رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
بعد إعلان نبأ وفاة الكابتن القدير محمود الجوهري غرد الفنان المصري نبيل الحلفاوي على حسابه الرسمي في تويتر (توفي أول من جعل نجومية المدير الفني تفوق نجومية اللاعبين فامتلأت الشوارع عام 90 بالجماهير تهتف باسمه فقط...جوهري ي ي جوهري) وختم تغريدته بالترحم عليه...
فنان مصري ينعيه بهذه الكلمات الرائعة... فماذا عن اللاعب الذي تدرب تحت قيادته وماذا عن الإعلامي الذي تعامل معه وكيف برئيس الاتحاد الذي حقق الجوهري إنجازات وانتصارات نسبت إلى عهده؟.
رحل الجوهري عن الحياة....
عليه رحمة الله
غاب عن دنيانا الفانية وترك خلفه ميراثا وتركة مشرفة من الإنجازات والبطولات والسيرة الحسنة صنعها بمجهوده ومثابرته وإخلاصه ووفائه لكل من عمل معهم ولأجلهم....
بالتأكيد جاءت صدمة الفراق قوية لغيابه النهائي وابتعاده عن أسرته وأصحابه ولاعبيه وجماهيره التي عشقت اسمه وكانت تنادي به لإنقاذها مع كل إخفاق للكرة المصرية...
الجوهري رحل في وقت الكرة المصرية فيه تصارع الأمواج المتلاطمة والعراقيل التي تواجهها بعد إيقاف النشاط الكروي وما أسفر عنه من الابتعاد للمرة الثانية على التوالي عن التواجد في كأس الأمم الإفريقية وتدهور مستوى الأندية المصرية وآخرها خروج الزمالك من دوري المجموعات بنقطة يتيمة... رحل الجوهري في وقت كان المصريون بحاجة إلى كل رأي خبير ومخلص ووفي ومحب وعاشق لأرض مصر يساهم في خروج الكرة المصرية من هذه المحنة والنفق المظلم الذي تسير فيه وما تسبب ذلك من مرارة وحسرةً كبيرةً تعيشها جماهيرها...
رحل الجوهري وترك خلفه سيرة عطرة في الأردن (ملكاً وحكومة وشعباً) بعدما أسهم بشكل كبير في التطور الملموس للكرة الأردنية خلال السنوات العشر الأخيرة منذ توليه مهمة تدريب المنتخب الأردني حتى وافاه الأجل وانتقل إلى جوار ربه وهو يؤدي عمله (مستشارا فنيا) بكل إخلاص على أرضها وبين شعبها الذي بادله الحب والوفاء والإخلاص....
رحل الجوهري والكرة الأردنية في أمس الحاجة لرؤيته الثاقبة وخبراته الكبيرة وهي تستعد لاستئناف مشوارها في تصفيات كأس العالم 2014 الأسبوع المقبل وما تتطلع إليه من تحقيق حلم الشعب الأردني في الوصول إلى البرازيل....
رحل الجوهري بعدما فرض احترامه على الصغير والكبير... على الغني والفقير.... على منافسيه وخصومه قبل أحبائه ومشجعيه ولذلك لم يكن مستغرباً الاهتمام الشعبي والرسمي والإعلامي الكبير ليس في مصر وإنما في العالم العربي بخبر مرضه الأليم وحتى إعلان نبأ وفاته الحزين وحجم التغطية الإعلامية التي تداولت هذه الأنباء في الأيام الثلاثة الماضية....
ولم يكن غريباً أن تجند مصر كل طاقاتها وأطيافها للخروج في جنازة مهيبة ستقام اليوم في القاهرة تليق بما حققه في تاريخه الكروي والعسكري باعتباره أحد أبطال أكتوبر 73 ولم يكن غريباً أن تخصص طائرة ملكية خاصة بأوامر عليا لنقل جثمانه إلى القاهرة بمرافقة علي بن الحسين شقيق ملك الأردن ورئيس الاتحاد الأردني ونائب رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عرفاناً بما قدمه للكرة الأردنية...
