رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. مصطفى عابدين

د. مصطفى عابدين

مساحة إعلانية

مقالات

1182

د. مصطفى عابدين

اللهجة العامية (1)

11 مايو 2013 , 12:00ص

لا شك أن اللهجة العامية المصرية هي الأوسع انتشارا بين الناطقين باللغة العربية.. ويرجع ذلك لأسباب عديدة ليس مجال ذكرها هنا ولكننا نوجزها في أن مصر هي الدولة العربية الأكبر والأكثر تعدادا والأعرق ثقافة.. وفي العصر الحديث كانت الأسبق في مجال الصحافة والإذاعة والمسرح والسينما وأخيرا التلفزيون.. ومن النادر أن يتحدث شخص مصري بلهجته العامية ولا يفهمه الآخرون من أبناء باقي الشعوب المتحدثة بالعربية.. والعكس غير صحيح.

ونحن لا اعتراض لدينا على استخدام العامية في حد ذاته إلا أن تكون بديلا للغة الفصحى وأن تحل محلها وبذلك ينشأ لدينا جيل لا يعرف لغته الأم ويصبح الاعتماد على اللهجات هو الأصل فنفقد بذلك واحدا من أهم الروابط التي توحد الشعوب العربية .

وليس معنى هذا أنه يمكننا الاستغناء كلية عن العامية التي لابد منها في بعض الأحيان كأن ننقل كلاما بالنص عن قائله على أن نضع ذلك بين علامتي تنصيص أو قد تكون لازمة لنقل نبض الشارع أو ما يدور في الريف أو لأجل إشاعة روح الفكاهة في النص على سبيل المثال.. وقد يلجأ بعض الكُتاب إلى كتابة الحوار بين الأشخاص في القصص والروايات والنصوص المسرحية متى كان ذلك أكثر جدوى في نقل المغزى المطلوب.. وهذا في حد ذاته يعتبر إضافة ولكن يشترط أن يكون ذلك بعيدا عن الابتذال أو لأغراض الاستسهال والهرب من عدم تمكن البعض من الفصحى.. ويجب ألا تكون هناك نصوص بكاملها مكتوبة باللهجة العامية كما شاع مؤخرا في بعض الصحف .

والغريب أن الكثير من الناس يستخدم مصطلح اللغة العامية وليس اللهجة العامية كما أسلفنا.. فلا يوجد ما يمكن أن نطلق عليه اللغة العامية من الأساس حيث أن أي لغة لها قواعد وأصول ويمكن عند اتباعها حفظ اللغة من الضمور أو الانقراض.. ولعل أصول اللغة العربية وقواعدها هو ما حفظها حتى الآن وكذلك اللغات الحية الأخرى.. يضاف إلى ذلك أن المولى عز وجل خص العرب بشرف نزول القرآن بلغتهم وتعهد سبحانه وتعالى أن يحفظ الذِكر " بكسر الذال " أى القرآن وبالتالي فستحتفظ اللغة العربية بديمومتها إلى الأبد بموجب هذا التعهد الإلهي .

وفى نفس الوقت فإنه لا يجب أن يلجأ بعض الكُتاب إلى التقعر واستخدام مفردات يصعب على الغالبية فهمها وتجعلها بعيدة عن الفهم بالنسبة لبعض القراء.. ولعلنا نحن الناطقون بالعربية أوفر حظا من غيرنا لثراء لغتنا وتعدد مفرداتها لدرجة تجعل الكاتب يحتار في بعض الأحيان عند اختيار بعض الكلمات ليس لندرتها ولكن لكثرتها وتنوعها .

ويجب على الجامعات والمدارس العودة لاستخدام اللغة العربية الفصحى في قاعة الدرس.. والأولى بكل وسائل الإعلام – خاصة المسموعة والمرئية – عدم التحدث باللهجة العامية مطلقا.. بل إنني أطالبهم بعدم استضافة من لا يتمكن من الإعراب عما يريد بلغة عربية مبينة .

والحل الذي ننصح به في هذا الموضوع هو استخدام اللغة العربية السهلة التي تصل إلى الجميع بيسر وسهولة.. وأن يضع الكاتب في حسبانه أنه يوصل فكرة أو يعبر عن معنى.. وأن بلوغ الهدف المنشود من الكتابة سيكون عامل جذب في زمن يعزف فيه غالبية الناس – حتى المثقفون منهم - عن القراءة .

ونأمل أن يكون كلامنا ذا نفع لكل من يحمل قلما.. حيث يجب علينا التوقف عند هذا الحد بسبب المساحة المتاحة.. وللحديث بقية حيث أننا قد نتطرق إلى ما يمكن أن نطلق عليه اللغة الوسطى وهو أقرب إلى ما أسلفناه في مقالنا هذا والتي أصبحت ضرورية وملحة لوسائل الإعلام في خطابها اليومي للجماهير وهو ما سيؤدى إلى إدراك المعاني والدلالات التي تحملها ألفاظها .

وإلى اللقاء في الجزء الثاني من الموضوع ومقالنا القادم بحول الله .

اقرأ المزيد

alsharq بائع متجول

يطلّ عليك فجأة، لا يستأذن ولا يعلن عن نفسه بوضوح. تمرّ في زقاق العمر فتجده واقفًا، يحمل على... اقرأ المزيد

1587

| 26 سبتمبر 2025

alsharq عندما يبلغ الحلم سبعينا

أن تقضي أكثر من سبعين عاماً في هذه الحياة ليس مجرد مرور للزمن، بل هي رحلة مليئة بالتجارب،... اقرأ المزيد

204

| 26 سبتمبر 2025

alsharq الفن ضد الدمار

تواجه المجتمعات الخارجة من النزاعات المسلحة تحديات متعددة، تتراوح بين الصدمات النفسية، والانقسامات المجتمعية، وانهيار البنى الثقافية والاجتماعية.... اقرأ المزيد

489

| 26 سبتمبر 2025

مساحة إعلانية