رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

آخرى

755

شعراء لـ "الشرق": الأغنية القطرية تطمح إلى مواكبة العصر

29 ديسمبر 2014 , 08:15م
alsharq
هاجر بوغانمي

للكلمة تأثيرها في النفس تماما كالموسيقى، والصوت، والنغم الجميل لكنها تقف على رأس التلة لأنها الأكثر التصاقا بالوجدان. وللكلمة القدرة على اختراق الحاضر، والارتداد الى الماضي، والتطلع نحو الغد.. وهي إلى جانب ذلك كائن يتأثر ويؤثر خاصة عندما تتقيد بالوزن، والإيقاع، والصورة، والخيال، والرمز، والمحسنات البديعية.. في هذه الحال تخرج الكلمة عن سياقها العام إلى سياق شعري، وتمنح صاحبها القدرة على التفرد والانفراد بمسمى "شاعر"، ثم يتفرع مدلول المسمى حسب ضروب الكتابة الشعرية ذاتها.

انطلاقا من هذا التعريف المبسط للكلمة، تطرح المغناة منها اليوم أكثر من تساؤل في ظل تطور الأغنية بأعمدتها الثلاثة (الكلمة، واللحن، والصوت)، ويبدو أن الأغنية القطرية لا تخلو من هذه التساؤلات باعتبارها تسير في نفس اتجاه الأغنية الخليجية والعربية بشكل عام، من خلال بحثها عن الكلمة البسيطة، واللحن الذي يخلو من مقدمات موسيقية.

أين يجد الشاعر الغنائي اليوم نفسه في سياق التطور الذي تشهده الأغنية؟ سؤال طرحناه على عدد من الشعراء القطريين فكان التالي..

يؤكد الشاعر عبدالله عبدالكريم الحمادي أن الكلمة حين تكون بسيطة وسلسة يتقبلها المتلقي دون حاجة إلى وسيط، لذلك تعمر طويلا، وفي تاريخ الموسيقى العربية نماذج تؤكد هذا الرأي، فأغاني أم كلثوم وعبدالحليم حافظ ووردة وفريد الأطرش وغيرهم مازالت تردد الى يومنا هذا لأنها تلامس الوجدان، لكن الكلمة المرتبطة بحدث معين أو التي تحمل في ثناياها خطابية فجة فإن مداها محدود.

أهمية الإنتاج

وقال الحمادي "نحن بحاجة الى الكلمة التي تصل إلى القلوب خاصة تلك التي تتعلق بحب الوطن والارتباط بالأرض. إلا أن الأغنية القطرية مازالت تدور في نفس الدائرة، مسجونة داخل صندوق. والحل هو مزيد من الاهتمام الإعلامي. إضافة إلى أنه لابد من وجود شركات إنتاج تمول العمل وتتكفل بتوزيعه خارج حدود الوطن". مشيرا إلى أن الكلمات ملقاة على قارعة الطريق لكن غياب الإنتاج يجعل الأغنية القطرية قليلة الحظ في الانتشار.

الكلمة الراقية الجميلة

من جانبها قالت الكاتبة سعاد الكواري: أعتقد أن لدينا شعراء على مستوى جيد في كتابة الكلمة الراقية والجميلة، وبالفعل بدأنا نسمع عن أسماء مبدعة في عالم الأغنية لكن ربما لا يتم التركيز على الشاعر بقدر ما يتم التركيز على المطرب الذي يؤدي الأغنية. أعتقد أن الشعراء موجودون بشكل ملحوظ ولكن بحاجة لمن يهتم بهم ويحاول التعاون معهم.

وأضافت: الأغنية القطرية بعيدة عن الإعلام باستثناء الفنان علي عبدالستار الذي كان سفير الأغنية القطرية لسنوات طويلة، لكننا اليوم نرى الأغنية القطرية تشارك بقوة في المهرجانات العربية وهذا جيد ومشجع جدا. ولدينا فنانون ممتازون كالفنان فهد الكبيسي وعيسى الكبيسي وغيرهما ونتمنى من وسائل الإعلام أن تذيع الأغنية القطرية باستمرار وخاصة الأغنية الوطنية. وأعربت سعاد الكواري التي تحتفل هذه الأيام بصدور أول أعمالها في الشعر الغنائي عن أملها في أن يتم التعاون بينها وبين الفنانين والفنانات وأن تصل الكلمة التي تكتبها إلى قلوب الجميع.

دور الكلمة

أما الشاعر راضي الهاجري فيقول: أنظر الى القصيدة من ناحية إسهامي في العمل المغنى أي إسهامي بالكلمة، وأرى أن الكثير من القصائد الجميلة لا تغنى. لعل لهذا الأمر علاقة بالملحن الذي أصبح يشترط كلمات معينة (خفيفة) أي أن هناك قوالب مطلوبة وبالتالي أصبح الشاعر مطالبا بالذهاب إلى الفنان وليس العكس.

وأضاف الهاجري: هناك ما يسمى الشعر الغنائي الذي يكتب ليغنى. لكن الشاعر أصبح يبحث عن الفنان، وأصبح أكثر حرصا على إرضائه. مشيرا إلى أن الكثير من النصوص تحتوي على مفردات جميلة قد لا تستوعبها الأغنية. وأن الكثير من الشعراء يضطرون لتغيير بعض المفردات حتى تتماشى مع إيقاع العصر. وقال في هذا السياق: أنا مع تغيير المفردة لغرض أدبي وليس لاستبدالها بمفردة أضعف. فقد لا تتسع الذاكرة للإبحار في معاني تلك الكلمات.

بالإضافة إلى تشابه المواضيع المغناة حيث أصبحت الحبكة تتسم بالبساطة والبحث عن الحركية في عقدة الموضوع وابتعدنا عن الأغاني التي تحتاج الى قصيدة كاملة لتبحر معها. وتابع: اليوم أصبح التوجه الى الأغاني الخفيفة، كما أن التركيز على أسماء معينة في التلحين والكلمة بات هو المحدد لنجاح العمل، وفي قطر هناك عدد كبير من الشعراء، ولدينا الكثير من القصائد القديمة التي يمكن أن تغنى اليوم لكن لم تتم مقاربتها. وأكد راضي الهاجري أنه يميل إلى تقديم القصائد الوطنية أو القصائد التي تتناول مواضيع اجتماعية، ويتحفظ على الكلمات العاطفية لسبب هو أنه في الوطنيات يخاطب جانبا معينا، أما الوجدانيات فلا يراها كذلك.

مساحة إعلانية