رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. بثينة محمد الجناحي

مساحة إعلانية

مقالات

222

د. بثينة محمد الجناحي

ثقافة الـ 300

08 يوليو 2025 , 04:40ص

من السهل أن تكوِّن رأيا بحسب ما تقرأ، حيث تستطيع أن تستند إلى دليل من صفحة في هذا الكتاب، ولربما تربط الأحداث كأدلة جمعية من عدة صفحات من كتب متفرقة في نفس الوقت. ستتمكن من أن يكون لك وجهة نظر أولاً، تطلعات لأبعاد جديدة لربما، والأهم أن يكون لك نتائج ترغب أن تراها في واقعك. 

هذه مقدمة سهلة القراءة، سلسة في الاستنباط وسريعة في استيقان الخطوات. ولكن، تظل الإشكالية قائمة في الجانب التطبيقي الذي يبدو وكأنه حالة دراسية- نظرية ناجحة، لم تطبق بعد على أرض الواقع، إذ يقاس نجاحها على الورق قبل مرحلة التطبيق. وعندما ننظر للجانب النظري في هذه الحال بتطلعاته التجريبية، أتساءل ثقافياً، إن وصلنا لمرحلة المراوغة في الثقافة بدلا من تحسينها والتقدم فيها، أو ان أصبحنا نفضل أن تكون الثقافة بطابعها الثابت الذي أصبح اعتيادياً ومقاوماً للتغيير، فمن الواضح أننا نتطاول ونكابر في تبني عدة جوانب من تعريف الثقافة الذي يتسع لأكثر من الاعتيادية والكلاسيكية اليوم. 

بالتأكيد يمر المثقف في علل وعاهات كثيرة بحسب موقفه من المتغيرات والعوامل التي تؤثر على الثقافة، حتى يشعر المثقف بالداء الذي يصعب الشفاء منه، وسبق أن ذكرنا الظروف التي تضع المثقف في تلك المواقف التي يشعر وكأنه في برجه العاجي بمفهوم ثقافة واسع وعام يصعب عليه ألا يعتاد إلا على جزء منه حتى يعجز أن يطلقه خارج قيوده. 

ولكن يأتي الأمر في الجانب التطبيقي للمفهوم، فهل جربت أن تنقل مفهوما تجاوز الـ 300 تعريف إلى الواقع وبشكل تطبيقي، الأمر الذي بإمكانه أن يغير مسار اعتيادك نحو وضع الثقافة في إطارها الركيك والروتيني. إذ توصلت إلى أن الثقافة التطبيقية هي الجانب النوعي المفقود، الذي بإمكانه أن ينفذ المفاهيم وأن يخلق الصورة التي تكونت أيديولوجيا ولفترة طويلة من الكتب والممارسات الاجتماعية. 

الثقافة التطبيقية ليست مجرد بناء المشروع بحسب موارده الاجتماعية المؤثرة، إنما النظر في نوعية هذا المشروع الذي يخلق لك بعدا آخر جديدا ينعكس على مفاهيم الثقافة الأكثر من 300. لماذا نحتاج البعد الآخر الجديد؟ لأن الثقافة ليست حكرا على مشروع واحد متكرر، ولا أن المشروع حكر على مفهوم ثقافي واحد. كما أؤمن بأننا نستيقن أن الثقافة لم تعد مبدأ ثابتا غير متجدد، هي جوانب مختلفة، مسارات مباشرة وغير مباشرة، بل وهي نظرة اقتصادية جريئة لتحريك المفاهيم وقياس أثرها على المتلقين، ولنضع خطوطا عديدة على الجانب الاقتصادي. نلاحظ من هذا المنظور التطبيقي أننا نقدم مخرجات بأثر متجدد، ليس بالضرورة أن يكون واعدا في بادئ الأمر، فلنكن أكثر صراحة أن الثقافة لا تزال حكرا على مثقفين محدودين يؤثرون على المبدأ بالمناظرة ويعجزون عن التطبيق على الرغم من وفرة أو محدودية التمويل. لذلك، نلاحظ أن الأثر في الثقافة من عدة جوانب في تباطؤ وخذلان، إذ تحتاج إلى التحريك المتجدد وكسر الروتين لمثقف يتمسك بالأمس مدعيا أنه مثقف اليوم. 

ودعونا لا نضع حملاً وثقلا على مثقف محدود التطلعات وحذر في التحرك، فلنكن أكثر واقعية بالمحركات التي بإمكانها أن تؤثر على المثقف بشكل سريع، فبات المثقف أسير مبادئ تراكمية، حتى يأتي المحرك المؤسسي برؤية وتنمية اقتصادية تغير مجرى التطلعات. فالمشروع الثقافي قبل أن يكون نتاجا فرديا، فهو نتاج مؤسسي حضاري يؤثر على الثقافة كمشروع تنموي داخلي يسيطر على التمويل، التدريب، وحتى التعيين. فالمدرسة الحديثة اليوم لا تنتظر التغيير الخارجي لتلائم الإجراء الداخلي المطلوب. إنما ينعكس الأمر اليوم في خلق مثقف تخصصي يستطيع أن يؤثر من الداخل أولاً لتنعكس الصورة على مشروع تكون فيه الثقافة نتيجة تنمية اقتصادية قادرة على تحريك الظروف الاجتماعية وإعادة تشكيل المسارات الثقافية أو تمسكها في الكلاسيكية بحسب عقلية المثقف المؤسسي. وهذا تحد بحد ذاته.

الثقافة التطبيقية هي رهان إداري، فلابد أن نستيقن هذا المفتاح أكثر، قد يكون بناءً للمبدأ، معززا للنوعية بحسب قدرتها وقبولها على تبني والتنوع في المفاهيم الـ 300. فهي تتطلب منظومة مؤسسية تغرس في الأفراد الرغبة في الفهم العميق أولا، والنظر في المشاريع بأثرها البعيد. 

الثقافة ليست مشروع اللحظة ونجاح اليوم الذي يتوارد في الأخبار وعبر منصات الإعلام بشكل لحظي، إنما هي النوعية التي تبقى والتحدي الذي يكسر النمطية الاعتيادية في التعامل مع الثقافة.

اقرأ المزيد

alsharq يوم لا ينفع مال ولا بنون

إدراك وفهم عميقان لمعنى وحقيقة يوم القيامة، اليوم الذي تنقطع فيه كل الصلات والوشائج والعلاقات التي كانت بين... اقرأ المزيد

210

| 16 أكتوبر 2025

alsharq فرحة الفوز امتداد لروح كأس العالم

• فرحة التأهّل إلى كأس العالم هي فرحة بطعم خاص، بطعم استضافة كأس العالم 2022، ذلك الحدث التاريخي... اقرأ المزيد

222

| 16 أكتوبر 2025

alsharq الأثر الطيب.. لغة بلا كلمات

في زمنٍ سريعٍ يركض بنا دون توقف، نعتقد أحيانًا أن ما نقوله أو نفعله يمرّ بلا أثر. غير... اقرأ المزيد

249

| 16 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية