رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عبدالعزيز صباح الفضلي

عبدالعزيز صباح الفضلي

مساحة إعلانية

مقالات

688

عبدالعزيز صباح الفضلي

حماس .. بين مشعل وهنيّة

08 مايو 2017 , 01:51ص

لن أتحدث عن الوثيقة السياسية الجديدة لحركة حماس والتي أعلنها الأخ المجاهد خالد مشعل في الأول من مايو بمدينة الدوحة .

والتي جاءت لتحقيق العديد من مصالح الشعب الفلسطيني المجاهد على أرض فلسطين وفق المعطيات والإمكانية المتاحة ، وعلى ضوء الأوضاع الأقليمية والعالمية .

لكنني سأشير إلى موقف يندر حدوثه في عالمنا العربي ، سواء على المستوى الحكومي أو الأهلي والشعبي ، ألا وهو أن يتنازل الرئيس عن منصبه أو يطلب عدم التجديد له باختياره .

فالأخ المجاهد خالد مشعل رفض أن يستمر في رئاسة المكتب السياسي لحماس ، برغم الإلحاح والضغوطات التي حملها له إخوانه في الحركة من أجل الاستمرار .

وهو بذلك يعطي درساً في أهمية عدم التمسك في المنصب مدى الحياة ، والتي اعتاد على فعلها العرب سواء في الحكومات أو المؤسسات الأهلية والشعبية .

هذا الموقف ذكّرني بموقف مشابه للأستاذ مهدي عاكف - المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين - " فك الله أسره وقيده " والذي اعتذر أيضا عن الاستمرار في قيادة جماعة الإخوان عام ٢٠١٠ ليكون بذلك أول مرشد عام يترك هذا المنصب وهو على قيد الحياة .

وبموقف آخر للمشير عبدالرحمن سوار الذهب ، الرئيس السوداني السابق ، والذي أطاح بحكم النميري ، ثم سلّم السلطة طواعية للشعب السوداني ليختار بنفسه الحكومة الجديدة المنتخبة .

إن من دروس اعتذار " خالد مشعل " عن رئاسة المكتب السياسي لحماس ، أهمية تعلق القلوب بالله تعالى وليس بالمخلوقين ، فقد يكون القائد سببا ، لكن النصر إنما يكون من عند الله تعالى ، لذلك عزل عمر بن الخطاب قائد المسلمين في جيش الشام " خالد بن الوليد " حتى يقطع تعلق قلوب الناس بغير الله تعالى ، بعد أن أصبح لدى الناس مثل اليقين أنه لن يُهزم جيش فيه خالد .

من الدروس إدراك أن المناصب وسيلة وليست غاية ، ومن الخطأ الذي وقع فيه العديد من المسؤولين على المستوى الحكومي أو الأهلي في مجتمعاتنا العربية ، هو جعلهم المنصب غاية وليست وسيلة .

لذلك فشلت العديد من المؤسسات والهيئات والوزارات في تحقيق أهدافها وتطلعاتها ، بسبب الصراعات المستمرة على المناصب بين قيادييها ، والتي تدفع كل طرف في الصراع لإفشال نجاحات الآخر .

بل إن الجماعات والحركات الإسلامية قد تُحْرم التوفيق من الله في دعوتها بسبب مثل هذه الصراعات ، والتي تمحق بركة الدعوة .

أعتقد أن الأخ خالد مشعل سيستمر في عطائه من أجل قضية فلسطين ، وهو اليوم كشخصية مجاهدة لها من السمات الشخصية والكاريزما ما تجعله مؤهلا ليقوم بدور أكبر من قيادة المكتب السياسي لحماس .

خاصة أنه يتميز بعلاقة وثيقة وقوية مع العديد من القيادات العربية والإسلامية ، اكتسبها من شخصيته المتوازنة ، وخلقه الرفيع .

أتمنى للأستاذ المجاهد " إسماعيل هنية " كل التوفيق في قيادة المكتب السياسي لحركة حماس ، وأن يكون خير خلف لخير سلف ، ولن نخاف على حركة حماس مهما تغيرت قيادتها ، ما دامت تطبق قول الله تعالى " وأمرهم شورى بينهم " .

مساحة إعلانية