رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

631

الدرهم: تطوير برامج العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة قطر

29 نوفمبر 2015 , 04:31م
alsharq
مأمون عياش

أكد د. حسن الدرهم رئيس جامعة قطر سعي الجامعة إلى تطوير برامج العلوم الإنسانية والاجتماعية، تجاوباً مع سياسة كلية الآداب والعلوم الساعية إلى تعزيز مفهوم الدراسات البينية، التي تعد مطلباً أساسياً للعديد من المهن في سوق العمل.

وخلال ندوة في جامعة قطر بعنوان تدريس التاريخ في الجامعات والمعاهد العليا: الرؤى والمناهج والموضوعات، قال د. الدرهم: ثبت أن الطلبة الذين يتعلمون من خلال الدراسات البينية يتمتعون بمهارات تفكير وإتقان عالية ومتكاملة، وفي عالمنا الحاضر يُعتبر التعليم من خلال الدراسات البينية لجميع التخصصات الأكاديمية هو الأكثر شيوعاً؛ لأنه يرتقي بقدرة الطالب والباحث للإجابة عن الأسئلة المعقدة، التي تحتاج إلى أكثر من منظور أكاديمي. وبذلك تتم عملية التكامل المعرفي بين مناهج العلوم المختلفة، ويتحقق الإبداع في طرائق التفكير، ويكون إدراك الخريج أكثر سمواً وشمولاً، بعيداً عن أوجه القصور التي لازمت التخصصات الأكاديمية التقليدية ذات النظام الواحد باعتبارها منصات لنقل المعرفة وتوليد المعارف الجديدة.

واضاف إن احْتِضانَ جامعة قطر لهذه الندوةِ العالمية ِهو أحدُ تجلياتِ سَعْيِها لمواجهةِ تَجْسِيِر المسافةِ بين تاريخِنا وحاضِرنا سَبيلا لإعادةِ الوَجَاهةِ والاعتبارِ لهذا التاريخِ من خلال مقارباتٍ علمية ٍجادةٍ تجعل حاضرَنا يَسْتنيرُ بِقَبَسِ الماضِي ومَعَالمِهِ المُضيئة ِالوَهَّاجَةِ لبناء مستقبلٍ واعدٍ وتُسلح خريجي جامعتنا بمتكآت صلبة تَرْكَنُ إلى الاعتزازِ بالهويةِ الوطنيةِ وتَعْتَزُّ بالانتماءِ للوطن". وتابع قائلا: "لا شك أن مواكبة التطورات العالمية في استراتيجيات تدريس التاريخ سيكون لها الأثرُ البالغُ في استثمارِ النقاطِ المضيئةِ من هذا التاريخ لاستشراف المستقبل وبنائه وفقا للثوابت الوطنية والقومية كما أنها سَتُساهم بلا ريب في تحقيقِ تراكمِ الوعيِ المعرفيِّ وتعزيزِ قِيَّم ِالوحدةِ الوطنيةِ التي تَمْنَحُ الطالبَ درجةً عاليةٍ من المصداقيةِ والاستجابةِ المجتمعيةِ الفاعلة ، وهنا يصدق قول ابن خلدون في تعريفه علم التاريخ بأنه "فنٌ عزيزُ المذهب، شريفُ الغاية، إذ هو يُوقفنا على أحوال الماضيين من الأمم فى أخلاقهم، والأنبياء فى سيرهم، والملوك فى دولهم وسياستهم، حتى تتم الفائدةُ في الاقتداء"، وبذلك تُؤخذ العبرُ والعظات من أحداث الماضي، وتُوظف في استيعاب الحاضر واستشراف المستقبل".

وقالت مصطفوي: "تهدف هذه الندوة إلى الوقوف على واقع تدريس التاريخ في الجامعات، وتبادل الخبرات المتنوعة في تدريس التاريخ في المرحلة الجامعية، كما تناقش الأساليب والموضوعات والطرائق الحديثة المتعددة في تصميم البرامج والمناهج التاريخية، ومناقشتها وتطويرها وفق طروحات علمية جديدة". وأضافت: "إذا ما نظرنا إلى واقع تدريس التاريخ لا سيما في منطقتنا العربية نجد أن الطالب يعتمد أساساً على اكتساب معظم معارفه نظرياً ولا يتاح له فرص الموازنة بين الرؤى المختلفة للأحداث التاريخية، ورغم ما يبذل من جهد لتطوير مناهج التاريخ والأخذ بأحدث الاتجاهات والنماذج والأساليب في تدريسها والاستعانة بكافة الوسائل وتكنولوجيا المعلومات، والعناية بأساليب إعداد أعضاء هيئة التدريس وغيرها إلا أنها ستظل محدودة ما لم تتجه إلى الاهتمام بالطالب وتوفير مناخ تعليمي يسمح له باكتساب المها ارت التي يحتاجها، ولذا تضع كلية الآداب والعلوم الطالب على قمة أولوياتها حيث تسعى لإعداد خريجين متكاملين ومبدعين وأكفاء من خلال تزويدهم بمهارات تفكير إبداعية ونقدية ليصبحوا كوادر فعّالة في المجتمع مما يحقق أحد الأهداف الاستراتيجية للكلية".

