رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1455

طلاب في مؤسسة قطر لـ الشرق:الانضباط والتكنولوجيا سلوكيات تعلمناها خلال كورونا

29 يناير 2021 , 10:59م
alsharq
الدوحة – الشرق 

 

 

أكد طلاب من جامعات مؤسسة قطر أهمية تكيف التعليم مع عالم ما بعد أزمة جائحة كورونا "كوفيد - 19"، وأنّ المستقبل المهني يتطلب المزيد من المهارات والمعارف العلمية التي تجعل الطالب قادراً على التناغم مع العصر الجديد، وأشاروا إلى انّ التزود بالأسس العلمية والمهارية تعطي كل طالب القدرة على التفاعل مع محيطه.

وقال الطلاب في حديثهم لـ الشرق بمناسبة اليوم الدولي للتعليم: بعد مرور عام مليء بالتحديات التي كان لها أثر بالغ في تعطيل شتى نواحي الحياة بصورة غير مسبوقة، وجد الشباب من جميع أنحاء العالم أنفسهم في موقف صعب. فهُم أول جيل في التاريخ الحديث يشهد جائحة عالمية، ووجدوا أنفسهم مضطرين للتعامل مع تبعات تلك الأزمة بالتزامن مع إجراءات الإغلاق، والتعلّم عن بعد.

التعلم الافتراضي

قالت منى المصري، طالبة فلسطينية في العام الدراسي الثاني بجامعة وايل كورنيل للطب عن التحول إلى التعليم عن بُعد، قائلة: "بعد الانتقال للتعلّم الافتراضي، أصبحت الدراسة مهمة مستقلة عن الفصول الدراسية إلى حدّ كبير، وبالرغم من تأثير التحول على حياتنا الاجتماعية، فقد أكسبنا ميزات أخرى، كالانضباط، والإنتاجية من خلال اتباع جدول عمل يتضمن اختبارات وأهدافا أسبوعية، وعلمتنا الحياة كيفية تحديد الأولويات، وتحقيق أفضل أداء ممكن، وهذا النمط من الاستقلال يُعدّ مهارة حاسمة في الحياة.

فقد توقفت زياراتنا السريرية في المستشفيات لأغراض التدريب والتقييم منذ بداية الجائحة، إلا أننا نأمل استئنافها تدريجيًا، مع منح سلامة الطلاب والمرضى الأولوية، وهو الأمر الذي يعيد إلينا الثقة".

وأعربت عن فخرها باختيار دراسة الطب قائلة: أشعر بالفخر لمشاركة الأطباء والممرضين وجميع موظفي الرعاية الصحية الآخرين في الخطوط الأمامية، يؤثرون تأثيرًا مباشرًا في علاج المرضى المتأثرين بالجائحة، وقد أثبتت الأحداث العالمية الأخيرة مدى أهمية الأطباء وقطاع الصحة العامة".

وأضافت: أنها تقرأ باستمرار مقالات العاملين في مجال الرعاية الصحية، وحساباتهم على منصات التواصل الاجتماعي، التي تتناول الأحداث التي يواجهونها في غرف الطوارئ والمستشفيات، وأتذكر أنني أدرس الطب لأصبح أفضل ما يمكن أن يكون عليه الطبيب. كما أنني أتابع دراستي عن بعد وأبذل قصارى جهدي، ومحظوظة لاقترابي من الانضمام إلى زملائي من العاملين في الرعاية الصحية، لإنقاذ الأرواح وتقديم المساعدة بكل الطرق الممكنة".

التحول في التعليم

ـ من جانبه قال دجورجي بيفتش طالب صربي، يدرس علوم الحاسوب في جامعة كارنيجي ميلون في قطر، إن التحول في أساليب التعلم إثر أزمة الجائحة ربما يكون له أثر إيجابي على تجربته العملية في المستقبل.

وأنّ الانتقال إلى نمط الدراسة عن بعد، حيث الحصول على المساعدة يعتبر عملية طويلة ومتعددة الخطوات، قد دفعني إلى الاستقلالية والاعتماد على الذات في إيجاد الحلول للعديد من التحديات التي كنت ألجأ عادة لاستشارة زملائي أو أساتذتي لحلّها.

وإنني محظوظ لاختيار علوم الحاسوب محورا لدراستي وكان نابعًا من اهتمامي الشخصي بهذا المجال لإيماني أن علوم الحاسوب والتكنولوجيا ستعلب دوراً هاماً في المستقبل، ولأهمية الدور المحوري الذي تلعبه التكنولوجيا في تشكيل مجتمعنا من خلال أحداث العام الماضي.

وأضاف: "وفرت لي مؤسسة قطر، وجامعة كارنيجي ميلون في قطر فرصًا رائعة للعمل في مشاريع البحث والتدريب أثناء دراستي، وهي خبرات زادت من حماسي للعمل، وأرشدتني لكيفية إحداث التغيير الإيجابي الذي أسعى لتحقيقه في مجال تخصصي.

