رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
سجل العالم كله حقيقة ساطعة لم تعد في حاجة إلى براهين وهي أن رئيس الحكومة الإسرائيلية (بنيامين نتنياهو) تحول إلى جرافة بشرية عملاقة ومجنونة تهدم كل ما تراه أمامها من بشر وحجر وشجر بل ولم تصده حتى مظاهرات الإسرائيليين بمئات الآلاف ضد ممارساته التي هددت أرواح الرهائن الذين تحتجزهم حماس كي تبادلهم بسجناء المقاومة الفلسطينية القابعين في أسوأ سجونها وأشدها تنكيلا وتعذيبا منذ ثلث قرن!
كما سجل العالم أن (نتنياهو) يتشبث بحرب الإبادة لأسباب شخصية لأن حالة استمرار الحرب تجعله آمنا مؤقتا من الملاحقات القضائية خارج وداخل بلاده وهو المطلوب من محكمة الجنايات الدولية بمدينة لاهاي بتهمة ارتكاب جرائم حرب مع وزيره للدفاع والمطلوب للمحاكم الإسرائيلية بتهم الفساد والرشاوى!
فهو الهارب إلى الأمام أي إلى المجهول كأنه جرافة بشرية هائجة لا يوقفه شيء ولا يثنيه دم ضحاياه من الأبرياء والأطفال والنساء. وبعد قصف عشوائي لقطاع غزة الشهيد راح يقصف موقعا قريبا من قصر الرئاسة السوري بتعلة حماية الطائفة الدرزية رغم رفض هذه الطائفة بل انخرط العديد من شبابها في الجيش والأمن الوطنيين بقيادة حكومة أحمد الشرع ثم حين وصل صاروخ يمني إلى قلب مطار (بن غوريون) يوم الأحد الماضي وتعطلت حركة الطيران المدني والعسكري في سماء المحتل التفت (نتنياهو) إلى اليمنيين يهددهم بشن حرب عليهم سماها (الجحيم) ولكنهم أعلنوا قبول التضحيات والاستمرار في نصرة إخوتهم الغزاويين ما دامت الإبادة متواصلة بل هددوا بإغلاق كل ممرات البحر الأحمر وهو الذي تمر منه 40% من الثروات النفطية والغازية!
وجاءت المفاجأة من واشنطن بالإعلان عن انتهاء هجومات طائرات الولايات المتحدة بسبب قبول الحوثيين إنهاء الهجومات على البواخر التي تعبر البحر الأحمر. ثم لا تنسوا بلطجة الجيش الإسرائيلي في لبنان وقصف جنوبه يوميا ومنذ شهر بدون انقطاع ذلك رغم توقيع اتفاق واضح البنود بين حكومة الرئيس المنتخب العماد (جوزيف عون) ورئيس حكومة المحتل! واستعمل المتحيل أسطوانة «حتمية نزع سلاح حزب الله» وهو يدرك أن المقاومة اللبنانية لن تستسلم ما دامت أجزاء من أرضها محتلة ومضمومة لدولة الاحتلال بدعوى اتخاذها حزاما أمنيا يحميها من «العدوان»!!!
في هذا المناخ الذي عفنته ممارسات عشوائية إسرائيلية يطلع (نتنياهو) على العالم بفرية سماها «عدم حيادية قطر في وساطتها بين المحتل والمقاومة الفلسطينية»! بعد فشل مؤامرة مكشوفة تخيلها مكتب رئيس حكومة الاحتلال اسمها «قطر غيت»! وطبعا لم يصدقها العالم بكل مكوناته بفضل الثقة التي تحظى بها دولة قطر والتي صنعتها دبلوماسية قطرية ذكية ترتكز على القيم والمبادئ والأخلاق. مما بوأها منزلة الشريك في السلام والحليف الموثوق في حل الأزمات الإقليمية والدولية.
