رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

6883

الدكتور محمد العنزي الأخصائي النفسي: تعليم الأبناء التفكير الإيجابي يسهم في مقاومة المخاوف

28 مارس 2020 , 07:05ص
alsharq
د. محمد العنزي
حيدر عدنان:

** علينا البحث عن المعلومات الصحيحة من مصادرها الموثوقة

** دور كبير للأسرة في الظروف الحالية التي نمر بها

** التغير وليس الثبات هو الوضع الطبيعي في الحياة

قال الدكتور محمد العنزي، أخصائي نفسي: إن الظروف الحالية فرضت علينا جميعاً البقاء لأكبر فترة زمنية في المنزل ومع العائلة، وهذا الأمر يخالف عادات البعض منا، والذي اعتاد البقاء خارج البيت لساعات طويلة سواء في العمل أو غيره من الأمور الحياتية المختلفة.

ولفت العنزي خلال استضافته على برنامج حياتنا على قناة قطر، نحن من كنا نردد عبارة "إننا اشتقنا لتلك الفترة التي كنا نقضي جل وقتنا في البيت مع الأهل والأحبة"، ونتحدث عنها في سابق الأيام، لطلما شعرنا أن المنزل هو المكان الوحيد الذي نحصل فيه على التقدير والرضا.

وبين أن الظرف الحالي وبقاء الأشخاص في المنزل قد يولد الضغط على الإنسان وعلى تفكيره وعلى سلوكه وعلى علاقته التي كان معتادا عليها، لكن الإنسان يعرف أن الوضع الطبيعي في الحياة هو التغير وليس الثبات.

وأوضح أن بعضنا غير معتاد على الجلوس في المنزل، لكن أتى وباء فيروس كورونا، فجأة من غير سابق إنذار وفرض علينا الجلوس في المنزل مجبرين على ذلك لصالح أنفسنا ولصالح الآخرين من انتشار وتفشي الوباء.

البقاء بالمنزل

وخاطب العنزي، غير المعتادين على الجلوس في المنازل، أن هنالك أياما في السابق لا يكون عندك المزاج في الخروج من المنزل، فيأتي أحدهم إليك ليقنعك بالخروج لكنك تصر على البقاء في المنزل لأن مزاجك ورغبتك عدم الخروج من المنزل، وأحيانا أخرى نرغم أنفسنا على الجلوس في المنزل لوجود أمر يحتم علينا ذلك، كوجود ظرف معين خاص بنا، سواء لامتحان أو أي ظرف آخر، مبينا أن لدينا القدرة على البقاء في المنازل وإدارة انفسنا، وهو أكثر شيء نحتاجه الآن في التعامل مع مثل هذه الظروف.

وكشف عن أن هذه الظروف الحالية قد تولد لدى البعض الضغط وهذا الضغط يوجب عليك أن تؤمن أن لديك ثقة في التحكم في الحياة والظروف التي من حولك، وانك تستطيع أن تدير نفسك وتستطيع أن تدير الأشياء من حولك، مبينا أن الأمور من حولك سهلة، حيث إنك لا تعاني من مصاعب أو ألغاز، وأن الأمور سهلة وواضحة جدا أمامنا، وهنالك إجراءات معينة يجب أن نتبعها، وهنالك مجموعة من الناس متواجدون ليساعدوك من خلال أرقام معينة نشرتها الدولة.

دور الأسرة

وقال العنزي، إن هنالك دورا كبيرا للأسرة في هذا الظرف الذي نمر به، حيث نجتمع الآن مع الوالدين والأبناء والعائلة وهذا المكان المناسب الأول الذي تربينا فيه، وطباعنا مأخوذة منه، وما زلنا نتذكر الأيام والذكريات الجميلة لتجمع العائلة، مبينا أننا كنا قبل فترة قليلة نقول، أين ذهبت أيام جلوس الأسرة مع بعضها البعض، في أوقات الغداء والعشاء، وها هي الأيام تعود إلينا.

وأشار إلى أن هنالك معايير يجب اتباعها في الأسرة الصحية أولها التفاهم القائم على فهم الانفعالات وإدارتها ما بين الأسرة، والعمل على معرفة رب الأسرة إذا ما كان هنالك تخوف من احد الأبناء من الوضع الراهن، والعمل على تحديد ما هو الخوف وما هو مصدره، مؤكدا أن فهم الوضع هو أول معيار من معايير الأسرة الصحية وهو التفاهم.

