أفادت وسائل إعلام مصرية بمقتل مهندس كيمياء نووية في منطقة كرموز غرب الإسكندرية مساء امس الأربعاء. وقد أثارت الحادثة حالة من الغضب والاستياء...
رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مثقفون: نقص الترجمة يمنع وصول الكاتب للعالمية
الإبداع المحلي جزء من الإنتاج العربي أصابهما خمول الترجمة
قطر مهيأة لتصبح «داراً للحكمة» تعيد أمجاد الماضي الذهبي لحضارتنا
الإنتاج القطري تجاوز نُدرته إلى محدودية ترجمته عالمياً
بزغت الترجمة كنتيجة طبيعية للأنشطة الإنسانية، وما تضمنته من نشاطات متعددة، كما ظهرت كنشاط إنساني يواكب التطور الاجتماعي البشري، كونها ومازالت أداة للتواصل بين الأمم والشعوب التي تتباين لغاتها ومعارفها.
وكما هو معروف تاريخيًا، كانت أول صور الترجمة، تلك الشفهية، حيث تميزت ببساطتها، لعدم ارتباطها بقواعد النظم اللغوية آنذاك، نتيجة لعدم اختراع الكتابة وقتها، فكانت الحوارات الشفاهية المترجمة هي وسيلة التفاهم بين التجمعات البشرية قديمًا، إلى أن تطورت مع ظهور الكتابة والنظم اللغوية، والتفاعل بين الحضارات، ما كان له أبلغ الأثر، في تعزيز التواصل والتعارف بين الشعوب.
ومع اختلاط العرب مع غيرهم من الشعوب والأمم، نشأت صلات التعارف بينهم، وقويت العلاقات المتبادلة في مختلف مجالاتها، وظهرت آثارها في المحتوى اللغوي والثقافي، وشكل هذا التأثير نشوءاً محدودًا للترجمة، ازدهر شيئاً فشيئاً، وخاصة مع التطور العلمي الذي كان عليه العرب.
والواقع، فإن الاهتمام بالترجمة يمتد إلى عصر فجر الإسلام، والذي نشطت خلاله الدعوة إلى الدين الحنيف خارج حدود شبه جزيرة العرب، وبداية الفتوحات الإسلامية في عهد الخلفاء الراشدين، وفي زمن الدولة الأموية حيث اهتم خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بترجمة وتعريب الدواوين في محاولة لتعريب نظام الحكم، ثم تزايد هذا الاهتمام بالترجمة في العصر العباسي.
ولا يمكن إغفال أهمية «بيت الحكمة»، الذي أسسه الخليفة العباسي هارون الرشيد، في بغداد، لتكون أول دار علمية من نوعها في العالم، الأمر الذي اتسعت على إثره حركة الترجمة من اللغة العربية إلى غيرها من لغات العالم.
ووفق ما يذهب إليه المترجم علي زينل، فإن أكبر مثال على أهمية نقل المعرفة من حضارة إلى أخرى، هو ما قام به العرب في أوج قوتهم أثناء العصر الذهبي، من نقل للمعارف من لغات عدة كانت سائدة في ذلك الوقت إلى اللغة العربية، حيث تم بعد ذلك ترجمتها للغات الأوروبية. وهنا، يستشهد بلقاء جمعه منذ عدة سنوات مع بروفيسور فرنسي متخصص في علوم الحضارات، أكد له هذا البروفيسور النظرية العلمية القائلة بأنه لولا ترجمة العلماء العرب والمسلمين للمعارف القديمة من اللغات القديمة إلى اللغة العربية، لما وصلت هذه المعارف والعلوم لأوروبا، ولما عرفت أوروبا ثورتها الصناعية التي أسستها تلك العلوم والمعارف.
غير أنه في ظل الأفول الحضاري للعرب، وبعد ترجمة الغرب لعلومهم، ارتدت حركة الترجمة على أعقابها، لينقل العرب عن غيرهم تطورهم، عبر حركة ترجمة لم تتسع كثيراً لتشمل كل المعارف والآداب. وهنا أصبح العرب في موضع التأثر دون أن يكون لثقافتهم تأثير، خاصة مع حالات التراجع الثقافي، وعدم نشوء حركة ترجمة من الآداب العربية إلى اللغات العالمية.
