رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عبد اللطيف آل محمود

عبد اللطيف آل محمود

مساحة إعلانية

مقالات

591

عبد اللطيف آل محمود

السماء لن تمطر ذهبا!

08 مايو 2005 , 12:00ص

مع إقرار حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى للدستور الدائم، تكون قطر قد قطعت شوطا كبيرا في طريقها لاستكمال، وإرساء دولة المؤسسات والقانون، وبناء الوطن والمواطن.

ويأتي إقرار الدستور الذي يضمن الحقوق والحريات لأبناء هذه الأرض المعطاء، ليجسد توجهات سمو الأمير المفدى منذ تسلمه مقاليد الحكم، في تحقيق المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار لإرساء أطر وقواعد الحكم وأنظمته وقوانينه وتشريعاته، وبدء مسيرة النهضة الشاملة.

إنها مسيرة اتسمت برؤية بعيدة تستشرف آفاق المستقبل.. تتعامل مع تحدياته بكل قوة واقتدار. تخطط لما فيه مصلحة الوطن وأبنائه، ثم تجسد الأماني والأمنيات على أرض الواقع الملموس.. فكان قيام المواطنين بالاستفتاء على الدستور الدائم للبلاد والاستعداد لانتخاب مرشحيهم في مجلس الشورى في حدث سياسي أشاد به القاصي والداني ولتتبعها خطوات كثيرة في المجالات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية.

كانت خطوات مدروسة اقترن فيها القول بالعمل، بعيدا عن الارتجالية والتخبط والضغوط السياسية.. خطوات نابعة عن قناعات ورغبات لتحقيق نقلة نوعية للوطن ولركيزته الأساسية "الإنسان القطري".

لقد بدأت المسيرة القطرية والتي اختطها سمو الأمير -حفظه الله- في وقت كان الحديث عن "الديمقراطية" من المحرمات السياسية في كثير من دول المنطقة، و"الإصلاح" أمنية صعبة المنال. وجاءت تداعيات الحرب على العراق وإفرازات القضية الفلسطينية لتخلق وضعا تطايرت فيه دعوات الإصلاح والديمقراطية، سواء من خارج المنطقة أو من داخلها، وليدخل كثير من الدول في جدليات عقيمة بشأن الإصلاح السياسي، والتذرع بأمور لا أول لها ولا آخر لوقف عجلة التطور والنمو وإفراغ النوايا من مضامينها.. فكان "مشروع الشرق الأوسط الكبير" و"خريطة الطريق" وإصلاح جامعة الدول العربية، والاجتماعات الثنائية والإقليمية والدولية. كان آخرها اجتماع الـ G8 لدعم الديمقراطية في الشرق الأوسط والمقرر عقده اليوم.

مؤتمرات ودعوات لن تسفر إلاّ عن حلول شكلية وتجميلية، ما لم تكن مدعومة بإرادة وقناعة القيادة في أرجاء الوطن العربي.. مؤتمرات واجتماعات لن تؤدي إلاّ إلى إلهاء المنطقة لسنوات قادمة ما لم نرسم ونخطو بأنفسنا الطريق الذي نقصده.

في قطر ، نعرف أن السماء لن تمطر ذهبا.. كما نعرف أن قطار "الشرق الأوسط الكبير" لن يتحرك من محطته. وعليه، فقد وضعنا "الأعذار" خلف ظهورنا متيمنين تجاه هدف تبني المؤسسات والاحتكام للقانون وصون الحقوق واحترام المواطن والمشاركة في الحوار والمسؤولية لبناء وطن المستقبل والأبناء.

في قطر، نعرف أن المسيرة تبدأ بخطوة، فكانت - والحمد لله - خطوات من التقدم والازدهار، اختصرت لنا من الزمن أعواماً، بها قوة الإرادة وثبات العزيمة ووضوح الرؤية والهدف. فهنيئا لقطر وأهلها بأميرها ودستورها.

مساحة إعلانية