رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. أحمد موفق زيدان

@ahmadmuaffaq

مساحة إعلانية

مقالات

750

د. أحمد موفق زيدان

7 أكتوبر.. سجلات الانتصار والعدوان

08 أكتوبر 2024 , 02:00ص

عام مرّ على السابع من أكتوبر الذي حفر اسمه في التاريخ، حفره بدماء أبطال فلسطين، وحفره بأحرف من دم وعرق وتعب وهجرة ومعاناة، ليُذكر العالم كله بقضية شعب دخلت مأساته قرنها الثاني تقريباً، لكن لا تزال الضحية متمسكة بموقفها وقضيتها، ولا يزال الجيل يورث من بعده حقه في الوجود والتحرر، فجاء السابع من أكتوبر ليرسم مرحلة جديدة متعددة العناوين الفلسطينية والإقليمية والدولية، ونحن على أعتاب العام الثاني من طوفان الأقصى، يجدر بنا أن نتوقف عند هذه العناوين، بعد أن امتد لهيبها إلى ما بعد فلسطين، مما يهدد المنطقة كلها، ولذا فالتوقف عند العناوين الرئيسة التي أرادها السابع من أكتوبر، أو أفرزها طوفان الأقصى جديرة بالتوقف والتأمل.

على الساحة الفلسطينية جاء طوفان الأقصى في الوقت الذي اقترب الشعب الفلسطيني من حدّ اليأس والإحباط بحيث، ومن خلفه المواطن العربي، إذ لم يعد أمام الفلسطيني سوى القول بأنه ليس بالإمكان أفضل مما كان وهي المقولة التي راجت عند صانع القرار العربي في فترة ما بعد الاحتلالات الأجنبية ونشوء الدولة الوطنية، لكن طوفان الأقصى فرْمل هذه الذهنية والعقلية، وبدأ يطرح طروحات خارج الصندوق الذي أريد للفلسطيني أن يفكر فيها، ومن خلفه العربي وغير العربي، ولذلك فإن قلب المعادلة، ومعه قلب الطاولة، طرح معه خيارات المقاومة، بل وقدرة أصحابها على الصمود لعام كامل، بعيداً عن الاختراقات، وبعيداً عن رفع الراية البيضاء على الرغم من التآمر العالمي على الطوفان، ودفع الكيان الصهيوني بكل آلته التدميرية التخريبية في القضاء على الطوفان، ومع هذا لا يزال ثوار فلسطين صامدين كعادتهم في وجه أعتى قوة إقليمية ومن خلفها قوى دولية مرئية وغير مرئية.

على الساحة الإقليمية أتى الطوفان ليضع حداً لكل محاولات التطبيع التي أراد لها الكيان الصهيوني أن تُفرض، فتتحول إلى حالة وظاهرة عامة، وكرة ثلج حقيقية تكبر شيئاً فشيئاً، فيستقوي كل واحد بمن سبقه على طريق التطبيع، وجاء طوفان الأقصى ومن بعده العدوان الرهيب على غزة، ليكشف حقيقة الطرف الصهيوني، الذي خاله البعض قد تغير ربما، فبدا أنه لم ولن يتغير، والدليل على ذلك حجم الجرائم الصهيونية التي ارتكبت بحق المدنيين وعلى كافة الشرائح والمؤسسات المدنية، وهو ما وثقته المؤسسات الدولية، مما أحرج حتى القوى الإقليمية والعربية التي كانت إلى وقت قريب داعية ومشجعة للتطبيع مع هذا الكيان، ووجدت نفسها على الأقل محرجة إعلامياً وشعبياً، أمام فائض الإجرام الصهيوني التي جعلها تُفرْمل قطار تطبيعها مع هذا الكيان الذي يرتكب جرائمه على الهواء مباشرة دون أن يعبأ بوساطات إقليمية ودولية.

وهنا نصل إلى الدائرة الدولية حيث الفشل الأمريكي لعام كامل في جمع العدوان الصهيوني، وهو الأمر الذي كشف بنظر مراقبين ومحللين وخبراء عن ضعف أداء الإدارة الأمريكية دبلوماسياً، وضعف قوة ونفوذ تأثيرها على قادة العدوان الصهيوني في القبول بتسوية أو وقف لإطلاق النار بعد حجم الضحايا والخراب والدمار الرهيب الذي لحق غزة وما حولها، وهو الأمر الذي أفرز كارثة إنسانية غير مسبوقة.

لكن على الجانب الصهيوني يرى في لحظة طوفان الأقصى بأنها عرّته أمام المجتمع الدولي، وكشفته، وأبانت عن ضعفه وعجزه في أن يكون القاعدة المتقدمة للمجتمع الغربي في مواجهة المنطقة، ولذا يُصر هذا الكيان الصهيوني على انتزاع نصر ولو من فكي الهزيمة، من أجل تثبيت شرعية حضوره الدولي وإعادة أهميته، ولو أدى ذلك إلى توسيع المعركة، لتعزيز هذا الحضور، وتقديم أوراق اعتماد جديدة.

مساحة إعلانية