رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
في عامنا الجديد، نتمنى أن يحمل الجميع زهورا ليتبادلوها في الأفراح والأعياد والمناسبات الجميلة، وليس أن يحملوها إلى الأضرحة لزيارة الذين سقطوا نتيجة خلافات ومناوشات تستنزف رصيد الأوطان.. نريد زهورا في أيدي الأطفال ليعتادوا على شرائها منذ نعومة أظافرهم، ليكون مستقبلهم زاهراً آمنا من كل شر.
نتمنى في أيامنا المقبلة أن نتبادل الزيارات الأسرية وأن يعم الفرح والمرح والبهجة أيامنا وليالينا، لننسى ما مر بنا من لحظات صعبة ومؤلمة أنهكت نفسيتنا المرهقة، في أحداث لا نريد تذكرها ونعمل على نسيانها وأن نتعافى من عواقبها.
نتمنى في عامنا الجديد ألا يحرم أحد من شخص يحبه، أو صديق من صديقه، لينتشر الفرح في القلوب، فالفرح هو عنوان المحبة، والمحبة بداية طريق الوئام والسلام.
ولعلي ونحن نعيش أجواء العام الجديد، أتذكر قصة قرأتها يوما ما في هذا العالم الافتراضي المسمى بـ " الإنترنت".. وتحكي عن فنان تشكيلي أراد أن يرسم أجمل ما في الوجود، وبحث كثيرا وفكر أكثر لعله يعثر على ضالته المنشودة. فالفنان غير الإنسان العادي ويرى ما تراه أعيننا، فعينه فاحصة وشاخصة، وربما ما نراه جميلا بأعيننا يراه هو قبيحا أو ليس كذلك، وأقصد أنه ليس بالجمال الذي نراه.
وعندما طال تفكيره، هداه عقله إلى أن يخرج للبراري لعله يعثر على الجمال في الخضرة أو المياه أو السماء، أو أي مشهد ليرسمه ويبيع لوحته ليأكل هو وأسرته من ثمنها. وذات صباح مشمس، خرج الفنان حاملا لوحته وفرشاته ليبحث عن الجمال الذي يريده، وكان أول ما قابله في الطريق جنديا عائدا من الحرب فسأله عن أجمل شيء فأجابه : "السلام هو أجمل ما في الوجود خاصة بعد الذي رأيته في الحرب من ويلات ودمار ".
لم يقتنع الفنان بما أبلغه به الجندي، فواصل السير في الطريق ليقابل فتاة جميلة ، وسألها عن أجمل ما في الوجود، فردت :" الحب هو أجمل عاطفة في الوجود لأنه يفتح أبواب الأمل فيجعل الحياة جميلة مشرقة ". ولم يقتنع الفنان أيضا بما قالته الفتاة الجميلة، ومضى في طريقه ليلتقي بالصدفة رجل دين، فسأله عن أجمل شيء، وبما أن رجل الدين لا يرى في الدنيا سوى الإيمان، فأجابه : " ليس سوى الإيمان ، فهو يضيء قلب المؤمن إذا اظلمت الدنيا في وجهه".
وعندئذ شعر الفنان بالإرهاق الشديد، وقرر أن يعود أدراجه بعدما فشل في العثور على مبتغاه وأصيب باليأس لأنه لن يرسم أجمل ما في الوجود ، وبالتالي سيعجز عن تلبية نفقات منزله. وبعد سويعات قليلة، نهض الفنان من على مقعده بعدما توصل إلى قناعة بأن أجمل ما الوجود فعلا هو، السلام كما أبلغه الجندي والحب وهو رأي الفتاة ثم الإيمان كما أقنعه رجل الدين. ولكن السؤال الأهم ، هو كيف يرسم " السلام والحب والإيمان " سيما وأنها مشاعر وليست مخلوقات أو حتى جماد. وبينما هو يسير مجيئة وذهابا يفكر كيف يجمع تلك المعاني في لوحة واحدة لتكون أجمل ما في الوجود، فإذا به يرى الإيمان على وجه زوجته والحب في وجه ابنته والسلام في بيته، فرسم زوجته وابنته في لوحة أطلق عليها البيت.
