رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
حياة الفرد في المجتمع هي مسألة مهمة ومعقدة تؤثر في تجربته الشخصية وتحدد بشكل كبير جودة حياته فيعيش الفرد في محيط يتأثر بأفراده وثقافتهم وقيمهم مما يجعل التفاعلات والتأثيرات متعددة الأوجه وهي:-
أولا: يلاحظ ان الإنسان هو كائن اجتماعي بطبيعته يحتاج إلى التواصل والتفاعل مع الآخرين ليحقق احتياجاته النفسية والاجتماعية يتشكل الفرد في المجتمع عبر التفاعل مع أفراده والتعلم من تجاربهم مما يسهم في تطور شخصيته وتشكيل هويته الاجتماعية ثانيا: تؤثر القيم والثقافة المجتمعية في تصورات الفرد للعالم وطريقة تفاعله معه فالمجتمع يحدد معايير الصح والخطأ والقيم المقبولة والمرفوضة ويعطي الفرد إطارا معينا لتصرفاته وقرارته كما يساهم المجتمع في تعليم الفرد القيم الاجتماعية الهامة مثل الاحترام والتعاون والعدل ثالثا: يلعب الدور الاقتصادي دورا هاما في حياة الفرد في المجتمع فالعمل والوظيفة تؤثر بشكل كبير في نوعية حياته وقدرته على تحقيق الرغبات والطموحات كما يحتاج الفرد إلى الاندماج في النظام الاقتصادي للمجتمع والمساهمة في تحسينه. رابعا:تؤثر العلاقات الاجتماعية في حياة الفرد بشكل كبير اذ توفر العائلة والأصدقاء والزملاء دعما اجتماعيا هاما وشعورا بالانتماء والتقدير. تعمل هذه العلاقات على تقديم الدعم العاطفي والمعنوي في مواجهة التحديات والصعوبات خامسا:تساهم المشاركة الاجتماعية في تعزيز جودة الحياة للفرد اذ يحتاج الإنسان الى المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والمجتمعية ليشعر بالانتماء والإسهام في تطوير المجتمع وتحسينه سادسا: يلعب التعليم والتعلم دورا حيويا في حياة الفرد بالمجتمع حيث ان التعليم يمنح الفرصة للتطور الشخصي والمهارات اللازمة للمساهمة في المجتمع والحصول على فرص عمل افضل ويمكن للتعليم ان يحسن الفرص الاقتصادية والاجتماعية ويسهم في بناء المستقبل سابعا:لا نغفل عن دور الحرية والمساواة الكبير في التأثير على حياة الفرد في المجتمع فعندما يتمتع الفرد بالحرية في التعبير وحقوقه المدنية يشعر بالمسؤولية والمشاركة الفعالة في صناعة مجتمعه واتخاذ القرارات المؤثرة ونتطرق ثامنا: الى تأثير البيئة المادية والاجتماعية التي يعيش فيها الفرد في مسار حياته فالظروف المعيشية ومستوى الخدمات الصحية والتعليم والبنيه التحتية تؤثر في جودة حياة الفرد وفرصه للتطور. تاسعا: تلعب القيم الشخصية والأهداف الشخصية دورا هاما أيضا عندما يحدد الفرد قيمه وأهدافه يتوجه لتحقيق تلك الأهداف ويبذل الجهود اللازمة للوصول إليها مما يعزز رضاه الذاتي وسعادته وعلى الرغم من ان حياة الفرد في المجتمع قد تكون معقدة وتتأثر بعوامل عديدة إلا انه يمكن للفرد ان يتأثر بشكل إيجابي في مجتمعه وان يساهم في التطور والتحسين من خلال تشجيع الفرد على تحمل المسؤولية الاجتماعية والمشاركة الفعالة في مبادرات تحقيق التغيير الإيجابي والعمل على حل المشكلات المجتمعية. عاشرا: من اهم الجوانب التي تؤثر في حياة الفرد في المجتمع هي قدرته على تحويل الفرص والتحديات الى إنجازات وتعلم من التجارب عندما يكون الفرد قادرا على تحويل التحديات الى فرص للتعلم والتطور فيتمتع بالقدرة على التكيف مع التغير والتقدم. الحادي عشر: يمكن للفرد ان يؤثر في المجتمع من خلال المشاركة الفعالة في العمل التطوعي والأنشطة المجتمعية فالمشاركة في مبادرات المجتمع والعمل التطوعي تعزز الترابط والتعاون بين الأفراد وتساهم في بناء مجتمع اكثر تلاحما وتعاونا. الثاني عشر: يلعب الإبداع والابتكار دورا هاما في تحسن حياة الفرد بالمجتمع فعندما يكون الفرد مبدعا ومبتكرا في العمل والحياه اليومية يمكن ان يقدم حلا للتحديات التي يواجهها المجتمع ويساهم في تحسين الظروف المعيشية للجميع. الثالث عشر: تؤثر القيادة الحكيمة للفرد بالمجتمع اذ يمكن للفرد ان يكون قائدا يلهم الاخرين ويحفزهم على التحسين وتحقيق الأهداف الجماعية وبناء فرق عمل قوية ومجتمعات مترابطة. الرابع عشر: يجب ان يكون الفرد واعيا للمسؤولية الاجتماعية وان يدرك ان تصرفاته تؤثر في الآخرين والبيئة المحيطة به فعندما يكون الفرد واعيا لمسؤولياته ويسعى لتحسين حياته وحياة الآخرين من حوله يكون محفزا للتغير الإيجابي في المجتمع.
