رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
في اليوم 390 من الحرب على غزة (نحن في يوم الخميس31 أكتوبر2024) واصلت إسرائيل ارتكاب المجازر المروعة بحق أبناء القطاع وفي غضون ذلك طالب حزب الله اللبناني سكان 25 مستوطنة إسرائيلية بإخلاء منازلهم بينما اعترف جيش الاحتلال الاثنين بمقتل 3 جنود وإصابة أكثر من 60 آخرين في معارك جنوب لبنان والخميس قتل 5 أشخاص بصواريخ من لبنان، وسط تصدي حزب الله للتوغل البري في بلدة الخيام جنوبي لبنان.
هذا نموذج من أخبار يومية كأنما تؤكد انقلاب الأوضاع رأسا على عقب! ومن جهة ثانية زعم المراسل العسكري لـ»القناة 12» (نير دفوري) أن «سلاح الجو الإسرائيلي نفّذ ضربات دقيقة لتدمير القدرات الإيرانية وركزت العملية المسماة «أيام التوبة» على أهداف عسكرية في إيران من قواعد ومواقع دفاع جوي ومستودعات أسلحة رغم محاولة الإيرانيين تعطيل الهجمات بنيران مضادة للطائرات لكن يبدو أنهم لم يطلقوا الكثير من هذه النيران ربّما بسبب الأضرار الإسرائيلية التي لحقت بنظام الدفاع الجوي وبدوره ذكر الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات العسكرية (عاموس يدلين) أن «الأربع ساعات الأخيرة فجر السبت الماضي التي استغرقها الهجوم على إيران تمّ الإعداد لها منذ عشرين عامًا وكان من الواضح للنظام الأمني الإسرائيلي أنه يتعين الاستعداد لمثل هذا الرد ويمكن وصف هذا الهجوم بأنه «عملية إعدام دقيقة» للقدرات الإيرانية تحمل رسالة استراتيجية مفادها أن دولة الاحتلال تعرف كيف تعمل ضمن هذه النطاقات.
*وفي السياق ذاته قال مراسل الشؤون العربية (أوهاد حامو) إن «الأهداف التي اختارتها الطائرات الإسرائيلية هي قواعد الحرس الثوري دون مهاجمة أي شيء يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، ويبدو أن إيران «الرسمية» تحاول جاهدة التقليل من شأن هذا الحدث، وأشار مراسل الشؤون الحزبية (يارون أبراهام) إلى أن «المجلس الوزاري السياسي الأمني وافق على الهجوم خلال محادثة هاتفية وتم إبلاغ الولايات المتحدة بالتوقيت قبل ساعات قليلة من بدء الهجوم وهي لم تكن تريد أن يخرج الحدث عن نطاق السيطرة خاصة في هذا الوقت الحساس قبل انتخاباتها الرئاسية الأمريكية، أما الرئيس السابق لشعبة التخطيط في جيش الاحتلال (يسرائيل زيف) فذكر أن «الهجوم الإسرائيلي على إيران يوصل الصراع معها إلى لحظة الحقيقة ومن المتوقع أن يؤثر هذا الهجوم على نتيجة الترتيب الإقليمي برمته في ضوء انهيار أذرع إيران في المنطقة وهي التي بنتها طوال عقود ماضية وبالتالي فإن مفهوم التصعيد الإقليمي لم يعد قائماً وتابع: «لأن إيران لا تزال عاجزة ومكشوفة ودون طبقات خارجية من الحماية صحيح أن لديها مجموعة من الطائرات بدون طيار والصواريخ في نطاق مئات العناصر وتفاصيل صاروخية أكثر قليلاً ولكن كما تبين فإن بعضها في حالة سيئة من الخدمة.
* إلى ذلك جاء في مقال نشرته القناة 12 وترجمته «عربي21: «سمعنا الكثير من تهديدات إيران في الأيام الماضية وتشير بشكل رئيسي إلى ضغوط كبيرة لكن ما تبين في الساعات الأخيرة أن قدرة دولة الاحتلال على الهجوم والتدمير أفضل بكثير من تهديدات إيران، وأضاف المقال نفسه: “الأمر الذي من شأنه أن يشكّل تحولاً في معادلة الردع الإقليمية لصالح دولة الاحتلال بحيث سيكون أمامها فرصة لتغيير الاتجاه والذهاب إلى الترتيب الإقليمي لأن ما قامت به في الفترة الماضية وصولا الى ساعات الفجر الأولى هو رصيد من شأنه أن يؤدي إلى إنجازات مستدامة وترتيبات من شأنها أن تضمن سنوات من الهدوء بأمان رغم أن أي ترتيب يتطلب تنازلات!
وفي صحيفة يديعوت أحرونوت نجد تعليق المراسل العسكري (يوآف زيتون) الذي ذكر أن «جيش الاحتلال هاجم مجمعات عسكرية وأنظمة دفاع جوي ومنشآت إنتاج صواريخ ومنصات إطلاق صواريخ أرض-أرض في طهران وخوزستان وإيلام وقطعت الطائرات مسافة 1500 كيلومتر بعد 25 يوماً بالضبط من الهجوم الصاروخي الباليستي من إيران، وتابع: «استمر الهجوم لأكثر من ثلاث ساعات مكثفة في ثلاث موجات مختلفة أصابت 20 هدفاً مختلفاً لكن في طهران حاولوا التقليل من حجمه في ظل رسائل التحذير الأمريكية التي تلقوها وأضاف (زيتون) عبر تقرير ترجمته «عربي21» أن «هذا الهجوم الإسرائيلي أضرّ كثيرا بأنظمة الدفاع الجوي الإيرانية للسماح بحرية العمل لطائرات القوات الجوية لمواصلة الهجوم وعلى صوت الانفجارات خرج الإيرانيون المذعورون إلى الشوارع وكان هناك قلق من استهداف المطارات لكن المقصود كان هو منشآت إنتاج صواريخ أرض-أرض انطلاقا من المعلومات الاستخبارية التي وفرها جهاز الاستخبارات العسكرية (أمان).
*من جهتها نشرت صحيفة (الغارديان) البريطانية تحقيقا يؤكد عداوة إسرائيل الجديدة لمنظمة الأمم المتحدة من خلال مهاجمة وكالة الغوث «الاونروا» ومنعها من القيام بواجب إعانة الفلسطينيين في حياتهم وهو ما نددت به 123 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة وتزعم الصحيفة أن واشنطن هي الوحيدة القادرة على ثني نتنياهو عن هذا المروق الشامل عن القانون الدولي وذكرت بقرار محكمة العدل الدولية الذي دعا إسرائيل الى التعاون الكامل مع منظمة الأمم المتحدة واحترام بنودها وعدم تجاوز مواثيقها الا أن رئيس حكومة الاحتلال لم يعر هذه التحذيرات أي أهمية كما نرى ذلك في مواصلة القصف الإبادي لغزة و لبنان!.
حول هذا المحور قال الرئيس الفرنسي (ماكرون) الاسبوع الماضي: «إن الأمم المتحدة هي التي أنشأت دولة إسرائيل ومن العبث أن تتنكر إسرائيل لباعثها من عدم بقرار نوفمبر 1947 الذي يقسم أرض فلسطين شطرين شطر للعرب وشطر لليهود» من جهة موازية أعرب الدبلوماسي البريطاني (برايان أوركهارت) وكيل الأمين العام السابق للشؤون السياسية الخاصة عن أسفه بأن «تقوم دولة إسرائيل بتشويه صورة المنظمة وتمزيق سمعتها والمس من هيبتها كما لم تفعل أي دولة أخرى».
** وهنا أعود بقرائي الكرام الى الإجابة عن السؤال المطروح في عنوان مقالي لأقول إن واشنطن تملك القدرة بالقوة على رسم ملامح الشرق الأوسط الذي يناسبها ثم تأتي إسرائيل بمروقها عن الشرعية الدولية المتمثلة في ميثاق الأمم المتحدة هي الأقدر على فرض قواعد جديدة للتوازنات الإقليمية والدولية في منطقة الشرق الأوسط وفي آخر القائمة يأتي العرب وهم يرزحون تحت بلدانهم المثقلة بالمخاطر والمهددة باندلاع حرب كونية ثالثة تمتد من الشرق الى الغرب.
