رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مبارك الخيارين

* باحث في الشؤون الاقتصادية

مساحة إعلانية

مقالات

423

مبارك الخيارين

الرئاسة التنفيذية في الجهات الحكومية وشبه الحكومية

10 فبراير 2025 , 12:24ص

مهما كانت قدرة الرئيس التنفيذي وذكاؤه فإنه يفشل في حال عدم وضوح دوره المناسب في ذهنه، فنحن في العالم العربي نربط هذا المنصب بمفهوم الزعامة والحكم والسيادة ! وهناك في الغرب يربطونه بمفهوم الخدمة والإنجاز وبناء المستقبل، ولذلك نرى اختلاف النتائج باختلاف تصورات كل فريق عن هذا المنصب. الناظر في حقيقة هذا المنصب يجد أن إدارة الوقت وإدارة التفويض هما أهم عنصرين في هذه الوظيفة، فالرئيس التنفيذي يجب أن يعي ويدرك أنه يدير أعمالا وليس مهام، ينظر للنتائج ولا ينظر للعمليات، وهذا يدخل تحت إدارة التفويض فيما ينبغي عمله وما لا ينبغي عمله، وتأتي إدارة الوقت لتميز بين قدرة الرؤساء التنفيذيين وتمايز بينهم، فالرؤساء الذين توجههم الظروف وتسوقهم الضغوط يفشلون غالبا في تحقيق أهداف منظماتهم وشركاتهم، ويتحولون من رؤساء تنفيذيين مخططين إلى رؤساء تنفيذيين مشتتين، تلقي بهم الريح في أودية سحيقة من التشتت وعدم التركيز وفقدان البوصلة وانحراف الطريق. إن مشكلة منصب الرئيس التنفيذي في العالم العربي تكمن في تصوره انه عمل ( فردي ) وليس جماعيا، والذي ( تضخّم ) ليصبح الرئيس والمدير والموظف وعامل القهوة والمترجم والبواب !! يدخل في أدق التفاصيل ( فيعوق ) غيره، وبذات الوقت ( يهرب ) من مسؤولياته الرئيسية. ولو نظرنا إلى طبيعة المنصب لوجدناه يتخطى قدرات الفرد إلى قدرات الجماعة، فلا يمكن أن يستطيع شخص واحد استيعاب وإدارة التخطيط والاشراف والمتابعة والتحليل والاجتماعات واتخاذ القرارات، فلا بد له من فريق حقيقي يعمل ذلك كله بإشراف على التفاصيل، وليس بإسراف في التفاصيل. فالرئيس التنفيذي الذي لا يشكل فريق عمل، سوف يشكل شلة عمل ! والذين يحظون بعلاقة أو مصلحة معه، ومع الوقت ستنتقل صلاحيات الرئيس التنفيذي إليهم، وهذا يثبت أن مفهوم الفردية في هذه المناصب منعدم، وان كانت ستكون في ايادٍ غير مسؤولة ولكنها في النهاية مجموعة تسيطر وتؤثر وتتبع الرئيس التنفيذي على اساس تبادل المنافع الشخصية، وليس بناء المنافع لصالح العمل كفريق. يقال إن الرئيس التنفيذي لابد له من صفات ثلاث، ان يكون جاداً، ومنهمكا في العمل، وصاحب واجهة، وهي صفات نلحظها فيهم غالبا، ولكن هل هذه الصفات فعلا مطلوبة ؟ أو يجب التحلي بها ؟ فإذا دققنا النظر وجدنا ان هذه الصفات تقود الرئيس التنفيذي ( للعزلة ) فهو لا يقابل إلا من هم في مستواه، ويضع الحدود بينه وبين من يطالبونه من موظفين وعملاء ومديرين، لذلك قيل ( ليس هناك شخص يشعر بالوحدة اكثر من الرئيس التنفيذي )، لذلك فإن قليلا من الاتصال والتواصل يحرر الرئيس التنفيذي من الضغوط ويخرجه من الصورة كلها الى خارجها لينظر إليها بشكل أوضح وتكون معالمها بارزة جدا. من مهام الرئيس التنفيذي إعداد الصف الثاني، وهي تأتي من خلال التفويض الذي يهيئ المديرين ليكونوا بمستوى الرئيس التنفيذي، وذلك في مدة 3 سنوات من بداية التكليف، كما أشار الى ذلك رئيس جنرال موتورز ( رالف كوردنير ). وكيل الوزارة هو القائد الفعلي والتنفيذي لوزارته، ولكن هذا المنصب يبقى غير مستقر وفعال بسبب توجهات الوزراء وممارساتهم التي يجب ان تتفهم منصب الرئيس التنفيذي وأهميته ودوره.

مساحة إعلانية