رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ريم يوسف الحرمي

ريم يوسف الحرمي

مساحة إعلانية

مقالات

1162

ريم يوسف الحرمي

ترامب ومستقبل العلاقات الروسية - الأمريكية

03 يناير 2017 , 01:42ص

تشهد العلاقات الأمريكية الروسية تصعيداً مستمرا هو الأسوأ منذ الحرب الباردة، بدأت وتيرته مع الأزمة السورية مروراً بالانتخابات الرئاسية الأمريكية وانتهاء بطرد الولايات المتحدة الدبلوماسيين الروس، وفرض الرئيس الأمريكي باراك أوباما عقوبات جديدة على روسيا.

العلاقات التي يشوبها الحذر بين البلدين ألقت بظلالها على الأزمة السورية فتحولت سوريا إلى صراع للنفوذ والقوة وساحة للمواجهة بين جميع الأطراف والحرب بالوكالة التي تخوضها تلك الأطراف. أما إبان الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فلم تخلو تلك الانتخابات من طرح موضوع روسيا للمناقشة بين المرشحين، ولم يخف الرئيس المنتخب دونالد ترامب مشاعره حتى وإن كانت تعني الوقوف مع بلد أجنبي ضد مواطنة منافسة له في الانتخابات، حينما دعا روسيا لاختراق البريد الإلكتروني للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.

أما موسكو فيبدو أنها تنفست الصعداء بفوز ترامب، فكلا الطرفين أي ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتشاركان الرؤى والانسجام في المواقف، حتى بعد أن أقر الرئيس الأمريكي أوباما العقوبات ضد روسيا وطرد الدبلوماسيين، امتدح ترامب خطوة بوتين بعدم الرد والمعاملة بالمثل، في إشارة أيضا إلى التقارب بين الرئيس المنتخب والرئيس الروسي من جهة، وكذلك حجم النفور بين الرئيس الأمريكي والرئيس المنتخب من جهة أخرى.

الرئيس الروسي وترامب، يشتركان في ما يسمى محاربة "الإرهاب الإسلامي"، فهم يرون أن الأولوية في السياسة الخارجية هي محاربة هذا الإرهاب، مما يعني أن ترامب على استعداد لإعطاء روسيا دور أكبر في ملفات الشرق الأوسط بالأخص سوريا، فانعدام الخبرة السياسية لترامب سوف تستغله روسيا، لكن أيضا ترامب على موعد مع صدام ومواجهة حقيقة في الكونجرس الأمريكي و"صقور" الحزب الجمهوري الذين يرون في روسيا تهديداً لكل ما تقوم عليه الولايات المتحدة من مبادئ وسياسات.

لكن ما يثير التساؤل: إلى أي مدى يستطيع ترامب الالتزام بهذا التقارب نحو روسيا بعد تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة؟ فروسيا تعول على دونالد ترامب الكثير فيما يتعلق بإعطائها النفوذ الدولي والإقليمي مقابل الانكفاء الأمريكي، ومحاولة إنعاش اقتصادها الذي بلغ أدنى مستوياته منذ سقوط الاتحاد السوفييتي، بالإضافة إلى رفع العقوبات الأخيرة عن موسكو، التي لم ترد بالمثل، على أمل لتحسين العلاقات المستقبلية مع الرئيس الأمريكي الجديد، كذلك كيف سوف يتغلب ترامب على أعضاء الكونجرس الجمهوريين وفي الوقت ذاته يفي بوعوده تجاه بوتين؟ أمام الرئيس الأمريكي الجديد معضلة وخيارات صعبة سوف تتضح معالمها أكثر بعد أقل من ثلاثة أسابيع.

مساحة إعلانية