رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

520

إعادة احتلال الضفة.. ضربة «استباقية» أم أهداف سياسية؟

30 أغسطس 2024 , 07:00ص
alsharq
تحسب فلسطيني من تهديدات الاحتلال بتحويل الضفة إلى غزة ثانية
❖ رام الله - محمـد الرنتيسي

تتصاعد المخاوف الفلسطينية من مخططات الكيان الاسرائيلي لإعادة احتلال مدن الضفة الغربية ومخيماتها، خصوصاً مع استمرار العملية العسكرية الواسعة في المحور الشمالي (جنين، طولكرم، وطوباس)، وإعلان كيان الاحتلال أن عملياته فيها ستستمر لعدة أيام، وربما أسابيع، وسط مخاوف فلسطينية من أن تتدحرج كرة النار سريعاً إلى مدن أخرى.

وبات الفلسطينيون يبحثون عن «اليوم التالي» لمد حزام التصعيد إلى مدن الضفة الغربية، وأصبحت الأسئلة الأكثر تداولاً: هل يتبنى الفلسطينيون «وحدة الساحات» أمام إعلان كيان الاحتلال «تعدد الجبهات»؟.. وفي ظل تهديدات قادة الاحتلال بتحويل جنين وطولكرم إلى «غزة ثانية» هل يتولد حطام غزة في الضفة الغربية؟.

يجيب الباحث المختص في الشؤون الإسرائيلية نهاد أبو غوش، إن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يستغل حالة الإنهاك التي تغلف المشهد السياسي الفلسطيني، لفرض رؤيته لحل الصراع، مبيناً أن إعادة احتلال مدن شمال الضفة الغربية، يتجاوز التبريرات الإسرائيلية المعلنة (جز العشب) وغيرها، بقدر ما هو للإسراع في تنفيذ خطة الحسم، التي يتبناها نتنياهو وائتلافه، والهادفة كذلك لمنع إقامة كيان فلسطيني مستقل. ويرجح أبو غوش أن تتوسع دائرة الاستهداف الإسرائيلية سريعاً في الضفة الغربية لتطول مناطق أخرى، ولم يستبعد أن يرافق ذلك محاولات تهجير وأوامر إخلاء وهدم منازل، في نسخة كربونية لما يجري في قطاع غزة.

بينما يرى الكاتب والباحث السياسي سليمان بشارات أن هناك أهدافا «سياسية» تسعى دولة الاحتلال لتحقيقها من خلال إعادة احتلال مدن الضفة الغربية، وفي مقدمتها إعادة السيطرة عليها، دون اغفال الهدف المعلن «منع العمليات» التي يدشنها مقاومون فلسطينيون بين الحين والآخر ضد جنود الاحتلال وعصابات المستوطنين، وتكررت أخيراً في تل أبيب والقدس المحتلة والأغوار الفلسطينية (طوباس وأريحا) وأثارت مخاوف قادة الاحتلال من عودة «العمليات الاستشهادية».

وألمح الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري إلى إمكانية ضم الاحتلال مناطق من الضفة الغربية وتهجير أهلها، وتجميعهم في معازل وكانتونات مفصولة عن بعضها، تمهيداً لمخطط «إسرائيل الكبرى» منوهاً إلى أن ما يجري في شمال الضفة الغربية، أكبر بكثير من «الرد» على هجمات المقاومة الفلسطينية. ووفق مراقبين، لم يكن عادياً عودةُ جبهة الضفة الغربية إلى مسرح الاشتباك، بل إن بعضهم رأى أن ضغط نتنياهو على «زر التصعيد» في جنين وطولكرم وطوباس، يندرج في الإطار «الاستباقي» قبل تصاعد هجمات المقاومة الفلسطينية، وإحياء «العمليات الاستشهادية» خصوصاً في ظل تهديد حركة حماس بعودتها إلى الواجهة. وما يثير الحيرة والمخاوف عند الشعب الفلسطيني، أن عمليات جيش الاحتلال في الضفة الغربية، سبقت جولة جديدة من مفاوضات التهدئة، تبدو محفوفة بـ»ألغام» التصعيد، وهذا «وفق تعبيرهم» يترك علامات استفهام كبرى، حيال تشظي عمليات الضفة عن «الحرب الأم» في قطاع غزة، وتوسيع دائرة النار بدلاً من إخمادها.

وثمة من المحللين من يقرأ في الانتقال إلى الضفة الغربية، تسليماً من تل أبيب بأن استمرار العدوان على قطاع غزة بات عديم الجدوى، ومن هنا جاء مد «الحزام الناري» كـ»غطاء أمان» قبل ولوج مفاوضات التهدئة الجديدة، ووضع العراقيل في طريقها.

مساحة إعلانية