وفي النهاية تظهر حياة الفرد في المجتمع كيف ان التفاعل والتأثير يعززان نمو المجتمع وتطوره فيمكن للفرد ان يكون عاملا إيجابيا وفاعلا في تحقيق التقدم الاجتماعي والاقتصادي والثقافي وعليه ان يسعى لبناء مجتمع يسود فيه التعاون والاحترام والعدالة وان يكون مساهما في خلق بيئة إيجابية لنمو الفرد والمجتمع على حد سواء.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
حين ننظر إلى المتقاعدين في قطر، لا نراهم خارج إطار العطاء، بل نراهم ذاكرة الوطن الحية، وامتداد مسيرة بنائه منذ عقود. هم الجيل الذي زرع، وأسّس، وساهم في تشكيل الملامح الأولى لمؤسسات الدولة الحديثة. ولأن قطر لم تكن يومًا دولة تنسى أبناءها، فقد كانت من أوائل الدول التي خصّت المتقاعدين برعاية استثنائية، وعلاوات تحفيزية، ومكافآت تليق بتاريخ عطائهم، في نهج إنساني رسخته القيادة الحكيمة منذ أعوام. لكن أبناء الوطن هؤلاء «المتقاعدون» لا يزالون ينظرون بعين الفخر والمحبة إلى كل خطوة تُتخذ اليوم، في ظل القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني – حفظه الله – فهم يرون في كل قرار جديد نبض الوطن يتجدد. ويقولون من قلوبهم: نحن أيضًا أبناؤك يا صاحب السمو، ما زلنا نعيش على عهدك، ننتظر لمستك الحانية التي تعودناها، ونثق أن كرمك لا يفرق بين من لا يزال في الميدان، ومن تقاعد بعد رحلة شرف وخدمة. وفي هذا الإطار، جاء اعتماد القانون الجديد للموارد البشرية ليؤكد من جديد أن التحفيز في قطر لا يقف عند حد، ولا يُوجّه لفئة دون أخرى. فالقانون ليس مجرد تحديث إداري أو تعديل في اللوائح، بل هو رؤية وطنية متكاملة تستهدف الإنسان قبل المنصب، والعطاء قبل العنوان الوظيفي. وقد حمل القانون في طياته علاوات متعددة، من بدل الزواج إلى بدل العمل الإضافي، وحوافز الأداء، وتشجيع التطوير المهني، في خطوة تُكرس العدالة، وتُعزز ثقافة التحفيز والاستقرار الأسري والمهني. هذا القانون يُعد امتدادًا طبيعيًا لنهج القيادة القطرية في تمكين الإنسان، سواء كان موظفًا أو متقاعدًا، فالجميع في عين الوطن سواء، وكل من خدم قطر سيبقى جزءًا من نسيجها وذاكرتها. إنه نهج يُترجم رؤية القيادة التي تؤمن بأن الوفاء ليس مجرد قيمة اجتماعية، بل سياسة دولة تُكرم العطاء وتزرع في الأجيال حب الخدمة العامة. في النهاية، يثبت هذا القانون أن قطر ماضية في تعزيز العدالة الوظيفية والتحفيز الإنساني، وأن الاستثمار في الإنسان – في كل مراحله – هو الاستثمار الأجدر والأبقى. فالموظف في مكتبه، والمتقاعد في بيته، كلاهما يسهم في كتابة الحكاية نفسها: حكاية وطن لا ينسى أبناءه.