في نفس الموضوع كتب الصحفي السعودي عبد الله خلف: «أمريكا دولة عظيمة بلغت القمر وتسعى لأقمار أُخرى ولكنها تسير في دروب المزالق... بسبب تأثير لوبيات (الأيباك) في توجيه سياساتها أما فلسطين فهي صاحبة التواريخ العريقة تقف بوجهها مع من تأسس بعد الحرب العالمية الثانية حيث انقلبت المفاهيم
هل تعلمون أن المجند الأمريكي يُخيّر أين يريد تجنيده في أمريكا أو إسرائيل وكأن بلاده وإسرائيل وطن واحد؟.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
حين ننظر إلى المتقاعدين في قطر، لا نراهم خارج إطار العطاء، بل نراهم ذاكرة الوطن الحية، وامتداد مسيرة بنائه منذ عقود. هم الجيل الذي زرع، وأسّس، وساهم في تشكيل الملامح الأولى لمؤسسات الدولة الحديثة. ولأن قطر لم تكن يومًا دولة تنسى أبناءها، فقد كانت من أوائل الدول التي خصّت المتقاعدين برعاية استثنائية، وعلاوات تحفيزية، ومكافآت تليق بتاريخ عطائهم، في نهج إنساني رسخته القيادة الحكيمة منذ أعوام. لكن أبناء الوطن هؤلاء «المتقاعدون» لا يزالون ينظرون بعين الفخر والمحبة إلى كل خطوة تُتخذ اليوم، في ظل القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني – حفظه الله – فهم يرون في كل قرار جديد نبض الوطن يتجدد. ويقولون من قلوبهم: نحن أيضًا أبناؤك يا صاحب السمو، ما زلنا نعيش على عهدك، ننتظر لمستك الحانية التي تعودناها، ونثق أن كرمك لا يفرق بين من لا يزال في الميدان، ومن تقاعد بعد رحلة شرف وخدمة. وفي هذا الإطار، جاء اعتماد القانون الجديد للموارد البشرية ليؤكد من جديد أن التحفيز في قطر لا يقف عند حد، ولا يُوجّه لفئة دون أخرى. فالقانون ليس مجرد تحديث إداري أو تعديل في اللوائح، بل هو رؤية وطنية متكاملة تستهدف الإنسان قبل المنصب، والعطاء قبل العنوان الوظيفي. وقد حمل القانون في طياته علاوات متعددة، من بدل الزواج إلى بدل العمل الإضافي، وحوافز الأداء، وتشجيع التطوير المهني، في خطوة تُكرس العدالة، وتُعزز ثقافة التحفيز والاستقرار الأسري والمهني. هذا القانون يُعد امتدادًا طبيعيًا لنهج القيادة القطرية في تمكين الإنسان، سواء كان موظفًا أو متقاعدًا، فالجميع في عين الوطن سواء، وكل من خدم قطر سيبقى جزءًا من نسيجها وذاكرتها. إنه نهج يُترجم رؤية القيادة التي تؤمن بأن الوفاء ليس مجرد قيمة اجتماعية، بل سياسة دولة تُكرم العطاء وتزرع في الأجيال حب الخدمة العامة. في النهاية، يثبت هذا القانون أن قطر ماضية في تعزيز العدالة الوظيفية والتحفيز الإنساني، وأن الاستثمار في الإنسان – في كل مراحله – هو الاستثمار الأجدر والأبقى. فالموظف في مكتبه، والمتقاعد في بيته، كلاهما يسهم في كتابة الحكاية نفسها: حكاية وطن لا ينسى أبناءه.
8649
| 09 أكتوبر 2025
كثير من المراكز التدريبية اليوم وجدت سلعة سهلة الترويج، برنامج إعداد المدربين، يطرحونه كأنه عصا سحرية، يَعِدون المشترك بأنه بعد خمسة أيام أو أسبوع من «الدروس» سيخرج مدربًا متمكنًا، يقف على المنصة، ويُدير القاعة، ويعالج كل التحديات، كأن التدريب مجرد شهادة تُعلق على الجدار، أو بطاقة مرور سريعة إلى عالم لم يعرفه الطالب بعد. المشكلة ليست في البرنامج بحد ذاته، بل في الوهم المعبأ معه. يتم تسويقه للمشتركين على أنه بوابة النجومية في التدريب، بينما في الواقع هو مجرد خطوة أولى في طريق طويل. ليس أكثر من مدخل نظري يضع أساسيات عامة: كيف تُصمم عرضًا؟ كيف ترتب محتوى؟ كيف تُعرّف التدريب؟. لكنه لا يمنح المتدرب أدوات مواجهة التحديات المعقدة في القاعة، ولا يصنع له كاريزما، ولا يضع بين يديه لغة جسد قوية، ولا يمنحه مهارة السيطرة على المواقف. ومع ذلك، يتم بيعه تحت ستار «إعداد المدربين» وكأن من أنهى البرنامج صار فجأة خبيرًا يقود الحشود. تجارب دولية متعمقة في دول نجحت في بناء مدربين حقيقيين، نرى الصورة مختلفة تمامًا: • بريطانيا: لدى «معهد التعلم والأداء» (CIPD) برامج طويلة المدى، لا تُمنح فيها شهادة «مدرب محترف» إلا بعد إنجاز مشاريع تدريبية عملية وتقييم صارم من لجنة مختصة. • الولايات المتحدة: تقدم «جمعية تطوير المواهب – ATD» مسارات متعددة، تبدأ بالمعارف، ثم ورش تطبيقية، تليها اختبارات عملية، ولا يُعتمد المدرب إلا بعد أن يُثبت قدرته في جلسات تدريب واقعية. • فنلندا: يمر المدرب ببرنامج يمتد لأشهر، يتضمن محاكاة واقعية، مراقبة في الصفوف، ثم تقييما شاملا لمهارات العرض، إدارة النقاش، والقدرة على حل المشكلات. هذه التجارب تثبت أن إعداد المدرب يتم عبر برامج متعمقة، اجتيازات، وتدرّج عملي. المجتمع يجب أن يعي الحقيقة: الحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع أن TOT ليس نقطة الانطلاق، بل الخطوة المعرفية الأولى فقط. المدرب الحقيقي لا يُصنع في أسبوع، بل يُبنى عبر برامج تخصصية أعمق مثل «اختصاصي تدريب»، التي تغوص في تفاصيل لغة الجسد، السيطرة على الحضور، مواجهة المواقف الحرجة، وبناء الكاريزما. هذه هي المراحل التي تُشكل شخصية المدرب، لا مجرد ورقة مكتوب عليها «مدرب معتمد». لكي نحمي المجتمع من أوهام «الشهادات الورقية»، يجب أن يُعتمد مبدأ الاختبار قبل الدخول، بحيث لا يُقبل أي شخص في برنامج إعداد مدربين إلا بعد اجتياز اختبار قبلي يقيس مهاراته الأساسية في التواصل والعرض. ثم، بعد انتهاء البرنامج، يجب أن يخضع المتدرب لاختبار عملي أمام لجنة تقييم مستقلة، ليُثبت أنه قادر على التدريب لا على الحفظ. الشهادة يجب أن تكون شهادة اجتياز، لا مجرد «شهادة حضور». هل يُعقل أن يتحول من حضر خمسة أيام إلى «قائد قاعة»؟ هل يكفي أن تحفظ شرائح عرض لتصير مدربًا؟ أين الارتباك والتجربة والخطأ؟ أين الكاريزما التي تُبنى عبر سنوات؟ أم أن المسألة مجرد صور على إنستغرام تُوهم الناس بأنهم أصبحوا «مدربين عالميين» في أسبوع؟ TOT مجرد مدخل بسيط للتدريب، فالتدريب مهنة جادة وليس عرضا استهلاكيا. المطلوب وعي مجتمعي ورقابة مؤسسية وآليات صارمة للاجتياز، فمن دون ذلك سيبقى سوق التدريب ساحة لبيع الوهم تحت عناوين براقة.
6909
| 06 أكتوبر 2025
تجاذبت أطراف الحديث مؤخرًا مع أحد المستثمرين في قطر، وهو رجل أعمال من المقيمين في قطر كان قد جدد لتوّه إقامته، ولكنه لم يحصل إلا على تأشيرة سارية لمدة عام واحد فقط، بحجة أنه تجاوز الستين من عمره. وبالنظر إلى أنه قد يعيش عقدين آخرين أو أكثر، وإلى أن حجم استثماره ضخم، فضلاً عن أن الاستثمار في الكفاءات الوافدة واستقطابها يُعدّان من الأولويات للدولة، فإن تمديد الإقامة لمدة عام واحد يبدو قصيرًا للغاية. وتُسلط هذه الحادثة الضوء على مسألة حساسة تتمثل في كيفية تشجيع الإقامات الطويلة بدولة قطر، في إطار الالتزام الإستراتيجي بزيادة عدد السكان، وهي قضية تواجهها جميع دول الخليج. ويُعد النمو السكاني أحد أكثر أسباب النمو الاقتصادي، إلا أن بعض أشكال النمو السكاني المعزز تعود بفوائد اقتصادية أكبر من غيرها، حيث إن المهنيين ورواد الأعمال الشباب هم الأكثر طلبًا في الدول التي تسعى لاستقطاب الوافدين. ولا تمنح دول الخليج في العادة الجنسية