رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

جابر محمد المري

مساحة إعلانية

مقالات

2310

جابر محمد المري

سر مكونات الظاهرة القطرية

09 نوفمبر 2022 , 12:02ص

عندما تقرأ أو تسمع رأياً لشخصية كان لها دورها الكبير والمهم في تشكيل هوية منظمة مجلس التعاون الخليجي ومتمرسة في العمل السياسي منذ بداية نشأة أغلب دولنا الخليجية، فإنك لا تملك إلا أن تدقق فيما يكتبه أو تنصت لما يقوله، الدبلوماسي المخضرم عبدالله يعقوب بشارة أول أمين عام لمجلس التعاون الخليجي، والذي ساهم في تحقيق وبلورة رؤية قادة دول مجلس التعاون الخليجي لتأسيس مجلس خليجي يوحد أسس العمل ويخرج بأهداف وثمار يعود بنفعه لدوله وشعوبه، سنوات طويلة من العمل المضني والشاق ساهم من خلالها في إرساء دعائم العمل المشترك لهذه المنظمة التي تأسست في ظروف عصيبة تمر بها المنطقة آنذاك ولا تزال حتى وقتنا الحاضر.

شخصية مثل عبدالله بشارة يختار ما يقوله ويكتبه بانتقائية ولا يتحدث في أغلب الأحوال من فراغ وإنما نتاج خبرة عملية طويلة عاصر فيها ملوكاً وأمراء ورؤساء في منطقة الخليج والإقليم والعالم، فعندما يدلي برأيه حيال قضية ما فعليك أن تترك ما يشغلك وتنصت له جيداً، فقد تجد ما يُكسبك فكراً ووعياً قد تدخره لمواقف أو قرارات أنت عازم على اتخاذها.

في مقالة له نشرت في صحيفة القبس الكويتية عنونها بـ "الظاهرة القطرية.. في تلاقي الحزم والكرم) تناول فيها اتساع العمل الدبلوماسي لدولة قطر في توفير صداقات ومواقع تزيد من فعاليتها وتعزز مصالحها وترجمة دبلوماسيتها من خلال تصغير الخلافات والتحفظات تمهيداً لتصفيرها، وكيف أنها أسست علاقات ثنائية فيها حرارة واطمئنان في نفس الوقت مع كل من إيران وتركيا ومع دول كثيرة، وانطلقت في مبادرات مختلفة للتوسط إما بمبادرة منها أو ضمن جهد مشترك مع أصدقاء يجمعهم معها تلاقي المنظور والمصالح.

يصف بشارة التغيير الذي أحدثته الدبلوماسية القطرية منذ تولي الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مقاليد الحكم عام1995 والذي اتسم بالوضوح والجرأة والهمة العالية وبالتالي تجنيد الإمكانات للمصالح العليا للدولة، مع رسم خطوط لا يمكن تجاوزها في مفهوم السيادة ومتطلبات الأمن الوطني.

ويوضح بشارة أن القيادة القطرية لم يغب عن تقديراتها أن دبلوماسية المبادرات لها ثمن كبير في الجهد والعطاء ومتطلبات تأمين النجاح، فتقبلت لائحة التكاليف جهداً ومالاً ومبادرة بكل قناعة، وبهذه الروح دخلت قطر في سباق المنافسة لاستضافة كأس العالم لكرة القدم ضد دول عريقة في فنون الكرة وبنيتها التحتية جاهزة ولديها كل المقومات التي تؤهلها للفوز بالاستضافة، لتنجح بذلك قطر وبجدارة بنيل الفوز بهذه الاستضافة.

ويشير عبدالله بإعجاب إلى الهمة القطرية وتشميرها لذراعيها دون الاكتراث للاتهامات بالتشوية والتزوير، فهي تصرف من جيبها الخاص ولم تلتفت لخزائن الآخرين أملاً في المساعدة، وإنما حملت ما تملك وما يتوافر لهذا المشروع غير المسبوق خليجياً وعربياً.

وأجمل ما قالته هذه القامة الدبلوماسية الخليجية في هذه المقالة بأن: "هذه رواية سيكتبها التاريخ، وسيبقى سجل النجاح متلألئاً حاملاً اسم قطر، قائلاً إنها لا تخاف من المجهول، ليس في الرياضة فحسب وإنما في جميع إشكاليات الحياة، هذه الخلطة هي مكونات الظاهرة القطرية، فلا نتجاهل مسلكها في الاستثمار عبر صندوق السيادة القطري، الذي نبع من سلوك وقناعة قطرية في دروب الاستثمار وبروح اقتحامية فريدة ومتنوعة في انطلاقتها".

ويختتم بشارة مقالته بتساؤله عن مفاتيح الأسرار التي يحملها المسؤولون في قطر؟ مجيباً عليها بما يلي: لا تعبأ بهموم، ولا تخاف من مجهول، وتغدق بيقين بأن غداً سيكون الحصاد، ولا تستحي من الفشل.

هذا كان رأي الدبلوماسي المخضرم بما سماها الظاهرة القطرية التي أوصلت قطر إلى ما هي عليه من صدارة في مختلف الأصعدة، وعندما تسمع هذا الرأي الذي استمده من حقائق عاصرها هو شخصياً وشكّلت هوية ودبلوماسية قطر الفذة ومهدت طريقها لتصبح من أهم الدول التي تعتلي مواقع الصدارة على كافة المستويات.

فاصلة أخيرة

11 يوماً تفصلنا عن بطولة عالمية استثنائية تستضيفها عاصمة الرياضة العالمية الدوحة، ستبقى بإذن الله عالقة في أذهان الملايين من عشاق الكرة المستديرة، فمرحباً بالجميع في دوحة العرب والعالم.

 

مساحة إعلانية