رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ابتسام آل سعد

[email protected]

مساحة إعلانية

مقالات

219

ابتسام آل سعد

موروث طيب يُدَرس

08 أبريل 2025 , 01:00ص

كلنا نتذكر الأثر الطيب الذي تركه الراحل القطري جابر آل مسعود، رحمه الله وغفر له، والذي توفاه الله في عام 2020. في قلوب من يعرفه ومن لا يعرفه ومن كان يتابعه على مواقع التواصل الاجتماعي ومن لم يتابع يومياته فيها وكيف أثر موته المفاجئ في قلوبنا جميعا حتى زحف وراء جنازته الآلاف داعين له بالرحمة والمغفرة ودخول الجنة دون حساب ولا عقاب لا سيما بعد أن علمنا بموقف والدته الكريمة التي سجدت لله وشكرته بعد علمها بوفاة نجلها في فراشه بعد أن أدى صلاة الفجر وقبّل رجليها ورأسها كما هي عادته عقب كل صلاة فجر ومبادرتها السريعة في أداء أعمال خيرية في ثواب ولدها حتى قبل أن يدفن وهذا إن دل فإنما يدل على أن جابر، رحمه الله، كان مؤثرا بكل المقاييس خصوصا وأنه كان شابا هادئ الطباع لم يعرف عنه سوء المعشر مع أصدقائه ومن يعرفه ولكن هل اتعظ بعض مؤثري التواصل الاجتماعي بما تركه جابر من إرث مجتمعي طيب؟!

فالكثير تمنى وأفصح عن هذا صراحة بأنه شعر بغبطة تجاه جابر رحمه الله بعد أن رأى ذاك الأثر في صفوف المجتمع وخارج قطر أيضا بعد وفاته ولكن هل عمل هذا المشهور وذاك المؤثر على أن ينتهج الطريق الذي يمكن أن يرفع من قيمة أسهمه تجاه المتابعين؟! فأنا أعجب اليوم من رؤية البعض والذين استغلوا شهرتهم إما في التهريج الثقيل أو في التكسب من الإعلانات المربحة أو السخرية من أصدقائه أو تصوير يومياته الخالية من أي هدف ثم يريد أثرا في وسط المجتمع وهو فقير بالإرث الذي سيتركه فيما لو فارق هذه الحياة!.

بالأمس قرأت في أحد حسابات هؤلاء ممن امتهن الانتقاد اللاذع في تغريداته في تويتر وأعني بهذا الانتقاد الذي لا يميز بين انتقاء اللفظ ولا تحسين رسالة النقد فتراه ينتقد لمجرد أن يقال إنه ناقد فذ يفضح السيئين والجوانب السلبية في المجتمع بصورة صريحة والواقع أنه هذا لا يسمى شفافية بل هو تجريح وقذف ومبالغة لا سيما وأن الجهة التي ينتقدها محصورة لديه إما في التعليم أو الصحة باعتباره كان تربويا سابقا تقاعد ويبدو أنه وجد في منصة X متنفسا لا أعتبره صحيا لتفريغ كل (أحقاده) على العملية التعليمية التي لم ينجح بانتقادها ولذا اختار أن يتقاعد مبكرا ويراقب التعليم من زاويته الضيقة ليظل ينتقد وينتقد ويشجعه على ذلك ثلة من المتابعين الذين لا يرون في هذا الجانب أي إيجابية واحدة يمكن أن تُذكر. ولا ألومه حين يبالغ وتتضخم السلبيات أمامه ما دام مثل هؤلاء يعززون له ما يكتبه ويعيدون نشر تغريداته المضللة فيصاب بنرجسية غريبة تجعله يتمادى وينكر أي إيجابية يمكن أن تطرأ على عملية التعليم التي تسير وفق نهج معين قد يكون أكبر من نظرته المحدودة ولكن (مرض الانتقاد) هو من يجعل صاحبه يمرض به قبل أن يفكر بأن يعدي الآخرين به ومثل هذا حين يتوفاه الله فمن سيتذكره؟! أو كيف سوف يراه العقلاء الذين كانوا يرون منه استهدافا خبيثا لجهود الدولة المستمرة والحثيثة في التعليم وغير التعليم سوى بعبارة رحمه الله لم يترك إرثا طيبا يشهد له وسط العامة؟! وفي نفس الوقت فإن الانتقاد لأجل بناء المجتمع هو المحمود الذي ترجوه الجهات المسؤولة للفت أنظارها إلى ما يمكن تحسين جودة العمل وليس الانتقاد لأجل الانتقاد فقط وزيادة المتابعين وعمل شو إعلامي ممتهن غير مهني لا يمكن أن يذكره الآخرون حتى بعد اختفاء هذا الشخص أو وفاته أو انحساره من هذه الدائرة لأي سبب كان ولذا فوفاة الراحل المؤثر جابر آل مسعود غفر الله له يمكن أن تعطي تنبيها لمن وجد نفسه في دائرة الشهرة لأن يعدل من مساره بالصورة التي تضمن له ذكرى طيبة وأثرا محمودا فيما لو انحسرت عنه هذه الدائرة لأي سبب مفاجئ يقدره الله له إجبارا عليه أو اختيارا منه وهذا ما نرجوه جميعا سواء كنا مؤثرين أم غير مؤثرين وإن كنت أرى أن كل إنسان مؤثر لمن حوله باختلاف طبيعته ومكانته وسط أهله وأصدقائه لكن محيط هؤلاء المؤثرين يبقى أوسع ويبقى الأقدر على أن يترك موروثا يضمن له خاتمة طيبة أسوة بما تركه جابر الذي تسامح مع نفسه فقدم ما رفع سهمه عاليا رحمه الله وغفر له ما تقدم من ذنبه.. آمين.

@[email protected]

@ebtesam777

مساحة إعلانية