رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
حاولت جهدي أن أتابع كل ما يكتب عن الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، فتابعت مؤيدين لها ومعارضين، وشاهدت العديد من الأفلام التي تبثها والتي يبثها أعداؤها، وجعلت من معاييري نوعية الناس التي تبث هذه الأخبار وتوجهاتهم وقرأت بعض ما كتبته وسائل الإعلام الغربية عنهم، وقرأت عن تاريخ نشأتهم فدعوني أشارككم بخلاصة قد لا تكون النهائية.
بدأ التنظيم في العراق مع بداية عام 2004 تحت مسمى جماعة التوحيد والجهاد، وفي أكتوبر من نفس العام غير اسمه إلى تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، ولكن وسائل الإعلام وعامة الناس بقيت تعرفه بتنظيم القاعدة في العراق، وفي يناير 2006 تجمعت تحت التنظيم السابق عدة تنظيمات صغيرة أخرى فأطلق على نفسه مجلس شورى المجاهدين، وفي أكتوبر من نفس العام أيضا، أطلق على نفسه دولة العراق الإسلامية، وفي أبريل من عام 2013 غير اسمه مرة أخرى إلى الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) ولكن وسائل الإعلام الأجنبية مازالت مختلفة على اختصار هذه التسمية، فتسميه أحيانا ISIS وأحيانا أخرى ISIL، والاختلاف في الحرف الأخير سببه أن البعض يختصر الشام في حرف S والبعض مازال يسمي الشام Levant خلال الأيام الأخيرة أيدت الولايات المتحدة وإيران وروسيا رئيس الوزراء العراقي المالكي في حربه ضد الإرهاب في الأنبار، بل إن إيران والولايات المتحدة بدأتا في إرسال الأسلحة المتطورة له، فقد أعلنت واشنطن أنها أرسلت صواريخ Hell fire وعشر طائرات بدون طيار ستتبعها بحوالي خمسين أخرى لمراقبة الثوار وتدميرهم من الجو، وعلى ذلك فقد أصبح كل سنة العراق يدخلون تحت مسمى الإرهاب، وتناسى العالم أن المالكي فشل فشلا ذريعا في إدارة دولة غنية بمصادرها الطبيعية والزراعية والبشرية وأدارها على أساس طائفي مقيت لم يعهده العالم الحديث من قبل، ومع هذه الفشل يعاني سنة العراق من تهميش وإقصاء وإفقار وتشريد وقتل بشكل منهجي في محاولة لجعلهم يعيشون على هامش الحياة أسوة بأخوتهم العرب والكرد والبلوش في إيران "الإسلامية".
ولكن ما هو حجم تنظيم القاعدة في العراق؟ وهل هو فاعل كما يدعي البعض إلى درجة أن روسيا وأمريكا وإيران أعلنوا الطوارئ لمساندة المالكي في معركته؟ أم أن الأمر غير هذا؟
قدر مركز دراسات تابع لوزارة الخارجية الأمريكية في عام 2007 عدد عناصر تنظيم القاعدة في العراق بحوالي ألف مقاتل، ولكن منذ انسحاب القوات الأمريكية من العراق في أواخر 2011 زاد عدد عناصر التنظيم إلى حوالي 2500 مقاتل، وأعلنت الاستخبارات الأمريكية في عام 2007 أن 15% من أعمال العنف في العراق من تنظيم القاعدة ولكن مركز دراسات تابع للكونغرس أعلن أن نسبة أعمال العنف التي تنسب للقاعدة هي حوالي 2 % فقط، واتهم إدارة بوش بتزوير الحقائق لأغراض سياسية، فقد نسبت مراكز معنية بمتابعة نشاط التنظيم 43 هجوما من أصل 439 هجوما على الجيش العراقي ومليشيات شيعية لنشاط القاعدة في حين أن 17 هجوما من أصل 357 هجوما على عناصر الجيش الأمريكي نسب للقاعدة.
وعلى ذلك فإن نسبة عمليات القاعدة هي هامشية بالنسبة للأحداث الدموية في العراق، ولو أسقطنا هذه النسب على أعمال العنف في تلك الدولة المنكوبة فسنرى التالي:
ففي عام 2013 أعلنت وزارتا الدفاع والصحة في العراق أن 12 ألف شخص قتل خلال ذلك العام وأصيب ضعف هذا العدد، فلو استخدمنا إحصائيات بوش التي هي 15% فإن عدد العراقيين الذين قتلوا على يد القاعدة هو 1800 شخص من إجمالي 12 ألف شخص، ولو استخدمنا إحصائيات الكونغرس فإن عدد القتلى على يد القاعدة هو 240 شخصا فقط.