وبين الدكتور العنزي، أن البعض منا لا يشعر بالخوف لأن العدوى قريبة، حيث يعرف أن العدوى بعيدة ويعرف أيضا أن الأمور تم السيطرة عليها لكن يخاف على عملية الفقد لا سمح الله ممن يحبهم.

وتابع إن دور الأهل -الأب والأم- في الفترة الحالية يجب أن يسهم في تخفيف وطأة الظرف الحالي على الأبناء وعلى الأسرة كاملة.

اقتراب عائلي

وأشار العنزي، إلى أن الظروف الحالية علمتنا الكثير من الأشياء، من ضمنها طبيعة وآلية غسل اليدين بطريقة صحيحة، ومراقبة الأسطح وعدم لمس أي منها إلا في حالة التأكد من نظافتها، وطبيعة عملية السلام على الأشخاص، كما أعطتنا الكثير من التركيز على الحياة والذي اعتبره جيدا من ناحية تعلم المهارات في التواصل مع الأبناء.

ولفت إلى أن الظروف الحالية دعتنا إلى الاقتراب اكثر من العائلة ومعرفة طبيعتنا بشكل أكبر والأمور التي نحبها ونتابعها، داعيا أولياء الأمور إلى ضرورة معرفة الألعاب التي يلعبها الأبناء في الأجهزة اللوحية، وهذه الأمور جيدة التي من شأنها أن تجعلنا أقرب منهم ونفهم بشكل أكبر، ومن ثم ندير الأمور بكل بساطة.

وحول الخوف بين الدكتور العنزي، انه يتكون من شيء معرفي وشيء جسماني، وإذا ركزنا على الشيء المعرفي مثل (التفكير الإيجابي) بحيث نغذي العقل دائما والقائم على الوعي وعلى تبصير الذين هم بحولك بالحقيقة وليس على الوهم (كتلك الإشاعات التي تبين أن الإصابات بـ فيروس كورونا تكون عن بعد أو ما شابه من إشاعات ليس لها أساس من الصحة، وهي التي بينتها لنا وزارة الصحة بشكل مفصل وحقيقي، وهذا ما يسمى تغذية العقل بالتفكير الإيجابي.

تفكير سليم

وأكد الدكتور العنزي، أن عقل الإنسان كلما تغذى أكثر بالمعرفة الصحيحة والمبنية على المعلومة المعلوم مصدرها سوف يكون تعامله مع الظروف مبنيا على التفكير السليم والهادئ، إضافة إلى تعليم الأبناء مهارات التعامل مع الظروف الصعبة، مثال إذا وجدت أحد الأشخاص عليه أعراض المرض عليك الابتعاد عنه، والتأكيد على المفهوم الجميل الذي لدينا وهو (سلامتك تعني سلامتي وسلامتي تعني سلامتك) ويكون من خلال العمل على غسل اليدين وتعقيمها باستمرار.

وأشار إلى أن تعليم الأبناء آلية التفكير الإيجابي ومن ثم المهارات السلوكية يسهم في مقاومة المخاوف والعمل على تبديدها والعيش بسلام.

وقال الدكتور العنزي، إن عقولنا وأفكارنا بأيدينا لا يمكن أن نسمح لأي شيء أن يعكر مزاجنا أو أن تؤدي بنا إلى الوهم والتصور الخاطئ للأشياء ومن هذه الأمور مسألة الأخبار، حيث إن الإنسان يبحث عن الأمان في كل شيء والأصل أن تبحث عن المعلومات الصحيحة من مصادرها الموثوقة والمحددة من الدولة وعدم اتباع وسائل التواصل الاجتماعي غير المبنية على المصداقية وغير محددة المصدر والتي من شأنها أن تزيد المخاوف لدينا.

اتزان انفعالي

وعن الاتزان الانفعالي، بين الدكتور العنزي انه التعلم بكيفية أن يكون لدينا اتزان انفعالي في الحياة، بحيث تكون انفعالاتك مبنية على الهدوء، موضحا أن جسم الإنسان إذا كان حاصلا على الطاقة الكافية من النوم بحيث يصل الأكسجين إلى الدماغ بسرعة بصورة كافية، ويحصل الجسم على طاقته الكافية من الغذاء الصحي يؤدي به إلى أن يكون متزنا، بحيث تكون نظرته للأشياء والأخبار مبنية على الصحة وتمحيصها من العقل.

وقال إن علينا الالتزام بأمور ثلاثة أولها المحافظة على التنظيف والتعقيم، ومن ثم النظر إلى الأشياء على أنها تحد وليست مخاطر، إضافة إلى مسألة التحكم في التفكير وهي ضرورية لكل شخص فينا.

مساحة إعلانية