8844
| 09 أكتوبر 2025
انتهت الحرب في غزة، أو هكذا ظنّوا. توقفت الطائرات عن التحليق، وصمت هدير المدافع، لكن المدينة لم تنم. فمن تحت الركام خرج الناس كأنهم يوقظون الحياة التي خُيّل إلى العالم أنها ماتت. عادوا أفراداً وجماعات، يحملون المكان في قلوبهم قبل أن يحملوا أمتعتهم. رأى العالم مشهدًا لم يتوقعه: رجال يكنسون الغبار عن العتبات، نساء يغسلن الحجارة بماء بحر غزة، وأطفال يركضون بين الخراب يبحثون عن كرة ضائعة أو بين الركام عن كتاب لم يحترق بعد. خلال ساعات معدودة، تحول الخراب إلى حركة، والموت إلى عمل، والدمار إلى إرادة. كان المشهد إعجازًا إنسانيًا بكل المقاييس، كأن غزة بأسرها خرجت من القبر وقالت: «ها أنا عدتُ إلى الحياة». تجاوز عدد الشهداء ستين ألفًا، والجراح تزيد على مائة وأربعين ألفًا، والبيوت المدمرة بالآلاف، لكن من نجا لم ينتظر المعونات، ولم ينتظر أعذار من خذلوه وتخاذلوا عنه، ولم يرفع راية الاستسلام. عاد الناس إلى بقايا منازلهم يرممونها بأيديهم العارية، وكأن الحجارة تُقبّل أيديهم وتقول: أنتم الحجارة بصمودكم لا أنا. عادوا يزرعون في قلب الخراب بذور الأمل والحياة. ذلك الزحف نحو النهوض أدهش العالم، كما أذهله من قبل صمودهم تحت دمار شارك فيه العالم كله ضدهم. ما رآه الآخرون “عودة”، رآه أهل غزة انتصارًا واسترجاعًا للحق السليب. في اللغة العربية، التي تُحسن التفريق بين المعاني، الفوز غير النصر. الفوز هو النجاة، أن تخرج من النار سليم الروح وإن احترق الجسد، أن تُنقذ كرامتك ولو فقدت بيتك. أما الانتصار فهو الغلبة، أن تتفوق على خصمك وتفرض عليه إرادتك. الفوز خلاص للنفس، والانتصار قهر للعدو. وغزة، بميزان اللغة والحق، (فازت لأنها نجت، وانتصرت لأنها ثبتت). لم تملك الطائرات ولا الدبابات، ولا الإمدادات ولا التحالفات، بل لم تملك شيئًا البتة سوى الإيمان بأن الأرض لا تموت ما دام فيها قلب ينبض. فمن ترابها خُلِقوا، وهم الأرض، وهم الركام، وهم الحطام، وها هم عادوا كأمواج تتلاطم يسابقون الزمن لغد أفضل. غزة لم ترفع سلاحًا أقوى من الصبر، ولا راية أعلى من الأمل. قال الله تعالى: “كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ”. فانتصارها كان بالله فقط، لا بعتاد البشر. لقد خسر العدو كثيرًا مما ظنّه نصرًا. خسر صورته أمام العالم، فصار علم فلسطين ودبكة غزة يلفّان الأرض شرقًا وغربًا. صار كلُّ حر في العالم غزاويًّا؛ مهما اختلف لونه ودينه ومذهبه أو لغته. وصار لغزة جوازُ سفرٍ لا تصدره حكومة ولا سلطة، اسمه الانتصار. يحمله كل حر وشريف لايلزم حمله إذنٌ رسمي ولا طلبٌ دبلوماسي. أصبحت غزة موجودة تنبض في شوارع أشهر المدن، وفي أكبر الملاعب والمحافل، وفي اشهر المنصات الإعلامية تأثيرًا. خسر العدو قدرته على تبرير المشهد، وذهل من تبدل الأدوار وانقلاب الموازين التي خسرها عليها عقوداً من السردية وامولاً لا حد لها ؛ فالدفة لم تعد بيده، والسفينة يقودها أحرار العالم. وذلك نصر الله، حين يشاء أن ينصر، فلله جنود السماوات والأرض. أما غزة، ففازت لأنها عادت، والعود ذاته فوز. فازت لأن الصمود فيها أرغم السياسة، ولأن الناس فيها اختاروا البناء على البكاء، والعمل على العويل، والأمل على اليأس. والله إنه لمشهدُ نصر وفتح مبين. من فاز؟ ومن انتصر؟ والله إنهم فازوا حين لم يستسلموا، وانتصروا حين لم يخضعوا رغم خذلان العالم لهم، حُرموا حتى من الماء، فلم يهاجروا، أُريد تهجيرهم، فلم يغادروا، أُحرقت بيوتهم، فلم ينكسروا، حوصرت مقاومتهم، فلم يتراجعوا، أرادوا إسكاتهم، فلم يصمتوا. لم… ولم… ولم… إلى ما لا نهاية من الثبات والعزيمة. فهل ما زلت تسأل من فاز ومن انتصر؟
5109
| 14 أكتوبر 2025
المشهد الغريب.. مؤتمر بلا صوت! هل تخيّلتم مؤتمرًا صحفيًا لا وجود فيه للصحافة؟ منصة أنيقة، شعارات لامعة، كاميرات معلّقة على الحائط، لكن لا قلم يكتب، ولا ميكروفون يحمل شعار صحيفة، ولا حتى سؤال واحد يوقظ الوعي! تتحدث الجهة المنظمة، تصفق لنفسها، وتغادر القاعة وكأنها أقنعت العالم بينما لم يسمعها أحد أصلًا! لماذا إذن يُسمّى «مؤتمرًا صحفيًا»؟ هل لأنهم اعتادوا أن يضعوا الكلمة فقط في الدعوة دون أن يدركوا معناها؟ أم لأن المواجهة الحقيقية مع الصحفيين باتت تزعج من تعودوا على الكلام الآمن، والتصفيق المضمون؟ أين الصحافة من المشهد؟ الصحافة الحقيقية ليست ديكورًا خلف المنصّة. الصحافة سؤالٌ، وجرأة، وضمير يسائل، لا يصفّق. فحين تغيب الأسئلة، يغيب العقل الجمعي، ويغيب معها جوهر المؤتمر ذاته. ما معنى أن تُقصى الميكروفونات ويُستبدل الحوار ببيانٍ مكتوب؟ منذ متى تحوّل «المؤتمر الصحفي» إلى إعلان تجاري مغلّف بالكلمات؟ ومنذ متى أصبحت الصورة أهم من المضمون؟ الخوف من السؤال. أزمة ثقة أم غياب وعي؟ الخوف من السؤال هو أول مظاهر الضعف في أي مؤسسة. المسؤول الذي يتهرب من الإجابة يعلن – دون أن يدري – فقره في الفكرة، وضعفه في الإقناع. في السياسة والإعلام، الشفافية لا تُمنح، بل تُختبر أمام الميكروفون، لا خلف العدسة. لماذا نخشى الصحفي؟ هل لأننا لا نملك إجابة؟ أم لأننا نخشى أن يكتشف الناس غيابها؟ الحقيقة الغائبة خلف العدسة ما يجري اليوم من «مؤتمرات بلا صحافة» هو تشويه للمفهوم ذاته. فالمؤتمر الصحفي لم يُخلق لتلميع الصورة، بل لكشف الحقيقة. هو مساحة مواجهة بين الكلمة والمسؤول، بين الفعل والتبرير. حين تتحول المنصّة إلى monologue - حديث ذاتي- تفقد الرسالة معناها. فما قيمة خطاب بلا جمهور؟ وما معنى شفافية لا تُختبر؟ في الختام.. المؤتمر بلا صحفيين، كالوطن بلا مواطنين، والصوت بلا صدى. من أراد الظهور، فليجرب الوقوف أمام سؤال صادق. ومن أراد الاحترام فليتحدث أمام من يملك الجرأة على أن يسأله: لماذا؟ وكيف؟ ومتى؟
4968
| 13 أكتوبر 2025