وبهذا الرصيد المشرف رفضت وزارة الخارجية القطرية تصريحات مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو) حول دورها في الوساطة مع حركة «حماس» بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية د. ماجد الأنصاري في بيان صباح الأحد الماضي «إن بلاده ترفض بشكل قاطع التصريحات التحريضية الصادرة عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي والتي تفتقر إلى أدنى مستويات المسؤولية السياسية والأخلاقية». مضيفا «إن تصوير استمرار العدوان على غزة كدفاع عن «التحضّر» يعيد إلى الأذهان خطابات أنظمة عبر التاريخ استخدمت شعارات زائفة لتبرير جرائمها بحق المدنيين الأبرياء». وأضاف المتحدث أنه «منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة عملت دولة قطر بالتنسيق مع شركائها على دعم جهود الوساطة الهادفة إلى وقف الحرب وحماية المدنيين وضمان الإفراج عن الرهائن.
ويجدر هنا طرح سؤال مشروع: هل تم الإفراج عما لا يقل عن 138 رهينة عبر العمليات العسكرية؟». وأشار الأنصاري إلى أن «الشعب الفلسطيني في غزة (يعيش) واحدة من أسوأ الكوارث عرفتها الإنسانية في العصر الحديث من حصار خانق وتجويع ممنهج وحرمان من الدواء والمأوى إلى استخدام المساعدات الإنسانية كسلاح للضغط والابتزاز السياسي. فهل هذا هو»التحضّر» الذي يُراد تسويقه؟».
انتهى تصريح د. ماجد ونستمر معا في قراءة الجرائم المرتكبة حيث أعلن الجيش الإسرائيلي الخميس قصف المعابر الحدودية بين سوريا ولبنان مشيرا إلى أن ذلك تم لمنع وصول الأسلحة إلى حزب الله ذاكرا في بيانه أنه هاجم «بنى تحتية تستخدم لفتح طرق سرية تمرر منها إيران الأسلحة إلى حزب الله «الإرهابي» حسب زعمهم. وفي الحقيقة لم يكن قصف سوريا سوى تعلة لضم مساحات واسعة من الأراضي السورية للدولة العبرية المحتلة متعللة بضرورة إنسانية تقتضي التدخل الإسرائيلي لحماية الطائفة الدرزية مما تعتبره إسرائيل نظاما إسلاميا إرهابيا أقامه «الجولاني» في سوريا بعد هروب بشار الأسد!!! أذكر بما قاله د. ماجد الأنصاري من «أن هذا هو التحضر الذي يريدون إقناعنا به» بعد أن استعرض بعض ممارسات الهمجية والبلطجة لكيانات تدعي التفرد بالتحضر والديمقراطية وسط شرق أوسط أغلب سكانه مسلمون! وهي فرية تاريخية صدقها أغلب الناس بعد أن كرس الغرب لترويجها مئات الآلاف من المنابر والصحف ومراكز البحث ووسائل الاتصال الجماهيرية وحتى عبر الألعاب الإلكترونية للأطفال القصر بينما هي تزوير مفضوح للحقائق وتوظيف لفرض الاستعمار الجديد والهيمنة الوحشية على شعوبنا.
إننا بإزاء أوسع وأخطر عملية غش وخديعة آخرها بث اتهامات وهمية ضد دولة قطر بقصد زعزعة ثقة العالم وقواه الحية في أمانتها ونزاهتها وحيادها الذي لا يتناقض مع مبادئها وأخلاقها.
ولكن هيهات هيهات أن تنطلي أكاذيب المحتلين العنصريين على العالم فهذا العالم أدرك أن حرب الإبادة جريمة إنسانية وأن المقاومة لديها حق مشروع لتحرير وطنها.
