً في كل مؤسسات الدولة وقطاعاتها. وهذا ليس كلاماً نظرياً بل هناك تطبيق عملي وقدوة حاضرة. فقطر أميرها شاب، ووزيرها شباب، وأركان دولتها شباب محاطون بالخبرات والكفاءات. أما هناك، في نيويورك، فالشباب يقاتلون وسط منافسة شرسة لا ترحم، فقط ليجدوا لأنفسهم مكانًا… أو فرصةً ليتنفسوا الهواء. فما هو عذرك إذًا؟ ممداني نجح لأنه عمل على نفسه، ولأن أسرته زرعت فيه حب المسؤولية والاجتهاد. أما أنت، فأنت اليوم في وطنٍ منحك ( الجنة التي في الأرض ) وكل ما يتمناه غيرك: الأمن والأمان والرغد في العيش والتعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية التي تُحلم بها شعوب الأرض. الفرق ليس في الظروف، بل في القرار. هو قرر أن يبدأ… وأنت ما زلت تنتظر “اللحظة المناسبة”. لا تنتظر الغد، فالغد لا يصنعه إلا من بدأ اليوم. لا تقول ما أمداني.. لأنه لن يمديك بعد هذا كله.. وإذا تقاعست نفسك تذكر ممداني الحقيقي.
4005
| 11 نوفمبر 2025