رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

سمير الحجاوي

سمير الحجاوي

مساحة إعلانية

مقالات

461

سمير الحجاوي

طحن المواطن العربي

01 نوفمبر 2016 , 02:23ص

لم يكن الشاب المغربي محسن فكري يتصور أن حياته سوف تنتهي بالطحن داخل شاحنة لطحن النفايات.. هذا الشاب البالغ من العمر 31 عاما، الذي يعيل عائلة كبيرة، سعى للحصول على لقمة العيش بشرف، فاقترض مبلغا من المال لشراء بعض الأسماك، ليكسب بضع دراهم تعينه على صعوبات الحياة، وهي أسماك اشتراها بحر ماله المقترض، ولكن ما إن خرج من ميناء الصيادين في مدينة الحسيمة المغربية حتى فوجئ بتوقيفه من قبل دورية أمنية وصادرت أسماكه بحجة أنها صيد غير قانوني، وقام الضابط بإلقائها في سيارة طحن نفايات، فما كان من الشاب محسن فكري إلا أن قفز وراء أسماكه ليطحن معها ويفارق الحياة وقد سحقت عظامه.

هذا الشاب المغربي، مجرد عينة من طحن وسحق جيل عربي بأكمله، وقبله التونسي محمد البوعزيزي، والمصري خالد سعيد، والطفل إيلان الكردي، والطفل السوري عمران، فمن لم يمت بالطحن، مات بالحرق، أو بالضرب والتعذيب، أو البراميل المتفجرة.

طحن المغربي محسن فكري، مجرد عينة للمواطن العربي المطحون بالفقر والبطالة والاعتداء على حقوقه وكرامته، فغالبية العرب حاليا "مطحونون"، تطحنهم الحياة طحنا.

سأستعير كلمات مَن علقوا وكتبوا عن طحن هذا المواطن العربي الذي كانت آخر كلمة سمعها هي "طحن-مو"، وهما كلمتان تختزلان كل شيء في الوطن، حتى يبقى حذاء السلطة مقدسا، لأننا جميعا مطحونون، والحكومة تعمل على "تدوير" المواطنين ليسايروا متطلباتهم.

المواطن العربي مطحون يبحث عن "شوية كرامة"، وربما تكون العبارة التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي هي أفضل تعبير عن رأي الشباب العرب فيما يجري: "اطحنونا في عصّارة وعيشوا أنتم.. ولا يغرنكم صمت المقهورين وصبر المسحوقين، فإن الغضب لا يستأذن أحدا".

مساحة إعلانية