ولكون الإنتاج القطري جزءاً من الإنتاج الثقافي العربي، فقد أصابه الشيء مثله، إذ لاتزال هناك حركة ترجمة محدودة لهذا الإنتاج إلى اللغات الأخرى، دون استثمار للحراك الثقافي الذي يبدو في دائرة المشهد اليوم، عبر مبادرات وجهات معنية بالترجمة.
من هنا، تناقش الشرق في السطور التالية، أسباب ندرة ترجمة الإنتاج القطري إلى لغات عالمية، مقابل ترجمات من لغات أخرى إلى اللغة العربية، علاوة على التوقف عند الجهة المعنية بالترجمة، وما كانت جهات رسمية، أم هي مسؤولية يتحملها الكاتب نفسه.

علي زينل: قطر مهيأة للعب دور هام في الترجمة
يقول المترجم علي زينل، المندوب الدائم السابق للدولة في "اليونسكو"، إن وجود نقص في ترجمة الإبداع القطري إلى لغات عالمية، يتعلق بشكل أكبر بمسألة الإبداع الفكري، من جهة التأليف بشكل عام، خاصة وأن التأليف والإبداع الفكري مرتبط بحالة القراءة بالعالم العربي، التي تشهد تناقصًا ملحوظًا في عدد القراء، وبالتالي يشهد نقصًا في أعداد المؤلفين والمبدعين. ويتابع: إن إنجازات دولة قطر في مجالاتٍ عدة، تستدعي أن تواكبها الكتابة والترجمة في اللغات المختلفة، ومن هذه المجالات بروز قطر على الساحة العالمية كلاعبٍ سياسي واقتصادي ورياضي، وهذا ما كان واضحًا في بطولة كأس العالم لكرة القدم. لافتًا إلى ما تتمتع به قطر من قوة المنطق، ووضوح الرؤية، وأن امتلاكها لهاتين الميزتين، أمر يستوجب ترجمته إلى كتاباتٍ وترجمات تنقل رؤيتنا للعالم بشقيه، الصديق والمشاكس.
ويلفت سعادة السفير علي زينل إلى أن هذا الموضوع يشغله شخصيًا بصفته متخصصا في اللغة الفرنسية، وخاصةً عندما يرى الهجوم الشرس على قطر وإنجازاتها، وأنه شخصيًا يقوم بترجمة العديد من المقاطع التلفزيونية والحوارية حول ما قيل ولا يزال يقال، من تجنٍّ على دولة قطر وإنجازاتها، التي لا ينكرها إلا جاحدٌ أو مُغرضٌ أو حاقد، ما يوجب معه التفكير في الكتابة والترجمة بكثافة، لإيصال رسالة قطر للعالم أجمع، بجميع لغاته، وهي رسالة سلام ومحبة.
ويقول: إن العمل المؤسسي يلعب دوراً جوهريًا في تحفيز المترجمين للعمل الدؤوب، ونحن نرى العديد من المترجمين ممن يتم تكريمهم بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي، قاموا بجهد ذاتي طوال حياتهم العلمية الزاخرة، ليتم تكريمهم، عرفانًا بجهودهم في نقل المعرفة من لغات أخرى إلى اللغة العربية وبالعكس.ويضيف أن قطر خطت خطوة مهمة تجاه الترجمة بإنشاء معهد دراسات الترجمة في جامعة حمد بن خليفة، ليكون جزءاً من كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بالجامعة. لافتاً إلى أن للمترجم المبدع دوراً رئيسياً في حركة الترجمة، ولكي يكون لترجماته الأثر المنشود، فإن إسناده من خلال المؤسسات الرسمية سيزيد من حماسه وانتشاره، بحيث يعلم أن جهده مدعوم، مما يحفزه للعطاء أكثر.