ففي عامنا الجديد ، ندعو الله أن ينتشر السلام والحب في بيوتنا، و لتسود المحبة بين الناس وليس الأحقاد والأنانية، فالإنسان يكون إنسانا فقط عندما يفرح لأخيه ويهب لنجدته إذا تعرض لمحنة، والإنسان يكون إنسانا عندما يتشارك مع جاره في السراء والضراء لتعم الألفة وتسود بين أبناء الوطن الواحد، وهذا هو حالنا والحمد لله في هذه الأرض المباركة.
في عامنا الجديد.. نتمنى الصحة والسعادة لأهلنا وأصدقائنا، كذلك الاستقرار والأمان، وعودة الضحكة والبشاشة والفرحة إلى الوجوه، وإنجاز خطوات إلى الأمام وليس إلى الخلف، وأن يظل الأصدقاء أوفياء، ونبذ الحقد والكيد من القلوب.
وإذا تجاوزنا حدود الوطن الصغير إلى وطننا العربي الكبير، فليس أمامنا سوى الدعاء للمولى عز وجل إلى أن يخلص شعوبنا من الاستبداد، فالذاكرة تأبى استحضار اللحظات المفجعة والحزينة، التي خطفت الأبرياء، وما تركته من مآس وجراح في شقوق الذاكرة الجماعية.. فالاستقرار والأمان والسلام ووضع حد لحمام الدماء الذي يغرق أراضينا العربية في ظل الأحداث السياسية والأمنية في أعقاب ثورات الربيع العربي، هو أمنية عظيمة نتمنى أن تتحقق في العام 2013 ، حتى لا تعود تلك الاضطرابات السياسية التي بعض الشعوب العربية بعد ثورات اعتقدوا أنها ستخلصهم من براثن أنظمة فاسدة، ولكنها أتت بما لا تشتهي السفن. ولهذا، فإن نتمنى أن يحل الأمان في أراضي تلك الدول وأن يزيد الخير فيها، لتعود الشعوب متماسكة في أجواء سلام ومحبة . فما ذنب الأجيال الشابة أن تستلم دفة الحكم في تلك الدول وبلدانها ممزقة سياسيا واقتصاديا، والمفروض أن تترك لها الأنظمة أرضا صلبة لإعادة البناء عليها ليعم الفرح وتهيئة الظروف الملائمة لتعيش الأجيال بأمان وتحقق أحلامها وطموحاتها، متسلحة بالثقافة والعلم والمعرفة، وهذا يعود بالمحبة والألفة بين الناس.
وأضم صوتي إلى صوت الشعوب العربية في أن يعمل القادة الجدد في العام الجديد على الارتقاء ببلدانهم ، وأن يكون إسعاد شعوبهم ضمن أولوياتهم من خلال خطط بناءة لتطوير الوضع الاقتصادي الذي هو أساس انتعاش كافة المجالات، لكي تهدأ النفوس لتكون صافية ولتكون المعيشة هادئة مستقرة آمنة من دون قلق وتوتر.
أمنيتنا الكبرى في وطننا العربي ، أن يحمل العام 2013 أمنيات طيبة لشعوبنا من المحيط إلى الخليج، وأن يزيح الله الغمة التي تعيشها بعض البلدان ، وأن تهدأ النفوس وأن تعم المحبة والاستقرار والتكاتف لنصبح جميعا يدا واحدة، أمة واحدة بعيدا عن الفرقة.
