عربي ودولي

2221

الاحتلال يجرف وينبش قبور المسلمين في القدس 

بصمة إجرامية جديدة تنطبع على جبين الاحتلال الصهيوني وفعل جديد يضاف إلى جانب أفعاله الشرسة التي اعتاد أن يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني، فهو لم يكتفِ بالقتل والاعتقال والهدم والتشريد، إنما عمد مؤخرًا إلى نبش القبور.

قوات كبيرة تسمّى طواقم "سلطة الطبيعة" التابعة لبلدية الاحتلال في القدس، اقتحمت "مقبرة الشهداء" التي تمثّل الامتداد الشمالي للمقبرة اليوسفية، وقامت بنصب قضبان حديدية حولها، وكذلك تجريف ونبش المقبرة، الأمر الذي أدى إلى انكشاف قبور عدد من الشهداء والموتى المدفونين فيها ما أدى إلى غضب في الشارع المقدسي بسبب انتهاك حرمة المقابر.

وكانت محكمة الصلح في القدس التابعة للاحتلال قد رفضت طلب لجنة رعاية المقابر الإسلامية بالمدينة، وقف تجريف "سلطة الطبيعة".

فمنذ فترة طويلة تعمل البلدية على محاصرة المقبرة وإحاطتها بالمشاريع التهويدية والمسارات والحدائق التلمودية على امتداد السور الشرقي لمدينة القدس وبمحاذاة المقبرة، بهدف إخفاء معالم الممرات والمواقع التاريخية الأصيلة المحيطة بالمقبرة.

ويخطط الاحتلال الإسرائيلي لإقامة حدائق توراتية ومدرجات في أرض المقبرة، والتي تطلّ على سفوح جبل الزيتون شرقي القدس لتكريس الطابع اليهودي، والحدائق التوراتية هي أماكن تزعم إسرائيل، أن وجودا يهوديا كان في مكانها، في الأزمان القديمة، ولأجل ذلك نفذ خلال السنوات الماضية أعمالاً أدت إلى تغيير معالم المكان، الذي يُعد أحد أشهر المقابر الإسلامية التاريخية في المدينة المقدسة.

وتأتي أعمال التجريف تزامنا مع الهجمة الشرسة على المقدّسات والمقدسيين، متجاهلة وجود عشرات القبور في المقبرة بما في ذلك صرح الشهداء الأردنيين والعرب في حرب 1967، ومتجاهلة حرمة المقابر ومشاعر المسلمين تجاه تهويد مقابرهم.

وكانت قوات الاحتلال قد هدمت سور المقبرة والدرج في المدخل المؤدي إليها مطلع شهر أكتوبر 2020، وواصلت بعدها أعمال الحفر والتجريف.

صرخة الأمهات

صرخات الأمهات تُسمِع من في القبور لكن الاحتلال لا يأبَه بها، ولا يتراجع لحظةً عن التنكيل بذوي الموتى، والاعتداء عليهم بوحشية.

وفي مشهدٍ تتحرّك لأجله كل القلوب والضمائر الحيّة تحتضن أم علاء نبابتة ضريح ابنها علاء المتوفى منذ أربعة أعوام وقد أحاطت به عمليات التجريف، بينما تقوم عناصر من شرطة الاحتلال الإسرائيلي بسحبها بالقوة، وهي تبكي بحرقة وتصرخ "مش رح أقوم"، وتنادي باسم ابنها، إلى أن أجبرها على ترك المكان.

وقالت الأم: "آتي لضريح ابني يوميا أطمئن على قبره وأقرأ الفاتحة على روحه، وأراقب عمليات التجريف والنبش التي يمارسها الاحتلال في المقبرة". وأضافت:" لن أتركهم يجرفون قبره إلا على جثتي". وتصف أم علاء أن تجريف القبور أمر مؤلم للغاية حتى وإن صعدت أرواح الموتى للسماء.

تلك الفلسطينية المقدسية لم تعانِ من ظلم المحتل بجرف قبر ابنها فحسب فهي لاجئة تعود بأصولها لمدينة الرملة، وقد هُجرت عائلتها عام النكبة 1948 فسكنت في القدس وفي عام 1967 هُجرت من جديد وطردت من حارة الشرف بالقدس وتم هدم منزلها من أجل بناء كنيس يهودي قرب حائط البراق، إلى أن انتهى بها الأمر في مخيم شعفاط شمال المدينة".

