رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

فاطمة عبدالعزيز بلال

فاطمة عبدالعزيز بلال

مساحة إعلانية

مقالات

1422

فاطمة عبدالعزيز بلال

هذيان

01 نوفمبر 2015 , 02:09ص

لم أكتب منذ فترة أي مقال خاصةً "المقالات العنقودية" التي غالباً ما تُحرك ذيول البعض وتحرق أعصابهم، فقلما يمر على هاجس الكتابة هذه الأيام، فقد أصبحت الكتابة بالنسبة لي مجرد هواية بعد أن كانت واجباً مفروضاً، ربما كانت الكتابة عبر المدونات الإلكترونية وبرامج التواصل الاجتماعي أكثر وأوسع حريةً، وكأنك تقف على منبر حر، فالمدونات تجعلك تتخيل أنك في مكتبك الخاص تنشر وتبث همومك دون أن تنظر إلى ثغرة الباب والتي غالباً ما تُرمى عليها الآذان الصاغية السلبية المتردية، تكتب في مدونتك دون أن تنتظر موافقة طباعة مقالاتك ونشرها وأن يذيل عليها موافقة دار النشر وسلطة الرقابة.. أي تكتب كما شئت فالمهم والأهم أن يكون الضمير حاضراً معك أثناء الكتابة.

الكتابة هي محور أمسي الذي لم يغب عن الوعي آنذاك ولكنه حالياً في استراحة مقاتل سيعود يوماً لاختراق صفحات الكتب وشاشات الكمبيوتر، فكل إنسان له محور يومي أو روتين قد يكون جيداً أو منعكساً رأساً على عقب بسبب وجوهاً غابرة يراها يومياً في مكان عمله أو وقت فراغه القاتل الذي يُستغل في المهاترات دون أن يجدد ويمضي لتحقيق هدفه فتصبح حياته ليست إلا مجرد فوضى عارمة، هل قلت وجوهاً؟ نعم.. الوجوه وما أدراك ما الوجوه؟ طوال فترة تجاربي والتي مازالت تسير مع مستقبلي العلمي والعملي آمنت بأن التعامل مع سلبيات البشر وأطباعهم تقرّب الشيب قبل المشيب، بعض الوجوه الغابرة أمر أمامها مرور الكرام وقلبي يدعو بصمت:"لا ولّاكم الله على مسلم ولا مؤمن ولا ذمي ولا معاهد ولا مسالم ولا حتى بعير، حسبنا الله عليكم وكفانا الله شركم فلا خير لكم فينا".

غالباً ما يشعر الكاتب بالغربة خاصةً حينما يبقى في زاوية التفكير لتأليف مقطع أدبي لم يُكتب من قبل، تمهيداً لعرضه على جموع القرّاء الذين يختفون شيئاً فشيئاً عن عالم القراءة، فموجز الحديث ذو سطرين بات ذا نفوذ على عقلية البشر خاصة في عالمنا العربي، فالكثيرون منهم قليلو القراءة ضيقوا المدارك، يجمعون العلم من المجالس وأحاديث العابرين وإشاعات المغرضين، شتّان بين "المسلمين من غير إسلام" وبين بعض معتنقيه الذين تناسوا قوله تعالى "اقرأ وربك الأكرم" إلى أن باتت أمة اقرأ لا تقرأ، نحن نحتاج إلى قراءة على الأقل أربع صفحات في اليوم من أي كتاب لا أكثر علّنا نساهم في توسيع مداركنا وننقذ عقولنا من الجهل، لقد أصبحت أصابعنا محشورة في شاشات الهواتف الذكية بدلاً من تقليب صفحة من كتاب ما أصبح في زمننا مجرد ديكور في صالة المنزل لإيهام الزائرين بأننا نشجع على الثقافة متناسين أن هؤلاء منا وفينا ومثلنا لا يقرأون!.

هذيان:

أصعب شعور هو شعور الفقدان..

وأقتل شعور هو شعور ما بعد الفقدان!

وأدمر شعور هو تذكر ما بينهما!

فتحتاج حينها إلى علاج مشاعرك بالكيماوي!

هذيان:

أنت حر إذاً أنت موجود..

هذه هي إحدى عبارات الثورة..

ومنطق آخر للحرية..

لذلك العرب الآن خارجون عن منطقة التغطية!

هذيان:

أثناء رحيلهم عني..

سقطت مني دمعة..

وبعد رحيلهم سقطت أنا!

فلقد مت بعدهم ألف مرة.

هذيان:

أن تكون وحيداً هو أن تضع قلبك على منحدر..

أن تعيش في دنيا غريبة..

أن تكون غريباً يبحث عن عابر سبيل!

وحيداً.. تبحث عن حب ينسيك معنى الوحدة..

ثم تجد قلباً يهديك حباً ولكنه مشترك..

واحد لك وواحد لآخر..

أن تكون وحيداً.. هو أن تُجبر على تحمل واقعك على مضض..

وأن تبتسم وفي عينيك ألف دمعة أو أكثر..

أن تكون وحيداً... هو أن تسير مع العالم وقلبك يسافر إلى مكان آخر..

وأن تجلس بالقرب من الأصدقاء وأنت جسد بلا روح..

أن تكون وحيداً.. هو أن تنام ويعتريك شيء من الخوف..

أن تكون وحيداً.. هو أن تكون عبارة عن كومة من غموض..

ولن يفك رموزها سواك!.

مساحة إعلانية