رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

1837

مناهضة التجارب النووية بداية الطريق نحو تحقيق عالم أكثر أمنًا

28 أغسطس 2017 , 01:30م
alsharq
الدوحة - قنا

مع تصاعد الأزمة بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية بسب إصرار الأخيرة على امتلاك السلاح النووي وعدم الامتثال لقرارات مجلس الأمن الدولي، يحتفل العالم غدا الثلاثاء، باليوم الدولي لمناهضة التجارب النووية الذي يوافق 29 أغسطس من كل عام.

ففي الأول من ديسمبر 2009، اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الرابعة والستين قرارا بالإجماع باعتبار يوم 29 أغسطس يوما دوليا لمناهضة التجارب النووية، حيث دعا القرار إلى زيادة الوعي والتثقيف بشأن آثار التفجيرات التجريبية للأسلحة النووية أو أي تفجيرات نووية أخرى وضرورة وقفها باعتباره من الوسائل الكفيلة بتحقيق هدف إيجاد عالم خال من الأسلحة النووية.

مبادرة من كازاخستان

وقد بدأ هذا القرار بمبادرة من كازاخستان، إلى جانب عدد كبير من الراعين والمشاركين، بهدف إحياء ذكرى إغلاق موقع "سيميبالاتينسك" للتجارب النووية في 29 أغسطس 1991، ويهدف هذا اليوم إلى تحفيز الأمم المتحدة، والدول الأعضاء، والمنظمات الحكومية الدولية والمنظمات غير الحكومية، والمؤسسات الأكاديمية، والوسائط الإعلامية للقيام بالتعريف والتثقيف بشأن ضرورة حظر تجارب الأسلحة النووية، والدعوة إلى ذلك بوصفه خطوة قيمة نحو تحقيق عالم أكثر أمناً.

وشهد عام 2010 الاحتفال الافتتاحي باليوم الدولي لمكافحة التجارب النووية ومنذ ذلك الحين وفي كل عام، يشهد اليوم تنسيق أنشطة في جميع أنحاء العالم، مثل الندوات والمؤتمرات والمعارض والمسابقات والمنشورات والمحاضرات في المؤسسات الأكاديمية والبث الإذاعي وغير ذلك من المبادرات.

إن نزع السلاح النووي، الذي وصفه بان كي مون الأمين العام السابق للأمم المتحدة بأنه "خير عام عالمي من أعلى المستويات" هو مفتاح السلام والأمن وهو ما يتحدث عنه اليوم الدولي لمكافحة التجارب النووية، كما أن الوثيقة الختامية للمؤتمر الاستعراضي لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية لعام 2010 أعربت عن قلقها البالغ إزاء العواقب الإنسانية الكارثية لأي استخدام للأسلحة النووية، وأكدت من جديد ضرورة أن تمتثل جميع الدول في جميع الأوقات للقانون الدولي المطبق، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي.

حظر التجارب النووية

وتواصل اللجنة التحضيرية لمنظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية والدول التي صدقت عليها بقوة دفع الجهود من أجل دخول المعاهدة حيز النفاذ، حيث وقعت 183 دولة على المعاهدة، بينما أودعت 166 صكوك تصديقها وهناك حاجة إلى تصديق ثماني دول كي يبدأ تنفيذها .. وفي هذا الإطار اعتمد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم 23 سبتمبر من العام الماضي قرارا يحث الدول التي لم توقع أو تصدق على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية على فعل ذلك، لدخولها حيز التنفيذ في أقرب وقت ممكن.

وتقول السيدة إيزومي ناكاميتسو وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والممثلة السامية لشؤون نزع السلاح "لا يوجد طريق واحد للقضاء على الأسلحة النووية، وينبغي أن نواصل بذل كل الجهود من أجل اتخاذ تدابير أخرى لتحقيق عالم خال من الأسلحة النووية والحفاظ عليه".. مؤكدة أن مبادرات مثل اليوم الدولي لمكافحة التجارب النووية تشكل جزءاً من الجهود العالمية الرامية إلى إيجاد عالم خال من الأسلحة النووية.