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وبمشاعر يعتصرها الحزن والأسى والألم، ودّعت دولة قطر ثلاثة من أبنائها الأوفياء الذين... اقرأ المزيد
498
| 13 أكتوبر 2025
تواصل دولة قطر مع شركائها وأصدقائها، في إطار الوساطة المشتركة، العمل من أجل ضمان التنفيذ الكامل لبنود اتفاق... اقرأ المزيد
114
| 13 أكتوبر 2025
مع تسارع التحولات التكنولوجية، برز الذكاء الاصطناعي كقوة ثورية قادرة على إعادة تشكيل جوانب متعددة من الحياة، لا... اقرأ المزيد
132
| 13 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
حين ننظر إلى المتقاعدين في قطر، لا نراهم خارج إطار العطاء، بل نراهم ذاكرة الوطن الحية، وامتداد مسيرة بنائه منذ عقود. هم الجيل الذي زرع، وأسّس، وساهم في تشكيل الملامح الأولى لمؤسسات الدولة الحديثة. ولأن قطر لم تكن يومًا دولة تنسى أبناءها، فقد كانت من أوائل الدول التي خصّت المتقاعدين برعاية استثنائية، وعلاوات تحفيزية، ومكافآت تليق بتاريخ عطائهم، في نهج إنساني رسخته القيادة الحكيمة منذ أعوام. لكن أبناء الوطن هؤلاء «المتقاعدون» لا يزالون ينظرون بعين الفخر والمحبة إلى كل خطوة تُتخذ اليوم، في ظل القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني – حفظه الله – فهم يرون في كل قرار جديد نبض الوطن يتجدد. ويقولون من قلوبهم: نحن أيضًا أبناؤك يا صاحب السمو، ما زلنا نعيش على عهدك، ننتظر لمستك الحانية التي تعودناها، ونثق أن كرمك لا يفرق بين من لا يزال في الميدان، ومن تقاعد بعد رحلة شرف وخدمة. وفي هذا الإطار، جاء اعتماد القانون الجديد للموارد البشرية ليؤكد من جديد أن التحفيز في قطر لا يقف عند حد، ولا يُوجّه لفئة دون أخرى. فالقانون ليس مجرد تحديث إداري أو تعديل في اللوائح، بل هو رؤية وطنية متكاملة تستهدف الإنسان قبل المنصب، والعطاء قبل العنوان الوظيفي. وقد حمل القانون في طياته علاوات متعددة، من بدل الزواج إلى بدل العمل الإضافي، وحوافز الأداء، وتشجيع التطوير المهني، في خطوة تُكرس العدالة، وتُعزز ثقافة التحفيز والاستقرار الأسري والمهني. هذا القانون يُعد امتدادًا طبيعيًا لنهج القيادة القطرية في تمكين الإنسان، سواء كان موظفًا أو متقاعدًا، فالجميع في عين الوطن سواء، وكل من خدم قطر سيبقى جزءًا من نسيجها وذاكرتها. إنه نهج يُترجم رؤية القيادة التي تؤمن بأن الوفاء ليس مجرد قيمة اجتماعية، بل سياسة دولة تُكرم العطاء وتزرع في الأجيال حب الخدمة العامة. في النهاية، يثبت هذا القانون أن قطر ماضية في تعزيز العدالة الوظيفية والتحفيز الإنساني، وأن الاستثمار في الإنسان – في كل مراحله – هو الاستثمار الأجدر والأبقى. فالموظف في مكتبه، والمتقاعد في بيته، كلاهما يسهم في كتابة الحكاية نفسها: حكاية وطن لا ينسى أبناءه.
8799
| 09 أكتوبر 2025