إن الجوهري لم يكن مجرد مدرب قاد مجموعة من اللاعبين في كذا نادٍ أو دولة وحقق معهم مجموعة من الإنجازات والنتائج الطيبة ولكنه كان بالنسبة للكثيرين المربي والأب والمعلم والموجه... ولم يكن ظاهرة واندثرت بعد أول إنجاز أو تاه اسمه أو سقط وسط من تعاقدت معهم الأندية والمنتخبات المصرية من الخواجات والأسماء الشابة من المدربين المواطنين الذين حققوا نتائج بارزة في السنوات الأخيرة بل ظل اسماً راسخاً وبنياناً شامخاً في أذهان من عايشوه وتابعوه وسمعوا بإنجازاته وانتصاراته التي تخطت الحدود العربية والقارية لتصل إلى المرافئ الإيطالية قبل 22 عاماً في مونديال إيطاليا 90....
قبل النهاية....
من رحل عن هذه الدنيا... احترم تاريخه... وعشق وأخلص في عمله.... فكان نجماً في حياته وسيبقى خالدا بعد وفاته....
عليك رحمة الله ياجوهري
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
حين ننظر إلى المتقاعدين في قطر، لا نراهم خارج إطار العطاء، بل نراهم ذاكرة الوطن الحية، وامتداد مسيرة بنائه منذ عقود. هم الجيل الذي زرع، وأسّس، وساهم في تشكيل الملامح الأولى لمؤسسات الدولة الحديثة. ولأن قطر لم تكن يومًا دولة تنسى أبناءها، فقد كانت من أوائل الدول التي خصّت المتقاعدين برعاية استثنائية، وعلاوات تحفيزية، ومكافآت تليق بتاريخ عطائهم، في نهج إنساني رسخته القيادة الحكيمة منذ أعوام. لكن أبناء الوطن هؤلاء «المتقاعدون» لا يزالون ينظرون بعين الفخر والمحبة إلى كل خطوة تُتخذ اليوم، في ظل القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني – حفظه الله – فهم يرون في كل قرار جديد نبض الوطن يتجدد. ويقولون من قلوبهم: نحن أيضًا أبناؤك يا صاحب السمو، ما زلنا نعيش على عهدك، ننتظر لمستك الحانية التي تعودناها، ونثق أن كرمك لا يفرق بين من لا يزال في الميدان، ومن تقاعد بعد رحلة شرف وخدمة. وفي هذا الإطار، جاء اعتماد القانون الجديد للموارد البشرية ليؤكد من جديد أن التحفيز في قطر لا يقف عند حد، ولا يُوجّه لفئة دون أخرى. فالقانون ليس مجرد تحديث إداري أو تعديل في اللوائح، بل هو رؤية وطنية متكاملة تستهدف الإنسان قبل المنصب، والعطاء قبل العنوان الوظيفي. وقد حمل القانون في طياته علاوات متعددة، من بدل الزواج إلى بدل العمل الإضافي، وحوافز الأداء، وتشجيع التطوير المهني، في خطوة تُكرس العدالة، وتُعزز ثقافة التحفيز والاستقرار الأسري والمهني. هذا القانون يُعد امتدادًا طبيعيًا لنهج القيادة القطرية في تمكين الإنسان، سواء كان موظفًا أو متقاعدًا، فالجميع في عين الوطن سواء، وكل من خدم قطر سيبقى جزءًا من نسيجها وذاكرتها. إنه نهج يُترجم رؤية القيادة التي تؤمن بأن الوفاء ليس مجرد قيمة اجتماعية، بل سياسة دولة تُكرم العطاء وتزرع في الأجيال حب الخدمة العامة. في النهاية، يثبت هذا القانون أن قطر ماضية في تعزيز العدالة الوظيفية والتحفيز الإنساني، وأن الاستثمار في الإنسان – في كل مراحله – هو الاستثمار الأجدر والأبقى. فالموظف في مكتبه، والمتقاعد في بيته، كلاهما يسهم في كتابة الحكاية نفسها: حكاية وطن لا ينسى أبناءه.