وهناك علامات واضحة على إحراز تقدم على مختلف الجبهات من جانب الدول الأعضاء، تعمل على الصعيد المتعدد الأطراف وعلى الصعيد الثنائي ومن خلال إجراءات انفرادية ، والمعاهد العلمية، ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الشعبية، وقد دفعت هاتان الأخيرتان الزخم للضغط على حكوماتهما وغيرها على إعادة النظر في صحة حيازة الأسلحة النووية.

العصر النووي

وبالعودة إلى عام 1945 وتحديدا يوم 16 يوليو بدأت الولايات المتحدة العصر النووي في ساعات ما قبل الفجر عندما قامت بتفجير قنبلة ذرية وزنها 20 طنا تحمل الاسم الكودي "ترينيتي" في ألاموغوردو، بنيومكسيكو، وتحت مظلة "مشروع مانهاتن"، كان الهدف الأصلي من التجربة هو تأكيد إمكانية تصميم سلاح نووي داخلي الانفجار، كما أن ذلك منح العلماء والجيش الأمريكي فكرة عن الحجم والتأثيرات الفعلية لتلك التفجيرات النووية قبل استخدامها في ميدان القتال.

وبينما أثبتت تجربة ألاموغوردو العديد من تأثيرات التفجير، إلا أنها عجزت عن توفير فهم ذي مغزى للسقاطة النووية المشعة، والتي لم تكن مفهومة جيدًا بواسطة علماء المشروع حتى سنوات لاحقة.. كما أسقطت الولايات المتحدة قنبلتين ذريتين على اليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية واحدة قنبلة انشطارية من النوع المدفعي لم يتم تجربتها تسمى "ليتل بوي" على هيروشيما في 6 أغسطس 1945، وقنبلة أخرى من النوع داخلي الانفجار مثل التي تمت تجربتها في ألاموغوردو وتسمى "فات مان"، على ناجازاكي في 9 أغسطس، وقد أودت هاتان القنبلتان بحياة ما يقرب من 220.000 مواطن ياباني على الفور، كما لقي ما يزيد عن 200.000 شخص مصرعهم لاحقاً من الجرعات الإشعاعية الفتاكة الزائدة.

وخلال العقود الخمسة الماضية وتحديدا بين عامي 1945 و 1996 وهو عام التوقيع على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، تم إجراء ما يزيد عن 2000 تجربة نووية في جميع أنحاء العالم، حيث أجرت الولايات المتحدة 1032 تجربة بين عامي 1945 و 1992 ، والاتحاد السوفيتي 715 تجربة بين عامي 1949 و1990، والمملكة المتحدة 45 تجربة بين عامي 1952 و 1991 ، وفرنسا 210 تجارب بين عامي 1960 و 1996 ، والصين 45 تجربة بين عامي 1964 و 1996.

تجارب نووية

كما تم عقب التوقيع على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية إجراء حوالي 5 تجارب نووية، حيث أجرت الهند تجربتين في عام 1998 ، وباكستان تفجيرين في العام نفسه، كما أعلنت كوريا الشمالية أنها أجرت تجربة نووية في عام 2006.

وتنوعت صنوف التجارب النووية في جميع أنواع البيئات فوق الأرض وتحت الأرض وتحت المياه، كما تم تفجير القنابل في أعالي الأبراج وعلى متن البارجات وتم تعليقها من بالونات، وعلى سطح الأرض وأسفل المياه حتى أعماق 600 متر، وتحت الأرض حتى أعماق تزيد عن 2400 متر، كما تم إسقاط قنابل التجارب بالطائرات وإطلاقها بواسطة الصواريخ حتى 200 ميل في الغلاف الجوي.