المشهد الغريب.. مؤتمر بلا صوت! هل تخيّلتم مؤتمرًا صحفيًا لا وجود فيه للصحافة؟ منصة أنيقة، شعارات لامعة، كاميرات معلّقة على الحائط، لكن لا قلم يكتب، ولا ميكروفون يحمل شعار صحيفة، ولا حتى سؤال واحد يوقظ الوعي! تتحدث الجهة المنظمة، تصفق لنفسها، وتغادر القاعة وكأنها أقنعت العالم بينما لم يسمعها أحد أصلًا! لماذا إذن يُسمّى «مؤتمرًا صحفيًا»؟ هل لأنهم اعتادوا أن يضعوا الكلمة فقط في الدعوة دون أن يدركوا معناها؟ أم لأن المواجهة الحقيقية مع الصحفيين باتت تزعج من تعودوا على الكلام الآمن، والتصفيق المضمون؟ أين الصحافة من المشهد؟ الصحافة الحقيقية ليست ديكورًا خلف المنصّة. الصحافة سؤالٌ، وجرأة، وضمير يسائل، لا يصفّق. فحين تغيب الأسئلة، يغيب العقل الجمعي، ويغيب معها جوهر المؤتمر ذاته. ما معنى أن تُقصى الميكروفونات ويُستبدل الحوار ببيانٍ مكتوب؟ منذ متى تحوّل «المؤتمر الصحفي» إلى إعلان تجاري مغلّف بالكلمات؟ ومنذ متى أصبحت الصورة أهم من المضمون؟ الخوف من السؤال. أزمة ثقة أم غياب وعي؟ الخوف من السؤال هو أول مظاهر الضعف في أي مؤسسة. المسؤول الذي يتهرب من الإجابة يعلن – دون أن يدري – فقره في الفكرة، وضعفه في الإقناع. في السياسة والإعلام، الشفافية لا تُمنح، بل تُختبر أمام الميكروفون، لا خلف العدسة. لماذا نخشى الصحفي؟ هل لأننا لا نملك إجابة؟ أم لأننا نخشى أن يكتشف الناس غيابها؟ الحقيقة الغائبة خلف العدسة ما يجري اليوم من «مؤتمرات بلا صحافة» هو تشويه للمفهوم ذاته. فالمؤتمر الصحفي لم يُخلق لتلميع الصورة، بل لكشف الحقيقة. هو مساحة مواجهة بين الكلمة والمسؤول، بين الفعل والتبرير. حين تتحول المنصّة إلى monologue - حديث ذاتي- تفقد الرسالة معناها. فما قيمة خطاب بلا جمهور؟ وما معنى شفافية لا تُختبر؟ في الختام.. المؤتمر بلا صحفيين، كالوطن بلا مواطنين، والصوت بلا صدى. من أراد الظهور، فليجرب الوقوف أمام سؤال صادق. ومن أراد الاحترام فليتحدث أمام من يملك الجرأة على أن يسأله: لماذا؟ وكيف؟ ومتى؟
4035
| 13 أكتوبر 2025
في زمن تتسابق فيه الأمم على رقمنة ذاكرتها الوطنية، يقف الأرشيف القطري أمام تحدٍّ كبيرٍ بين نار الإهمال الورقي وجدار الحوسبة المغلقة. فبين رفوف مملوءة بالوثائق القديمة، وخوادم رقمية لا يعرف طريقها الباحثون، تضيع أحيانًا ملامح تاريخنا الذي يستحق أن يُروى كما يجب وتتعثر محاولات الذكاء الاصطناعي في استيعاب هويتنا وتاريخنا بالشكل الصحيح. فلا يمكن لأي دولة أن تبني مستقبلها دون أن تحفظ ماضيها. لكن جزءًا كبيراً من الأرشيف القطري ما زال يعيش في الظل، متناثرًا بين المؤسسات، بلا تصنيف موحّد أو نظام حديث للبحث والاسترجاع. الكثير من الوثائق التاريخية المهمة محفوظة في أدراج المؤسسات، أو ضمن أنظمة إلكترونية لا يستطيع الباحث الوصول إليها بسهولة. هذا الواقع يجعل من الصعب تحويل الأرشيف إلى مصدر مفتوح للمعرفة الوطنية، ويهدد باندثار تفاصيل دقيقة من تاريخ قطر الحديث. في المقابل، تمتلك الدولة الإمكانيات والكوادر التي تؤهلها لإطلاق مشروع وطني شامل للأرشفة الذكية، يعتمد على الذكاء الاصطناعي في فهرسة الوثائق، وتحليل الصور القديمة، وربط الأحداث بالأزمنة والأماكن. فبهذه الخطوة يمكن تحويل الأرشيف إلى ذاكرة رقمية حيّة، متاحة للباحثين والجمهور والطلبة بسهولة وموثوقية. فبعض الوثائق تُحفظ بلا فهرسة دقيقة، وأخرى تُخزَّن في أنظمة مغلقة تمنع الوصول إليها إلا بإجراءاتٍ معقدة. والنتيجة: ذاكرة وطنية غنية، لكنها مقيّدة. الذكاء الاصطناعي... فرصة الإنقاذ، فالذكاء الاصطناعي فرصة نادرة لإحياء الأرشيف الوطني. فالتقنيات الحديثة اليوم قادرة على قراءة الوثائق القديمة، وتحليل النصوص، والتعرّف على الصور