9036
| 09 أكتوبر 2025
المشهد الغريب.. مؤتمر بلا صوت! هل تخيّلتم مؤتمرًا صحفيًا لا وجود فيه للصحافة؟ منصة أنيقة، شعارات لامعة، كاميرات معلّقة على الحائط، لكن لا قلم يكتب، ولا ميكروفون يحمل شعار صحيفة، ولا حتى سؤال واحد يوقظ الوعي! تتحدث الجهة المنظمة، تصفق لنفسها، وتغادر القاعة وكأنها أقنعت العالم بينما لم يسمعها أحد أصلًا! لماذا إذن يُسمّى «مؤتمرًا صحفيًا»؟ هل لأنهم اعتادوا أن يضعوا الكلمة فقط في الدعوة دون أن يدركوا معناها؟ أم لأن المواجهة الحقيقية مع الصحفيين باتت تزعج من تعودوا على الكلام الآمن، والتصفيق المضمون؟ أين الصحافة من المشهد؟ الصحافة الحقيقية ليست ديكورًا خلف المنصّة. الصحافة سؤالٌ، وجرأة، وضمير يسائل، لا يصفّق. فحين تغيب الأسئلة، يغيب العقل الجمعي، ويغيب معها جوهر المؤتمر ذاته. ما معنى أن تُقصى الميكروفونات ويُستبدل الحوار ببيانٍ مكتوب؟ منذ متى تحوّل «المؤتمر الصحفي» إلى إعلان تجاري مغلّف بالكلمات؟ ومنذ متى أصبحت الصورة أهم من المضمون؟ الخوف من السؤال. أزمة ثقة أم غياب وعي؟ الخوف من السؤال هو أول مظاهر الضعف في أي مؤسسة. المسؤول الذي يتهرب من الإجابة يعلن – دون أن يدري – فقره في الفكرة، وضعفه في الإقناع. في السياسة والإعلام، الشفافية لا تُمنح، بل تُختبر أمام الميكروفون، لا خلف العدسة. لماذا نخشى الصحفي؟ هل لأننا لا نملك إجابة؟ أم لأننا نخشى أن يكتشف الناس غيابها؟ الحقيقة الغائبة خلف العدسة ما يجري اليوم من «مؤتمرات بلا صحافة» هو تشويه للمفهوم ذاته. فالمؤتمر الصحفي لم يُخلق لتلميع الصورة، بل لكشف الحقيقة. هو مساحة مواجهة بين الكلمة والمسؤول، بين الفعل والتبرير. حين تتحول المنصّة إلى monologue - حديث ذاتي- تفقد الرسالة معناها. فما قيمة خطاب بلا جمهور؟ وما معنى شفافية لا تُختبر؟ في الختام.. المؤتمر بلا صحفيين، كالوطن بلا مواطنين، والصوت بلا صدى. من أراد الظهور، فليجرب الوقوف أمام سؤال صادق. ومن أراد الاحترام فليتحدث أمام من يملك الجرأة على أن يسأله: لماذا؟ وكيف؟ ومتى؟
6702
| 13 أكتوبر 2025
انتهت الحرب في غزة، أو هكذا ظنّوا. توقفت الطائرات عن التحليق، وصمت هدير المدافع، لكن المدينة لم تنم. فمن تحت الركام خرج الناس كأنهم يوقظون الحياة التي خُيّل إلى العالم أنها ماتت. عادوا أفراداً وجماعات، يحملون المكان في قلوبهم قبل أن يحملوا أمتعتهم. رأى العالم مشهدًا لم يتوقعه: رجال يكنسون الغبار عن العتبات، نساء يغسلن الحجارة بماء بحر غزة، وأطفال يركضون بين الخراب يبحثون عن كرة ضائعة أو بين الركام عن كتاب لم يحترق بعد. خلال ساعات معدودة، تحول الخراب إلى حركة، والموت إلى عمل، والدمار إلى إرادة. كان المشهد إعجازًا إنسانيًا بكل المقاييس، كأن غزة بأسرها خرجت من القبر وقالت: «ها أنا عدتُ إلى الحياة». تجاوز عدد الشهداء ستين ألفًا، والجراح تزيد على مائة