رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

الجازية راشد سعود راشد السليطي

– اخصائي أول ضمان الجودة 
إدارة المخاطر وضمان الجودة في ديوان المحاسبة

مساحة إعلانية

مقالات

903

الجازية راشد سعود راشد السليطي

الذكاء الاصطناعي وحماية المال العام

10 نوفمبر 2025 , 06:03ص

يشهد العالم اليوم تحولاً جذريًا في أساليب الحوكمة والرقابة المالية، مع صعود أهمية الذكاء الاصطناعي كإحدى أهم أدوات الابتكار الرقمي التي تعيد تشكيل العمل الرقابي. فقد أصبح عنصـراً أساسياً يساهم في رفع كفاءة التدقيق المالي والمحاسبي، ويحسن القدرة على كشف المخاطر والتجاوزات بدقة وموضوعية. ويبرز الذكاء الاصطناعي اليوم كأداة متطورة للجهات الرقابية من خلال تمكينها من تحليل البيانات والمعاملات المالية بسرعة فائقة. واستخلاص أنماط ومؤشرات مستقبلية تساعد في فهم الاتجاه العام للبيانات والعناصر غير الطبيعية، مما يجعل منه شريكاً استراتيجيا للأجهزة الرقابية.

الذكاء الاصطناعي كأداة معززة للرقابة

يعد الذكاء الاصطناعي جزءا من أدوات العمل الرقابي حيث يتيح:

تحليل البيانات الضخمة: إذ تعالج التطبيقات الذكية ملايين المعاملات المالية بسرعة ودقة مما يرفع من كفاءة عمليات التحليل.

رصد المخاطر بشكل استباقي: عبر خوارزميات تكشف الأنماط غير الطبيعية التي قد تشير إلى احتمالية وجود فساد أو إساءة استخدام للموارد.

تحسين جودة التقارير الرقابية: حيث تساعد النظم الذكية في اعداد تقارير رقابية دقيقة وشفافة، تعزز ثقة المجتمع في نتائج التدقيق.

كل هذه المزايا تجعل الذكاء الاصطناعي شريكًا أساسياً لمؤسسات التدقيق في أداء رسالتها الأساسية المتمثلة في حماية المال العام وضمان كفاءة الإنفاق الحكومي.

التجربة القطرية في التحول الرقمي للتدقيق

يبرز ديوان المحاسبة القطري كنموذج متقدم في توظيف الابتكار الرقمي، فقد تبنى الديوان خلال السنوات الأخيرة استراتيجيات رقمية شاملة تعزز كفاءة العمل الرقابي وفق أفضل الممارسات الدولية. حيث عزز الديوان برامج التحليل والتدقيق الالكترونية المستخدمة بأدوات الذكاء الاصطناعي مما ساعد في تحديد مؤشرات المخاطر بشكل مبكر.

وبالتالي مكن الجهات الرقابية من التدخل في الوقت المناسب، كما قام بإطلاق منصات رقمية للتواصل المؤسسـي ساعدت على تبادل الوثائق والمعلومات الرقابية بين الديوان والجهات الخاضعة للرقابة مما سهل تبادل المعلومات والبيانات مع الجهات، وخلق بيئة عمل أكثر تكاملًا وفعالية.

الأطر الأخلاقية للذكاء الاصطناعي 

يشكل وضع أطر أخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي خطوة محورية في تعزيز الشفافية وحماية المال العام، فاعتماد ضوابط واضحة تضمن النزاهة والعدالة، يعزز من قدرة أنظمة الذكاء الاصطناعي على رصد أي ممارسات غير سليمة ومنع محاولات الاحتيال قبل وقوعها، ومع الالتزام بهذه القواعد يتحول الذكاء الاصطناعي الى أداة داعمة للثقة المؤسسية، بما يعزز فعالية الرقابة ويرسخ قيم المساءلة والاستدامة. 

الذكاء الاصطناعي كأداة للثقة

 يبقى الهدف الأساسي من إدماج الذكاء الاصطناعي في عمليات التدقيق هو تعزيز الثقة: ثقة المواطن في مؤسساته، وثقة المستثمر في بيئة الأعمال، وثقة المجتمع في قيام الجهات الرقابية بالمساءلة.

لقد لخص أحد قادة منظمة الإنتوساي هذه الرؤية بقوله: “الذكاء الاصطناعي لم يعد خيارًا تقنيًا، بل أصبح ضرورة لتعزيز ثقة المواطن في مؤسساته” وهذه العبارة تختصـر بوضوح طبيعة المرحلة المقبلة، حيث تتقاطع التكنولوجيا مع الحوكمة لتصنع مستقبلًا أكثر نزاهة وكفاءة.

وبينما يتجه العالم نحو تسخير الذكاء الاصطناعي لتعزيز أنظمته الرقابية، تبقى قطر في طليعة الدول الساعية إلى تحويل هذا التوجه إلى واقع ملموس عبر ديوان المحاسبة، ليصبح الذكاء الاصطناعي ليس مجرد موضوع مطروح على أجندة المؤتمرات، بل ممارسة يومية تترجم التزام الدولة بالحوكمة الرشيدة.

اقرأ المزيد

alsharq يـريدون الدفء في الشتاء

ظهرت وهي تمشي حافية القدمين وبالية الملابس ودموعها تنهمر مثل المطر على وجهها الصغير وفي يدها لعبة مهترئة... اقرأ المزيد

192

| 16 نوفمبر 2025

alsharq السياسة الخارجية القطرية والقوة الناعمة

حلت دولة قطر في المرتبة الـثانية والعشرين عالميا في مؤشر أفضل الدول بالقوة الناعمة الصادر عن مؤسسة براند... اقرأ المزيد

126

| 16 نوفمبر 2025

alsharq لولا المشقة ساد الناس كلهم

ينطلق الإنسان في هذه الحياة بين شقشقات الأمل، وجراح الواقع، ونداءات الفطرة التي تناديه إلى أن ينهض، وأن... اقرأ المزيد

246

| 16 نوفمبر 2025

مساحة إعلانية