نصرة لعظام المسلمين

وطالب القيادي في حركة حماس الشيخ حسن يوسف بالتحرك نصرة لعظام المسلمين في مقبرة اليوسفية بالقدس المحتلة. وقال يوسف في تصريح وصل "الشرق" نسخة منه: "إن ما حدث في مدينة القدس وخاصة نبش قبور المسلمين في مقبرة اليوسفية، ومشهد والدة الشهيد علاء نبابتة وتشبثها بقبر ابنها لمنع تجريفه من قبل قوات الاحتلال وصمة عار على جبين كل إنسان يصمت على ما يجري ولا يتحرك نصرة لعظام المسلمين".

وأضاف: "هؤلاء أموات لا يجوز للاحتلال التفرد بهم، وهو يريد أن يحل في كل مكان حتى في مقابر الأموات". ونوه بأن ما نقدمه من دماء وتضحيات وسنوات اعتقال تبقى رخيصة في سبيل تحرير الأرض وحماية المقدسات في فلسطين.

ودعا يوسف السلطة الفلسطينية للقيام بدورها المهم، والتواصل مع الجهات الدولية ومحكمة الجنايات والمؤسسات ذات الصلة لرفع دعاوى قضائية ضد الاحتلال، والتحرك من الفصائل ومن مؤسسات المجتمع المدني لحماية الأسرى.

بدوره، شدّد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أحمد التميمي، في بيان على أنّ هذا التجريف جريمة وانتهاك لحرمة الموتى بنبش القبور، وقال:" إن "حرمة الموتى مُصانَة لدى الديانات السماوية والقوانين الوضعية وفي مقدمتها القانون الدولي والاتفاقيات الموقعة بين دول العالم، والتي تنتهكها سلطات الاحتلال بشكل صارخ وعلني".

وأضاف: هذا الانتهاك "يضع المجتمع الدولي وهيئاته في مرمى الاتهام والمشاركة فيه، كونه يسكت ويتغاضى عن ردع ومساءلة سلطات الاحتلال الإسرائيلي".

من جهة أخرى شدّدت محافظة القدس على أن "ما جرى ويجري في مقبرة اليوسفية من استهداف واضح لمقابر المسلمين؛ لا يمكن اعتباره غير أنه جريمة بشعة ومقززة من أطراف طالما تباكوا على ظلم واضطهاد الشعوب الأخرى لهم ولمعتقداتهم ولشعبهم".

ولفت البيان إلى أن "تهويد المدينة المقدسة وتغيير معالمها أصبح يطول حتى الأموات في قبورهم، الذي نهت عنه كل الأديان والشرائع والكتب السماوية".

ودعت المحافظة كل الحقوقيين أفرادا ومؤسسات وجماعات إلى تضافر كل الجهود، لملاحقة الاحتلال قانونيا على كافة المستويات لوقف هذه الجرائم والعدوان المستمر على أبناء شعبنا".

وناشدت المحافظة كل وسائل الإعلام والكتاب والصحفيين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، إلى توحيد خطابها والدعوة من أجل وحدة الصفوف ورصها، ونبذ الخلافات والترفع عن صغائر الأمور، والعمل معاً من أجل الهدف الأسمى وهو الانعتاق من الاحتلال وتحرير الأرض والإنسان والمقدسات.

اقرأ المزيد

الملابس الدافئة حلم يراود أهالي غزة في الشتاء

أصبح الحصول على ملابس شتوية حلما يراود معظم أهالي غزة بعد أن فقدوا بيوتهم وكل ما تحتويه من... اقرأ المزيد

58

| 04 نوفمبر 2025

السفير صالح عطية لـ "الشرق: علاقات قطر والجزائر وصلت مرحلة تسمح بشراكة إستراتيجية شاملة

- تنسيق للمواقف بين البلدين تجاه القضايا العربية وعلى رأسها فلسطين -إطلاق خط بحري مباشر بين قطر والجزائر... اقرأ المزيد

144

| 04 نوفمبر 2025

سفير جمهورية السودان لدى الدولة: جرائم الدعم السريع في الفاشر إبادة جماعية مروعة

-ندعو المجتمع الدولي لتصنيف الدعم السريع كمنظمة إرهابية أعرب سعادة السيد بدرالدين عبدالله محمد أحمد، سفير جمهورية السودان... اقرأ المزيد

144

| 04 نوفمبر 2025