محليات

1598

قطر تحصد جائزة "جوسي" الدولية للسلام لعام 2015

فازت دولة قطر بجائزة جوسي الدولية للسلام، بعد حصول السيد علي حمد عفيفة عضو فريق عمل شركات الاستقدام في قطر ونائب رئيس فريق عمل شركات الاستقدام بدول الخليج؛ على الجائزة لعام 2015، ضمن 16 شخصية من حول العالم، حيث تسلم الجائزة في احتفال كبير عقد بمركز المؤتمرات الدولي الفلبيني بالعاصمة الفلبينية مانيلا، وذلك بعد أن تم قبول ترشيحه من بين أكثر من 500 شخص تقدموا للحصول على الجائزة لهذا العام، نظرا لإسهاماته في تحسين الحياة الاجتماعية بطرق سلمية للآلاف من أبناء الفلبين ونيبال والهند وإندونيسيا وبنجلاديش وغيرها من دول جنوب شرق آسيا، عبر توفير فرص عمل كريمة لهم في قطر.

وعقب تسلمه للجائزة قال السيد علي عفيفة ان هذه الجائزة ليست لشخصه، ولكنها جائزة لدولة قطر قيادة وحكومة وشعبا، ولهذا الوطن الغالي الذي مهما يقدم له الإنسان فهو مقصر، لذلك فإنني أهدي هذه الجائزة لوطني الحبيب قطر محاولة لرد جزء من جميل هذا الوطن الغالي المعطاء عليَ.. مشيرا إلى أنه على الصعيد الشخصي فقد كان الفوز بهذه الجائزة التي تأتي في المرتبة الثانية بعد جائزة نوبل للسلام، وفاز بها العديد من الشخصيات العامة منهم السيد الصادق المهدي، والأمير بندر بن سلطان آل سعود، والفنان العالمي أنطوني كوين؛ بمثابة إنجاز كبير في مسيرة حياتي العملية، يتوج الجهود التي بذلتها خلال السنوات الماضية من أجل النجاح في عملي وتحقيق الطموحات المختلفة، التي كان من أهمها أن أقوم برفع اسم بلدي عاليا في أحد المحافل الدولية المهمة كجزء بسيط من الشكر والامتنان لما قدمه لي هذا الوطن المعطاء.

سمعة طيبة عالميا لقطر

وأوضح أن الجائزة تشترط أن يكون الشخص المتقدم لها والحائز عليها، قد قام بتقديم جهود خدمت البشرية في مجال عمله، وهو الحمد لله ما استطعنا إثباته للجائزة، كما ساعد على ذلك السمعة الطيبة التي تتمتع بها قطر عالميا بفضل القيادة الحكيمة في ظل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني امير البلاد المفدى، والإنجازات التي سمع بها القاصي والداني، ومبادرات صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر حرم سمو الأمير الوالد في المجالات المتعددة لإنقاذ ودعم وتعليم الأطفال، وكذلك المبادرات الخيرية والإغاثية التي قدمتها قطر لدول عدة حول العالم حال تعرضها لأي كوارث أو طوارئ.

وكشف السيد علي عفيفة أنه توصل لاتفاق مع سعادة الدكتور علي بن صميخ المري رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، على إقامة توأمة بين اللجنة والشركات التي تعمل في مجال استقدام الأيدي العاملة، بحيث يكون هناك تعاون وتواصل مستمر بين الجانبين، وتكون هناك استفادة واستجابة سريعة في حالة حدوث اي مشاكل للعمالة إذا حدثت، ويكون هناك جانب ودور أوسع للتوعية، خاصة وأن اللجنة قامت بفتح 4 مكاتب للتعاون مع الجاليات حيث تم البدء بالجاليات الهندية والنيبالية والمصرية والفلبينية، وسيكون هناك تطوير أكثر في هذه المجالات الفترة القادمة.

