رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

اقتصاد

2362

السوق القطري يفتقد "قمر الدين" السوري لأول مرة منذ عقود

28 يونيو 2015 , 02:35م
alsharq
الدوحة - بوابة الشرق ,عوض التوم

لأول مرة منذ عقود، يفتقد السوق القطري (قمر الدين) السوري أحد أهم العصائر تواجدا على مائدة رمضان، وأحد المشروبات التي تميز بها الشهر الفضيل في العديد من البلدان العربية والإسلامية.

ويعود السبب في غياب قمر الدين عن الأسواق للأوضاع السياسية المأزومة التي تعيشها سوريا هذه الأيام، حيث بدأ قمر الدين مع تطورات الأزمة، في الاختفاء تدريجيا إلى أن غاب تماما عن الأسواق والمحلات التجارية خاصة خلال هذا الشهر الكريم حيث تزداد الحاجة إليه، وكان قد قفز سعر الكرتونة في رمضان الماضي إلى أسعار فلكية تراوحت بين 320 إلى 350 ريالا، وذلك قبل أن يصل إلى حد الندرة ثم يختفي تماما من الأسواق، وذلك مقارنة بــ 150 ريالا للكرتونة مع بدايات الأزمة، في وقت لم يكن يتجاوز سعر الكرتونة الــ 75 ريالا عندما كانت الأحوال مستقرة.. وصادر قمر الدين يتدفق على الأسواق من سوريا عبر المنافذ المختلفة، أي بواقع 3 ريالات للحبة زنة نصف كيلو، بينما الآن وصل سعر الحبة مابين "14 إلى 22 ريالا.

ولكنها ومع اشتداد حدة الأزمة وإغلاق كل المنافذ سواء من سوريا نفسها أو طرق العبور إلى الأردن ولبنان وتركيا وغيرها فتوقفت أي إمكانية لجلب قمر الدين، وصعب على الناس التحول إلى النوعيات الأخرى لعدم قدرتها على منافسة قمر الدين السوري المعروف بتميزه وبجودته العالية.

ويقول تجار ومستوردون للمواد الغذائية إن الأزمة السورية تسببت في توقف استيراد مادة قمر الدين التي كانت تأتي من غوطة دمشق الشهيرة بزراعة أنواع الفاكهة ومنها المشمش البلدي السوري وكافة أنواع المشمش التي يصنع منها أنواع من الحلويات أو المشروبات ومنها قمر الدين السوري المعروف.

وذكروا أن المستهلك القطري بالرغم وجود البدائل من قمر الدين المجفف أو العصائر إلا أنه يرغب في الحصول على قمر الدين السوري، مشيرين إلى أن الاستهلاك في قطر من قمر الدين خلال شهر رمضان المبارك يتراوح مابين 40 إلى 50 طنا.

ولقمر الدين فوائد صحية عديدة خاصة في شهر رمضان، ربما هي السبب الرئيسي في حرص الصائم على وجود قمر الدين ضمن مائدته الرمضانية، ومن فوائد قمر الدين الصحية تقوية جهاز المناعة وتنشيط حركة الجهاز الهضمي، ويزيد من قوة الجسم الدفاعية ضد الأمراض لاحتوائه على فيتامين "أ" بنسبة عالية وينظم عمل الأمعاء وينصح بتناوله قبل الأكل، كما يقوي عصير قمر الدين الأعصاب ويهدئها ويقي من التعب والإرهاق ويزيل الأرق وينشط نمو الأطفال ولذا ينصح بتناوله الأطفال الذين يقبلون على الصيام فضلا عن غناه بالكالسيوم والحديد، وفتح الشهية ولذلك هو مفيد لمن يعانون من عدم الرغبة في الأكل على الإفطار، ومفيد جدا للمصابين بفقر الدم والرياضيين وأصحاب الأعمال المرهقة والنساء الحوامل، يعالج قمر الدين الإسهال وغزارة الطمث وسوء الهضم.. ويقول عنه المعلم بن سينا "منقوع المشمش يسكن العطش".

ومعروف أن قمر الدين يصنع من المشمش عن طريق تجفيف عصير ثمار المشمش ثم صبه في صحون كبيرة أو على ألواح خشبية ملساء مدهونة بزيت الزيتون بعد غليه على النار، ثم يترك ليجف تحت الشمس ثم يتم تقطيعه إلى قطع مستطيلة أو مربعة لتغلف على شكل طبقات، أما اليوم فتتم صناعة قمر الدين بأحدث الآلات والمصانع الحديثة والمتطورة التي انتشرت في دمشق وغوطتها والمخصصة لهذه الصناعة التي اشتهرت بها.

وتروى العديد من القصص والحكاوي حول أصل التسمية "قمر الدين" يقول بعض الناس إن الكلمة جاءت من أنه يهل على الناس في رمضان، وهو شهر الدين، بينما يرجع البعض الاسم إلى أن أحد أشهر صانعيه كان يسمى قمر الدين، والبعض يقول إن أصل الاسم سببه أن قمر الدين يطرح في الأسواق عادة قبيل شهر رمضان بيوم أو ليلة الرؤية لذلك ارتبط اسمه باسم قمر رمضان أو هلال رمضان.

مساحة إعلانية