تعد الأسرة البيئة الأولى التي ينشأ فيها الطفل ويتلقى منها أولى خبراته الاجتماعية والنفسية. ويتأثر الطفل بدرجة كبيرة... اقرأ المزيد
168
| 10 أكتوبر 2025
لديَّ هواية قراءة الشعر العراقي وأحببت أن أشارككم تجربتي في وضع أبيات باللهجة العراقية أشتكي فيها ضيم المرض... اقرأ المزيد
30
| 10 أكتوبر 2025
(سافرت القضيةَ تَعرضُ شكواها في رُدهةِ المحاكم الدولية، وكانت الجمعيةَ قد خَصصت الجلسةَ للبحث في قضيّةِ القضيّةَ، وجاءَ... اقرأ المزيد
21
| 10 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
حين ننظر إلى المتقاعدين في قطر، لا نراهم خارج إطار العطاء، بل نراهم ذاكرة الوطن الحية، وامتداد مسيرة بنائه منذ عقود. هم الجيل الذي زرع، وأسّس، وساهم في تشكيل الملامح الأولى لمؤسسات الدولة الحديثة. ولأن قطر لم تكن يومًا دولة تنسى أبناءها، فقد كانت من أوائل الدول التي خصّت المتقاعدين برعاية استثنائية، وعلاوات تحفيزية، ومكافآت تليق بتاريخ عطائهم، في نهج إنساني رسخته القيادة الحكيمة منذ أعوام. لكن أبناء الوطن هؤلاء «المتقاعدون» لا يزالون ينظرون بعين الفخر والمحبة إلى كل خطوة تُتخذ اليوم، في ظل القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني – حفظه الله – فهم يرون في كل قرار جديد نبض الوطن يتجدد. ويقولون من قلوبهم: نحن أيضًا أبناؤك يا صاحب السمو، ما زلنا نعيش على عهدك، ننتظر لمستك الحانية التي تعودناها، ونثق أن كرمك لا يفرق بين من لا يزال في الميدان، ومن تقاعد بعد رحلة شرف وخدمة. وفي هذا الإطار، جاء اعتماد القانون الجديد للموارد البشرية ليؤكد من جديد أن التحفيز في قطر لا يقف عند حد، ولا يُوجّه لفئة دون أخرى. فالقانون ليس مجرد تحديث إداري أو تعديل في اللوائح، بل هو رؤية وطنية متكاملة تستهدف الإنسان قبل المنصب، والعطاء قبل العنوان الوظيفي. وقد حمل القانون في طياته علاوات متعددة، من بدل الزواج إلى بدل العمل الإضافي، وحوافز الأداء، وتشجيع التطوير المهني، في خطوة تُكرس العدالة، وتُعزز ثقافة التحفيز والاستقرار الأسري والمهني. هذا القانون يُعد امتدادًا طبيعيًا لنهج القيادة القطرية في تمكين الإنسان، سواء كان موظفًا أو متقاعدًا، فالجميع في عين الوطن سواء، وكل من خدم قطر سيبقى جزءًا من نسيجها وذاكرتها. إنه نهج يُترجم رؤية القيادة التي تؤمن بأن الوفاء ليس مجرد قيمة اجتماعية، بل سياسة دولة تُكرم العطاء وتزرع في الأجيال حب الخدمة العامة. في النهاية، يثبت هذا القانون أن قطر ماضية في تعزيز العدالة الوظيفية والتحفيز الإنساني، وأن الاستثمار في الإنسان – في كل مراحله – هو الاستثمار الأجدر والأبقى. فالموظف في مكتبه، والمتقاعد في بيته، كلاهما يسهم في كتابة الحكاية نفسها: حكاية وطن لا ينسى أبناءه.
8373
| 09 أكتوبر 2025
كثير من المراكز التدريبية اليوم وجدت سلعة سهلة الترويج، برنامج إعداد المدربين، يطرحونه كأنه عصا سحرية، يَعِدون المشترك بأنه بعد خمسة أيام أو أسبوع من «الدروس» سيخرج مدربًا متمكنًا، يقف على المنصة، ويُدير القاعة، ويعالج كل التحديات، كأن التدريب مجرد شهادة تُعلق على الجدار، أو بطاقة مرور سريعة إلى عالم لم يعرفه الطالب بعد. المشكلة ليست في البرنامج بحد ذاته، بل في الوهم المعبأ معه. يتم تسويقه للمشتركين على أنه بوابة النجومية في التدريب، بينما في الواقع هو مجرد خطوة أولى في طريق طويل. ليس أكثر من مدخل نظري يضع أساسيات عامة: كيف تُصمم عرضًا؟ كيف ترتب محتوى؟ كيف تُعرّف التدريب؟. لكنه لا يمنح المتدرب أدوات مواجهة التحديات المعقدة في القاعة، ولا يصنع له كاريزما، ولا يضع بين يديه لغة جسد قوية، ولا يمنحه مهارة السيطرة على المواقف. ومع ذلك، يتم بيعه تحت ستار «إعداد المدربين» وكأن من أنهى البرنامج صار فجأة خبيرًا يقود الحشود. تجارب دولية متعمقة في دول نجحت في بناء مدربين حقيقيين، نرى الصورة مختلفة تمامًا: • بريطانيا: لدى «معهد التعلم والأداء» (CIPD) برامج طويلة المدى، لا تُمنح فيها شهادة «مدرب محترف» إلا بعد إنجاز مشاريع تدريبية عملية وتقييم صارم من لجنة مختصة. • الولايات المتحدة: تقدم «جمعية تطوير المواهب – ATD» مسارات متعددة، تبدأ بالمعارف، ثم ورش تطبيقية، تليها اختبارات عملية، ولا يُعتمد المدرب إلا بعد أن يُثبت قدرته في جلسات تدريب واقعية. • فنلندا: يمر المدرب ببرنامج يمتد لأشهر، يتضمن محاكاة واقعية، مراقبة في الصفوف، ثم تقييما شاملا لمهارات العرض، إدارة النقاش، والقدرة على حل المشكلات. هذه التجارب تثبت أن إعداد المدرب يتم عبر برامج متعمقة، اجتيازات، وتدرّج عملي. المجتمع يجب أن يعي الحقيقة: الحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع أن TOT ليس نقطة الانطلاق، بل الخطوة المعرفية الأولى فقط. المدرب الحقيقي لا يُصنع في أسبوع، بل يُبنى عبر برامج تخصصية أعمق مثل «اختصاصي تدريب»، التي تغوص في تفاصيل لغة الجسد، السيطرة على الحضور، مواجهة المواقف الحرجة، وبناء الكاريزما. هذه هي المراحل التي تُشكل شخصية المدرب، لا مجرد ورقة مكتوب عليها «مدرب معتمد». لكي نحمي المجتمع من أوهام «الشهادات الورقية»، يجب أن يُعتمد مبدأ الاختبار قبل الدخول، بحيث لا يُقبل أي شخص في برنامج إعداد مدربين إلا بعد اجتياز اختبار قبلي يقيس مهاراته الأساسية في التواصل والعرض. ثم، بعد انتهاء البرنامج، يجب أن يخضع المتدرب لاختبار عملي أمام لجنة تقييم مستقلة، ليُثبت أنه قادر على التدريب لا على الحفظ. الشهادة يجب أن تكون شهادة اجتياز، لا مجرد «شهادة حضور». هل يُعقل أن يتحول من حضر خمسة أيام إلى «قائد قاعة»؟ هل يكفي أن تحفظ شرائح عرض لتصير مدربًا؟ أين الارتباك والتجربة والخطأ؟ أين الكاريزما التي تُبنى عبر سنوات؟ أم أن المسألة مجرد صور على إنستغرام تُوهم الناس بأنهم أصبحوا «مدربين عالميين» في أسبوع؟ TOT مجرد مدخل بسيط للتدريب، فالتدريب مهنة جادة وليس عرضا استهلاكيا. المطلوب وعي مجتمعي ورقابة مؤسسية وآليات صارمة للاجتياز، فمن دون ذلك سيبقى سوق التدريب ساحة لبيع الوهم تحت عناوين براقة.
5397
| 06 أكتوبر 2025
تجاذبت أطراف الحديث مؤخرًا مع أحد المستثمرين في قطر، وهو رجل أعمال من المقيمين في قطر كان قد جدد لتوّه إقامته، ولكنه لم يحصل إلا على تأشيرة سارية لمدة عام واحد فقط، بحجة أنه تجاوز الستين من عمره. وبالنظر إلى أنه قد يعيش عقدين آخرين أو أكثر، وإلى أن حجم استثماره ضخم، فضلاً عن أن الاستثمار في الكفاءات الوافدة واستقطابها يُعدّان من الأولويات للدولة، فإن تمديد الإقامة لمدة عام واحد يبدو قصيرًا للغاية. وتُسلط هذه الحادثة الضوء على مسألة حساسة تتمثل في كيفية تشجيع الإقامات الطويلة بدولة قطر، في إطار الالتزام الإستراتيجي بزيادة عدد السكان، وهي قضية تواجهها جميع دول الخليج. ويُعد النمو السكاني أحد أكثر أسباب النمو الاقتصادي، إلا أن بعض أشكال النمو السكاني المعزز تعود بفوائد اقتصادية أكبر من غيرها، حيث إن المهنيين ورواد الأعمال الشباب هم الأكثر طلبًا في الدول التي تسعى لاستقطاب الوافدين. ولا تمنح دول الخليج في