رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

اقتصاد

2183

تقرير اقتصادي: الصين.. العواقب الاقتصادية لكورونا يمكن السيطرة عليها

29 مارس 2020 , 01:52ص
alsharq
الاقتصاد الصيني يظهر مرونة قوية وأساسياته لتحقيق نمو صحي على المدى الطويل
الدوحة - الشرق:

تستبعد بكين خطة تحفيز ضخمة مثلما حصل خلال الأزمة المالية 2008-2009

أفادت وكالة أنباء الصين الجديدة أن بكين لن تتخذ إجراءات صارمة لضبط العجز في الموازنة وستصدر سندات خاصة لدعم اقتصادها الذي أنهكته جائحة كوفيد-19، فيما يبدو أنها لن تتبنى خطة انعاش ضخمة.وتسبب الوباء الذي كانت له تداعيات خطرة على الإنتاج وعمل الشركات، بشل البلاد فعلياً في شهر فبراير في وقت فرض على مئات ملايين الصينيين الانعزال في منازلهم.

ومنذ ذلك الحين، استؤنف النشاط تدريجياً مع التخفيف التدريجي لتدابير مكافحة الوباء، ولكن العواقب على الاقتصاد ستبقى لبعض الوقت.

وأفادت وكالة الأنباء الصينية الرسمية في وقت متأخر الجمعة أن كبار المسؤولين الصينيين اتفقوا خلال اجتماع على تعميق العجز وإصدار سندات خاصة لدعم الاقتصاد. ولكن الوكالة لم تنشر تفاصيل عن حجم الإصدارات.وبلغ عجز الصين 2,8% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2019، بحسب الأرقام الرسمية.

وفي ظل تعثر الاقتصاد وتدهور القوة الشرائية للصينيين وتسبب الوباء بشل اقتصادات شركائها التجاريين الرئيسيين، يمكن للصين أن تترك عجزها يزداد إلى 3,5% هذا العام، وفق الاقتصادي تينغ لو من بنك نومورا الاستثماري.

ومع ذلك، استبعد تينغ خطة تحفيز ضخمة مثلما حصل خلال الأزمة المالية 2008-2009 في حين تسعى بكين إلى ضبط موازنتها. وقال البنك المركزي الصيني في بيان الجمعة إن العواقب الاقتصادية للوباء "يمكن السيطرة عليها بشكل عام".

وأشار إلى أن "الاقتصاد يظهر مرونة قوية وأساسياته لتحقيق نمو صحي على المدى الطويل تظل دون تغيير".لكن المحللين يتحدثون بلهجة مختلفة بعض الشيء. إذ تتوقع وكالة التصنيف فيتش نموًا بنسبة 3,7% في الصين هذا العام، مقارنة مع 6,1% في 2019، مثلما درجت عليه الحال على مدى 30 عاماً تقريباً.

وبعد شهرين من الإغلاق تحاول مدينة ووهان الصينية طي الصفحة واستعادة نشاطها بما في ذلك نشاطها الاقتصادي. ومن فحص المسافرين إلى استقبالهم ببزات وقائية كاملة، فتحت مدينة ووهان الصينية التي ظهرت فيها أول إصابة بفيروس كورونا المستجد، أبوابها تدريجيا على العالم الخارجي السبت بعد شهرين من عزلة شبه تامة. وفي خطوة تكتسي طابعا رمزيا، توقف أول قطار مسافرين يسمح له بالقيام برحلة إليها، بعيد منتصف الليل في محطة ووهان. وقد انتشرت صوره في كل وسائل الإعلام المحلية. وعلى متن القطار عشرات من سكان المدينة الذين علقوا خارجها منذ نهاية يناير عندما فرضت السلطات حجرا لوقف انتشار الوباء. وقالت سيدة في السادسة والثلاثين من العمر رفضت كشف اسمها، مبتسمة "أنا وابنتي شعرنا بحماس كبير عندما اقترب القطار". وبسبب الإغلاق لم تر زوجها منذ عشرة أسابيع بدت دهرا لابنتها. وقالت السيدة الشابة لوكالة فرانس برس إن ابنتها "اندفعت باتجاه والدها" عندما رأته. واضافت "لم أتمكن من منع نفسي من البكاء".

وحتى هذا اليوم لم يكن يسمح بدخول المدينة سوى لأفراد الطواقم الطبية والأشخاص المكلفين نقل سلع أساسية. لكن السلطات ترفع تدريجيا هذه القيود منذ الأربعاء الماضي. وما زال الانفتاح جزئياً إذ إنه على السكان الانتظار حتى الثامن من ابريل ليتمكنوا من مغادرة ووهان الموعد الذي يعاد فيه فتح مطارات المدينة. وفي الاتجاه الآخر، يخضع القادمون لفحوص دقيقة من قياس حرارة جسمهم إلى التدقيق في هوياتهم وطرح أسئلة عن تنقلاتهم قبل وصولهم. ويتوجب عليهم تقديم أرقام خاصة بهم مشفرة على هواتفهم النقالة تشكل تصريح مرور وتثبت أنهم سالمون. وتطبق هذه الإجراءات أمام طاقم يرتدي أفراده أقنعة واقية ونظارات حماية وبزات وقائية كاملة.

خطر متدن

وظهرت أولى الإصابات بفيروس كورونا المستجد في ديسمبر في ووهان. ودفعت المدينة ثمنا باهظا لهذا الوباء إذا اصيب بالفيروس أكثر من خمسين الف شخص وسجلت 2538 وفاة. وأعلنت السلطات الصحية السبت وفاة ثلاثة مصابين آخرين.

لكن الأعداد تراجعت بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة. وقال مسؤول محلي الجمعة إن ووهان أصبحت تعتبر منطقة "خطر متدن". وهذا الوضع مناقض لما حدث في نهاية كانون الثاني/يناير في أوج الأزمة، عندما شاهد صحافيون من وكالة فرانس برس صفوفا طويلة من المرضى أمام مستشفيات استُنفدت طاقتها. وقال غاو تشوسونغ الذي يعمل في قطاع السيارات "لم أعد إلى ووهان منذ شهرين. أشعر أنني عدت من بلد آخر". وعلى الرغم من الصعوبات، تنتظر صفوف طويلة من المسافرين أن تستقل القطار إلى ووهان، كما لاحظ صحافي من وكالة فرانس برس في محطة القطارات في شنغهاي التي تبعد حوالى 830 كلم.

مساحة إعلانية