رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عبدالرحمن أحمد العبيدلي

عبدالرحمن العبيدلي

مساحة إعلانية

مقالات

25813

عبدالرحمن أحمد العبيدلي

من هو المطوع؟

10 نوفمبر 2015 , 01:12ص

تنتشر بيننا كلمة "المطوع" أو الملتزم أو ما يدل على أن الشخص ملتزم بدينه، ولكن حين نسأل أنفسنا من هو المطوع؟ سنرى بعض الأجوبة الغريبة، لأننا سنرى أننا نطلق على من يصلي الصلوات الخمس ويحرص عليها في وقتها وفي المسجد نسميه "مطوع" ونسمي صاحب الثوب القصير على السُّنة "مطوع" أو من لا يسمع أغاني "مطوع"، بالمختصر من يحرص على الواجبات ويفعل السنن ويترك المحرمات.

ولكن لنسأل أنفسنا سؤالا ثانيا، ألا يجب على الجميع أن يحرص على أن يصلي الصلوات الخمس في المسجد، أو ألا يجب على الجميع أن لا يستمع إلى الأغاني لأنها محرمة!، لنفترض أننا نسمي من لا يستمع إلى الأغاني "مطوع" هل من المعقول أن نسمي من يستمع إلى الأغاني "عاصي"؟، طبعا الجواب لا؛ لأن الأمرين متشابهان.

إذا دققنا في الأشياء التي يفعلها من نطلع عليهم "مطاوعة"، ستراها أشياء واجبة على كل مسلم أو سننا يفعلها الرسول صلى الله عليه وسلم، بالمجمل العام يفعل أمورا يجب على مسلم أن يفعلها ويترك أمورا يجب على الجميع أن يتركها.

إن انتشار مثل هذه المسميات أصبح يفرق بين الناس ويجعل بعض الجمل تنشر، مثل: إذا نصحت شخصا بأن يترك معصية، يقول "أنا مب مطوع"، فيجب علينا أن لا نجعل مثل هذه المسميات تؤثر علينا؛ لأنها تجعل الناس يظنون أن المسلم العادي هو من يفعل المنكرات، وهذا شيء عادي ولا يحاول تركها. فإذا عدنا إلى زمن الرسول صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح لن نرى مثل هذه المسميات.

فيجب علينا أن نفكر الآن في ما يفعله من نسميهم "مطاوعة"، الذين هم في الأساس مسلمون عاديون، وسنرى أن افعالهم كلها أمور عادية يجب على كل مسلم أن يفعلها، صحيح أن الكل يذنب حتى من نسميه "المطوع"، يذنب، ولكن يجب أن لا نصرَّ على الخطأ ولا نجاهر بالخطأ ولا نجعل هذه المعاصي جزءا من حياتنا، بحجة أننا لسنا "مطاوعة"، احرص أن تكون مسلما وليس "مطوعًا".

مساحة إعلانية