رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

المهندس إبراهيم بن هاشم السادة

[email protected]

مساحة إعلانية

مقالات

366

المهندس إبراهيم بن هاشم السادة

التدريب بين ترشيد الإنفاق وترشيد الممارسة

03 سبتمبر 2025 , 01:00ص

أصبح التدريب اليوم أحد أعمدة التطوير المؤسسي، فلا تكاد مؤسسة تخلو من خطط وبرامج تدريبية تهدف إلى رفع كفاءة موظفيها، وقد تحدّثنا سابقًا عن ضرورة ترشيد الإنفاق وضمان أن يكون التدريب فعالًا من حيث التكلفة، غير أن القضية الأوسع لا تقف عند حدود المال فقط، بل تمتد إلى ترشيد الممارسة نفسها، حيث تضيع أحيانًا الجهود في قاعات التدريب بين إطالة غير مبررة، وترشيح غير مناسب، واختيار مدرب لا يضيف جديدًا.

أول ما يلفت الانتباه هو ظاهرة الإطالة المفتعلة، ورشة عمل لا تحتاج سوى يومين تتحول بقدرة قادر إلى أسبوع كامل، السبب في كثير من الأحيان ليس علميًا ولا تربويًا، بل بحثًا عن مقابل مادي أكبر أو مظهر شكلي يوحي بالجدية، والنتيجة ساعات طويلة من التكرار والملل، بينما يمكن تقديم جوهر المحتوى بفاعلية في نصف الوقت، معيار نجاح التدريب لا يقاس بعدد الأيام، بل بما يحققه من أثر حقيقي على المتدرب والمؤسسة.

الإشكالية الثانية هي سوء الترشيح للبرامج التدريبية، فكم من موظف وجد نفسه فجأة في دورة لا يعرف أهدافها ولا علاقة لها بعمله أو مساره المهني!، فيحضر جسدًا ويغيب فكرًا، وتضيع فرصة كان يمكن أن يستفيد منها موظف آخر أكثر حاجة وارتباطًا بالموضوع، هذه الفجوة تكشف خللاً في ربط التدريب باحتياجات الأفراد والمؤسسات، وتحوّله إلى إجراء إداري أكثر من كونه استثمارًا إستراتيجيًا.

ثم تأتي الحلقة الأضعف أحيانًا، وهي اختيار المدرب، فالتدريب ليس عروض شرائح ولا نصوصًا مكتوبة، بل خبرة وقدرة على التأثير وإيصال الفكرة، حين يُكلّف مدرّب يفتقر إلى الكفاءة أو الخبرة العميقة، تضيع فاعلية البرنامج، ويضاعَف الهدر، فنجد محتوى متكررا، متدربا غير مهتم، ومؤسسة لا ترى عائدًا يوازي ما أنفقته، وعلى العكس من ذلك، فإن المدرب الكفؤ قادر على أن يحقق أهدافًا كبيرة في وقت قصير وبأسلوب حيّ يترك أثرًا دائمًا.

من هنا، فإن الحديث عن التدريب يجب أن يتجاوز سؤال: كم نفذنا من الخطة التدريبية؟ إلى سؤال أشمل هو: ما مدى فعالية خطتنا التدريبية؟، فالتدريب الفعّال يقوم على ثلاثة عناصر متكاملة: مرشح مناسب لكل مادة في الخطة، ومدرب كفؤ يضيف قيمة حقيقية لكل دورة، ومدة تدريب مناسبة، عندها فقط يصبح التدريب استثمارًا في المستقبل، لا مجرد نشاط شكلي يستهلك الوقت والميزانية.

مساحة إعلانية