حماية حقوق العمال

وأشار السيد علي عفيفة الى أنه قد تقدم بملفه إلى الجائزة مرشحا عن دولة قطر "كجزء من عملي ورد فعلي على المشككين وحملات الهجوم التي تعرضت لها دولة قطر خلال الفترة الماضية، عقب الفوز بتنظيم كأس العام 2022، بأن دولة قطر لا تحافظ على حقوق العمال وتهدرها، ليكون ذلك ردا واقعيا وعمليا على كل هذه الأمور، جنبا إلى جنب مع تطبيق النظام الجديد لحماية الأجور من قبل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، بحيث يتم تحويل الرواتب إلى البنوك لكل العاملين في القطاع الخاص من أجل التأكد من التزام الشركات بضمان حقوق العمال وسدادها في الوقت المحدد بدون أي تأخير، خاصة وأنني أعمل في مجال استقدام الأيدي العاملة في جميع المجالات والتخصصات منذ عام 1983، حيث قمنا باستقدام حوالي 30 الف شخص منهم 12 الف شخص من الفلبين وحدها، مشيرا إلى أن النقطة الأساسية التي كانت مرجحة في فوزي بالجائزة أنني تقدمت للجائزة من خلال مجال عملي، وهو استقدام الأيدي العاملة إلى دولة قطر من دول متعددة في أفريقيا وآسيا، وأنني قد ساعدت الأشخاص الذين قمت باستقدامهم إلى الدوحة على تحسين مستوى الحياة الاجتماعية لديهم، الأمر الذي انعكس على أبنائهم وزوجاتهم وأسرهم سواء كانوا داخل الدوحة أو خارجها.

وتابع قائلا قمت بتقديم ملفي على هذا الأساس حيث استغرق وقتا يصل لحوالي 5 أشهر، وحوالي 5 مرات لمقابلة ومناقشة اللجنة في الملف الذي تضمن شهادات واقعية مسجلة بالصوت والصورة، من الأشخاص الذين قمنا باستقدامهم إلى قطر ويعملون بها، خاصة وأن النسبة الكبرى منهم تقوم بتجديد عقودهم بعد انتهائها مرة أخرى، ومنهم من امتدت مدة عمله ووجوده في الدوحة أكثر من 20 او 25 عاما، وقد قدم هؤلاء الأشخاص صورة حقيقية واقعية عن وضع الأيدي العاملة في قطر من خلال تقديم تجربتهم الشخصية في العمل والإقامة بدولة قطر، وكيف كان لهذا الأمر التأثير الإيجابي عليهم وعلى أسرهم وعلى مسار حياتهم بشكل عام اقتصاديا واجتماعيا ومهنيا، ولفت إلى أن أغلب الشركات في دولة قطر التي تعامل معها على مدار عدد ليس بالقليل من السنوات، تقوم بالمحافظ على حقوق العمال وتوفر لهم أفضل أماكن السكن والإقامة والرواتب والتسهيلات المختلفة.

دعم ومساندة

ونوه عفيفة بالدعم والمساندة المعنوية التي تلقاها من الدولة لدعم ترشيحه للجائزة، حيث قام بتقديم ملف المشاركة إلى معالي الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية "وقد وافق معاليه مشكورا على تقدمي للجائزة ومشاركتي بها، كذلك دعم ترشحي للجائزة سعادة الدكتور عبد الله بن صالح الخليفي وزير العمل والشؤون الاجتماعية، وكذلك غرفة التجارة والصناعة واللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، وقمت بتقديم الملف بمجهودي الشخصي لأنني لا أنتظر شيئا من وراء هذا الأمر وانما هذه الجائزة هي اقل القليل الذي يمكن أن أقدمه لبلدي" وقدم الشكر للسفارة القطرية في مانيلا و للسيد حمد المالكي القنصل بالسفارة على الاستقبال والاهتمام والتواجد خلال حفل تسليم الجائزة ، وأوضح السيد عفيفة الفائز بجائزة جوسي الدولية للسلام أن العلاقات القطرية الفلبينية تتميز بالشراكة والتعاون الوثيق، في ظل أن دولة قطر تقوم باستقدام أعداد كبيرة من الأيدي العاملة في المجالات المختلفة من الفلبين، وهو الأمر الذي كان له الأثر الإيجابي على الملف وساهم في حصولنا على الجائزة.

