رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

سلوى حسين الباكر

مستشار ومدرب موارد بشرية

[email protected]

مساحة إعلانية

مقالات

231

سلوى حسين الباكر

المؤسسات لا تتطور بالتقنيات.. بل بوعي استخدامها

07 أغسطس 2025 , 12:00ص

في زحمة السباق الرقمي الذي يلف العالم اليوم، تتهافت المؤسسات على اقتناء أحدث أنظمة الموارد البشرية، وبرمجيات الذكاء الاصطناعي، ومنصات التواصل الداخلي، وكأنها مفاتيح سحرية ستفتح لها أبواب التقدم والتميز بين ليلة وضحاها. غير أن الواقع دائمًا ما يُثبت خلاف ذلك: الأدوات وحدها لا تصنع الفارق، بل الوعي العميق بكيفية استخدامها.

كم من جهة حكومية أو شركة خاصة استثمرت ملايين الريالات في بناء بنية تحتية تقنية متقدمة، ثم تركت هذه الأنظمة حبيسة الأرفف أو استخدمتها بطريقة تقليدية أفقدتها قيمتها؟ السبب في ذلك بسيط لكنه جوهري: التكنولوجيا ليست مشروعًا قائمًا بذاته ينفصل عن الإنسان، بل هي وسيلة تحتاج إلى قيادة مستنيرة، وعقول تدرك ما وراء الأزرار والشاشات، وثقافة مؤسسية تتبنى التطوير الحقيقي لا التجميل السطحي.

اليوم ومع تصاعد الحديث عن الحوكمة والريادة في الأداء، لم يعد مقبولًا أن تُرى التقنية كغاية بذاتها. الغاية الحقيقية أن تُستخدم لتعزيز الكفاءة الوطنية، وتحقيق العدالة التنظيمية وتقليل التحيز البشري — مثلما يحدث عند توظيف الذكاء الاصطناعي في عمليات التقييم والاختيار. لكن المفارقة المؤلمة أن بعض المؤسسات تركض خلف هذه الأدوات، ثم تهمل أهم ركيزة لإنجاحها: تدريب كوادرها وإشراكهم في التحول، فتتحول المشاريع الكبرى إلى مجرّد هياكل خاوية تلتهم المال والوقت دون أثر.

وأخيرًا، التكنولوجيا لا تصنع تحولًا لمجرد دخولها أبواب المؤسسة، بل حين تُفعّل بذكاء، وتُدمج في القرارات اليومية، ويُربط نجاحها بفكر بشري واعٍ يرى أبعد من التقارير والواجهات. المؤسسات التي تدرك هذه الحقيقة هي وحدها التي تتحول فعلًا. أما من ترى التقنية مجرد لافتة تعلقها في ممراتها، فستبقى مكانها مهما أنفقت… تدور في حلقة مفرغة، وتنتظر تغييرًا لن يأتي.

مساحة إعلانية