ويشير إلى أن قطر مهيأة للعب دورٍ هام في مجال الترجمة، فهي تمتلك من الكفاءات والموارد ما يجعلها رائدة في هذا المجال، بحيث ينصب العمل أولاً على ترجمة الإبداعات القطرية ، ثم الإصدارات العربية تالياً في المجالات المختلفة. ويتساءل: لماذا لا يُنشأ في دولة قطر (دار للحكمة) تعيد أمجاد الماضي الذهبي لحضارتنا؟

د. خالد الجابر: ترجمات المنتج القطري معدومة
يتفق الكاتب د. خالد الجابر مع الآراء التي تذهب إلى أن هناك إشكالية في ترجمة المنتج القطري، بل يرى مثل هذه الترجمات معدومة على مستوى المؤسسات، وأن القائم حالياً، اجتهادات شخصية لبعض النخب والأكاديميين أو المثقفين، بترجمة أعمالهم إلى بعض اللغات، الإنجليزية تستحوذ على نصيب الأسد، على عكس اللغات الأخرى، والتي تبدو غائبة تماماً، وخاصة اللغات الخمس المعترف بها من قبل الأمم المتحدة.
ويقول إنه لم تحدث تغيرات كبيرة لصالح عملية ترجمة الإنتاج القطري، سواء كان فكريًا أو ثقافيًا، لذلك فإنه لابد من تفعيل مثل هذه الترجمات، لإحداث الحراك المطلوب، ومن ثم زيادة الإنتاج المترجم، سواء كان علميًا أو أدبيًا، بهدف بناء الوعي والمعرفة، على أن تأخذ هذه الترجمات حظها على المستوى العالمي، وعلى الأقل إلى اللغات الخمس، المعترف بها أمميًا.
ويعرب د. خالد الجابر عن أمله في أن تساهم الدولة بمؤسساتها الثقافية في الترويج لمثل هذه الترجمات، وذلك على المستويين المحلي والخارجي.
سمر الشيشكلي: خطط الترجمة ما زالت خجولة
تقول الكاتبة والمترجمة سمر الشيشكلي إن الترجمة لها دور كبير في انتشار الإبداع، أيًا كان جنسه، وتقديمه للثقافات العالمية الأخرى، والإضاءة على عادات وتقاليد وخصائص الشعوب، خاصة وأن الفن عمومًا، والأدب خصوصًا، تعتبر ترجمات عن الواقع والمجتمع، وإن استخدمت الخيال والإبداع.
وعن الجهة المعنية للقيام بمثل هذه الترجمات تقول إنها الجهات المؤسسية الرسمية بشكل أساسي، والجهات المجتمعية الأخرى العاملة في حقل الثقافة ثانيًا، وأن إحدى هذه القنوات المؤسسية الرسمية، هى وزارة الثقافة والتي لها عادة خططها السنوية تشمل مشروعًا للترجمة، من وإلى العربية، عبر عدة لغات.
وتضيف: إن خطط الترجمة في العالم العربي ما زالت تخطو خطوات خجولة، وتتعثر بمعوقات مثل البيروقراطية وعدم وضوح الإستراتيجيات على أرض الواقع، وهذا بالطبع سارٍ على الإبداع القطري أيضا لنشره عالميًا، الأمر الذي يستلزم تركيزًا واهتمامًا كبيرين، ليشمل كمية أكبر من الكتب، ويمتد إلى عدة لغات.وتشير المترجمة سمر الشيشكلي إلى أن هدف الوصول بالإبداع في أي بلد، إلى مصاف العالمية، يدعو إلى استخدام الترجمة كوسيلة ناقلة لهذا الإبداع وتقديمه للآخر، وهذا حتمًا يتطلب التخطيط المستدام.

فاطمة الشهواني: الترجمات تساهم في وصول أعمالنا إلى العالمية
تقول الكاتبة فاطمة الشهواني: عندما نتطرق لكل ما تبدعه أيادي الإنسان من فن وأدب، فإنه لا ينبغي لهذا الإبداع أن يندثر، أو يتم تجاهله، بعدم تسليط الأضواء على الإبداع الكامن به، بل يجب تكثيف الجهود لتبني هذه الأعمال بترجمتها للوصول إلى جمهورها المستهدف عالميًا.