أعلن وزير العدل العراقي (شيعي) يوم الإثنين الماضي: أن هناك رؤوسا كبيرة في الدولة سهلت هرب سجناء من تنظيم القاعدة من سجني أبو غريب والتاجي في بغداد، وقال حسن الشمري في تصريحه: إن الغرض من تسهيل عملية الهرب هذه كان تقوية النظام السوري من خلال تقوية داعش وتخويف الولايات المتحدة من أن البديل القادم لنظام بشار الأسد هو ذلك التنظيم، مبينا أن قوات حماية السجن انسحبت قبيل اقتحام عناصر القاعدة لهما وإطلاق رفاقهم. وأضاف، بأن تسهيل عملية الهرب جاءت قبل اتخاذ الكونغرس الأمريكي قرارا بإعطاء التخويل للرئيس الأمريكي باراك أوباما بتوجيه ضربة عسكرية لسويرا في حينه التي تم إلغاؤها لاحقا. انتهى .
والآن، يحق لنا أن نتساءل عن الدور الذي يقوم به تنظيم القاعدة في المنطقة، فوجوده لم يعد مرغوبا به، بل إن وجوده أصبح مبررا إما لضرب السنة أو لعدم ضرب أعدائهم، وعليه فإن على التنظيم عبئا أخلاقيا اتجاه السنة يتطلب منه تفكيك التنظيم وحله والاندماج في الكتائب والحركات الموجودة سواء في الشام أو في التشكيلات القبلية في الأنبار، فإصراره على موقفه تجعل أصابع الاتهام تشير إليه بالعمالة والتبعية.
لقد صرح عضو البرلمان الأوروبي السيد ستروان ستيفنسون والذي يرأس وفد البرلمان للعلاقة مع العراق أن الهجوم على إرهابيي القاعدة في 6 محافظات عراقية ليس أكثر من غطاء لإبادة السنة المعارضين للسياسات الشيعية الطائفية على نحو متزايد من قبل رئيس الوزراء نوري المالكي. انتهى
فهل سنرى تنظيم القاعدة يعرف الخطر الذي يشكله على السنة في العراق؟ أم أنه سيبقى مصرا على أنه حامي حمى الإسلام وأهله مهما كلف ذلك من أرواح وأعراض وأموال؟
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
كان المدرج في زمنٍ مضى يشبه قلبًا يخفق بالحياة، تملؤه الأصوات وتشتعل فيه الأرواح حماسةً وانتماء. اليوم، صار صامتًا كمدينةٍ هجرتها أحلامها، لا صدى لهتاف، ولا ظلّ لفرح. المقاعد الباردة تروي بصمتها حكاية شغفٍ انطفأ، والهواء يحمل سؤالًا موجعًا: كيف يُمكن لمكانٍ كان يفيض بالحب أن يتحول إلى ذاكرةٍ تنتظر من يوقظها من سباتها؟ صحيح أن تراجع المستوى الفني لفرق الأندية الجماهيرية، هو السبب الرئيسي في تلك الظاهرة، إلا أن المسؤول الأول هو السياسات القاصرة للأندية في تحفيز الجماهير واستقطاب الناشئة والشباب وإحياء الملاعب بحضورهم. ولنتحدث بوضوح عن روابط المشجعين في أنديتنا، فهي تقوم على أساس تجاري بدائي يعتمد مبدأ المُقايضة، حين يتم دفع مبلغ من المال لشخص أو مجموعة أشخاص يقومون بجمع أفراد من هنا وهناك، ويأتون بهم إلى الملعب ليصفقوا ويُغنّوا بلا روح ولا حماسة، انتظاراً لانتهاء المباراة والحصول على الأجرة التي حُدّدت لهم. على الأندية تحديث رؤاها الخاصة بروابط المشجعين، فلا يجوز أن يكون المسؤولون عنها أفراداً بلا ثقافة ولا قدرة على التعامل مع وسائل الإعلام، ولا كفاءة في إقناع الناشئة والشباب بهم. بل يجب أن يتم اختيارهم بعيداً عن التوفير المالي الذي تحرص عليه إدارات الأندية، والذي يدل على قصور في فهم الدور العظيم لتلك الروابط. إن اختيار أشخاص ذوي ثقافة وطلاقة في الحديث، تُناط بهم مسؤولية الروابط، سيكون المُقدمة للانطلاق إلى البيئة المحلية التي تتواجد فيها الأندية، ليتم التواصل مع المدارس والتنسيق مع إداراتها لعقد لقاءات مع الطلاب ومحاولة اجتذابهم إلى