وأربعين ألفًا، والبيوت المدمرة بالآلاف، لكن من نجا لم ينتظر المعونات، ولم ينتظر أعذار من خذلوه وتخاذلوا عنه، ولم يرفع راية الاستسلام. عاد الناس إلى بقايا منازلهم يرممونها بأيديهم العارية، وكأن الحجارة تُقبّل أيديهم وتقول: أنتم الحجارة بصمودكم لا أنا. عادوا يزرعون في قلب الخراب بذور الأمل والحياة. ذلك الزحف نحو النهوض أدهش العالم، كما أذهله من قبل صمودهم تحت دمار شارك فيه العالم كله ضدهم. ما رآه الآخرون “عودة”، رآه أهل غزة انتصارًا واسترجاعًا للحق السليب. في اللغة العربية، التي تُحسن التفريق بين المعاني، الفوز غير النصر. الفوز هو النجاة، أن تخرج من النار سليم الروح وإن احترق الجسد، أن تُنقذ كرامتك ولو فقدت بيتك. أما الانتصار فهو الغلبة، أن تتفوق على خصمك وتفرض عليه إرادتك. الفوز خلاص للنفس، والانتصار قهر للعدو. وغزة، بميزان اللغة والحق، (فازت لأنها نجت، وانتصرت لأنها ثبتت). لم تملك الطائرات ولا الدبابات، ولا الإمدادات ولا التحالفات، بل لم تملك شيئًا البتة سوى الإيمان بأن الأرض لا تموت ما دام فيها قلب ينبض. فمن ترابها خُلِقوا، وهم الأرض، وهم الركام، وهم الحطام، وها هم عادوا كأمواج تتلاطم يسابقون الزمن لغد أفضل. غزة لم ترفع سلاحًا أقوى من الصبر، ولا راية أعلى من الأمل. قال الله تعالى: “كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ”. فانتصارها كان بالله فقط، لا بعتاد البشر. لقد خسر العدو كثيرًا مما ظنّه نصرًا. خسر صورته أمام العالم، فصار علم فلسطين ودبكة غزة يلفّان الأرض شرقًا وغربًا. صار كلُّ حر في العالم غزاويًّا؛ مهما اختلف لونه ودينه ومذهبه أو لغته. وصار لغزة جوازُ سفرٍ لا تصدره حكومة ولا سلطة، اسمه الانتصار. يحمله كل حر وشريف لايلزم حمله إذنٌ رسمي ولا طلبٌ دبلوماسي. أصبحت غزة موجودة تنبض في شوارع أشهر المدن، وفي أكبر الملاعب والمحافل، وفي اشهر المنصات الإعلامية تأثيرًا. خسر العدو قدرته على تبرير المشهد، وذهل من تبدل الأدوار وانقلاب الموازين التي خسرها عليها عقوداً من السردية وامولاً لا حد لها ؛ فالدفة لم تعد بيده، والسفينة يقودها أحرار العالم. وذلك نصر الله، حين يشاء أن ينصر، فلله جنود السماوات والأرض. أما غزة، ففازت لأنها عادت، والعود ذاته فوز. فازت لأن الصمود فيها أرغم السياسة، ولأن الناس فيها اختاروا البناء على البكاء، والعمل على العويل، والأمل على اليأس. والله إنه لمشهدُ نصر وفتح مبين. من فاز؟ ومن انتصر؟ والله إنهم فازوا حين لم يستسلموا، وانتصروا حين لم يخضعوا رغم خذلان العالم لهم، حُرموا حتى من الماء، فلم يهاجروا، أُريد تهجيرهم، فلم يغادروا، أُحرقت بيوتهم، فلم ينكسروا، حوصرت مقاومتهم، فلم يتراجعوا، أرادوا إسكاتهم، فلم يصمتوا. لم… ولم… ولم… إلى ما لا نهاية من الثبات والعزيمة. فهل ما زلت تسأل من فاز ومن انتصر؟
5946
| 14 أكتوبر 2025