رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

294

"عيد الثقافي" ينظم دورة "أعمارنا أعمالنا"

28 مارس 2015 , 04:34م
alsharq
الدوحة - بوابة الشرق

نظم مركز الشيخ عيد الثقافي التابع لمؤسسة عيد الخيرية دورة تأهيلية قدمها الأستاذ صلاح اليافعي التربوي والمدرب المعروف بعنوان "التمكين في الذات" ضمن فعاليات حملة ركاز قطر"أعمارنا أعمالنا"، سعيا لتحقيق التأهيل الذاتي للشباب وشرائح المجتمع وحثهم على العمل الإيجابي والإنتاجية من خلال استغلال عناصر الإنتاج وهي الوقت، الدافع، الأدوات، التشغيل، العائد، التقييم، التقويم، استمرت الدورة لمدة خمس ساعات بفندق رتاج ريزدانس.

وإستهدفت الدورة الشباب والعمل على تأهيلهم، ضمن الإطار العام لأهداف الحملة في تحفيز الأفراد والمجتمعات نحو تبني محمود الأخلاق وتطبيقها، تقديم النموذج الإنساني والمجتمعي لكل من ينشد الرقي الأخلاقي الذي يجمع ما بين المثالية الحقة والواقعية الصادقة والتطبيق العملي بمنهجية سليمة مستمدة من ديننا الحنيف، تحصين الإنسان والمجتمع في مواجهة كل ما يخالف الثوابت الأخلاقية، تحقيق التوازن ما بين الإيمان والسلوك من خلال تزكية النفس وتطهيرها، وتعزيز طاقات الإنسان الأخلاقية من أقوال وأفعال وتوجيهها في مسارها الصحيح.

التمكين الخارجي بعد التمكين الذاتي

وأكد الأستاذ صلاح اليافعي خلال الدورة أن التمكين الخارجي وتأهيل الفرد لن يأتي إلا بعد التمكين الذاتي للشخص، مستشهدا بنموذجين من أصحاب الرسالات السماوية الإصلاحية من الأنبياء الذين ذكرهم الله في القرآن الكريم وهما قصة سيدنا موسي عليه السلام في سورة القصص وقصة نبي الله يوسف مع إخوته كما في سورة يوسف.

إعداد رباني

وبين اليافعي مراحل الإعداد الرباني لهذين النبيين منذ صغرهما وحتى مماتهما وكيف تم إعدادهما ليقودا الأمم بعد ذلك، فكان التمكين والإعداد الذاتي أولا، حتى يتمكنا من التمكين الخارجي والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وقيادة قومهما وتبليغ الرسالة الربانية.

المعاناة تصنع الرجال

وشدد اليافعي على أن المعاناة والشدة التي يتعرض لها الإنسان هي التي تصنع الرجال، وأن الصعاب وتحديات الحياة ما هي إلا مراحل تربوية يمر بها الإنسان وأنها تثقل مهارات الرجال الذين يتم إعدادهم للمهام الجليلة منذ صغرهم ونعومة أظافرهم، بينما نجد على النقيض من ذلك في عصرنا الحالي هناك من هو فوق سن الثلاثين من عمره ولا يزال يعتمد على أبويه في كافة قراراته حتي في أبسط أموره.

الابتلاء بعد التمكين

وانطلق الأستاذ صلاح اليافعي بعد ذلك من مقولة " لا يُمكّن الإنسان إلا بعد أن يبتلى" مشيرا إلى الابتلاءات الكثيرة التي تعرض لها نبي الله يوسف بعد أن اطمأن واستقر في قصر العزيز حيث جاءه ابتلاء الإغراء من سيدة القصر وكان اختبار صعب وابتلاء عظيم ولكن في نهاية المطاف وبعد أن أتم الله عليه كامل مهاراته واستعداداته لأن يحمل الرسالة ويقود الأمة هنا أصبح مبادرا كما ذكر الله " قال اجعلني على خزائن الأرض إني عليم حفيظ".