الملاعب من خلال أنشطة يتم خلالها تواجد اللاعبين المعروفين في النادي، وتقديم حوافز عينية. إننا نتحدث عن تكوين جيل من المشجعين يرتبط نفسياً بالأندية، هو جيل الناشئة والشباب الذي لم يزل غضاً، ويمتلك بحكم السن الحماسة والاندفاع اللازمين لعودة الروح إلى ملاعبنا. وأيضاً نلوم إعلامنا الرياضي، وهو إعلام متميز بإمكاناته البشرية والمادية، وبمستواه الاحترافي والمهني الرفيع. فقد لعب دوراً سلبياً في وجود الظاهرة، من خلال تركيزه على التحليل الفني المُجرّد، ومخاطبة المختصين أو الأجيال التي تخطت سن الشباب ولم يعد ممكناً جذبها إلى الملاعب بسهولة، وتناسى إعلامنا جيل الناشئة والشباب ولم يستطع، حتى يومنا، بلورة خطاب إعلامي يلفت انتباههم ويُرسّخ في عقولهم ونفوسهم مفاهيم حضارية تتعلق بالرياضة كروح جماهيرية تدفع بهم إلى ملاعبنا. كلمة أخيرة: نطالب بمبادرة رياضية تعيد الجماهير للمدرجات، تشعل شغف المنافسة، وتحوّل كل مباراة إلى تجربة مليئة بالحماس والانتماء الحقيقي.
2514
| 30 أكتوبر 2025
حينَ شقَّ الاستعمار جسدَ الأمة بخطوطٍ من حديد وحدودٍ من نار، انقطعت شرايين الأخوة التي كانت تسقي القلوب قبل أن تربط الأوطان. تمزّقت الخريطة، وتبعثرت القلوب، حتى غدا المسلم يسأل ببرودٍ مريب: ما شأني بفلسطين؟! أو بالسودان ؟! أو بالصين ؟! ونَسِيَ أنَّ تعاطُفَه عبادةٌ لا عادة، وإيمانٌ لا انفعال، وأنّ مَن لم يهتمّ بأمر المسلمين فليس منهم. لقد رسم الاستعمار حدودهُ لا على الورق فحسب، بل في العقول والضمائر، فزرعَ بين الإخوة أسوارا من وهم، وأوقد في الصدورِ نارَ الأحقادِ والأطماع. قسّم الأرضَ فأضعفَ الروح، وأحيا العصبيةَ فقتلَ الإنسانية. باتَ المسلمُ غريبًا في أرضه، باردًا أمام جراح أمّته، يشاهدُ المجازرَ في الفاشر وغزّة وفي الإيغور وكأنها لقطات من كوكب زحل. ألا يعلم أنَّ فقدَ الأرضِ يسهلُ تعويضُه، أمّا فقد الأخِ فهلاكٌ للأمّة؟! لقد أصبح الدينُ عند كثيرين بطاقة تعريفٍ ثانوية بعدَ المذهبِ والقبيلةِ والوطن، إنّ العلاجَ يبدأُ من إعادةِ بناءِ الوعي، من تعليمِ الجيلِ أنّ الإسلام لا يعرف حدودًا ولا يسكنُ خرائطَ صمّاء، وأنّ نُصرةَ المظلومِ واجبٌ شرعيٌّ، لا خِيارٌا مزاجيّا. قال النبي صلى الله عليه وسلم (مثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمِهم «وتعاطُفِهم» كمثلِ الجسدِ الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائرُ الجسدِ بالسهرِ والحمّى). التعاطف عبادة، التعاطف مطلب، التعاطف غاية، التعاطف هدف، التعاطف إنسانية وفطرة طبيعية، لذلك فلننهضْ بإعلامٍ صادقٍ يذكّرُ الأمةَ أنّها جسدٌ واحدٌ لا أطرافا متناحرة، وبعمل جماعي يترجمُ الأخوّةَ إلى عطاءٍ، والتكافلَ إلى فعلٍ لا شعار. حين يعودُ قلبُ المسلم يخفقُ في المغربِ فيسقي عروقَه في المشرق، وتنبضُ روحهُ في الشمالِ فتلهم الجنوبَ، حينئذٍ تُهدَمُ حدودُ الوهم، وتُبعثُ روحُ الأمةِ من رمادِ الغفلة، وتستعيدُ مجدَها الذي هو خير لها وللناس جميعاً قال تعالى (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ). عندها لن تبقى للأمّة خرائط تُفرّقها،. وتغدو حدود وخطوط أعدائنا التي علينا سرابًا تذروه الرياح، وتتقطع خيوطُ العنكبوتِ التي سحروا أعيننا بوهم قيودها التي لا تنفك. فإذا استيقظَ الوجدان تعانقَ المشرقُ والمغربُ في جسدٍ واحد يهتفُ بصوتٍ واحد فداك أخي.
