رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عبد العزيز معرفي

عبد العزيز معرفي

مساحة إعلانية

مقالات

699

عبد العزيز معرفي

رحيل جنرال

04 سبتمبر 2012 , 12:00ص

بعد إعلان نبأ وفاة الكابتن القدير محمود الجوهري غرد الفنان المصري نبيل الحلفاوي على حسابه الرسمي في تويتر (توفي أول من جعل نجومية المدير الفني تفوق نجومية اللاعبين فامتلأت الشوارع عام 90 بالجماهير تهتف باسمه فقط...جوهري ي ي جوهري) وختم تغريدته بالترحم عليه...

فنان مصري ينعيه بهذه الكلمات الرائعة... فماذا عن اللاعب الذي تدرب تحت قيادته وماذا عن الإعلامي الذي تعامل معه وكيف برئيس الاتحاد الذي حقق الجوهري إنجازات وانتصارات نسبت إلى عهده؟.

رحل الجوهري عن الحياة....

عليه رحمة الله

غاب عن دنيانا الفانية وترك خلفه ميراثا وتركة مشرفة من الإنجازات والبطولات والسيرة الحسنة صنعها بمجهوده ومثابرته وإخلاصه ووفائه لكل من عمل معهم ولأجلهم....

بالتأكيد جاءت صدمة الفراق قوية لغيابه النهائي وابتعاده عن أسرته وأصحابه ولاعبيه وجماهيره التي عشقت اسمه وكانت تنادي به لإنقاذها مع كل إخفاق للكرة المصرية...

الجوهري رحل في وقت الكرة المصرية فيه تصارع الأمواج المتلاطمة والعراقيل التي تواجهها بعد إيقاف النشاط الكروي وما أسفر عنه من الابتعاد للمرة الثانية على التوالي عن التواجد في كأس الأمم الإفريقية وتدهور مستوى الأندية المصرية وآخرها خروج الزمالك من دوري المجموعات بنقطة يتيمة... رحل الجوهري في وقت كان المصريون بحاجة إلى كل رأي خبير ومخلص ووفي ومحب وعاشق لأرض مصر يساهم في خروج الكرة المصرية من هذه المحنة والنفق المظلم الذي تسير فيه وما تسبب ذلك من مرارة وحسرةً كبيرةً تعيشها جماهيرها...

رحل الجوهري وترك خلفه سيرة عطرة في الأردن (ملكاً وحكومة وشعباً) بعدما أسهم بشكل كبير في التطور الملموس للكرة الأردنية خلال السنوات العشر الأخيرة منذ توليه مهمة تدريب المنتخب الأردني حتى وافاه الأجل وانتقل إلى جوار ربه وهو يؤدي عمله (مستشارا فنيا) بكل إخلاص على أرضها وبين شعبها الذي بادله الحب والوفاء والإخلاص....

رحل الجوهري والكرة الأردنية في أمس الحاجة لرؤيته الثاقبة وخبراته الكبيرة وهي تستعد لاستئناف مشوارها في تصفيات كأس العالم 2014 الأسبوع المقبل وما تتطلع إليه من تحقيق حلم الشعب الأردني في الوصول إلى البرازيل....

رحل الجوهري بعدما فرض احترامه على الصغير والكبير... على الغني والفقير.... على منافسيه وخصومه قبل أحبائه ومشجعيه ولذلك لم يكن مستغرباً الاهتمام الشعبي والرسمي والإعلامي الكبير ليس في مصر وإنما في العالم العربي بخبر مرضه الأليم وحتى إعلان نبأ وفاته الحزين وحجم التغطية الإعلامية التي تداولت هذه الأنباء في الأيام الثلاثة الماضية....

ولم يكن غريباً أن تجند مصر كل طاقاتها وأطيافها للخروج في جنازة مهيبة ستقام اليوم في القاهرة تليق بما حققه في تاريخه الكروي والعسكري باعتباره أحد أبطال أكتوبر 73 ولم يكن غريباً أن تخصص طائرة ملكية خاصة بأوامر عليا لنقل جثمانه إلى القاهرة بمرافقة علي بن الحسين شقيق ملك الأردن ورئيس الاتحاد الأردني ونائب رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عرفاناً بما قدمه للكرة الأردنية...

إن الجوهري لم يكن مجرد مدرب قاد مجموعة من اللاعبين في كذا نادٍ أو دولة وحقق معهم مجموعة من الإنجازات والنتائج الطيبة ولكنه كان بالنسبة للكثيرين المربي والأب والمعلم والموجه... ولم يكن ظاهرة واندثرت بعد أول إنجاز أو تاه اسمه أو سقط وسط من تعاقدت معهم الأندية والمنتخبات المصرية من الخواجات والأسماء الشابة من المدربين المواطنين الذين حققوا نتائج بارزة في السنوات الأخيرة بل ظل اسماً راسخاً وبنياناً شامخاً في أذهان من عايشوه وتابعوه وسمعوا بإنجازاته وانتصاراته التي تخطت الحدود العربية والقارية لتصل إلى المرافئ الإيطالية قبل 22 عاماً في مونديال إيطاليا 90....

قبل النهاية....

من رحل عن هذه الدنيا... احترم تاريخه... وعشق وأخلص في عمله.... فكان نجماً في حياته وسيبقى خالدا بعد وفاته....

عليك رحمة الله ياجوهري

مساحة إعلانية