رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

60143

محمد المحمود في خطبة الجمعة بجامع الإمام: المنطق الحسن والكلام الطيب توفيق من الله

29 يناير 2021 , 08:11م
alsharq
الدوحة - الشرق

قال فضيلة الشيخ محمد محمود المحمود إن المسلم مأمور بأحسن الحديث، وهو ما يقربك من الله عز وجل ورأس الكلام هو أن تدعو إلى الله تبارك وتعالى، والقول الحسن هو ذلك القول الذي اجتمع فيه حسن اللفظ وحسن المعنى.

وأوضح أن القول الحسن هو أن يكون بلين، وينبغي أن ننتقي الكلام انتقاء ونعتني به لأن القول الحسن هو هداية وتوفيق من الله، والكلمة إما أن ترفعك في الجنة درجات وإما أن تهوي بقائلها في النار دركات، فالقول الحسن وقاية للإنسان من النار.

وقال فضيلة الشيخ محمد المحمود في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب إن الكلمة أمرها عظيم وخطرها جليل وشأنها عند الله تبارك وتعالى عظيم، وإن الكلمة إما أن ترفعك في الجنة درجات وإما أن تهوي بقائلها في النار دركات. أخرج البخاري في صحيحه عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: (إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا ترفعه في الجنة درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا تهوي به في نار جهنم). وفي رواية: (إن العبد ليتكلم بالكلمة لا يتبين فيها، يزل في نار جهنم أبعد ما بين المشرق والمغرب)، وفي رواية: (إن العبد ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا يهوي بها سبعين خريفا في نار جهنم).

الكلمة أمرها خطير

وأضاف المحمود " أن الكلمة أمرها خطير، كل ما يخرج من فيك فأنت مسؤول عنه أمام الله إن كان خيرا فخير وإن كان شرا حوسبت عليه، (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)، بهذا أمرنا الله تبارك وتعالى بأن نقول أحسن الحديث فقال عز وجل (وقولوا للناس حسنا) أحسن الحديث، ينبغي أن ننتقي الكلام انتقاء ونعتني به لأن القول الحسن هو هداية وتوفيق من الله تبارك وتعالى: (وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد) فمن وفقه الله عز وجل للمنطق الحسن والكلام الحسن فقد هدي من الله تبارك وتعالى.

ولفت الشيخ المحمود إلى أن القول الحسن وقاية للعبد من النار، جاء في صحيح الإمام البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(اتقوا النار ولو بشق تمرة) ولو بكلمة طيبة تتقي بها نار جهنم، لما للكلمة من أثر عظيم، القول الحسن هو أن يكون بلين، أن يكون كلاما لينا يستميل القلوب ويحببها، لا أن ينفرها ويبغضها منك، جاء في سنن الإمام الترمذي عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: (إن في الجنة غرفا ترى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها فقام أعرابي فقال لمن هي يا رسول الله؟ قال: لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وأدام الصيام وصلى لله باليل والناس نيام)، الذين يطيبون حديثهم يتحدثون بكلام لين يستميل القلوب ويحببها.. أولئك القوم قريبون من الله.

وتابع الخطيب: القول الحسن هو ذلك القول الذي اجتمع فيه حسن اللفظ وحسن المعنى، أن يكون حسنا في لفظه وأن يكون حسنا في معناه بأن تنتقي أفضل الكلام كما ينتقي آكل الثمر أحسنه، فقد جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: (عن يمين الرحمن تعالى- وكلتا يديه يمين- رجال ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغشى بياض وجوههم نظر الناظرين يغبطهم النبيون والشهداء بمقعدهم وقربهم من الله تعالى هم جماع من نوازع القبائل يجتمعون على ذكر الله فينتقون أطايب الكلام كما ينتقي آكل التمر أطايبه)، فالذي يأكل الطعام ينتقي أطيب الطعام هكذا الذي يتحدث ينبغي أن ينتقي أطايب الحديث فلا يخرج أي كلمة خطرت في باله أو مرت على ذهنه بل ينبغي أن يحسب للكلمة حسابها وألا يقول إلا أحسن القول.

أهم الكلام.. الدعوة إلى الله

وأوضح المحمود بأن أحسن الكلام وأطيب الحديث ما قربك من الله تبارك وتعالى كل كلام يقربك من الله عز وجل ورأس الكلام هو أن تدعو إلى الله تبارك وتعالى، أن تُعرّف الخلق بالله عز وجل، أن ترشد الناس إلى الله تبارك وتعالى، (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله) الذي يدعو إلى الله منطقه أحسن المنطق وحديثه أحسن الحديث وكلامه أحب الكلام إلى الله تبارك وتعالى هو حبيب الله عز وجل هو الذي اختاره الله عز وجل ليعرف الخلق عليه إنه اجتباء من الله إنه اختيار من الله عز وجل أن سمح لك بأن تعرف الخلق به تبارك وتعالى.

حسن الخلق ربح للآخرة

ونوه الخطيب بأنه ينبغي على العبد وهو يخاطب الناس سواء كان في مجلس جلسه أو في منصة ارتقاها أو في طريق عابر لقي فيه الناس أن يتجنب عيوب الحديث وعيوب القول وهي كثيرة جدا يعرفها الناس، إلا أن أعظمها ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الذي يرويه جابر بن عبد الله قال: قال صلى الله عليه وسلم: (إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا، وإن من أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون". قالوا: يا رسول الله قد علمنا الثرثارين والمتشدقين فما المتفيهقون؟ قال: "المتكبرون الثرثارون الذين يكثرون الحديث بما لا فائدة فيه يزعجون من حولهم بكثرة الكلام الذي لا داعي له ولا فائدة منه ولا من ورائه طائل ولا من ورائه فائدة لا دنيا ولا دين، هؤلاء الثرثارون مبعدون عن النبي صلى الله عليه وسلم. هؤلاء غير محبوبين من النبي عليه الصلاة والسلام.

مساحة إعلانية