بدوره بين د.محجوب الزويري أن هذه الندوة تأتي ضمن سلسلة الفعاليات والمؤتمرات التي نظمها وينظمها قسم العلوم الإنسانية والهادفة الى نقل دوائر الوعي بالتاريخ الى فضاءات جديدة.

وزاد: "حين دخل التاريخ الى دائرة التخصصات في الجامعة كان التركيز على الفكرة المرتبطة بالمعرفة المتعلقة بالماضي بغرض تعميق الوعي بذلك الماضي، وفي ذات الوقت توثيق ذلك الماضي. فالتعريف بالأحداث والتطورات كان هدفا مهما بحد ذاته لكنه لم يكن بعيدا عن محاولات لفهم فلسفة ذلك التاريخ ومعرفة طبيعة الديناميات التي جرت عليها احداث ذلك الماضي. كان العنوان الابرز لدخول التاريخ لمؤسسات التعليم العالي تعزير وعي جماعي مرتبط بذلك التاريخ وفي احيان كثيرة برواية واحدة من ذلك التاريخ. لقد ساعد على ذلك النخبوية في التعليم في الجامعات وانحسارها على فئة بعينها، فئة تريد التركيز على جوانب من التاريخ مرتبطة بها فقط".

كما أشار إلى أن طرق تدريس التاريخ في الجامعات قد تغيرت بتغير الفضاءات السياسية والاجتماعية، لا سيما تغير التركيز من تخريج من هم مؤهلين لتدريس التاريخ الى التركيز على تدريب مؤرخين يعنون بالتأريخ لا فقط تدريسَه وهي المرحلة المرتبطة بالانتقال الى مراحل تتجاوز البكالوريوس الى الدراسات العليا.

ودار موضوع الندوة حول تغيير طرائق التاريخ وتدريسه خلال المائة عام الماضية، نتيجة تطور التخصصات والحقول المعرفية المصاحبة لها، حيث تم مناقشة عدة محاور منها تدريس التاريخ في الجامعات: التحديات والآفاق، وإعداد برامج التاريخ وتطويرها، وتطوير خطط تدريس برامج التاريخ في الجامعات.

وحضر حفل الافتتاح د. سيف السويدي نائب رئيس الجامعة للتخطيط والتطوير المؤسسي، ود. مازن حسنه نائب رئيس الجامعة للشؤون الاكاديمية، ود. إيمان مصطفوي عميد كلية الآداب والعلوم، ود. محجوب الزويري رئيس قسم العلوم الإنسانية بكلية الآداب والعلوم، ولفيف من أعضاء هيئة التدريس بالكلية والجامعة ، كما جذبت الندوة أيضاً الجمهور من المهتمين بالتاريخ وطرق تدريسه. وشارك في الندوة علماء وباحثين من مختلف الدول ، من قطر، وماليزيا، وامريكا، وكوريا وغيرها.

وناقشت الأوراق البحثية موضوعات عدة، حيث قدم د. يوسف بني ياسين من جامعة قطر ورقة بحثية بعنوان الخطط الدراسية في أقسام التاريخ في الأردن ودول مجلس التعاون الخليجي: دراسة التحليلية والتي تحدث فيها عن دراسة تحليلية للمقررات الاجبارية المقدمة للطلبة في الخطط والبرامج الدراسية في أقسام التاريخ في جامعات الأردن ودول مجلس التعاون الخليجي، لفحصها والتعرف الى كيفية بنائها وإعدادها.

وتم تقديم ورقة بحثية أخرى بعنوان التعليم في التاريخ الاسلامي في بيئة مسيحية في كوريا: التحديات والآفاق والتي قدمها د. هيوندو بارك، جامعة ميونجي في كوريا ، نظرت هذه الورقة في التحديات التي تواجه تدريس التاريخ الإسلامي في البيئة المسيحية الكورية، وناقشت الآفاق المستقبلية لعملية تدريسه في كوريا التي تشهد تنامي في تعدد الثقافات وزيادة في عدد سكانها المسلمين.

ومن جامعة هوستون، قدم د. عمران البدوي ورقة بحثية بعنوان "التلاقح بين تاريخ العالم الاسلامي و الغرب" ، وقد استعرضت هذه المداخلة المناهج بشكل عامّ و التي تعطينا فكرة عن تدريس و تعلم التاريخ الإسلامي في عصر العولمة.

مساحة إعلانية