محليات

489

العمادي: بروتوكولات علاجية للوقاية من العنف والتحرش الجنسي

قالت الدكتورة شريفة العمادي-المدير التنفيذي لمركز الحماية والتأهيل الاجتماعي-إنَّ "المركز" يشهد تطورا ملحوظا على كافة المستويات لاسيما بعد الإعلان عن الهيكل التنظيمي الجديد والذي حمل رؤية وأهداف واستراتيجيات جديدة للمركز، فضلا عن التغييرات على مستوى الفئات المستهدفة، مشيرة إلى أنَّ المركز بات يستهدف في برامجه التوعوية والتأهيلية على المرأة والطفل والفتاة.

وأضافت الدكتورة شريفة العمادي في تصريحات على هامش افتتاح ورشة "كيف نحمي أطفالنا من العنف؟" التي نظمها المركز مساء الأول من أمس كأولى فعالياته في المقر الإداري الجديد، قائلة " إنَّنا في المركز معنيون بالتأهيل والتوعية والوقاية من العنف الذي يتعرض له كل من المرأة والطفل والفتاة، إلى جانب الأشخاص الذين يتفاعلوا مع هذه الفئات كالمعلمين والمعلمات على سبيل المثال لا الحصر، مشددة على دور المركز التوعوي الرامي إلى تكريس مبدأ التوعية والتثقيف للفئات المستهدفة، وتدريبهم على حماية أنفسهم من العنف من خلال بروتوكولات علاجية وقائية، الأمر الذي يعتبر أولوية ثم يأتي في المقام الثاني التأهيل من بعد تعرض الفئات المعنية ببعنف بكافة أشكاله ".

ولفتت الدكتورة العمادي إلى أنَّ "المركز" يقدم استشارات خاصة حيث يتضمن المقر الجديد حجرات لتقديم العلاج الفردي، وأخرى لتقديم العلاج الأسري ، وثالثة لتقديم العلاج الجماعي، موضحة أنَّ المركز بالإمكان أن يستقبل حالات لتدريبها على الحماية من العنف والتحرش سيما للأطفال بهدف تدريبهم على الأساليب التي من خلالها يستطيعوا حماية أنفسهم، مؤكدة أهمية العلاج للفئات المستهدفة حيث إذا تعرض الطفل أو المرأة أو الفتاة للعنف ولم يجد كل منهم الرعاية اللازمة لن يستطيع أي منهم أن يرفع من تقدير ذاته لنفسه فالعلاج الأسري أساسي، مشددة على الجانب الوقائي معتبرة أنه الأهم لحمايتهم من العنف أو التحرش الجنسي ..

وأعلنت الدكتورة العمادي خطة برامجية للمدارس المستقلة والخاصة من خلال عدد من الورش حول العنف الذي يتعرض له الطفل، يقدمها فريق مؤهل في المدارس.

هذا وقد تناولت الورشة التدريبية طرق حماية الأطفال من العنف قدمها الدكتور درع الدوسري- مستشار العلاقات العامة والاعلام في شركة الريان للاعلام والتسويق- الذي أكدَّ أنَّ التحرش الجنسي و"البويات" من الظواهر المنتشرة في عدد من المجتمعات الخليجية، لافتا إلى ضرورة رفع وعي الناشئة، وحمايتهم من كل ما هو مستورد لا يتناسب مع تعاليم الدين ومع العادات والتقاليد السائدة في منطقة الخليج.

وحذر الدكتور الدوسري خلال الندوة من أثر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من قبل الأبناء لساعات طويلة، لافتا إلى أنَّ هذه الوسائل استنزفت وقت وطاقة الجيل، الذي بإمكانه الاستفادة من طاقته في الإبداع والابتكار.

وتناول الدكتور الدوسري في الورشة محور إنطواء الأطفال محذراً الأهالي من ترك الطفل وحيدا دون اشباع حاجاته النفسية والعاطفية، أو ترك مهمة العناية به للخادمة، الأمر الذي دون أدنى شك سيؤثر سلبا على الطفل، لافتا إلى أنَّ الطفل الذي لا يجد حاجته عند ذويه لاسيما والديه سيبحث عنها عند الغرباء وبالتالي يصبح الطفل لقمة سائغة لأصحاب النفوس الضعيفة.

واستعرض الدكتور الدوسري خلال الورشة الأسباب التي تقود للعنف ضد الأطفال وهي عدم اتباع التعاليم الإسلامية، التمسك بالطرق التربوية الخاطئة، إهمال الأطفال وعدم متابعة شؤونهم وإيكال المهام لأشخاص كالخادمات والمربيات، معرجا على أسباب العنف التي قد تكون لعوامل اجتماعية كالخلافات الأسرية، الطلاق والانفصال، وعوامل اقتصادية تتعرض لها الأسرة كالفقر، عوامل نفسية كترك التربية للخادمات، فضلا عن الأمراض النفسية لدى أحد الوالدين كالفصام، البارنويا، القلق، الاكتئاب، الوسواس القهري، اضطرابات الشخصية والتضاد مع الآخرين.

ولخص الدكتور الدوسري تأثير العنف على الأطفال وأثره في إحداث أضرار تعليمية للطفل كصعوبات التعلم، التأخر الدراسي وترك الدراسة، فضلا عن الأضرار الجسدية كالتشوهات والكسور والاعتداء، أضرار اجتماعية ومنها صعوبة التواصل مع الآخرين، اعتداء الطفل على الآخرين، الانفصال عن الآخرين والرغبة في العزلة، وأضرار سلوكية ونفسية كفقد الثقة بالمدرسة، تراجع مفهوم القدوة، انخفاض مستوى التحصيل العلمي، وقف الإبداع والابتكار، تراجع قيمة الاحترام لديه.

واختتم الدكتور الدوسري الورشة داعياً الوالدين والأسر التي تعاني من بعض المشكلات باللجوء إلى الإرشاد نفسي والسلوكي، والاهتمام بالأطفال من حيث تقديم العلاج النفسي والسلوكي والعلاج الدوائي وصقل المهارات.

وتناول السيد عبد العزيز آل اسحاق -مدير إدارة التوعية المجتمعية بالمركز- الجانب الإعلامي والإلكتروني وكيف نحمي ابنائنا من العنف في هذه الوسائل، كما بين خطورة استخدام التكنولوجيا عند الأطفال وركز على المبادئ الأساسية لاستخدامات الأطفال لكل وسائل التكنولوجيا.

وفي هذا السياق عبر السيد عبد العزيز عبد الملك - رئيس قسم الإنتاج في إدارة التوعية المجتمعية بالمركز " بأننا في صدد انتاج العديد من الورش التي تهتم بقضايا وحماية الطفل والمرأة والفتاة وضحايا التصدع الأسري، فالورشة تميزت بالتفاعل الايجابي من قبل الحضور الجماهيري الكبير الذين طالبوا بإعادة تلك الورشة وتنظيم ورش أخرى تهتم بقضايا الطفل.

هذا وكانت تهدف الورشة إلى الحد من العنف المدرسي عن طريق التوعية بأبرز أساليب التعامل التربوي مع حالات العنف و تثقيف المجتمع بطرق التعاون بين المدرسة والمنزل إضافة إلى إ يجاد آليات فاعلة بين المدرسة والمركز في مجال حماية الطفل من العنف.