قواعد التمكين الست

وحدد اليافعي قواعد ست للتمكين الذاتي عند الإنسان أولها: التركيز في المبادرات، والبعد التام عن تشتيت النفس والانخراط في مجالات وطرق تؤدي الى قله التركيز والإنتاج التي معها لا يستطيع تحصيل أي شئ في الجملة بل لا بد من التركيز في إنهاء المهام المكلف بها على أكمل وجه وبكل طاقاه ونشاطه والبعد التام عن الكسل والتسويف، مشيرا إلى الفرق بين القائد الناجح والقائد الفاشل فالناجح هو المبادر دائما والذي يسبق الآخرين بخطوة كما قال الشاعر إني رأيت وقوف الماء يفسده، فالعمل والتخطيط للمستقبل على أسس علمية وإصرار على تحقيق الأهداف يقود إلى النجاح والتميز.

وذكر أن المبدأ الثاني فهو: وضوح النهايات، إذ لابد من التخطيط السليم وإعداد منهج في الحياة يسير عليه الفرد ومعرفة مساره الذي يحدده مسبقا حتى لا تتشتت به الطرق والأهواء والثالث هو: ترتيب الأولويات، وضرب مثلا بنموذج تخطيطي أوضح خلاله أن أمور حياتنا تسير وفق نموذج هام وعاجل أو هام وغير عاجل ، منوها أنه يجب على الإنسان الموازنة بين أمور حياته واختياراته في أولوياته حسب هذا المخطط.

وأضاف: المبدأ الرابع هو: المثابرة على الطاعات، مؤكدا على أهمية الجانب الروحي والقرب من الله في النجاح والحفاظ على الاستمرار في تحقيق النجاحات في الحياة لذاته أولا ومن ثم يتعداها لغيره بالإصلاح والتوجيه والتأهيل، ليكون عاملا إيجابيا في المجتمع لافتا أن المبدأ الخامس هو: الجدية في الحياة، حيث أشار اليافعي إلى أنه لابد من الموازنة بين الجد والهزل وأن الإنسان المتوازن هو من يوازن في حياته بين الجد والمرح، إذ لابد من المرح في حياة الإنسان مثل الجد تماما.

أما المبدأ الأخير من قواعد التمكين فهو: إدارة العلاقات، فالإنسان الناجح هو من يستطيع أن يدير كل علاقاته الإنسانية بنجاح في كافة المستويات مع أهل بيته وفي عمله ومع أبنائه وأصدقائه ومسؤولية في العمل إذ لابد من أن يعطي الإنسان كل ذي حق حقه، وهذا ما حثنا عليه نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

من عوامل النجاح

ولفت الأستاذ صلاح اليافعي إلى أن هناك ثلاث أمور هامة يجب تحقيقها في أي مشروع إنساني ليحقق التمكين فيه وهي: الرؤية ، الالتزام ، المهارات.

وأعرب الحضور عن إعجابهم بالدورة وما تعلموه من مهارات جديدة تفيد في تحقيق التأهيل الذاتي والتمكين الشخصي وفي مناحي الحياة، حيث قال أحد الشباب وهو محاسب استفدت كثيرا من الدورة التي أصفها بالممتعة وتعلمت منها أشياء ومهارات جديدة واكتسبت معلومات لم أكن أعلمها من قبل، وقال آخر باحث في مجال التكنولوجيا استمتعت كثيرا بالتدريبات العملية التي مارستها أثناء الدورة وأكسبتني علوما إضافية، وقال ثالث طالب في كلية الآداب قسم الإعلام بجامعة قطر من أهل الخور حرصت على حضور الدورة كي أتعلم مهارات جديدة واكتسب الثقة في نفسي أثناء مواجه الجمهور والتي تخص مجال عملي عندما أتخرج من الجامعة بإذن الله.

ويدعم حملة ركاز لتعزيز الأخلاق "أعمارنا أعمالنا" هذا العام وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وموقع الشبكة الإسلامية إسلام ويب، وجمعية قطر الخيرية ومؤسسة الشيخ ثاني بن عبد الله للخدمات الإنسانية "راف"، انطلاقا من الشراكة المجتمعية ودعم الأنشطة والبرامج التربوية الهادفة خاصة التي تستهدف الشباب والفتيات، والراعي الإعلامي جريدة الشرق، كما يدعم الحملة رتاج للتطوير العقاري ومجمع إزدان مول وحياة بلازا والعربية للعود.

مساحة إعلانية