الكاملة للمقيمين الأجانب. ويُعد الحصول على تأشيرة إقامة طويلة الأمد السبيل الرئيسي للبقاء في البلاد لفترات طويلة. ولا يقل الاحتفاظ بالمتخصصين والمستثمرين الأجانب ذوي الكفاءة العالية أهميةً عن استقطابهم، بل قد يكون أكثر أهمية. فكلما طالت فترة إقامتهم في البلاد، ازدادت المنافع، حيث يكون المقيمون لفترات طويلة أكثر ميلاً للاستثمار في الاقتصاد المحلي، وتقل احتمالات تحويل مدخراتهم إلى الخارج. ويمكن تحسين سياسة قطر لتصبح أكثر جاذبية ووضوحًا، عبر توفير شروط وإجراءات الإقامة الدائمة بوضوح وسهولة عبر منصات إلكترونية، بما في ذلك إمكانية العمل في مختلف القطاعات وإنشاء المشاريع التجارية بدون نقل الكفالة. وفي الوقت الحالي، تتوفر المعلومات من مصادر متعددة، ولكنها ليست دقيقة أو متسقة في جميع الأحيان، ولا يوجد وضوح بخصوص إمكانية العمل أو الوقت المطلوب لإنهاء إجراءات الإقامة الدائمة. وقد أصبحت شروط إصدار «تأشيرات الإقامة الذهبية»، التي تمنحها العديد من الدول، أكثر تطورًا وسهولة. فهناك توجه للابتعاد عن ربطها بالثروة الصافية أو تملك العقارات فقط، وتقديمها لأصحاب المهارات والتخصصات المطلوبة في الدولة. وفي سلطنة عمان، يُمثل برنامج الإقامة الذهبية الجديد الذي يمتد لعشر سنوات توسعًا في البرامج القائمة. ويشمل هذا النظام الجديد شريحة أوسع من المتقدمين، ويُسهّل إجراءات التقديم إلكترونيًا، كما يتيح إمكانية ضم أفراد الأسرة من الدرجة الأولى. وتتوفر المعلومات اللازمة حول الشروط وإجراءات التقديم بسهولة. أما في دولة الإمارات العربية المتحدة، فهناك أيضًا مجموعة واضحة من المتطلبات لبرنامج التأشيرة الذهبية، حيث تمنح الإقامة لمدة تتراوح بين خمس و10 سنوات، وتُمنح للمستثمرين ورواد الأعمال وفئات متنوعة من المهنيين، مع إمكانية ضم أفراد الأسرة. ويتم منح الإقامة الذهبية خلال 48 ساعة فقط. وقد شهدت قطر نموًا سكانيًا سريعًا خلال أول عقدين من القرن الحالي، ثم تباطأ هذا النمو لاحقًا. فقد ارتفع عدد السكان من 1.7 مليون نسمة وفقًا لتعداد عام 2010 إلى 2.4 مليون نسمة في عام 2015، أي بزيادة قدرها 41.5 %. وبلغ العدد 2.8 مليون نسمة في تعداد عام 2020، ويُقدَّر حاليًا بحوالي 3.1 مليون نسمة. ومن المشاكل التي تواجه القطاع العقاري عدم تناسب وتيرة النمو السكاني مع توسع هذا القطاع. فخلال فترة انخفاض أسعار الفائدة والاستعداد لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، شهد قطاع البناء انتعاشًا كبيرًا. ومع ذلك، لا يُشكل هذا الفائض من العقارات المعروضة مشكلة كبيرة، بل يمكن تحويله إلى ميزة. فمثلاً، يُمكن للمقيمين الأجانب ذوي الدخل المرتفع الاستفادة وشراء المساكن الحديثة بأسعار معقولة. إن تطوير سياسات الإقامة في قطر ليكون التقديم عليها سهلًا وواضحًا عبر المنصات الإلكترونية سيجعلها أكثر جاذبية للكفاءات التي تبحث عن بيئة مستقرة وواضحة المعالم. فكلما كانت الإجراءات أسرع والمتطلبات أقل تعقيدًا، كلما شعر المستثمر والمهني أن وقته مُقدَّر وأن استقراره مضمون. كما أن السماح للمقيمين بالعمل مباشرة تحت مظلة الإقامة الدائمة، من دون الحاجة لنقل الكفالة أو الارتباط بصاحب عمل محدد، سيعزز حرية الحركة الاقتصادية ويفتح المجال لابتكار المشاريع وتأسيس الأعمال الجديدة. وهذا بدوره ينعكس إيجابًا على الاقتصاد الوطني عبر زيادة الإنفاق والاستثمار المحلي، وتقليل تحويلات الأموال إلى الخارج، وتحقيق استقرار سكاني طويل الأمد.
4818
| 05 أكتوبر 2025