العادة الجنسية الكاملة للمقيمين الأجانب. ويُعد الحصول على تأشيرة إقامة طويلة الأمد السبيل الرئيسي للبقاء في البلاد لفترات طويلة. ولا يقل الاحتفاظ بالمتخصصين والمستثمرين الأجانب ذوي الكفاءة العالية أهميةً عن استقطابهم، بل قد يكون أكثر أهمية. فكلما طالت فترة إقامتهم في البلاد، ازدادت المنافع، حيث يكون المقيمون لفترات طويلة أكثر ميلاً للاستثمار في الاقتصاد المحلي، وتقل احتمالات تحويل مدخراتهم إلى الخارج. ويمكن تحسين سياسة قطر لتصبح أكثر جاذبية ووضوحًا، عبر توفير شروط وإجراءات الإقامة الدائمة بوضوح وسهولة عبر منصات إلكترونية، بما في ذلك إمكانية العمل في مختلف القطاعات وإنشاء المشاريع التجارية بدون نقل الكفالة. وفي الوقت الحالي، تتوفر المعلومات من مصادر متعددة، ولكنها ليست دقيقة أو متسقة في جميع الأحيان، ولا يوجد وضوح بخصوص إمكانية العمل أو الوقت المطلوب لإنهاء إجراءات الإقامة الدائمة. وقد أصبحت شروط إصدار «تأشيرات الإقامة الذهبية»، التي تمنحها العديد من الدول، أكثر تطورًا وسهولة. فهناك توجه للابتعاد عن ربطها بالثروة الصافية أو تملك العقارات فقط، وتقديمها لأصحاب المهارات والتخصصات المطلوبة في الدولة. وفي سلطنة عمان، يُمثل برنامج الإقامة الذهبية الجديد الذي يمتد لعشر سنوات توسعًا في البرامج القائمة. ويشمل هذا النظام الجديد شريحة أوسع من المتقدمين، ويُسهّل إجراءات التقديم إلكترونيًا، كما يتيح إمكانية ضم أفراد الأسرة من الدرجة الأولى. وتتوفر المعلومات اللازمة حول الشروط وإجراءات التقديم بسهولة. أما في دولة الإمارات العربية المتحدة، فهناك أيضًا مجموعة واضحة من المتطلبات لبرنامج التأشيرة الذهبية، حيث تمنح الإقامة لمدة تتراوح بين خمس و10 سنوات، وتُمنح للمستثمرين ورواد الأعمال وفئات متنوعة من المهنيين، مع إمكانية ضم أفراد الأسرة. ويتم منح الإقامة الذهبية خلال 48 ساعة فقط. وقد شهدت قطر نموًا سكانيًا سريعًا خلال أول عقدين من القرن الحالي، ثم تباطأ هذا النمو لاحقًا. فقد ارتفع عدد السكان من 1.7 مليون نسمة وفقًا لتعداد عام 2010 إلى 2.4 مليون نسمة في عام 2015، أي بزيادة قدرها 41.5 %. وبلغ العدد 2.8 مليون نسمة في تعداد عام 2020، ويُقدَّر حاليًا بحوالي 3.1 مليون نسمة. ومن المشاكل التي تواجه القطاع العقاري عدم تناسب وتيرة النمو السكاني مع توسع هذا القطاع. فخلال فترة انخفاض أسعار الفائدة والاستعداد لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، شهد قطاع البناء انتعاشًا كبيرًا. ومع ذلك، لا يُشكل هذا الفائض من العقارات المعروضة مشكلة كبيرة، بل يمكن تحويله إلى ميزة. فمثلاً، يُمكن للمقيمين الأجانب ذوي الدخل المرتفع الاستفادة وشراء المساكن الحديثة بأسعار معقولة. إن تطوير سياسات الإقامة في قطر ليكون التقديم عليها سهلًا وواضحًا عبر المنصات الإلكترونية سيجعلها أكثر جاذبية للكفاءات التي تبحث عن بيئة مستقرة وواضحة المعالم. فكلما كانت الإجراءات أسرع والمتطلبات أقل تعقيدًا، كلما شعر المستثمر والمهني أن وقته مُقدَّر وأن استقراره مضمون. كما أن السماح للمقيمين بالعمل مباشرة تحت مظلة الإقامة الدائمة، من دون الحاجة لنقل الكفالة أو الارتباط بصاحب عمل محدد، سيعزز حرية الحركة الاقتصادية ويفتح المجال لابتكار المشاريع وتأسيس الأعمال الجديدة. وهذا بدوره ينعكس إيجابًا على الاقتصاد الوطني عبر زيادة الإنفاق والاستثمار المحلي، وتقليل تحويلات الأموال إلى الخارج، وتحقيق استقرار سكاني طويل الأمد.
4602
| 05 أكتوبر 2025