وتعرب عن أملها في تشكيل مؤسسات أو لجان ومراكز تتبنى الإصدارات المحلية لفهم ما بها من حبكة، تمهيداً لترجمتها إلى لغات مختلفة، وللاستفادة من المنتج القطري في جوانب مختلفة، منها عالم الأفلام السينمائية، لأهمية هذا العالم في وصول الثقافة القطرية إلى العالم من خلال طرح الرواية القطرية وتعزيز العادات والتقاليد للعرب المتحدثين باللغة الأجنبية.
وتتابع: إن وجود نقص في ترجمة الإبداع القطري، انعكس سلباً على وصول الكاتب القطري إلى الإعلام المحلي والعربي، ومن ثم إلى العالم، لافتة إلى أن مثل هذه الترجمات تساهم في وصول الأعمال الأدبية إلى العالمية، خاصة إذ جرى توظيفها في أعمال درامية، وتسويقها خليجيًا وعربيًا وعالميًا.
وتشير إلى أهمية الترجمة في مواكبة شغف القراءة في أوساط أبناء الثقافات الأخرى، ولذلك فإن هذه الترجمات ستدفعهم إلى قراءة الروايات والأدب العربي للتعرف على البيئة الخليجية من خلال التراث والبيئة العربية، عبر ما تسرده الأعمال القطرية المترجمة، فضلاً عن إبراز هذه الأعمال لدور المرأة العربية والخليجية والقطرية في المجتمعات العربية، وفهم المشكلات المعاصرة في محيطها.
وتقول الكاتبة فاطمة الشهواني، والتي تستعد لإصدار روايتها الثانية، إن هذا كله يعطي أهمية كبرى للترجمة في تحليل الوضع الراهن في العالم، وإزالة سوء الفهم بين الشعوب، وتعزيز التفاهم المشترك، لذا لا يجب على الكاتب تحمل مسؤولية ترجمة عمله بمفرده، بل لابد من الأخذ بأيديه نحو العالمية، عن طريق الجهات المعنية في الدولة، على أن تكون هناك أولوية لترجمة الأدب، ومنه فن الرواية بألوانها الحديثة الشعبية.
د. زكية مال الله: الجهات الثقافية مسؤولة عن تراجم المبدعين
د. زكية مال الله العيسى، تُرجمت العديد من أعمالها إلى لغات عالمية، وحظى إنتاجها كأول امرأة قطرية شاعرة، بالعديد من الدراسات، تقول: إن الترجمة هي جسر التواصل بين ثقافات الشعوب ولغاتها المتعددة، ولذلك فلابد أن يكون للإبداع القطري مسار على هذه الجسور ومحطات التلاقي مع الآخرين، لاكتساب المفيد والممتع من أفكارهم ورؤاهم.
وتقول: لم تخلُ هذه السبل من ومضات مشعة للمبدعين القطريين، وهناك العديد من الأعمال القطرية المترجمة في مجال القصة والرواية والشعر، ولكنها غير كافية، وتحتاج لمزيد من البذل والمثابرة على الطرح والعرض والنشر والتسويق.
وتلفت إلى أن الجهات الثقافية هي المسؤولة أولًا لطرح المزيد من التراجم للمبدعين القطريين، ويليها المبدع ذاته، لأن الترجمة عمل يتطلب الجهد والإتقان والتخصص، وقد يعجز المبدع عن إيجاد المترجم المعني بالترجمة للإصدار المطلوب، أو لنشر النصوص المترجمة.
وتشدد على أهمية الترجمة في تعزيز انتشار الإبداع القطري، وترويج القلم المبدع، كما تعين على التعريف بأسماء المبدعين، وإبراز ثراء تجاربهم، ونضج رؤاهم، كما تضيف للمكتبة العالمية المؤلفات المترجمة النافعة التي يستفيد منها الباحثون والنقاد والدارسون لتطوير ما ينتجون من فكر وإبداع.
