رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

635

محاضرة في جامعة قطر حول صناعة المفكر

30 يناير 2017 , 06:12م
alsharq
الدوحة - الشرق

استضافت كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة قطر المفكر السعودي الدكتور وليد الهويريني، حيثُ قدّمَ محاضرة بعنوان "صناعة المفكر"، وذلك بحضور عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية د. يوسف الصديقي وعدد من أعضاء هيئة التدريس وطلبة الكلية والمهتمين.

وفي كلمة لهُ أشار عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية د. يوسف الصديقي إلى أهمية موضوع المحاضرة، وأهمية طرح مثيله، كون الساحة الإسلامية اليوم في أشد الحاجة لمعرفة فكرية منطقية متكاملة جامعة بين الأصيل والمعاصر، لتحصيل المُكنة على التأثير والتواصل المستمر.

وقد استهل د. الهويريني حديثه عن هدفه من اختيار هذا الموضوع والمتمثل في البحث عن التأثير في الواقع في مجالاته المتنوعة؛ الفكرية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ولا يكون ذلك إلا عبر شخصية المفكر التي قود وتوجه وتحلل وتوجِد الحلول، وتمتلك أدوات فهم الواقع وتشخيصه تشخيصا موضوعيا وعلميا.

وقد عرج المحاضر على مفهوم الفكر في تراثنا العربي الإسلامي، ووصل إلى أنه إعمال النظر في القضايا المختلفة، وللنظر عدة مستويات، عمادها العقل.

وانتقل إلى الحديث عن الأدوار التي يمكن أن يقوم بها، خاصة في التكوين والتشخيص العميقين البعيدين عن التسطيح والمعالجات العامة، وهو ما نحتاجه في واقعنا المعاصر.

وذكر الهويريني ثلاثة مجالات ضرورية لصناعة مفكر وهي: المجال الأول وهو التأسيس المعرفي، وقصد به، التمكن من العلوم الشرعية الأصيلة، حتى لا يتحول عمل المفكر إلى نقل وتقليد لثقافات بيئات خارجة ومختلفة عن النسق الإسلامي، كما عهدناه في مشاريع مجموعة من الحداثيين العرب، فتأسيس فكر مستقل وأصيل يبدأ من امتلاك ناصية علوم الشريعة الأساسية والضلوع في التراث الإسلامي. أما المجال الثاني، فهو التمكن من العلوم الاجتماعية والإنسانية، وخاصة الفلسفة والعلوم ذات الارتباط بالتحليل المنطقي، وهو ما يفتقر إليه العديد من الدعاة المعاصرين، مما جعلتهم في قصور علمي شديد عن مجابهة الشبهات الحادة التي تأتي من داخل البيئة الإسلامية وخارجها؛ كحرية المرأة والحرية الدينية والإلحاد...وغيرها من القضايا الملحة. أما المجال الثالث فهو المجال المهاري، والذي يُعتبر من أهم المجالات، كونه الأداة الفعالة للتأثير والتواصل ونشر الأفكار، وهناك مهارات عديدة يحتاجها المفكر، لعل أهمها امتلاكه لناصية اللغات الأجنبية والتحكم في وسائل التقنية الحديثة والتعامل بها، وذكر في هذا الشأن كمثال نجاح بعض المفكرين في تكوين أكثر من ألف شخص في مدة قصيرة في مجال صناعة المفكر، عبر الأولاين.

وعرج المحاضر كذلك على بعض الأمثلة في مجال المقارنة بين موضوعات المفكر الأصيل والمفكر المستلب، كموضوع علم الاستغراب، وأشار إلى الدكتور حسن حنفي الذي كتب في هذا العلم، وبيَّن كيف أنَّهُ حوّر موضوع علم الاستغراب، ليجعله ردة فعل لذات مقلدة لم تحرر من أدوات المعرفة الغربية، بينما الواقع يدل على إمكانية إنجاز هذا المشروع، كعلم يبحث فيه المفكر المسلم ويشرّح الغربِ بجميع أفكاره ومذاهبه ومدارسه وأديانه، فهو موضوع للدرس ينكشف للوعي الداخلي لدى المفكر.

مساحة إعلانية