رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

18918

نائب المدير الطبي بـ"حمد الطبية": آفاق جديدة لعلاج السكري من النوع الاول

28 نوفمبر 2020 , 07:00ص
alsharq
هديل صابر

كشف البروفيسور عبدالبديع أبو سمرة - مدير المعهد الوطني للسكري وأمراض الأيض نائب المدير الطبي بمؤسسة حمد الطبية - النقاب عن مشاركة المعهد الوطني للسكري وأمراض الأيض في أول تجربة على الخلايا الجذعية بالتنسيق مع معهد هارفارد للخلايا الجذعية، التي ستنفذ خلال العامين المقبلين، وهذه التجربة ستفتح الآفاق نحو علاج السكري من النوع الأول، والتي ستسهم في ترميم الخلايا التالفة بسبب الأجسام المضادة التي ينتجها المصاب بالسكري من النوع الأول.

وأوضح البروفيسور أبو سمرة قائلا: "إنَّ هناك دراسات حتمية في هذا الخصوص، حيث بالإمكان أخذ خزعة من خلية الإنسان سواء كانت من الدم أو الجلد لتحويلها لخلية جذعية، والخلية تستأصل من المصاب نفسه، لبرمجتها بالمختبر ليتم تشكيلها وتحويلها إلى خلية قلب، أو خلية مفرزة للأنسولين وتتم تنميتها في المختبر وإعادتها ثانية للشخص المصاب، حيث أثبتت الدراسات نجاعة علاج الخلايا الجذعية للسكري من النوع الأول لدى الحيوانات إلا أنها لم تطبق على الإنسان، وهذا ما سنقوم به بالتعاون مع معهد هارفارد للخلايا الجذعية، فالآمال معقودة على هذه الطفرة العلمية في هذا المجال".

وأعلنَّ البروفيسور أبو سمرة في حديثه لبرنامج نبض على إذاعة قطر، أنَّ دولة قطر تعكف على تنفيذ برنامج الكشف المبكر عن السكري ضمن الاستراتيجية الوطنية للسكري، الذي يستهدف كبار السن في المرحلة الأولى من البرنامج، ثم البالغين فوق الـ18 عاما، عن طريق العيادات الذكية التابعة للمراكز الصحية، فعملية الفحص لا تتبع الإصابة بالسكري فقط، بل تتبع الكشف عن عوامل الخطورة ومرحلة ما قبل السكري، ليتم إبلاغ المريض وإطلاعه على عوامل الخطورة واحتمال إصابته بالسكري، حيث يتم تقديم النصائح له، ويمنح العلاج الدوائي لمن اقتربوا من مرحلة الإصابة بالسكري نزولا على اختبارات الدم، وهذا يأتي ضمن خطة وطنية للكشف المبكر عن السكري غير المشخص، لافتا إلى أنَّ نسبة الذين لديهم عوامل خطورة للإصابة بالسكري 20% من البالغين أي واحد بين كل 5 أشخاص بالغين، إذ تعتبر النسبة مرتفعة، و3% لديهم سكري غير مشخص، يعيشون وداء السكري يحيا في جسدهم دون دراية.

 قطر للوقاية من السكري

وكشف البروفيسور أبو سمرة النقاب عن استعداد مؤسسة حمد الطبية بالتعاون مع شركائها الفاعلين داخل دولة قطر لإطلاق "برنامج قطر للوقاية من السكري" مطلع 2021، والذي يعد المشروع التعاوني البحثي الأكبر من نوعه في المنطقة، قائلاً: "يعدّ مرض السكري من أكبر التحديات الصحية التي تواجهها دولة قطر، بحيث يُقدر أن 17% على الأقل من البالغين من السكان يعانون من السكري، ومن المتوقع أن تشهد هذه النسبة ارتفاعاً ما لم يتم اتخاذ خطوات إيجابية على نطاق واسع لتغيير السلوكيات وتجنب عوامل الخطورة المرتبطة بمرض السكري".

واستطرد البروفيسور أبو سمرة قائلاً "يُعنى برنامج قطر للوقاية من السكري بعلاج العوامل والمشاكل الصحية التي تؤدي للإصابة بمرض السكري؛ حيث يركز هذا البرنامج البحثي على تحديد العوامل الجينية والجزيئية التي تتسبب في الإصابة بمرض السكري، ومن المتوقع أن يُساعد هذا البرنامج البحثي على تحديد الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالمرض وبإمكانهم الاستفادة من التدخل المبكر، كما يهدف أيضاً إلى تحديد أفضل الطرق الممكنة لتوقع الإصابة بالسكري من النوع الثاني، والوقاية منه والحد من تطوره".

وأشار البروفيسور أبو سمرة إلى أنَّ برنامج قطر للوقاية من السكري يعد ثمرة للتعاون البحثي المشترك القائم بين مؤسسات متعددة، إلى جانب مؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية؛ حيث شارك في إعداده كل من كلية طب وايل كورنيل، معهد قطر لبحوث الطب الحيوي، معهد قطر لبحوث الحوسبة في جامعة حمد بن خليفة، برنامج قطر جينوم، قطر بيو بنك للبحوث الصحية، الجمعية القطرية للسكري، سدرة للطب وشركة دروبي هيلث.