الحفاظ على التركيز

قال بندر العبد الله، طالب قطري متخصص في الهندسة الكيميائية في جامعة تكساس إي أند أم في قطر، أنّ الانتقال للتعلم عن بعد خلال الجائحة مُجهد، فقد تشعر بالاحباط نتيجة قلة التفاعل المباشر مع الزملاء، والتواصل معهم كمجرد أسماء على الشاشة في بعض الأحيان.

وأضاف أن التحوّل للتعلم عن بُعد أثر سلبًا على مهارات العرض ففي الوضع الطبيعي، تتم العروض التقديمية أمام جمهور بحيث تكون محط أنظار الجميع، وعليك التحدث بنبرة صوت واضحة والاهتمام بلغة الجسد والإيماءات المناسبة أثناء التقديم، بينما يختلف الوضع عند تقديم عرض أمام شاشة، فهي تمنحك شعورا زائفا بالراحة لن يكون مماثلا للواقع.

كما يساعدنا أساتذتنا في الحفاظ على تركيزنا، ويحرصون على جذب انتباهنا باستمرار من خلال طرح الأسئلة، واشراكنا في مناقشات جماعية للتعويض عن سلبيات التباعد الاجتماعي، وأنني اتطلع لحياتي المهنية وكان اختيار الهندسة قرارًا ذكيًا، نظرًا للفرص المتاحة في قطر، كونها دولة تواصل النمو لتصبح لاعبًا رئيسيًا في سوق الطاقة العالمي.

التفكير الإبداعي

من جهتها قالت سارة ليديتوفت طالبة سويدية، تدرس السياسة الدولية بجامعة جورجتاون في قطر: إن تجربة الدراسة في الفصل هي أكثر ما افتقدته على الإطلاق، وأنا ممتنة للذكاء الاصطناعي وأدوات التكنولوجيا التي مكّنتنا من التكيف مع الجائحة، إلا أنني ما زلت أشعر بأن المحاضرة "لا تنبض بالحياة" عندما تتم بصورة افتراضية.

وأضافت أنها اختارت دراسة السياسة الدولية بغضّ النظر عن التحديات الأخيرة، لأنّ القضايا السياسية بشكل عام تستفيد من وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يمكن للأفراد التواصل وإجراء مناقشات عابرة للحدود، وأن الجائحة دفعتنا نحو التفكير بشكل خلّاق حول كيفية عملنا وتواصلنا ؛ وسلّطت الضوء على إمكانيات جديدة للتواصل عبر الإنترنت، وهذا سيفيدني في مسيرتي المهنية.

نموذج تعلم تطلبه الجائحة

بدورها، قالت آريا مينالي طالبة نيبالية، تدرس الصناعات الإعلامية والتكنولوجية في جامعة نورثوسترن في قطر: "عندما تقدمتُ للدراسة في جامعة نورثوسترن في قطر، لم أتوقع مطلقًا حضوري لصفوف الإنتاج عبر الإنترنت، أو أنني سأتعلم استخدام المعدات أو مساحات العمل عبر تطبيق افتراضي، فطالما تصورتُ أن حياتي المهنية ستتطلب مني التواجد في المكتب على الدوام وبوجود أشخاص آخرين حولي طوال الوقت.

وأنّ التحوّل إلى بيئة افتراضية والتعليم لم يعد مقصورًا على مساحة مادية، فهناك مجال كبير لتحسين طرق التعلّم الافتراضي، وأنا متفائلة بشأن مستقبل التعلّم عن بُعد الذي سيتيح تجربة مماثلة للتعلم في الصف.

وقالت: مثل هذه الجهود جعلت المجتمع الطلابي في مؤسسة قطر يشعر بالتقدير والاهتمام على الرغم من صعوبة الموقف، فالحالة الذهنية الجيدة للطلاب تجعلهم يبذلون قصارى جهدهم من الناحية الأكاديمية، وقد أتاح دعم مؤسسة قطر المستمر لهم الشعور بالراحة والتمكين خلال تلك الظروف.

كما أن الخطوات الهامة التي تم اتخاذها لضمان سلامتنا والعودة إلى الحرم الجامعي شجعتنا على التطلع إلى العودة لنمط الحياة الطبيعية.

من جانبها، قالت نعيمة المجدوبة طالبة أردنية، تدرس التصميم الجرافيكي في جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر، ان هذا العام أخرجها عن المألوف وجعل منها شخصًا أفضل نتيجة التحديات والمرحلة الحرجة التي مرّ بها الجميع، فنحن نواجه جائحة عالمية. في الوقت ذاته، نتعمق في دراسة التخصصات التي تثير اهتمامنا، ونعمل بأساليب مبتكرة للتغيير والتكيف مع طرق التعلم الجديدة وعلى الرغم من كل التحديات التي نواجهها، لانزال نتطلع إلى مستقبل مشرق.

مساحة إعلانية