وتقول الكاتبة د. زكية مال الله: إن الترجمة هي الوسيط الذي يمنح القدرة على فهم قضايا الشعوب وثقافاتها، وتجاوز الحدود الجغرافية والأنظمة السياسية، والدخول إلى آفاق الفكر، وبيئات الوعي وتحقيق الاستفادة في العلوم وتطوير الحضارات. مؤكدة أن الإبداع القطري غني بالإصدارات الجديدة والرؤى الحديثة، وهذه المنتجات أغلبها موضوعة على موائد البحث والاستكشاف أمام المؤسسات الثقافية القطرية لتسليط الضوء، واختيار ما يستحق ترجمته وطباعته ومن ثم نشره، بما يتلاءم مع الحركة الثقافية الناهضة في قطر، ونشره عالميا، كوسيلة للتعريف بالفكر الثقافي القطري، والواقع المتطور.

جمال فايز: حركة واسعة بمشهدنا الثقافي
الروائي والقاص جمال فايز، تُرجمت الكثير من أعماله إلى العديد من اللغات، يؤكد أن هناك حركة ترجمة واسعة للكُتّاب القطريين، عن طريق الجهات المعنية ذات الشأن، وفي مقدمتها وزارة الثقافة، التي ترجمت أعمالًا قصصية له إلى اللغة الإنجليزية، كما سبق لها أن أصدرت مجاميع قصصية بلغات عديدة، وتم اختيار قصة أو أكثر لكل كاتب قطري خلال هذه الترجمة.
ويلفت إلى أنه بالإضافة إلى ذلك، فهناك شكل آخر من الترجمات، يتمثل في المبادرات الخاصة من قبل جهات أجنبية، تقوم بترجمة الإنتاج القطري، على غرار قيام جامعة ياجيللونسكي في مدينة كراكوف البولندية، بترجمة أعماله القصصية إلى اللغة البولندية، كما هناك أيضًا مبادرات من قبل الباحثين المترجمين، حيث حظيت أعماله بترجمة العديد من المترجمين في الغرب، وتم ترجمتها إلى اللغات الفرنسية والتركية والروسية، وغيرها.
ويقول: إن هناك مبادرات أيضاً قد تأتي من قبل المبدع نفسه، لافتاً إلى أن العمل الجيد يفرض نفسه، وعلى الكاتب أن يُحسن اختيار العمل الذي يتم ترجمته، ليكون خير تعبير عنه وعن ثقافته، إذ إن الترجمة كطلقة الرصاص، إن لم تصب، فإنها قد تأتي بنتائج عكسية.
وحول الجهة التي تتحمل مسؤولية الترجمة، يحددها الكاتب جمال فايز في الجهات المعنية، والحركة الأدبية بشكل عام، والتي عليها أن تنتقي الأعمال المميزة للترجمة، تنقل روح الثقافة القطرية، والموروث والهوية والإنتاج الأدبي في قطر إلى الآخر، ولذلك عليها أن تُحسن الاختيار، فضلاً عن أن الكاتب نفسه يجب أن يكون حريصًا على اختيار أعماله المرشحة للترجمة.
ويثمن جهود وزارة الثقافة في ترجمة العديد من الأعمال الأدبية لكُتّاب قطريين إلى لغات عالمية مختلفة. مشدداً على أن الترجمة تعد من القوة الناعمة، التي تقدم الذات الأدبية إلى الآخر، بدليل أنه بمشاهدة العديد من الأعمال الدرامية، يتأثر الجميع بثقافة وهوية الآخر، ما يؤكد أن الترجمة ليست ترفاً، بقدر ما تحمله من أهمية لتقديم الذات إلى الآخر، من خلال الإنتاج الأدبي، ما يؤكد أن الترجمة تعتبر مسؤولية يتحملها الجميع.
راضي الهاجري: يجب النظر إلى جودة الإنتاج قبل ترجمته
يقول الشاعر راضي الهاجري: إن الترجمة لها قناتان، وفي الحالتين لا تخدم المجتمع القطري فقط، بل تخدم الثقافة العربية، وعلى الرغم من ذلك، فإن هناك من المعربات ما يعاني من عشوائية، بإدخال الترجمات الحرفية، ودون مراعاة للثقافة المنقولة إليها الترجمة، ووجود إشكالات في الفكر المستغرب، ما أدى إلى تأثر الكثير من المثقفين العرب بما يرد لهم من ترجمات.
