رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

3808

حول الأزمة السورية.. حكمة أردوغان تنهي الخلاف مع ترامب خلال دقائق

28 ديسمبر 2018 , 06:28م
alsharq
أردوغان وترامب
الدوحة - بوابة الشرق:

احدثت المكالمة التي جرت بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان حول الأزمة السورية قبل اسبوعين "14 ديسمبر الجاري" والتي لم تستغرق سوى دقائق معدودة، دوياً عالمياً واسعاً بعد ان تلتها تغييرات جذرية على أرض الواقع في سوريا حيث اعلن الرئيس الأمريكي في أعقابها سحب قواته العسكرية من سوريا مقابل أن تقوم تركيا بالقضاء على تنظيم الدولة "داعش".

لم يكن يتوقع اكثر الناس تفائلاٍ أن تغير هذه المكالمة مجرى النزاع السوري في ظل الخلاف القائم بين تركيا وأمريكا والذي سببه دعم امريكا للقوات الكردية وحراكها المزدوج حيث انها تدعي أن عملها في سوريا يقوم على محاربة تنظيم الدولة "داعش" وفي النفس الوقت استغلت الدعم الامريكي لتلعب على ورقة تقوية وجودها على الحدود التركية السورية مما يشكل قلقاً بالغاً لدى تركيا.

وفي سياق ذي صلة كشف مسؤولون أمريكيون وأتراك تفاصيل مثيرة حول مجريات المكالمة الهاتفية بين ترامب وأردوغان، وقالوا إن إعلان ترامب في مكالمته مع أردوغان عن نيته سحب القوات الأمريكية من سوريا كانت مفاجئة بالنسبة للجانب التركي وكبار المسؤولين في واشنطن أيضا، وفي تجاوب سريع مع القرار الأمريكي أحدثت تركيا تغييرا للوضع على حدودها مع سوريا.

وأوضح المسؤولون أنه كان من المتوقع أن يوجه ترامب في المكالمة تحذيراً عادياً إلى أنقرة من شن عملية عسكرية في شرق الفرات، ولكن المفاجأة خالفت كل التوقعات بعد أن غير الرئيس الأمريكي سياسة واشنطن في الشرق الأوسط  تغييراً جذرياً وسلم إلى أنقرة مهمة استكمال الحرب على تنظيم "داعش".

وفيما يبدوا ان حكمة الرئيس التركي قد لعبت دوراً فاعلا في احداث تغييرات كبيرة في الأزمة السورية، حيث كشف مسؤول تركي لوكالة رويترز أنه خلال المكالمة وجه ترامب سؤالا لأردوغان قال له فيه: "إذا سحبنا جنودنا، هل ستستطيع تطهير المنطقة من داعش؟"، ولم يتأخر أردوغان كثيرا فرد عليه بأن الجيش التركي قادر على فعل ذلك.

وتفاعلا مع الرد التركي قام ترامب بإتخاذ قراراً مفاجئاً حيث قال لأردوغان إنه في "هذه الحالة ستعملون على ذلك" ثم وجه جون بولتون مستشار البيت الأبيض للأمن القومي الذي كان مشاركاً في المكالمة مع الرئيس التركي، ببدء إتخاذ الإجراءات اللازمة لسحب القوات الأمريكية من سوريا.

وأكد أحد المصادر المسؤولة التركية الخمسة المطلعة على الموضوع لـ"رويترز:" يجب القول إن هذا كان قرارا مفاجئا.. كلمة "المفاجأة" ضعيفة لوصف الوضع!".

في غضون ذلك، أكد مسؤولون أمريكيون أن قرار رئيس البلاد أثار أيضا صدمة في واشنطن، حيث حاول مسؤولون كبار، بمن فيهم وزير الدفاع جيمس ماتيس، إقناع ترامب بمراجعة موقفه إزاء الموضوع. وأكدت الوكالة أن ماتيس والمبعوث الخاص للتحالف الدولي ضد "داعش"، بريت ماكغورك، قدما الاستقالة بعد أن شدد ترامب على أنه لن يتراجع عن قراره.

في هذا السياق، كثفت أنقرة مشاورات مع الولايات المتحدة من جانب وروسيا من جانب آخر، فيما وضع البنتاغون خططا عدة لسحب قواته خلال عدة أشهر. وأكد أحد المسؤولين الأمريكان أن إحدى هذه الخطط تقضي بسحب القوات الأمريكية من سوريا في غضون 120 يوما.

وفي تقييمه لقرار ترامب، قال مدير برنامج الأبحاث التركية في معهد واشنطن، سونر جاغابتاي، إن أردوغان حصل على أكثر مما كان يريد، موضحا أن الرئيس التركي كان يرغب في وقف الدعم الأمريكي لـ"وحدات حماية الشعب" الكردية، وليس في انسحاب الولايات المتحدة من سوريا.

من جانبه، أشار مسؤول أمني تركي إلى أن طرد "وحدات حماية الشعب" من الحدود له أهمية استثنائية بالنسبة لأنقرة، وشدد في الوقت نفسه على ضرورة التنسيق حول مسألة من سيملأ الفراغ الذي سيتركه الانسحاب الأمريكي في المنطقة، محذرا من المخاطر التي سيجلبها عدم التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن.

مساحة إعلانية