رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

خولة البوعينين


[email protected]
@Khawlalbu3inain

مساحة إعلانية

مقالات

699

خولة البوعينين

منفذ لا يستطيعه كل أحد !

08 أكتوبر 2024 , 02:00ص

قد يتساءل المرء وقت هوانه عن مخرجٍ يُنجيّه مما هو فيه، ويبعث له بصيص أمل يستهدي به لينقله من حاله آنياً إلى سعة يتمكّن معها من الانعتاق من أسر ما ابتُليت به نفسه من الشقاء.

ولعلي أزعم أن المخارج كثيرة، والأدوات متنوّعة، يتخيّر منها الإنسان ما شاء وفق ما يروق له، وما يليق بوضعه وزمانه ومكانه، وما يتوافق وقدرته واستطاعته.

وعسى أن لا يطول بالمرء المسير حتى يُدرك مفتاحاً من مفاتيح التحرّر، وسبباً من أسباب التجاوز لما يُكدّره، وباباً من أبواب السعادة وقرار العين يدلف منه متى ما أراد.

تلك الكوة التي يُبصر معها ليس فقط تخلصاً مما يُثقل كاهله، بل يشعر معها بالتطهّر والطمأنينة والسموّ.

وهو بالمناسبة مدخل لا يستطيع أن يدلف منه الجميع، لأن له جباية لا يقدر على سدادها كل أحد.

وما أتحدث عنه هو باب رفيع المقام، لا يستوعب أهميّتة سوى الذين يبذلون في تزكية أنفسهم أنفس النفائس، وهو اختيار (التسامي والارتقاء) الذي يليق بمراتب الإحسان،

وهو ما يجعل المرء (راقياً) لا تستنزفه التوافه، يقابل الإساءة والكدر بالصبر الجميل، والصفح الجميل، ويواجه الصدّ بالهجر الجميل ويُسرّح السراح الجميل!

فجمال ذلك كله منبعه (تسام) عن الاعتياد بالتفكير والتوجه لما هو أسمى وأرقى وأزكى.

فلا يلبث المتسامي إلا أن يعي أنه قد ارتقى مقاماً اشترى فيه راحة باله، وصفاء طوّيته، وسعادة قلبه، وإيمانه بربه، الذي يُجزل له الثواب، ويكافئه على الإحسان بالإحسان، ويجازيه بأحسن ما عمل.

وليس ذاك باب من اعتاد الاضطراب، ورد الصاع بالصاع، وإنما هو مدخل لمن نوى لنفسه التهذيب والارتقاء، والعروج في مسالك المحسنين، لأنه اختيار نقّي، وتهذيب مستمر لا يفتأ.

لحظة إدراك:

التسامي درب من دروب التزكية ومقام من مقامات الإحسان، يبدأ فيه المسير من إدراك أهميّتة، واختياره هو دون غيره، والاستمرار فيه رغم العقبات، إلا أن النتيجة تستحق، والجائزة جديرة بتجشّم عناء الطريق، ووعورة ممشاه، لأنه سبيل من اعتاد الأنفة والعلو، ولم يُسرع في رفع راية الانهزام أمام خطوب الحياة.

مساحة إعلانية