رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

صالحة أحمد

مساحة إعلانية

مقالات

603

صالحة أحمد

وقفة على وقفية نبض

08 يوليو 2025 , 03:37ص

لضخ الدم إلى جميع أنحاء الجسم، وتزويد الأعضاء بالأكسجين والمغذيات الضرورية للحياة فأنت بحاجة لقلب سليم، قد لا يتوفر لسواك ومن الممكن أن يتعرض لأي مرض قد يفتك به، وينقله إلى خانة الحالات الحرجة؛ بسبب الظروف الصعبة التي تحل عليه كضيف ثقيل جدا، يُثير في داخله الكثير من الإحباط؛ لتصبح الحياة ومن بعد (شاحبة)، وفاقدة لوعيها حتى تتم المعالجة المطلوبة، التي قد تغيب أحيانا؛ نظرا لغياب الفرصة التي تسمح بذلك، (الفرصة) التي من الممكن أن تطل من جديد فقط من خلال تلك المُبادرات الإنسانية التي تنبض بالحياة وتضخ فيها الأمل بفضل الله أولا ومن ثم تلك الجهود التي تُبذل خلف الكواليس وتسعى إلى مد يد العون لمن يحتاج؛ بحثا عن الأجر والثواب من الله. 

 لقد شهدت صفحات الحبيبة (الشرق) غرة هذا الأسبوع خبرا عن (وقفية نبض)، وهي عبارة عن مبادرة نوعية أطلقتها الإدارة العامة للأوقاف بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ضمن جهود المصرف الوقفي للرعاية الصحية، وتسعى إلى تغطية تكاليف علاج مرضى القلب من أصحاب الدخل المحدود أو من ليس لديهم أي جهة تتحمل نفقات علاجهم، وذلك من خلال التعاون مع مستشفى القلب بمؤسسة حمد الطبية، فيتم الأمر عن طريق التنسيق الوثيق والمستمر بين الإدارة العامة للأوقاف ومستشفى القلب، لتحديد الحالات الأكثر حاجة، والتأكد من استحقاقها عبر تقارير اجتماعية وصحية دقيقة وتُحال من بعدها الحالات الحرجة إلى الجهات المعنية في المستشفى لاستكمال الإجراءات الطبية، بينما تتولى الإدارة العامة للأوقاف تغطية التكاليف حسب الحاجة، ويا له من عمل عظيم اكتسب عظمته من تلك النفوس التي جُبلت على العطاء، الذي سيمتد أثره ويعود إليها ولو بعد حين. 

إن هذه الوقفية تخلق نوعًا من الأمان الصحي المجتمعي، تسهم بترسيخ قيم التعاون والتكافل في المجتمع بأسره، ومثل هذه المُبادرات تبث الأمان في نفوس الفئات المستحقة للعلاج، فتكون سببا لتحقيق التكافل المجتمعي وتفريج كربات المحتاجين، ولكم نحن بحاجة لمثل هذه المُبادرات التي يمتد أثرها لحياة أخرى، فالخير الذي نزرعه اليوم سنحصده غدا بإذن الله تعالى. 

ثم ماذا؟

 إن ما يُميز كل لحظة عن الأخرى هو ما يكون لقرار تتخذه (أنت) في الشقاء وفي الرخاء، ودون أي تدخل يمكن أن يعكر صفوه، فهو ما يأتي من الأعماق، وبعد دراسة للموقف الذي تواجهه ويتحكم بما يمكن أن تميل نحوه، فإما أن يُخفف أو أن يزيد من حدة ما تمر به، ولعله ما يُفسر التباين الذي تشعر به حين تتقاسم أنت وسواك ذات الظروف، ولكن النتيجة تكون مختلفة، وما تعده هينا قد لا يكون كذلك بالنسبة له، والعكس وارد وصحيح. هناك الكثير من القرارات التي لن تأخذ حيزها حتى تسمح لها بذلك، وهو ما يخضع للكثير من الاعتبارات التي تدركها أكثر من سواك، ولا تستحق أي تدخل ما لم تسمح أنت بذلك، ولكن حين يتعلق الأمر بتعظيم الخير الذي سيعود بنفعه إليك، فلابد وأن نتدخل ونُذكرك بأن (العطاء) هو القرار الذي يستحق منك اتخاذه من أجلك ومن أجل سواك، والمشاركة بمُبادرة عظيمة كوقفية (نبض) هو كل ما ستنبض به الحياة من جديد. وأخيرا: بادر بالخير؛ كي تحصده.

مساحة إعلانية