رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

642

مصطفى البرغوثي لـ الشرق: استهداف الأونروا فصل آخر من حرب الحصار والتجويع

29 يناير 2024 , 07:00ص
alsharq
الاحتلال يستهدف رموز العودة وكل ما يبقى القضية الفلسطينية حية
❖ رام الله - محمـد الرنتيسي

لم تكن حرب الإبادة والتطهير، التي يرتكبها الكيان الصهيوني في قطاع غزة، آخر تقليعات الاحتلال لتصفية الوجود الفلسطيني، فثمة فصل آخر من فصول الحرب الاقتلاعية، قوامها حرب الحصار والتجويع، التي أخذت تفتك بأهالي غزة المحاصرة، وآخرها محاولة تصفية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وهذا دليل إدانة على بشاعة وسادية هذا الاحتلال، الذي لم يترك وسيلة لقهر وقمع للفلسطينيين إلا واتبعها.

الاحتلال لم يترك مظهراً أو رمزاً فلسطينياً إلا ودمره، وهو بعدوانه الممتد ليطول لقمة عيش اللاجئين، إنما يستهدف تصفية قضية الشعب الفلسطيني، وكل ما يرمز للاجئين وعودتهم، رغم علمه بما يترتب على فعلته هذه من معاناة كبيرة، تضاف إلى معاناة اللاجئين والنازحين الفلسطينيين، المستمرة منذ ما يزيد على 75 عاماً.

يقول القيادي الفلسطيني مصطفى البرغوثي، إن محاولة الاحتلال منع عمل وكالة (الأونروا) يندرج في سياق حرب التجويع، والضغط على الفلسطينيين، وخصوصاً فصائل المقاومة، للتجاوب والانصياع لمخططاته وأهدافه، فضلاً عن محاولاته اليائسة إزاحة ملف اللاجئين عن الطاولة، وتصفية حق العودة، وهذا ليس بالجديد ولا المستغرب على هذا الكيان، القائم على تصفية الوجود الفلسطيني.

واضاف البرغوثي لـ الشرق: «غني عن القول، إن الاحتلال بقراره هذا، يستهدف شطب وإنهاء أحد رموز العودة، وتصفية قضية اللاجئين، ضمن مخططاته لإنهاء القضية الفلسطينية برمتها، لكي يستفرد بالأرض الفلسطينية، ويبطش بالفلسطينيين في غزة والقدس والضفة الغربية.. القرار لا يمس وكالة غوث اللاجئين لوحدها، وإنما الوجود الفلسطيني على هذه الأرض، ولكن أنى له ذلك».

واستناداً إلى الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري، فإن قضية اللاجئين الفلسطينيين، ما زالت تؤكد للعالم بأن هناك شعبا يعاني من تبعات وويلات وجرائم الاحتلال، وهذا لا يرقى للكيان الصهيوني، الذي يسعى لتصفية هذه القضية المفصلية، لإدراكه بأنها تحظى بالتعاطف والتضامن الدولي معها.

يضيف المصري لـ الشرق: محاولة الاحتلال شطب (الأونروا) تمس جوهر القضية الفلسطينية، ذلك أن مصطلحات العودة واللاجئين وغيرها، بدأت الظهور بعد النكبة الفلسطينية العام 1948، ما يعني أن جوهر قضية الشعب الفلسطيني يتمثل في اللاجئين الذين هجروا عن أراضيهم وقراهم عنوة، وبقوة السلاح، ومن هنا فإن تصفية قضيتهم إنما يعني شطب قضية شعب بأكمله.

في الموقف الرسمي، اعتبر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ليست ملكاً للاحتلال أو داعميه، وعليه، لا يملك أحد حق إلغائها، مبيناً أن شطبها هو مطلب إسرائيلي، والهدف منه فرض الهيمنة الاحتلالية على الحقوق والثوابت الوطنية الفلسطينية.

ويرى مراقبون، أن قرار تصفية وكالة (الأونروا) سينعكس بتداعيات صعبة على ملايين اللاجئين في فلسطين والمقيمين في بعض الدول العربية، ما ينذر بتجليات كارثية، تضاف إلى ما يعانيه الفلسطينيون بوجه عام، من ضائقة مالية، وضعت السواد الأعظم منهم تحت خط الفقر، فضلاً عن تحويل قضيتهم من سياسية إلى أزمة إنسانية.

مساحة إعلانية