ويتابع إنه من مؤيدي ومشجعي الترجمة، ويسعد بأن تكون هناك حركة نشطة بشأنها، وأن لديه قراءات عديدة في ذلك، سواء للنصوص المترجمة، أو تلك الصادرة بلغاتها الأصلية، ومع ذلك، فإن الإبداع الوارد إلى الثقافة القطرية والعربية - حسب قوله - بحاجة إلى تصنيف ما يتم ترجمته، لاختلاف المدارس والذائقة.
ويضيف: كنا في الماضي نشكو من نُدرة الإنتاج القطري، وعدم الاهتمام به من الجهات الثقافية، إلى أن تجاوزنا ذلك، بأن أصبح لدينا إنتاج غزير بحاجة إلى تقنين، لفقدان بعضه إلى الإنجاز والتجويد، ما يتطلب ضرورة البحث في الإنتاج الجيد لترجمته، بعدما أصبحت عملية الإنتاج القطري إلى لغات أخرى، مرتبطة بالانتشار ورغبة الكاتب في ترجمة أعماله.
ويشدد الشاعر راضي الهاجري على ضرورة النظر في الإنتاج الموجه للشريحة المستهدفة أولاً قبل التفكير في عملية الترجمة ذاتها، حتى يكون الإنتاج المترجم مستوفيًا لشروط الجودة، خاصة وأن البيئة حاليًا مناسبة لعملية الترجمة ذاتها، في ظل وجود جهات معنية بذلك، ومبادرات تحفز عليها، غير أن الأمر يستلزم النهوض بالمحتوى الثقافي المقدم للترجمة، ما يتطلب معه عدم الاستعجال في عملية النشر، ما لم تتوافر لها الشروط الداعمة لجودة المنتج الأدبي والفكري والعلمي، خاصة وأن قطر تزخر بقدرات إبداعية، قادرة على العطاء. كما يشدد على ضرورة تجنب تجميل الصورة، مع ضرورة التركيز على القراءات النقدية، لأهميتها في تجويد المنتج الأدبي ذاته، فضلاً عن أن مثل هذه القراءات ذاتها، قابلة للترجمة، وفي الوقت نفسه يمكنها المساهمة في تجويد الإنتاج الأدبي، أو غيره، ليكون إنتاجًا متفرداً قابلاً للترجمة.
ريما إسماعيل: نسعى لترجمة الإبداعات المتميزة
تقول الأستاذة ريما إسماعيل، مدير التواصل والمشاريع الخاصة في دار جامعة حمد بن خليفة للنشر، إن الدار، هي مؤسسة قطرية رائدة تهدف رسالتها إلى إرساء منصة لتسليط الضوء على المواهب القطرية والعربية وتمكينهم من المشاركة على الساحة الأدبية العالمية من خلال نشر إبداعاتهم السردية المتميزة والأصيلة وترجمتها. وتضيف: تجاوبًا مع الحاجة الملحة لتوصيل الإبداعات الأدبية إلى القراء من كل أنحاء العالم، تسعى الدار إلى سد الفجوة التي تحول بين جمهور القراء من خارج البلاد وبين مطالعة الأعمال الأدبية من خلال ترجمتها من العربية إلى الإنجليزية واللغات الأخرى أو العكس، وحققنا نجاحًا مبهرًا في بيع حقوق الترجمة إلى عدد من اللغات، وكذلك ترجمة عدد من الأعمال إلى الإنجليزية والفرنسية لضمان نشر رسالتها ومضمونها الهادف بين جمهور القراء في شتى أنحاء العالم.