والمخطوطات، وربط الأحداث ببعضها زمنياً وجغرافياً. يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحوّل ملايين الصفحات التاريخية إلى ذاكرة رقمية ذكية، متاحة للباحثين والطلاب والإعلاميين بضغطة زر. غير أن المشكلة لا تتوقف عند الأرشيف، بل تمتد إلى الفضاء الرقمي. فعلى الرغم من التطور الكبير في البنية التحتية التقنية، إلا أن الإنترنت لا يزال يفتقر إلى محتوى قطري كافٍ ومنظم في مجالات التاريخ والثقافة والمجتمع. وحين يحاول الذكاء الاصطناعي تحليل الواقع القطري، يجد أمامه فراغًا معرفيًا كبيرًا، لأن المعلومة ببساطة غير متاحة أو غير قابلة للقراءة الآلية. الذكاء الاصطناعي لا يخلق المعرفة من العدم، بل يتعلم منها. وعندما تكون المعلومات المحلية غائبة، تكون الصورة التي يقدمها عن قطر مشوشة وغير مكتملة، ما يقلل من فرص إبراز الهوية القطرية رقمياً أمام العالم. فراغ رقمي في عالم متخم بالمعلومات.....حين يكتب الباحث أو الصحفي أو حتى الذكاء الاصطناعي عن موضوع يتعلق بتاريخ قطر، أو بأحد رموزها الثقافية أو أحداثها القديمة، يجد أمامه فراغًا معلوماتيًا واسعًا. مثالنا الواقعي كان عند سؤالنا لإحدى منصات الذكاء الاصطناعي عن رأيه بكأس العالم قطر2022 كان رأيه سلبياً نظراً لاعتماده بشكل كبير على المعلومات والحملات الغربية المحرضة وذلك لافتقار المنصات الوطنية والعربية للمعلومات الدقيقة والصحيحة فكثير من الأرشيفات محفوظة داخل المؤسسات ولا تُتاح للعامة، والمواقع الحكومية تفتقر أحيانًا إلى أرشفة رقمية مفتوحة أو واجهات بحث متطورة، فيما تبقى المواد المحلية مشتتة بين ملفات PDF مغلقة أو صور لا يمكن تحليلها والنتيجة: كمٌّ هائل من المعرفة غير قابل للقراءة الآلية، وبالتالي خارج نطاق استفادة الذكاء الاصطناعي منها. المسؤولية الوطنية والمجتمعية تتطلب اليوم ليس فقط مشروعاً تقنياً، بل مشروعاً وطنياً شاملًا للأرشفة الذكية، تشارك فيه الوزارات والجامعات والمراكز البحثية والإعلامية. كما يجب إطلاق حملات توعوية ومجتمعية تزرع في الأجيال الجديدة فكرة أن الأرشيف ليس مجرد أوراق قديمة، بل هو هوية وطنية وسرد إنساني لا يُقدّر بثمن. فالحفاظ على الأرشيف هو حفاظ على الذاكرة، والذاكرة هي التي تصنع الوعي بالماضي والرؤية للمستقبل، يجب أن تتعاون الوزارات، والجامعات، والمراكز الثقافية والإعلامية والصحف الرسمية والمكتبات الوطنية في نشر محتواها وأرشيفها رقمياً، بلغتين على الأقل، مع الالتزام بمعايير التوثيق والشفافية. كما يمكن إطلاق حملات مجتمعية لتشجيع المواطنين على المساهمة في حفظ التاريخ المحلي، من صور ومذكرات ووثائق، ضمن منصات رقمية وطنية. قد يكون الطريق طويلاً، لكن البداية تبدأ بقرار: أن نفتح الأبواب أمام المعرفة، وأن نثق بأن التاريخ حين يُفتح للعقول، يزدهر أكثر. الأرشيف القطري لا يستحق أن يُدفن في الأنظمة المغلقة، بل أن يُعاد تقديمه للعالم كصفحات مضيئة من قصة قطر... فحين نفتح الأرشيف ونغذي الإنترنت بالمحتوى المحلي الموثق، نصنع جسرًا بين الماضي والمستقبل، ونمنح الذكاء الاصطناعي القدرة على رواية قصة قطر كما يجب أن تُروى. فالذاكرة الوطنية ليست مجرد وثائق، بل هويةٌ حيّة تُكتب كل يوم... وتُروى للأجيال القادمة.
2388
| 07 أكتوبر 2025