رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

علي بهزاد

علي بهزاد

مساحة إعلانية

مقالات

2643

علي بهزاد

قطاع المعلومات... لبنة أساسية في النمو

03 يوليو 2013 , 12:00ص

يشكل قطاع المعرفة في الاقتصاد العالمي لبنة أساسية في توجهات النمو الجديدة، التي تسعى إلى فتح أسواق أكثر تنوعاً وتأقلماً مع واقع الحياة المتغير، وأعني بقطاع المعرفة هو التقنية والمعلومات والوسائط المتعددة في وسائل الترفيه والخدمات والبنوك والشركات، وبات مرتكزا أساسيا لزيادة فعالية أي مؤسسة.

وما دعاني إلى تناول هذا الموضوع ما نشرته دراسة عالمية مؤخراً، أن دولة قطر تحتل المرتبة السابعة عالمياً من حيث انتشار شبكات الألياف الضوئية على مستوى المنازل التي تنفذها ooredoo بتكلفة مليار ريال، واحتلت المرتبة الثانية على مستوى منطقة الشرق الأوسط، وأن هذه التقنية تجمع بين الخدمة والضرورة الاقتصادية، إذ أن الربط التقني بين شركة الاتصالات والمنازل هو ربط بينها والخدمات الحكومية أيضاً.

ونوهت الدراسة أن التوجه الحالي هو تحفيز قطاع الاتصالات والحكومات والهيئات لتعزيز ربط خدماتهم بالأفراد، لدعم النمو الاقتصادي بما يترتب عليه تحديث البنية التحتية لجميع الخدمات.

وما أود التأكيد عليه أن قطاع المعرفة بات من أوجه النمو الاقتصادي العصري، وربط الأفراد والأسر والشركات بخدمات تواصلية مع الأجهزة الحكومية بمثابة نقلة إلى مجالات متنوعة. وكان قد أصدرت الدولة قانون رقم "16" لسنة2010 بشأن المعاملات والتجارة الإلكترونية لتمكين المؤسسات من استخدام التكنولوجيا كرديف للاستدامة، خاصة ً الشبكة العنكبوتية التي قربت مفاهيم المجتمعات وسهلت الوصول إلى المستهلكين.

فقد وضع القانون جميع التعاملات الإلكترونية في إطار الأدوات القانونية التي تتماشى مع المعايير العالمية، وفي الوقت نفسه تصدى لمحاولات التلاعب والتجاوز في الخدمات التجارية المقدمة للمستهلكين.

ويأتي صدوره في وقت تعزز فيه الشبكة المعلوماتية من مكانتها بتنوع أوجه الخدمات التواصلية سعياً لبناء اقتصاد مجتمع المعلومات.

وأكدته أيضاً مؤشرات التنمية المستدامة لجهاز الإحصاء التي رصدت السنوات العشر الأخيرة، فقد ارتفع معدل استخدام الإنترنت من "19.6%" مستخدماً لكل مئة من السكان في 2003 إلى "38.0%" مستخدماً لكل مئة من السكان في 2008 أي بمعدل نمو سنوي قدره "11.7%".

هذه الجهود ستدفع المؤشرات إلى الأمام نتيجة تبني الدولة سياسات تعمل على تخفيض تكاليف الاشتراك والاستخدام في قطاع الاتصالات، وتطوير تطبيقات خدمية مختلفة تزيد من التفاعل البشري مع مؤسسات الأعمال.

بالانتقال إلى مثال آخر وهو مؤشر انتشار استخدام الحواسيب الشخصية التي تعد بوابة الشبكة المعلوماتية وتهيئ للعاملين في مجال التجارة التواصل في أي وقت، فقد شهد زيادة ملحوظة خلال العامين الماضيين حيث ارتفع من "26.3%" في 2007 إلى "32.3%" في 2008، ويرجع السبب إلى مبادرات الدولة في زيادة استخدام الأفراد والشركات لخدمات الاتصال الرقمي.

وهنا يتبين حجم استخدام الأفراد للشبكة التواصلية والأجهزة المحمولة التي تسهل أمر استغلالها في أوجه التعامل الاقتصادي.

ويعنى قطاع المعرفة بمجتمع المعلومات وهو وجه اقتصادي حديث يسعى للتحول من إنتاج البضائع إلى إنتاج المعلومات، وهي عملية اقتصادية تشترك فيها مؤسسات وشركات اتصالات وأجهزة مطورة وبرمجيات، لزيادة كفاءة هذا القطاع وتحسين الاقتصاد الكلي. تشير البيانات الدولية إلى أن قطاع المعرفة يشكل ٥٠% من الناتج الإجمالي للدول المتقدمة، فقد بلغ حجم التجارة الإلكترونية في ١٩٩٨ تريليونات دولارات، وفي ١٩٩٩ بلغت ٥،٣ تريليونات دولارات، وبلغ سوق الإنترنت في ٢٠٠٣ "6،14" مليارات دولارات، وبلغ حجم صناعة المعلومات في أوروبا والولايات المتحدة بلايين الدولارات، وتظهر الإحصاءات أن ٤٠٪ من الدخل القومي للاقتصاد الأوروبي انبثق من أنشطة المعلومات. وتضاعف في السنوات الأخيرة ببيانات ضخمة تبرز أهمية هذا القطاع ودوره الحيوي في الحراك الاقتصادي.

وقد أدى التوسع الهائل في شبكة الإنترنت إلى إيجاد سوق ضخمة لمستخدمي التقنية، مما أدى إلى تشعب المجالات في الخدمات والاتصالات والبيئة والسياحة والإعلانات والشركات والشراء والبيع والخدمات المالية والترفيه.

ويسعى هذا الاقتصاد إلى إدخال المعرفة في الصناعة والتجارة والتسويق، ليكون قوة دافعة للنمو، وبالتالي يعمل على زيادة فعالية الشركات والاستثمار في المعرفة كأحد عوامل الإنتاج.

مع التطور الهائل لقطاع التكنولوجيا إلا أن الشركات والأفراد وأصحاب المشاريع ما زالت لم ترتق بعد لمستوى الاستخدام الأمثل، والكثير منها ينحو الشكلية أو تقديم بعض الخدمات البسيطة، ولم تتمكن من الوصول بمنتجاتها من المحلية إلى الدولية أضف التنافسية التي تعد مطلبا للشركات.

ولا يخفى على أحد الأهمية التي تشكلها البيانات والمؤشرات الاقتصادية من لعب دور مهم في النمو، وهي متوافرة لجميع القطاعات التنموية على المواقع الإلكترونية للأجهزة الحكومية والشركات ومراكز الرصد الاقتصادي، وتفيد صانعي السياسات من وضع خطط مستقبلية، وتعمل على تمكين مستخدميها سواء مؤسسات وأفرادا من الاستفادة من البيانات المتاحة في خدمة أنشطتها.

وختاماً.. فإنّ قطاع المعرفة يتطلب تفاعلاً حقيقياً بين المؤسسات والأفراد لتمكنهم من الاستفادة المثلى من المؤشرات الاقتصادية في بناء إستراتيجيات نمو أكثر تعايشاً مع تقلبات العصر، فالبيانات والإحصاءات تعتبر أرضية خصبة وفعالة لأيّ قطاع يريد زيادة كفاءته، كما أنه وجه اقتصادي واعد باعتبار أنّ الكيانات العالمية اليوم تنحو إلى دمج التقنية في مختلف أنشطتها.

مساحة إعلانية