وعلى الرغم من حظر تجارب الغلاف الجوي بعد التوقيع على معاهدة الحظر الجزئي للتجارب النووية في عام 1963 الا أن فرنسا أجرت آخر تجربة في الغلاف الجوي عام 1974، بينما أجرت الصين آخر تجربة لها من نفس النوع في عام 1980.

أما بالنسبة للتجارب تحت المياه فقد تم إجراء أول تجربة نووية تحت الماء بواسطة الولايات المتحدة في عام 1946 في باسيفيك بروفينج جراوندز بجزر مارشال بهدف تقييم تأثيرات الأسلحة النووية المستخدمة ضد السفن البحرية، وفي عام 1955 أجرت الولايات المتحدة ،في عملية ويغوام، تجربة نووية واحدة تحت الماء على عمق 600 متر لتحديد نقاط ضعف الغواصات تجاه الانفجارات النووية، وقد تم حظر التجارب النووية تحت الماء عن طريق معاهدة الحظر الجزئي للتجارب النووية في عام 1963.

التجارب تحت الأرض

أما مصطلح "التجارب تحت الأرض" فيشير إلى أن التفجيرات كانت تتم على أعماق متباينة تحت سطح الأرض وقد شكّل هذا النوع غالبية التجارب بلغت 75% من جميع التفجيرات النووية أثناء الحرب الباردة 1945-1989، أي ما يزيد عن 800 من جميع التجارب التي أجرتها الولايات المتحدة الأمريكية وحوالي 500 من جميع التجارب التي أجراها الاتحاد السوفيتي في ذاك الوقت، وقد تم حظر التجارب النووية تحت الأرض بواسطة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية التي تمنع جميع التفجيرات النووية على الأرض.

وبالنسبة للترسانات النووية فقد شهدت تضخماً هائلاً خلال الحرب الباردة، من عدد لا يكاد يتجاوز 3000 سلاح نووي في عام 1955 إلى ما يزيد عن 37000 سلاح بحلول عام 1965 ، امتلكت الولايات المتحدة منها 31000 سلاح فيما امتلك الاتحاد السوفيتي 6000 سلاح ، وإلى 47000 سلاح بحلول عام 1975 امتلكت الولايات المتحدة منها 27000 سلاح فيما امتلك الاتحاد السوفيتي 20000 سلاح، وما يزيد عن 60000 سلاح في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي امتلكت الولايات المتحدة منها 23000 سلاح فيما امتلك الاتحاد السوفيتي 39000 سلاح.

ولم يشهد العالم أي انخفاض جوهري في أنشطة التجارب النووية والحصول على الأسلحة النووية بين الدول المالكة للأسلحة النووية حتى بداية التسعينيات من القرن الماضي. وقد وصل إجمالي عدد التجارب النووية في النصف الثاني من ثمانينيات القرن الماضي إلى 174 تجربة، فيما تم إجراء حوالي ست تجارب نووية بين 1998 و 2009 للهند وباكستان وكوريا الشمالية.

اقرأ المزيد

alsharq القمم العربية الطارئة منذ تأسيس الجامعة العربية.. دواعي الانعقاد وأهم القرارات

يشكل الهجوم الإسرائيلي الغادر الذي استهدف أحد المقرات السكنية لعدد من قادة حركة حماس في العاصمة الدوحة خرقا... اقرأ المزيد

230

| 13 سبتمبر 2025

alsharq  العمل الإنساني العالمي.. مفاهيم راسخة تمثل الضمير الحي للبشرية

يعد اليوم العالمي للعمل الإنساني، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2008 ويُصادف 19 أغسطس من كل... اقرأ المزيد

202

| 18 أغسطس 2025

alsharq إيطاليا تغرّم شركة ملابس صينية شهيرة مليون يورو.. ما حقيقة المواد المستخدمة؟

غرّمت هيئة مراقبة المنافسة الإيطالية، اليوم الإثنين، الجهة المسؤولة عن المواقع الإلكترونية في أوروبا لمجموعة شين للتجارة عبر... اقرأ المزيد

300

| 04 أغسطس 2025

مساحة إعلانية