2160
| 04 نوفمبر 2025
اطلعت على الكثير من التعليقات حول موضوع المقال الذي نشرته الأسبوع الماضي بجريدة الشرق بذات العنوان وهو «انخفاض معدلات المواليد في قطر»، وقد جاء الكثير من هذه التعليقات أو الملاحظات حول أن هذه مشكلة تكاد تكون في مختلف دول العالم وتتشابه الى حد كبير، والبعض أرجعها الى غلاء المعيشة بشكل عام في العالم، وهذه المشكلة حسبما أعتقد يجب ألا يكون تأثيرها بذات القدر في دول أخرى؛ لأن الوضع عندنا يختلف تماما، فالدولة قد يسرت على المواطنين الكثير من المعوقات الحياتية وتوفر المساكن والوظائف والرواتب المجزية التي يجب ألا يكون غلاء المعيشة وغيرها من المتطلبات الأخرى سببا في عدم الاقبال على الزواج وتكوين أسرة أو الحد من عدد المواليد الجدد، وهو ما يجب معه أن يتم البحث عن حلول جديدة يمكن أن تسهم في حل مثل هذه المشكلة التي بدأت في التزايد. وفي هذا المجال فقد أبرز معهد الدوحة الدولي للأسرة توصيات لرفع معدل الخصوبة والتي تساهم بدورها في زيادة المواليد ومن هذه التوصيات منح الموظفة الحامل إجازة مدفوعة الاجر لـ 6 اشهر مع اشتراط ان تعود الموظفة الى موقعها الوظيفي دون أي انتقاص من حقوقها الوظيفية، وكذلك الزام أصحاب العمل الذين لديهم 20 موظفة بإنشاء دار للحضانة مع منح الأب إجازة مدفوعة الأجر لا تقل عن أسبوعين، وإنشاء صندوق لتنمية الطفل يقدم إعانات شهرية وتسهيل الإجراءات الخاصة بتأمين مساكن للمتزوجين الجدد، وكذلك إنشاء صندوق للزواج يقدم دعما ماليا للمتزوجين الجدد ولمن ينوي الزواج مع التوسع في قاعات الافراح المختلفة، وهذه الاقتراحات هي في المجمل تسهل بشكل كبير العقبات والصعاب التي يواجهها الكثير من المقبلين على الزواج، وبتوفيرها لا شك ان الوضع سيختلف وستسهم في تحقيق ما نطمح اليه جميعا بتسهيل أمور الزواج. لكن على ما يبدو ومن خلال الواقع الذي نعيشه فإن الجيل الحالي يحتاج الى تغيير نظرته الى الزواج، فالكثير اصبح لا ينظر الى الزواج بالاهمية التي كانت في السابق، ولذلك لابد ان يكون من ضمن الحلول التي يجب العمل عليها، إيجاد أو إقرار مواد تدرس للطلاب خاصة بالمرحلة الثانوية وتتمحور حول أهمية تكوين وبناء الاسرة وأهمية ذلك للشباب من الجنسين، والعمل على تغيير بعض القناعات والاولويات لدى الشباب من الجنسين، حيث أصبحت هذه القناعات غير منضبطة أو غير مرتبة بالشكل الصحيح، والعمل على تقديم الزواج على الكثير من الأولويات الثانوية، وغرس هذه القيمة لتكون ضمن الأولويات القصوى للشباب على أن يتم مساعدتهم في ذلك من خلال ما تم ذكره من أسباب التيسير ومن خلال أمور أخرى يمكن النظر فيها بشكل مستمر للوصول الى الهدف المنشود. وفي ظل هذا النقاش والبحث عن الحلول، يرى بعض المهتمين بالتركيبة السكانية ان هناك من الحلول الاخرى التي يمكن أن تكون مؤثرة، مثل التشجيع على التعدد ومنح الموظفة التي تكون الزوجة الثانية أو الثالثة أو حتى الرابعة، علاوة مستحدثة على أن تكون مجزية، الى جانب حوافز أخرى تشجع على ذلك وتحث عليه في أوساط المجتمع، حيث يرى هؤلاء أن فتح باب النقاش حول تعدد الزوجات قد يكون إحدى الأدوات للمساهمة في رفع معدلات الإنجاب، خصوصًا إذا ما اقترن بدعم اجتماعي ومؤسسي يضمن كرامة الأسرة ويحقق التوازن المطلوب.
2046
| 03 نوفمبر 2025