وعما ذكرته لجنة الجائزة في حيثيات فوزه بها عن مسيرته في الحياة العملية وعمله بالقوات المسلحة القطرية وعمله في مجال الموارد البشرية والإدارة وغيرها، وما ساهمت به هذه المسيرة العملية في تكوين تجربته التي رأت اللجنة أنه يستحق الجائزة من خلالها؛ قال السيد علي عفيفة انه قد قام بالخدمة لمدة 29 سنة في القوات الخاصة بالقوات المسلحة القطرية، وتجربة العمل في المجال العسكري كانت بالنسب له ثرية ومفيدة لحد بعيد، حيث ان العمل العسكري يعلم الإنسان أشياء كثيرة للغاية لم يكن يعلمها ويساعده في تطوير نفسه بشكل كبير في جوانب متعددة، كان لها أثر إيجابي أيضا بعد أن أصبح على قوة الاحتياط وعمل بمجال التجارة في مجال استقدام الأيدي العاملة والمجالات الأخرى، لافتا إلى أن الفوز بجائزة رفيعة القدر والمستوى مثل جائزة جوسي للسلام تلقي بأعباء جديدة على الإنسان في الفترة القادمة.

نموذج لتنمية الإنسان

من جهته قال سعادة السفير باري جوسي رئيس مجلس ادارة مؤسسة جائزة جوسي للسلام في تصريحات خاصة للصحف القطرية، ان السيد علي عفيفة يمثل نموذجا للعاملين في التنمية ورخاء الانسان، ليس فقط في قطر بل في كل منطقة جنوب اسيا، واشار جوسي الى ان السيد علي عفيفة عمل على محاربة الفقر عبر اعطاء فرص عمل جيدة لآلاف من ابناء منطقة جنوب آسيا، هؤلاء الناس الذين كانوا بلا عمل، لذلك السبب قررت مؤسسة جائزة جوسي منحه هذه الجائزة لايجاده فرص عمل لهؤلاء الناس اولا، وللتعامل الانساني الذي وجدوه منه.. واشاد جوسي بنهضة قطر الشاملة في كافة المجالات، الامر الذي تتضح معالمه لكل زائر في كافة مجالات الحياة، مما يدل على وجود رؤية مستقبلية ثاقبة تساهم في تحقيق هذه الإنجازات.

واضاف سعادة السفير جوسي ان السيد عفيفة اختير من بين 500 شخصية دولية تقدمت للتنافس على جائزة جوسي للسلام؛ وأنه اختير وفقا للمعايير الصارمة التي يتم منح الجائزة بموجبها، لافتا إلى أن الجائزة كبرى واصبحت تلفت انتباه العالم وأنه لايقبل مقارنتها بجائزة نوبل للسلام، لأن لكل من الجائزتين شخصيتها المستقلة، فجائزة جوسي لاتتبع خطى جائزة نوبل بل تعمل على تكريم شخصيات تختارها وفقا لمعايير جائزة جوسي.

واشار الى ان والده الذي يحمل اسم الجائزة احد ابطال حقوق الانسان المعروفين، وظل يعمل لخدمة الناس بدون مقابل. واكد انه يسير على خطى والده في العمل بدون مقابل، مدفوعا بالثقة والتواضع ومحبة الناس، وقال سعادته ان مؤسسة جوسي تدعم جهود العاملين في مجالات الصحة والطب ومحاربة الفقر، والسلام، وتمنى ان يحصل عدد من ابناء البلاد العربية على الجائزة في الدورات القادمة.