وتتابع: إن الدار تضع في مقدمة أولوياتها للنشر الكُتاب المتقنين للغتين أو أكثر، ممن يستطيعون كتابة أعمال جيدة بأكثر من لغة. لكن في معظم الأحيان، يميل الكاتب إلى الكتابة باللغة الأقرب للتعبير عن مشاعره وأفكاره، ثم تضطلع الدار بمسؤولية ترجمة العمل بجودة تقارب جودته الأصلية، وتباشر الدار تلك المهمة بكل جدية واهتمام، وترشح لها أكفأ الخبراء نسبةً إلى مجال الاختصاص للوصول بالعمل إلى سدرة الإتقان والتكامل مع النص الأصلي. وتلفت إلى تعهد دار جامعة حمد بن خليفة للنشر بتعزيز الإبداع والتنقيب عن الجواهر الإبداعية القطرية والعربية الثمينة وصقلها عبر مراحل النشر المختلفة حتى تصل إلى القارئ بأنقى وأبهى صورة، وبعد نشرها، تجوب هذه الإبداعات الثقافية وأصحابها العالم من خلال معارض الكتب العالمية الكبرى. وتقول الأستاذة ريما إسماعيل، إن الدار تحرص على عرض كتبها الحائزة على الجوائز، وفي مقدمتها الأعمال المحلية، في أكبر معارض الكتب التي تتداول فيها المؤسسات العالمية حقوق النشر والترجمة، ومن ذلك معرض فرانكفورت الدولي للكتاب الذي تتمتع دار جامعة حمد بن خليفة للنشر فيه بحضور قوي من حيث بيع حقوق الترجمة، وذلك في إطار سعيها الدائم لتوصيل الأصوات القطرية إلى نطاقات جغرافية جديدة عامًا بعد عام.

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
أفادت وسائل إعلام مصرية بمقتل مهندس كيمياء نووية في منطقة كرموز غرب الإسكندرية مساء امس الأربعاء. وقد أثارت الحادثة حالة من الغضب والاستياء...
8122
| 13 نوفمبر 2025
دعت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المسلمين الكرام إلى إقامة صلاة الاستسقاء في مساجد الدولة يوم الخميس 12 جمادى الأولى 1446 هـ الموافق 14...
5872
| 12 نوفمبر 2025
أعلن الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي اعتماد وزراء داخلية دول المجلس المرحلة الأولى من نظام (النقطة الواحدة) الذي يتيح...
5082
| 12 نوفمبر 2025
دعت وزارة الأوقاف المسلمين إلى إقامة صلاة الاستسقاء في مساجد الدولة غداً الخميس الموافق 22 جمادى الأولى 1447 هـ – 13 نوفمبر 2025،...
4564
| 12 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
انخفضت أسعار النفط لليوم الثاني على التوالي، متأثرة ببيانات عن ارتفاع مخزونات الخام بالولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط الخام في العالم. وانخفضت العقود...
70
| 13 نوفمبر 2025
أعلن جهاز قطر للاستثمار، عن انضمامه لخطة استثمارية في شركة d-Matrix، الرائدة في مجال الاستدلال التوليدي بالذكاء الاصطناعي لمراكز البيانات ضمن جولة تمويلية...
288
| 13 نوفمبر 2025
ارتفع سعر الذهب في السوق القطرية بنسبة 5.24 في المئة خلال الأسبوع الجاري، ليصل اليوم إلى 4210.10990 دولار للأوقية، وفقا للبيانات الصادرة عن...
144
| 13 نوفمبر 2025
أغلق مؤشر بورصة قطر تعاملات آخر جلسات الأسبوع على تراجع بنسبة 1.12 في المئة، دون مستوى 11 ألف نقطة ليستقر عند 10957 نقطة...
82
| 13 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل



تسلم سعادة الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج بجمهورية مصر العربية الشقيقة، نسخة من أوراق اعتماد سعادة الشيخ جاسم...
4044
| 11 نوفمبر 2025
أصدرتوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي جداول اختبارات نهاية الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي 2025-2026 م ، للاختبارات الشفوية والعملية للصفوف من الحلقة الأولى...
3608
| 13 نوفمبر 2025
أعلن السيد عمر بن عبدالعزيز النعمة، وكيل الوزارة المساعد لشؤون التعليم الخاص بوزارة التربية والتعليم، أن الوزارة أطلقت، اليوم الأربعاء، مبادرة توفير دار...
3572
| 12 نوفمبر 2025