الاستعداد الوراثي والسكري

وأوضح البروفيسور أبو سمرة قائلا "إنَّ المسؤول عن الخلل في الجسم وبالتالي يؤدي إلى الإصابة بالسكري هو أنَّ الجسم يحتاج إلى هرمون الأنسولين، فالخلايا عندما تعجز عن إفراز كمية كافية من الأنسولين تؤدي إلى الإصابة بمرض السكري، ولدينا نوعان من السكري النوع الأول والنوع الثاني، ففي السكري النوع الأول الخلايا تلتهب وتتلف وتتلاشى ويصبح الشخص المصاب بالسكري من النوع الأول ليس لديه أي مقدار من الأنسولين فيحتاج إلى أن يحقن الأنسولين حتما كي يعيش وعادة ما يصيب الأطفال وصغار السن، لكنه قد يصيب الكبار أو البالغين ولكن بنسبة قليلة، أما السكري من النوع الثاني فالخلايا تتلف ببطء شديد، ويحدث في النوع الثاني من السكري أن مقاومة الجسد للأنسولين تزداد، فالخلية كي تستهلك السكر تحتاج لجزء معين من الأنسولين، ولكن عندما تصبح مقاومة الجسد للأنسولين أكبر تحتاج نسبة أكبر، فتؤدي لإفراز الخلايا أكثر فينتج عنه داء السكري النوع الثاني، ومن أهم الأسباب الرئيسية هو نمط الحياة، زيادة الوزن، إلى جانب قلة النشاط الحركي تؤدي إلى مقاومة الأنسولين، وهناك بعض الأسباب الوراثية، فضلا عن العمر كلها أسباب تسهم وتساعد مع نمط الحياة غير الصحي، فجميعها تؤدي إلى السكري من النوع الثاني، كما أنَّ الاستعداد الوراثي وحده لا يسهم في الإصابة ولكنه عامل من عوامل الاختطار، فإن كان نمط حياة الشخص غير صحي فنسبة احتمالية الإصابة تزيد".

كشف البروفيسور أبو سمرة عن أن المجتمعات الخليجية، ومن بينها دولة قطر تعاني من ارتفاع نسبة السكري بين البالغين، حيث إنها تصل إلى 17%، وفي دول المنطقة الأوروبية تصل نسبة الإصابة إلى 8%، بالرغم من أنَّ نسبة السمنة بين المنطقتين متساويتان إلى حد ما، إلا أنَّ بعض العوامل البيئة قد تؤثر في زيادة نسبة الإصابة، إلى جانب نمط الغذاء غير الصحي، لافتا إلى أنَّ مؤسسة حمد الطبية أجرت دراسة على عدد من الأشخاص تبين أن 61% من الذين يعانون من داء السكري لمدة 3 سنوات تجاوبوا مع نمط الحياة الصحي في تنظيم السكر في الدم بعيدا عن العقاقير، الأمر الذي يؤكد أن نماط الحياة الصحي من تغذية صحية ونشاط رياضي يؤثران في تنظيم السكر، والتعايش معه.

 المشروبات الغازية خطر

وحذر البروفيسور أبو سمرة في معرض حديثه من استهلاك المشروبات الغازية، والعصائر المحلاة، لاحتوائها على سكر الفركتوز الذي يدخل في الخلية دون الأنسولين، الأمر الذي أثبتته الدراسات أن له تأثيرا سيئا على صحة الإنسان، فالدراسات تؤكد أن السوائل المحلاة بالفركتوز لها تأثير سيئ وجب عدم تناولها أو الإقلال منها قدر المستطاع.

 سكري الحمل

وعرج البروفيسور أبو سمرة على سكري الحمل الذي يصنف كمرحلة ما قبل السكري، فالمرأة قبل الحمل لديها عوامل خطورة فيزيد الوزن وتقل الحركة، فمن لديها استعداد يظهر عليها السكري، ومن ثم يزول بعد الوضع، لذا نسميه سكري الحمل إن بدأ مع الحمل وانتهى معه، لكن إن استمر مع المرأة ما بعد الوضع فيصبح السكري من النوع الثاني، لافتا إلى أنَّ لسكري الحمل مضاعفات قد تحتاج السيدة الحامل إلى عملية قيصرية، إلى جانب إصابتها بارتفاع الضغط، ومضاعفات على الجنين، فالجنين لأم مصابة بالسكري يكون جسده كالإسفنج، حيث انه يمتص السوائل، فهذا الطفل معرض لمضاعفات خلال الولادة، لافتا إلى أن الجنين الذي يولد لأم مصابة بسكري الحمل يحيا حياة طبيعية، ولكن يكون أكثر استعدادا للإصابة بالسمنة وبالسكري، فمعالجة سكري الحمل يقي الأم والجنين، واحتمال إصابتها بسكري الحمل في حملها الآخر أمر وارد لكنه ليس حتميا.

واختتم البروفيسور أبو سمرة حديثه مشدداً على أهمية نمط الحياة الصحي الذي يعتبر الركيزة في الوقاية من الإصابة بداء السكري لاسيما النوع الثاني، كما أنَّ نمط الحياة الصحي قادر على ضبط السكري ووقاية الجسم من مضاعفاته.

مساحة إعلانية