واشار الى ان الفائز بالجائزة لايحصل على اي مبلغ مالي ولكنه يحصل على احترام العالم وتقديره، لان الفائز بجائزة جوسي يعرف بين الناس بانه عمل من اجل كرامة الانسان، ونصح سعادته الفائز علي عفيفة بالاستمرار في الاعمال الخيرة بعد حصوله على الجائزة، لانه الان بطل ليس على مستوى قطر فقط بل على مستوى العالم.

قطر دولة رائدة

وعلى هامش حفل التكريم قال سعادة جيمس.ر. مانتشام الرئيس السابق لجمهورية سيشل في حديث خاص للصحافة القطرية، انه سعيد بحصول ابن من أبناء قطر على جائزة مرموقة مثل جائزة جوسي للسلام، وأوضح أن الجائزة جمعت هذا العام عددا مقدرا من العاملين بمجالات التنمية ومحاربة الفقر، بالإضافة الى العاملين بالحقل الطبي الذين تابعنا انجازاتهم على مدار يوم كامل في منتدى طبي ضمن المنتديات المصاحبة للجائزة.

واكد سعادته ان وجود السيد علي عفيفة ضمن المختارين لجائزة جوسي هذا العام، يوضح ان دولة قطر دولة رائدة وناهضة، ليس فقط بمواردها وإمكانياتها الطبيعية بل ايضا بقيادتها الحكيمة التي وفرت الامن والاستقرار في دولة قطر، ولابد ان الناس يشعرون بالامتنان لتوافر هذا الامن والاستقرار لإدراكهم مدى المصاعب التي يواجهها العالم اليوم، وماحدث في باريس في الايام السابقة يوضح بجلاء مدى مايواجهه العالم من تحديات.

واضاف ان ماحدث في فرنسا لايمكن معالجته ضمن الاجندة العسكرية وحدها، فمشكلة التطرف تنتمي الى كل العالم المتحد، اذ يمكننا قتل المتطرفين لكن لايمكننا قتل افكارهم، وبالتالي نحن ملزمون بدراسة جذور المشكلة حتى نجد لها حلا جذريا. فالحل العسكري هو حل قصير الاجل بينما الحلول الجذرية تحتاج الي اصحاب الارادة القوية، الذين يفكرون اولا في كل العالم ثم الشعوب وبعد ذلك في انفسهم. وقال سعادته ان الفقر هو احد اسباب التطرف والارهاب في هذا العالم، لذلك فجهود المنظمات الخيرية التي تعمل في تخفيف حدة الفقر تعمل على جعل حياة الانسان افضل، فالانسان الفاقد للامل وللمستقبل ينخرط في التطرف بسهولة اكبر.. وعندما دعاه علي عفيفة لزيارة قطر لحضور كأس العالم قال سعادته انه يتطلع لزيارة قطر في اقرب فرصة.

فخر للقطريين

من جانبه اكد السيد حسن يوسف الحكيم ـ رجل أعمال ـ ان فوز السيد علي عفيفة بجائزة جوسي العالمية للسلام تلك الجائزة رفيعة المستوى التي تأتي في أهميتها على نفس مستوى جائزة نوبل، هو فوز لكل القطريين وفخر لهم، خاصة أنها جاءت في توقيت مهم للرد على كل الادعاءات الخاصة بملف العمال في قطر، واستندت الى تكريم شركة من الشركات العاملة في مجال التوظيف وجلب العمالة من الخارج، بما يؤكد ان كل ما تردده وسائل الإعلام الأجنبية هو مجرد افتراءات لا أساس لها من الصحة..

مضيفا ان تلك الجائزة إنما منحت له لجهوده في تقديم كافة اوجه الرعاية للعاملين الذين قام برفد سوق العمل القطري بهم، علاوة على كونه ساعد الآلاف الذين قام بتوظيفهم في تحسين ظروفهم المعيشية، وهو ما انعكس بالطبع على اقتصاد دولهم.